بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ الفاضل :
كيف يتعامل المسلم مع اليهودي والنصراني .
اعني ما هي الضوابط في ذلك .
وهل هناك كتاب معين استطيع الإستفادة منه في هذا الباب ؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ضوابط التعامل في هذه الآية : ( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )
وفرق بين 1-المعاملة بالتي هي أحسن ، 2-وبين المودّة والموالاة .
فالأول مشروع في حق من لم يُحاربنا من الكفار ، والإحسان إليهم بقصد دعوتهم للإسلام ، لا لأجل محبتهم أو مودّتهم أو موالاتهم .
والثاني ممنوع في حق غير المسلم .
فقد نفي الله عز وجل الإيمان عمّن يوادّ الكفار أياً كانوا .
قال عز وجل : ( لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُم )
يروى أن أبا موسى رضي الله عنه قدم على عمر رضي الله عنه ومعه كاتب نصراني ، فأحضر أبو موسى شيئا من مكتوباته عند عمر فاستحسنه ، وقال : قل لكاتبك يجيء فيقرأ كتابه . قال : إنه لا يدخل المسجد . قال : ولِمَ ؟ قال : إنه نصراني ؛ فانتهره عمر ، وقال : لا تأتمنوهم ، وقد خوّنهم الله تعالى ، ولا تقربوهم ، وقد أبعدهم الله تعالى ، ولا تُعزّوهم ، وقد أذلهم الله تعالى .
ومن هذا الباب قوله عليه الصلاة والسلام : لا تبدؤا اليهود ولا النصارى بالسلام ، فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه . رواه مسلم .
وفي رواية : إذا لقيتموهم .
وهو أعمّ من أن يكون في اليهود والنصارى .
والمقصود من ذلك إظهار عزّة المسلم ، وذلّة الكافر .
ومن هذا الباب ما جاء في الشروط العُمرية التي اشترطها على أهل الذمّة من اليهود والنصارى .
وقد بسط ابن القيم رحمه الله القول فيها في كتاب ( أحكام أهل الذمة ) وهو جيد في بابه .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : والأصل في هذا أنه لا يحرم على الناس من المعاملات التي يحتاجون إليها إلا ما دل الكتاب والسنة على تحريمه ، كما لا يشرع لهم من العبادات التي يتقربون بها إلى الله إلا ما دلّ الكتاب والسنة على شرعه ، إذ الدين ما شرعه الله ، والحرام ما حرمه الله ، بخلاف الذي ذمهم الله حيث حرّموا من دون الله ما لم يحرمه الله ، وأشركوا به ما لم ينزل به سلطانا ، وشرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله . اهـ .
ومن الكُتب المعاصرة كتاب الولاء والبراء في الإسلام للشيخ د . محمد بن سعيد القحطاني .
والله تعالى أعلى وأعلم .
الشيخ عبدالرحمن السحيم