البيئة
من المعروف أن البيئة هي المكان الذي يعيش فيه الإنسان ويمارس حياته اليومية ولا يوجد أي مكان آخر يمكن أن يلجأ إليه الإنسان غير البيئة التي يقطن فيها ويمارس عمله المعتاد. إذًا البيئة هو المكان الذى يماثل البيت الذي يعيش فيه الإنسان ويأكل وينام ويشرب ولذلك فهو حريص على نظافته وصيانته وتوفير جميع السبل لتأهيله بصورة جيدة لكي يكون متناسبًا للبقاء فيه. ولكن مع الأسف نرى على أرض الواقع أننا لا نتعامل مع المحيط أو البيئة التي نعيش فيها بنفس الأسلوب الذي نعيش فيه داخل بيوتنا فالكثيرون يتعاملون مع الشارع مثلًا وكأنه مكان معزول تماما عن حياتهم اليومية وعن شؤونهم الخاصة والعامة ويتعاملون مع الشواطئ وكأنها أماكن غريبة عليهم ولا تدخل فى دائرة اهتمامهم ولا يجب أن تكون كذلك لأنها خارج المحيط، والمنزل الذى يعيش فيه الإنسان. ومن هنا تأتي مشكلة التلوث البيئي من النفايات والمخلفات والعوادم للسيارات ومخلفات المساكن والإنشاءات. ونحن كأفراد نتسبب فى هذا التلوث ويؤكد ذلك تصرفاتنا الشخصية حيث كثيرًا ما تشاهد مواطنًا أو مقيمًا يركب سيارة ثم يرمي مناديل الورق وعلب العصير بدون خجل أمام الآخرين، أليس فى هذا تجنٍّ على البيئة واستهتار بهذا الشارع. لقد ذكرت إحدى الدراسات أن نسبة المخلفات الإنشائية في المدن السعودية تصل إلى 87 من المجموع الكلي للمخلفات. وأن هذه النسبة على المستوى العالمي تشكل نسبة عالية حيث أن نسبة المخلفات في المجتمعات الأخرى تتراوح بين 10-30 من المجتمع الكلي للمخلفات. الأمر الأكثر غرابة أن المجتمع المسلم مطلوب منه المحافظة على البيئة وأيضا مأجور على ذلك، فإماطة الأذى عن الطريق صدقة والنظافة هي شعار الإنسان المسلم والمجتمع المسلم في جميع مراحل حياته فكيف نترك هذا التوجيه الرباني ونتسبب فى تلوث البيئة. اعتقد أن الأمر يتطلب منا تكثيف جهود التوعية لزيادة الوعي البيئي لدى المجتمع وكذلك تكثيف المناهج الدراسية التي تشير إلى ضرورة المحافظة على النظافة بالإضافة إلى وجوب أن تسارع الجهات المعنية في توفير الشارع النظيف والحديقة النظيفة حتى تكون شوارعنا نموذجًا واقعيًا يستشعر تعليم الصغار والكبار بأهمية المحافظة عليه وعدم الاستسلام للواقع الذي نعيشه من تلوث بيئته، فالنظافة حق للجميع ويجب أن يتحمل الجميع مسؤولية المحافظة على البيئة.