صُدفـةٌ بـ لا نيـه تلك الصيدلانيـه.......
مشيتُ أجرُ همومي أمـامي وانفاسي تتبعني والفُ سؤالٍ يزدحمُ امامي
على رصيف الشارع امشي وفي حرّ يومِ تبخرت فيه كل الرؤى
أحسستُ بنسمة عليلةٍ هفهفت على جانبي الايمن ..
نظرتُ صوب تلك النسمات ومصدرها
زجاجٌ و بـابٌ ... جذب انتباهي كأسٌ تلتفُ حوله أفعى
صرتُ اتأمل المنظر واقول في نفسي ...
هل هذا الثعبان من نفث تلك النسمات على يميني ؟؟
أزدحم الرصيفُ الضيقُ : لو سمحت يا أخي , لو سمحت يا أخي .
التصقتُ بـ الباب الأفسح المجال للماره . وانا خائفٌ من ذاك الثعبان
يشفُ الزجاج من داخل الفوضى التي إعترتني
على ملامح تنتظمُ شيئاً فشيئاً .
سيرتني تلك الفوضى المنتظمة الى صوب الباب.
دفعتُ الباب غيرآبـهٍ بتلك الافعى او ذاك الثعبان
تزامن مع دفعي للباب شيئان :
تلك النسمة العليلة التي صافحت يميني ..وقد عانقتني الان من جديد
وقرعُ جـرسٍ خفيف أعلن دخولي ...
وأطلق هذا الجرسُ ذكريات الطفوله
صفوفي في المدرسة الابتدائية والثانوية
الكتب , المقاعـد , الطبشور , عقاب الاستـاذ , تكـريمـي ...
قطع تلك الافكار صوت:
تفضل يا أخي
إلتفتُ صوب الصوت .
الملامحُ ليست غريبةً علي .!!
فــ البدرُ أعرفـه
والبنفسجُ اعرفهُ
ولحنُ صوتها سمعته ضمن ألحان الحياة
مرةً او مرتين .. هذه حياتي مرةً او مرتين .!!!
كلما اقتربتُ خطوةً منها يزدادُ توهجُ نورها
وأتقلصُ انـا...
حتى الكبار والاشياء الكبيره عندما تقترب من النور تتقلص ..
فلم ألـّم نفسي ..... وفي كل خطوةٍ أخطوها نحوها ..
أصغرُ سنةً الى ان وصلتُ لسنيني التي تنتهي بالعشر
*** أأنتِ جُلنـار ؟؟!!!!!!!!
بدأت ملامحُ البدرِ تختلف , وأرقامُ السنين في عينها في هبوط
العدادُ يتسارع ويهبط ويهبط
الى أن استقر وتطابق مع سنتي الغابره التي تنتهي بالعشر
عندها .. غرغرت عينيها
وإستحمت تلك الارقامُ بِملحٍ أُجـاج أحرق الوجنـات .
__ _ أأنت كـارم؟؟؟!!!!
*** نعم انا بقايا كارم .!!
اه واه ......... كيف انتِ يـا جُلنـار؟
أدخلت يدها في جيبها وأخرجت مِنديلاً لعله يحتوي شلالها ..
__ _ الحمد لله أنا بخير كما ترى ..
*** أنا لا اراكِ بخير
__ _ أنا كنتُ قبل الان بخير
*** ههههه الحمد لله على اية حال .
هل تعملين هنا ؟؟؟
__ _ نعم هذه الصيدليه ملكٌ لنـا. والمُلك لله .
وانت ما اخبارك ؟؟
*** كما ترين حالتي والـويـل .!! والحمد لله .
__ _ ما الذي فعل بك هذا ؟؟ أذكرُ انك كنت متفوقاً في دراستك؟؟!!
ما الذي حلّ بك ؟؟
وقبل أن أُجيب ...........
قرع جرسُ البابِ مُعلنـاً قدوم أحدهم ... ومُعلنـاً نهاية فُسحتي معهـا
فتناولتُ المنديل من يدهـا . وهمستُ ...سـأعـود....
وإذ بطفلٍ يُهرول نَحوها .. ماما ماما
انظري ماذا إشترى لي أبي..!!
فأدرتُ نَظري نَحوها ...
فــ سقط المنديل من يَدي
وخَرجتُ أجـرُ دائـي , تاركـاً دوائـي
وقفتُ بُرهةً خارج الباب وخارج عِناق النسمات
وخارج الفوضى وخارج قَرع الاجراس...
نظرتُ للباب والكأس والافعى
__ _ الطفلُ يُنادي يا عَـمّ يا عَـمّ
لقـد وَقـع مِنك هذا المنديل !!
** : هذا المنديل لَيسَ لي !!
__ أمي قالت : إنه لك . وَطلبت مني أن ألحق بِك وأعطيك إياه ...
جَلستُ على رُكبتيّ
ليكون النظرُ على مُستوى النظر
ولكن هذا لا يَكفي لكي يتساوى البشر
يَدي اليُمنى على كَتفهِ الأيسر
والُسرى على الأيمن
هاتِ المِنديل ... واذهب الى أمك ...
تناولتُ المنديل من يَـده... وسألتــه
** ما أسمك ؟؟
_ _ إسمي كــارم ... فــ صُعقتُ عن آخـري
فــ وقـع المنديـل مِني مَرةً أخرى
ونظرتُ للكـأس وهَمست لهُ.... سأعـود ...