روايتي الثانية :) وقعت في صوتك قبل ان اراك

  سحبت ڤالنتين ثوب زفافها الأبيض خلفها بثِقل، وكأنهُ يحمل وزن العالم فوقه.

لتقف أمام الرجُل الذي سيُصبح زوجها، وشريكها لبقية حياتها.
لا شيء سوى هدوء الناس وصوت القسيس يطلبُ منها ترديد قسم الزواج خلفه.
ومابين الهدوء وصوت القسيس كان صوت ذلك الرّجل الغريب.. الذي لا تعرف حتى وجهه.
صوتهُ يجتاحُ أذنها ويطغي على قلبها ليحثها على الهرب.
ماكان من ڤالنتين إلا أن تسحبَ ثوب زفافها وتركض نحو البوابة الكبيرة لتُغادر الكنيسة، دون النظر خلفها، ودون مراقبة ردود فعل الحاضرين.
خرجت وأكملت ركضها وكأنهُ لا يوجد غداً.
ذلك الرجل الذي لا يعرفها ولا تعرفه قد غيّر حياتها بطريقة غير مباشرة.
وكان صوته هو كلّ ماتعرفهُ منه.

هلا حبيبتي

كيفك؟ان شاء الله تمام

وااااي حللووووو

رواية ثانيه من نفس المبدعه

انا انتظرك بفااارغ الصببر

عجبتني البدايه رغم انها غامضه

واتمنى تكملين بأسرع وقت

ورح اظل اقلك ان روايتك السابقه احلى رواية قريتها وانا متأكده انه الجديده اكيد احلى واحلى

موفقه حبي

انتظرك

[rtl]هذا مجرد شرح وتوضيح لشي حصل معاها قبل أربع شهور ومضى، ومن البارت  الجي رح تعرفوا بعد الأربعة الشهور ايش حصل معاها ❤
أعطوني رآيكم ف هذا البارت
________________________________________

*قبل أربعة أشهر*
"مرحباً بِكم مع إتش مجدداً، هذه الليلة سنستقبل الكثير من الإتصالات حول موضوعنا الذي تحدثنا عنهُ سابقاً.." بدأ صوت الرّجل يثرثر من الراديو.
"ماهذا الهُراء الذي تستمعين لهُ؟" سألت ڤالنتين أختها التي بدت متحمسة جداً مع البرنامج.
"هذا ليسَ هُراءاً إنهُ من أنجح البرامج علئ الراديو." قالت ليليان مبررة وهي تقود سيارتها بخفة.
"لا أرى أيّ نجاح لحد الآن." قالت ڤالنتين مجدداً بملل.
"إنهُ برنامج منوّع يقوم بتقديم النصائح في العلاقات بشكل عام، ويقومون بطرح المواضيع المختلفة والجديدة، إنه جيد استمعي له." قالت ليليان لتحاول إقناع أختها العنيدة بإعطاء البرنامج فرصة.
"يصلنا الآن إتصال من إيرلندا، مرحباً جيني هل تسمعينني؟" قال مقدّم البرنامج.
"مرحباً إتش، سعيدة جداً بالتحدث إليك." قالت الفتاة التي تُدعى جيني من على الطرف الآخر وقد بدت سعيدة جداً لمحادثة هذا الرجل الغريب الذي ينادونهُ بـ إتش.
"يسرّني إسعادك، ماهي مشكلتك ياحلوتي؟" سأل المقدم.
بدا هذا الرّجل من كلامه لعوباً ومشاغباً.
استمعت ڤالنتين جيداً للمكالمة من باب الفضول فقط.
"أنا وحبيبي مُختلفين جداً ولا نتوافق كثيراً، وبدأتُ التظاهر بأني أُحب كرة القدم لأجله وعندما سألني عنها ولم أعرف بمَ أُجيب غَضب مني واتهمني بالكذب." قالت جيني وقد بدت وكأنها على وشك البكاء وقد شعرت ڤالنتين بالشفقة عليها.
"جيني، اسمعيني، لا يحب أي رجُل أن يواعد فتاة ليست على طبيعتها معه، فقط صارحيه، أنا متأكد أنه إن كان يُحبك فهو لن يتخلى عنكِ لأجل هذه التوافه." قال المُقدّم وقد بدا جدياً في حديثه.
لربما ڤالنتين أساءت تقدير هذا الرجل، فهو يعرف كيفَ ينصح.
"سنُجيب على إتصالٍ آخر.. من كندا، مرحباً هايلي." عاد يقول المُقدّم.
"ڤالي لقد وصلنا." قالت ليليان فجأة لتقاطع إستماع ڤالنتين للراديو.
شكرت ڤالنتين شقيقتها ونزلت من سيارتها ثم تقدمت نحو الباب لتجدُه يُفتح لها قبل أن تطرُقه.
"مرحباً ڤالي، لقد كنتُ أنتظر قدومك من النافذة." قال رايان الذي وقفَ شامخاً في ثيابه الأنيقة يتفحصها تقفُ عند الباب.
"مرحباً، رايان كيفَ هو حالُك؟ ما الجديد؟" سألتهُ ڤالنتين ببساطة وقد دخلت لمنزله وجلست فوق الأريكة.
"لا شيء، فقط أقوم بتخطيط زفافنا." قال رايان مبتسماً لها ابتسامة متكلفة.
"أتعلم، لقد قُلت 'زفافنا' أي يجدر بنا التخطيط لهُ معاً." قالت لهُ ڤالنتين ساخرة.
وقد شعرت بالحُزن قليلاً كونها لا تستطيع حتى المشاركة في أبسط الأشياء.
"لا أُريد إزعاجك يا ڤالي وأنتِ تعلمين هذا، ولكن كما تشائين سأقوم بإلغاء إستعداداتي ونبدأ بالتخطيط معاً." قال رايان بلُطف وقد اقترب منها لتنظر له.
"شُكراً." همست ڤالنتين بخجل وهي تنظُر أرضاً.
رفعَ رايان رأسها بأطراف أصابعه برقة شديدة لتنظر في عينيه،
 

"رايان، كلّا، ليس الآن." قالت ڤالنتين وهي تنهض.
"لماذا؟" سألها وهو يحاول كبح أعصابه.
"لستُ مستعدة." قالت لهُ ببساطة.
لطالما كانت ڤالنتين ذلك النوع التقليدي من الفتيات اللواتي لا يُفضلن خسارة عُذريتهن قبل الزواج.
هي تريدُ خسارتها في مكانٍ مميز، ووقتٍ مميز، مع شخصٍ مميز..
ولكن تجري الرّياح بما لا تشتهي السُفن، صحيح؟
"خسارة عُذريتك الآن أم لاحقاً لن يُشكل فرقاً فأنا سآخذها بأية حال." قال رايان منفعلاً وقد قبّض يده على أحد وسادات الأريكة ليعتصرها غضباً في يده.
"هل يمكنك مراعاة مشاعري قليلاً؟ أنتَ لا تتحدث عن جماد." قالت لهُ ڤالنتين متألمة من حديثه الوقح.
"لا يهم." قال رايان ببرود.
"بل أنت غير مهتم." ردّت ڤالنتين حانقة.
"ارحلي." قال لها محاولاً السيطرة على نوبة غضباً.
"بالطبع سأرحل الأمر ليس وكأني أعشقُ التواجد معك!" صاحت بهِ ڤالنتين وخرجت من منزله لتتركهُ هو وأفكاره القذرة وشأنهما.

إستقلت سيارة أُجرة وعادت لمنزلها وأقفلت باب غرفتها قبل أن يسألها الجميع كيف كان موعدها مع زوجها المستقبلي.
هي تُريد التخلّص من هذا الإلتزام، تُريد الحرّية..
لا تستطيع إستشارة أحدهم، فهي لا تثِقُ بأحد ولكنها كانت تحتاج للنصيحة في مثل هذا الوقت.
ولسببٍ ما طرأ حديث شقيقتها عن برنامج الراديو، يمكنها الإتصال بإسمٍ مجهول الهوية، وتُخبره عن مشكلتها ويقدم لها النصيحة.
بحثت ڤالنتين عن رقم البرنامج، ثم أخذت نفساً عميقاً وقامت بالإتصال.
"مرحباً معكِ إدارة البرنامج، هل لي بمعرفة إسمك ومنطقتك؟" سأل أحدهم من على الطرف الآخر وقد بدا صوتهُ مختلفاً عن صوت المقدّم.
"إسمي ڤي، من الولايات المتحدة الأمريكية." قالت له بهدوء وهي تُراقب باب غرفتها لا يفتحهُ أحد.
"حسناً، انتظري عدّة دقائق من فضلك." قال الرّجل ثم ساد الصمت.
انتظرت لعشر دقائق.
"معنا إتصالٌ آخر من ڤي، من الولايات المتحدة الأمريكية، مرحباً بكِ يا ڤي." قال المُقدّم وقد بدا صوتهُ.. لم تعرف كيف تصفهُ ڤالنتين، هو صوته ذاته ولكنهُ بدا في سمّاعة الهاتف أكثر وضوحاً وأقل تشويشاً.
كان ضخماً خشناً جعل ڨالنتين تصمت في حضرته.
"ڤي، هل تسمعينني؟" سأل المُقدم.
"أجل أجل، آمم مرحباً." قالت ڤالنتين بتردد.
"مرحباً عزيزتي، ماهي مشكلتك؟" سألها بنبرة لطيفة.
"هل من الطبيعي أني لا أُريد خسارة عذريتي قبل الزواج؟" سألتهُ ببساطة.
رغم أنها إنسانة خجولة ولكنها لا تمانع التحدث بهذه الطريقة على الهاتف أو رسائل نصية، فهو لا يرى وجهها ولا يعرف من هي.
"طبيعيّ للغاية، وخصوصاً إن كان مجرد حبيب عابر، فأنتِ حتماً لا تُريدين إعطاءها لأي رجُل." أخبرها بجدية.
"إنهُ في الحقيقة خطيبي." قالت لهُ بهدوء.
"حسناً.. ، اسمعي، الأمرُ في النهاية يعتمد على قلبك، ما الذي يخبركِ به؟ هل تحبينه؟ هل يستحق؟ لا يهم إن كان خطيبك أو حبيبك أو حتى مجرد صديق." قال لها وقد شعرت من أسلوبه وكأنهُ صديق، يمكنها الحديث معه عن كلّ شيء.
"في الحقيقة أنا لا أحُبه، أعني هو ليسَ سيئاً ولكني لا أظن أني واقعة في حُبه." شرحت لهُ ڤالنتين مشاعرها.
"كيف لا تحبينه وهو خطيبك؟ أأنتِ مُرغمة على زواجك؟" سألها بجدية.
لم تهتم ڤالنتين للجمهور الذي يستمع لها الآن ولكن كلّ ماكانت تهتمّ له هو نصيحة هذا الرجل.
"ظروف عائلية أرغمتني." قالت لهُ مبررة.
"أيّ ظروف عائلية! ڤي، أتعرفين ماهو الزواج؟ هو عهد تكونين مقيدة له طيلة حياتك، هل هذه الظروف فعلاً تستحق التضحية؟ ولو كانت عائلتك تهتم لأمرك بمقدار ذرة لما أرغمتك على الزواج في المقام الأول." قال لها المقدّم منفعلاً وكأنهُ جزءٌ من مشكلتها مما جعل ڤالنتين تبتسم للطافته.
"زواجي الاسبوع القادم، بما تنصحني إذاً؟" سألتهُ ڤالنتين بقلق.
"كوني أنتِ وأُهربي" قال لها بهدوء.
قُطع خطّ الإتصال فجأة، لترى بطارية هاتفها قد فرغت.
لقد أرادت أن تسأله ما الذي يقصده؟ كيف لها أن تهرب؟
استسلمت ڤالنتين، وفكرت بأن الإتصال بهذا الرّجل كان فكرة غبية، ولكن لا تستطيع إنكار بإن كلامه لازال يتردد في مسامعها.

مضت الأيام سريعاً وهي لا تتحادث مع رايان كما كانت من قبل.
ولكنها اكتفت بإحتباس غصّات بكاءها وارتدت ثوب زفافها.
الجميعُ يضحك ويقوم بتهنئتها ويستمتعون بوقتهم.
وماذا عنها هي؟ لم يسأل أحدهم عن قلبها..
سحبت ڤالنتين ثوب زفافها الطويل خلفها المُثقل بأحزانها وهمومها.
لم تشعر مطلقاً بأنها في العشرينات، شعرت وكأنها ارتدت ثوباً ليس ثوبها وعُمراً غير عمرها وأحزاناً لا تُناسبها.
ولكنها نزلت السلالم بأية حال، وكلمات الرّجل تتردد في مسامعها.
"اهربي."
"اهربي."
"اهربي."
هزّت ڤالنتين رأسها يُمنة ويسرة سريعاً لتتخلص من صوته ولكنه لازال هناك.
وقد بدأت كلماته تستحوذ على تفيكرها.
"ڤالنتين آن ثيودور، هل تقبلين برايان سبنسر زوجاً لكِ؟" سأل قسيس الكنيسة.
نظرت لهُ ڤالنتين ثم نظرت لرايان الذي رمقها بإحدى ابتساماته المزيفة.
وصوت ذلك الرجل لا يتوقف عن التردد في ذهنها.
ماكان من ڤالنتين إلا إن تسحب ثوبها خلفها وتركض نحو مخرج الكنيسة.
نحو اللامكان..[/rtl]

السلام عليكم  كيفك

*بعد سنة.*
"ڤي! ڤي! ڤي!" بدأ الناس يهتفون بإسمي لتشجيعي.
رفعتُ زجاجة النبيذ الممتلئة وبدأتُ بإرتشافها سريعاً دفعة واحدة حتى أنهيتها.
"ڤي الفائزة!" قال أحد الفتيان.
التفتُ للفتاة التي بجانبي وهي تضحك بشكلٍ هيستيري لشدة ثمالتها.
"هل نلعب مجدداً؟" سألني.
"كلا سأتقيأ." قلتُ له.
"حسناً، ولكن هذه أفضل حفلة على الإطلاق." قال مبتسماً وهو يفتح لنفسه زجاجة جديدة.
حاولتُ المشي وسط حشد الناس في المنزل حتى وصلت لدورة المياه وقمتُ بإبتلاع قُرص 'اسبرين' لتخفيف الصداع الذي سيصيبني غداً.
ثم استلقيتُ فوق السرير  
فتحتُ عينيّ على هدوء غير متوقع..
كم الساعة الآن؟
استطيع أن أرى بأنها الظهيرة في الخارج.
"سمارا.. " ناديت ولكنها لا تجيب.
فنهضتُ من فوق السرير، وتوجهت نحو غرفة المعيشة لأجد المنزل نظيفاً..
من المستحيل أن تكون سمارا قد نظفته..
"صباح الخير، كيف الصداع؟" سألتني سمارا وهي تخرج من دورة المياه.
"صباح الخير لكِ أيضاً، لقد اخذتُ قرص اسبرين بالأمس." قلتُ لها.
"أجل، هذا جيد." تمتمت بهدوء وهي تدخل للمطبخ وأنا اتبعها.
"من نظف المنزل؟" سألتها.
"خادمات منزل والدي." قالت بلامبالاة.
"أجل صحيح، أكادُ أنسى بأنكِ إبنة أحد أشهر الرجال." قلتُ ضاحكة.
"المهم، ماهي خططك لليوم؟" سألتني مبتسمة.
"لمَ تسألين؟ هل تخططين على شيء؟" سألتها في المقابل.
"كلا، أردتُ أن نُشاهد فيلماً." قالت لي كالطفلة.
"حسناً، سأستحم ثم نشاهده." قلتُ لها ثم توجهت نحو دورة المياه.
أنا محظوظة جداً لوجود سمارا في حياتي، فلولاها لكنتُ الآن ميتة.
منذُ هروبي ذلك اليوم قبل سنة وأنا لم أعرف أين أذهب استمريتُ بالركض حتى خيم الليل، لازلتُ أذكر ماحدث كما لو كان بالأمس.
تعرّض لي مجموعة من الفتيان وكنتُ سأموت لو لم تنقذني هيَ في ذلك الوقت مع مجموعة أصدقاء كانت تخرج معهم.
ثم بقيتُ في منزلها لفترة وأخبرتها بقصتي، وخلعتُ ثوب زفافي وقمتُ بإرتداء بعضاً من ملابسها حتى أصبحنا صديقتين مقربتين جداً وعندما سافرت هي للندن للدراسة أخذتني معها، لنسكن في هذا البيت المتواضع.
عائلتها تُحبني كثيراً، وقد شعرتُ وكأن عائلتها قد قامت بتعويضي عن عائلتي السابقة.
أشعر في هذه الفترة البسيطة كما لو كانت سمارا أقربُ صديقة لي منذُ الأزل.
خرجتُ من دورة المياه لأجد سمارا تقوم بالبحث عن الفيلم.
"هل حادثكِ ريك اليوم؟" سألتها.
"كلا، لماذا؟" سألت في المقابل.
"لقد كان يراقبكِ طوال الحفل بالأمس، ظننتُ أنه سيسألك الخروج." قلتُ لها.
"حقاً؟ هل كان مهتماً؟" سألتني مبتهجة.
"لا أعلم كنتُ ثملة." قلتُ ضاحكة.
"فلنأمل أنه مهتم." قالت وهي تشاركني الضحك.
"ومتى ستبدأين أنتِ بالمواعدة؟" سألتني رافعة حاجبها.
"ليس قريباً." قلتُ لها وأنا أجلسُ فوق الأريكة.
"ماذا عن ذلك الرجل من الراديو الذي اخبرتيني عنه؟" سألتني وهي تضع شريط الفيلم.
"أنا لا أعرف اسمهُ حتى." قلتُ ضاحكة بشدة.
"ولكنك تتصلين ببرنامجه كل يوم." قالت سمارا مستغربة.
"صحيح ولكني فقط أعبثُ معه." قلتُ بصراحة.
منذُ هروبي وحياتي الجديدة هذه مع سمارا وقد غيرتُ رقمي وشريحة اتصالاتي ومنذ ذلك الوقت وأنا أتصل ببرنامجه كلّ يوم بإسمي الحقيقي وليس بإسم "ڤي" كالمرة السابقة، لذا فهو لا يعرف بأني أنا تلك التي هربت من زفافها.
اتصل به كل يوم تقريباً واسأله عن أتفه الأشياء:
'ماذا علي أن ارتدي اليوم؟'
'هل أخرج بالكعب العالي أم دون كعب؟'
'هل أُقيم حفلة أم لا؟'
وهكذا حتى هو بدأ يعبث معي ويمازحني كما اعبث معهُ أنا على خط الهاتف.
"اتصلي به." قالت سمارا.
"إنه ليس وقت البرنامج حتى، سأتصل وأمازحهُ لاحقاً." قلتُ لها.
بدأنا في مشاهدة الفيلم حتى إنتهى.
لا أحب ان تختار سمارا الأفلام فهي دائماً تختار النوع المرعب.
"اتصلي به الآن." قالت لي مبتهجة.
"ناوليني هاتفي." قلتُ لها، وقفرت سمارا سريعاً لتجلبهُ لي.
قمتُ بالإتصال وانتظرت.
لم تعد إدارة البرنامج تسأل عن إسمي كما في السابق، أظنهم قاموا بحفظ رقمي لكثرة اتصالاتي.
"مستمعينا كما تعودنا كلّ يوم على مزاح أحد المتصلين، أهلاً بكِ ڤالنتاين." قال إتش بمزاجه المبتهج كالعادة.
"إنهُ ڤالنتين." قلتُ ضاحكة.
"من يُسمي ڤالنتين؟" سأل إتش.
"على الأقل أنا أقول اسمي الحقيقي وليس كأحدهم." قلتُ ساخرة.
قهقه إتش ضاحكاً.
"أنتِ مُسلية." قال لي.
"حسناً، سؤال اليوم هوَ.. ماهو الفيلم الذي تقترح علي مشاهدته؟" سألته.
"همم، ماذا عن قرايڤ إنكاونترز؟" سألني.
"إنهُ مرعب، انسى هذه الفئة." قلتُ له.
كانت سمارا تستمع لمحادثتنا مبتسمة.
"المرعب هو أجمل فئة، خصوصاً في الموعد الأول، تخاف الفتاة فتلتصق بحبيبها." قال ضاحكاً.
"شكراً أيها الرومانسي ولكني سأشاهده مع صديقتي." قلتُ له ساخرة.
"حسناً إذاً أنا لستُ Google اتعلمين." قال بسخرية مماثلة.
"أنت تتصرف مثله." أجبته.
"ڤالنتين حُباً بالله عليكي اصمتي." قال ضاحكاً.
"حسناً حسناً، سأستهزء بكَ غداً حسناً؟ سأقفل الآن ، لا تفتقدني." قلتُ له.
"لن أفعل." قال ضاحكاً.
ثم أقفلتُ الخط.
فتحتُ تطبيق الراديو على هاتفي واستمعتُ لبقية البرنامج.
اتصلت بهِ فتاة وأخبرته أنها تُحب اتصالات ڤالنتين كل يوم لأنها مسلية مما جعلني ابتسم كالبلهاء.
صعدتُ لأُبدّل ثيابي.
"إلى أين؟ إنها عطلة الاسبوع؟" سألتني سمارا.
"سأبحث عن عمل كالعادة." قلتُ لها.
"بربّك يا ڤي! أنا لا أتذمر منكِ." قالت لي بجدية.
"اعلم هذا وأنا شاكرة جداً لكِ ولكن لا استطيع البقاء تحت رعايتك للأبد." قلتُ له منحرجة ثم خرجت من المنزل.
فلنأمل أن أجد عملاً جيداً ..