قال ممن قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم
احب الله ورسوله ..ويحبه الله ورسوله
الخليفة الرابع ..البطين او الاذين الرابع في
قلب الدين ..سيدنا علي بن ابي طالب
فيما يرويه كميل بن زياد:
يا رب والله لو عبدتك حتى تقرح مني الجبين وقبضتني وأنا لك ساجد، ثم أدخلتني النار!!!
فوعزتك لئن أبقيتني ناطقاً لأقولن لأهل النار إني أحبك!!.
...احبتي في الله
كنت ابحث كعادتي للتدبر بكتاب الله جل في علاه
لابحث عن الفرق بين العباد والعبيد
فوجدت هذا التفسير ..وكان فيه قول سيدنا علي
رضي الله عنه وعن اولاده وزوجته وامه واخوه جعفر ..وارضاهم
ويارب اللقاء بهم بجناتك ..في جنات صدق ونعيم
واليكم ماتوصلت اليه....
إذا أراد أن يثني عليهم سماهم عباداً، وإن أراد أن يذكرهم بسوء أفعالهم سماهم عبيداً، فقال في الثناء: وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً.وقال في التوبيخ: ذلك بما قدمت أيديكم وإن الله ليس بظلام للعبيد. فلم يقل وعبيد الرحمن، ولم يقل وإن الله ليس بظلام للعباد؛ فما هو الفرق بين العبيد والعباد؟العبيد جمع عبد، وكلنا لله عبد. أما العباد فهو جمع عابد، والعبد هو من خضع لله اضطرارا وجبراً، وهنا فكل مخلوق لله عبد؛ المؤمن، والكافر، والتقي، والشقي، والإنس، والجن، والحجر، والشجر، والجبال، والطير؛ كلهم لله عبيد، وكل ميسر لما خلق له.
أما العباد فهو جمع عابد، وهنا فإنَّ معنى الإرادة ظاهر في الاختيار، ولا يكون العابد عابداً إلا حين يختار بنفسه طريق العبادة لله عز وجل، ويقبل على طاعته.
ومما زادني فخراً وتيهاً وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي وأن صيرت أحمد لي نبياً
والعباد قوم تذوقوا معنى العبادة حباً وشوقاً، والعبيد قوم ذاقوا ذل العبودية قهراً وجبراً، فلا سواء.
العبيد قوم يقودهم الخوف والخضوع، والعباد قوم تقودهم الأشواق والأذواق. العبيد مجبورون على ما هم عليه قهراً واضطراراً، والعباد قوم يختارون مقام العبادة حباً وكرامة.
ولعلماء الشريعة تفصيل جميل؛ فالعبادة الصحيحة رتبة عالية عند السالكين إلى الله تعالى، وهي أعلى مراتب الحب الاثنتي عشرة. فالحب الذي يبدأ معرفة، ثم يكون ميلا، ثم يكون رغبة، ثم يكون هوى، ثم يصير حباً، ثم يترقى ليكون عشقاً، ثم يكون غراماً، ثم يكون هياماً، ثم يكون وجداً، ثم يكون كلفاً، ثم يكون ولهاً، ثم يرقي بعد ذلك، فإذا استوفى الغاية، صار عبادة؛ وهنا فقط ندرك معنى قول الله تعالى: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون.
قالت رابعة: اللهم إني لا أعبدك رجاء جنتك ولا خوفاً من نارك، ولكنني أعبدك لأنك أنت الله.
إن قوماً عبدوك رجاء جنتك فتلك عبادة التجار، وإن قوماً عبدوك خوف نارك فتلك عبادة العبيد، وإن قوماً عبدوك حباً بك وشوقاً إليك فتلك عبادة الأحرار.
العابد لا يبلغ رتبة العبادة إلا على قنطرة الشوق والحب، تحمله إلى الله أشواقه ويتوضأ بمدامع الأشواق. أما العبد فهو يصلي في الدنيا خوف أن يصلي على بلاط جهنم، وبالنسبة له فليس في رجاء الوصال ما يسعى إليه بل هو هارب من سياط الزبانية، ولم يتذوق معنى الحب والدفء والحنان.
أولئك العارفون كانت أشواقهم إلى الله هي مراكبهم التي يرحلون بها إليه، منذ أن قالوا إياك نعبد، إلى أن سمعوه يقول طال شوق الأبرار إلي وأنا أشد إليهم شوقاً.
إنها قراءة في صفحة الحب الخالد التي عبر عنها أصدق تعبير سيدنا علي، فيما يرويه كميل بن زياد: يا رب والله لو عبدتك حتى تقرح مني الجبين وقبضتني وأنا لك ساجد، ثم أدخلتني النار!!! فوعزتك لئن أبقيتني ناطقاً لأقولن لأهل النار إني أحبك!!.
المصدر : فوعزتك لو ادخلتني النار لأقول لأهل النار اني احبك
