كان ياما كان ، في هذا العصر و هذا الاوان ، ملاك على هيئة إنسان ، يعجزُ عن وصفه اللّسان ، بداخلها خيرٌ كثير ، فهي كالملاك الصغير لا تآتي إلا بخير ، فهمّها إسعادُ الغير ، جميلة الشكل ، حكيمة العقل ، بهّية الطلة ، طيّبة السمعة ، اسمها ( حبهه سككر ) من أحب الأسماء ، حروفه لحنٌ يصلح للغناء ، اسمها يدل على خصاله ، على سموّ خُلقه و كماله ، على طيّب أقواله و أفعاله ، إذا ما رأيته يسير ، ظننت من مرّ أمير ، تراه يمشي باتّزان ، يزرع في النفس الأمان ، فإذا نظر إليك ، وطال النظر في عينيك ، شعرت بطعم السعادة ، وأنك على غير العادة ، غُمرت بالدفئ و الحنان ، فكل ما فيه فتّان ، إذا تكلّم أطربَ الآذان ، فصوتها عزفٌ رنّان ، تميلُ الرؤوس لسماعه ، طربا لحلاوة كلامه ، تنصت بحضرتها الحكيمه ، لرجاحة تفكيرها السليمه ، كلامها فعل منطوق ، فالفعل لديها المسبوق ، أخلاقها حميدة ، صفاتها عديدة ، فهي إنسانٌهه متواضعهه ، دوما عن الحقّ تدافع ، كريمٌه حكيمٌه معطاء ، اعتادت يديها على العطاء ، تساعد من هو محتاج ، دون أن تشعرهها بإحراج ، فلا يشعرها بفضله ، فهو يعامله كأهله ، يرى أنه واجبٌ عليه ، مساعدة من يلجأ إليه ، يجيد التحدث بلباقة ، لباسه رمز الأناقة ، عطره عبير فواح ، يشعرك بإنتعاش الصباح ، ودودٌ في تعاملها مع الفتيات ، فهن كالأوكسجين في الهواء ، لا تستطيع العيش بدونهن ، رغم علمها بمكرهن ، فهن الداء و هن الدواء ، هن النار وهن الماء ، هن لمن أحسن معاملتهنّ نعمة ، و لمن أساء معاملتهنّ انقلبن نقمة ، وهي تراهنّ هبة من الخالق المنان ، فلا تعاملهنّ إلا بإحسان ، فتراها محبوبه بين الفتيات ، تتمنى وصاله البنات ، وتتمنى لو أنجبنها الأمهات ، فتاة طموحه ، طموحها مفتوح ، ليس لها حد ، لا اليوم ولا الغد ، بل تنظر إلى المستقبل البعيد ، لتصل إلى ما تريد ، بأن تنشئ أسرةً سعيدة ، تعيش عيشةً رغيدة ، فتنفق عليها دوما ، دون الحاجة للعون يوما ، فلا تطلب من أي إنس ، حتى لو احتاجت لفلس ، فكبرياءها يمنعها السؤال ، لأن السؤال فيه إذلال ، فالموت أحب إليها ، من أن تمد يديها ، فهي تؤمن أن المال لله ، وهو الذي يتولاه ، فلا تشكي حاجتها لأحد ، إلا للخالق الصمد ، تؤمن أن رضا الله من رضا والديها ، وأن برهما واجبٌ عليها ، و أن رضاهما مفتاح النجاة ، و باب التوفيق في هذه الحياة ، فما أجملها من بين البشر ، فهي كذرّات المطر ، تستبشر الناس لرؤيتها ، و يستمتع المرء برفقتها ، وهي كالقمر في الليلة الظلماء ، تملأ المكانَ كله ضياء ، فلتفرحي بميلاد سيده الفتيات أيتها البشرية ، و ليصبح عيدا تعلنها الدوائر الحكومية ، و ليكن هذا اليوم عطلةً رسمية ، لإقامة الحفلات والسهراتِ الليلية ، فميلادها حدثٌ بالغ الأهمية ، ومن هنا نرسل لها أصدق المشاعر القلبية ، لنهنئها بذكرى ميلادها السنوية ، ونقدم لها هذه الكلمات هدية ، تعبيرا عما نكنه من مشاعر حقيقية ، أطال الله في عمرك و بارك لك في الذرية ، و دمت ذخرا وفخرا لهذه البشرية .