مشروعيتـۃ منآسڪ آلحج فـي عـيـد آلـآضحى . . . ! Hitskin_logo Hitskin.com

هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداكالرجوع الى صفحة بيانات التصميم

*ღ منتديات احلى بنات للبنات فقط ღ*
*ღ منتديات احلى بنات للبنات فقط ღ*
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

.
 
الرئيسيةس .و .جبحـثالأعضاءالتسجيلدخول

 

 مشروعيتـۃ منآسڪ آلحج فـي عـيـد آلـآضحى . . . !

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
بـﯛآرﯛ
كبار الشخصيات VIP
كبار الشخصيات VIP
بـﯛآرﯛ


مسآهمـآتــيً $ : : 4591
عُمّرـيً * : : 23
تقييمــيً % : : 57742
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 624
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 12/07/2011

مشروعيتـۃ منآسڪ آلحج فـي عـيـد آلـآضحى . . . ! Empty
مُساهمةموضوع: مشروعيتـۃ منآسڪ آلحج فـي عـيـد آلـآضحى . . . !   مشروعيتـۃ منآسڪ آلحج فـي عـيـد آلـآضحى . . . ! Empty26/10/2012, 1:33 am







مشروعيتـۃ منآسڪ آلحج فـي عـيـد آلـآضحى . . . ! 5E4r1


آلسلآم عليكم ورحمة آلله وبركآتة


طبعآ منآسك آلحج لهآ مشروعيتهآ فآحببت آفآدتكم ونقل مشروعية منآسك آلحج لكم ~

1- التلبية:

مشروعية التلبية طيلة أعمال الحج؛ لترهف شعور الحاج بأنَّه منذ فارق أهله وبلده إلى الحج، فهو مُقبل على الله - سبحانه - قاصد له، فيتجرد عن عاداته ونعيمه، وينسلخ من مفاخره ومُميزاته؛ بحيث يُساوي الغني الفقير، ويُماثل الصعلوك الأمير والوزير، ويكون جميع الحجاج من جميع الطبقات في زِيٍّ كزِيِّ الأموات، فإنَّ في ذلك من تصفيةِ النَّفس وتَهذيبها ما هو إشعار كامل بحقيقة العبودية لله وحْدَه والأُخُوة لجميع المسلمين بشكل لا يقدر قدره.



2- الطواف بالبيت:

وأمَّا طواف الحجاج حول الكعبة البيت الحرام، فهو تشبه منهم بالملائكة الحافِّين بعرش الله، الطائفين به، المسبحين حوله، لا يفترون، وفي هذا من سُمُوِّ الروح ما لا يصفه الواصفون، ومن مُراقبة الله وسد الجوعة الروحية في المسلم إلى رَبِّه المنعم ما لا يقدر أحد قدره، فكل من يعترف بعَرْشِ الرحمن في السماء، وما يحصل حوله من عبادة الملائكة، لا يستنكر وجود بيت الله في الأرض، تَهفو إليه أفئدةُ المؤمنين، وتنتعش أرواحُهم بالطواف حوله، وألسنتهم تلهج بضراعة الدُّعاء على اختلاف لُغاتِهم ولهجاتهم، وكل مَن لَم يعترف بقرارة نفسِه بالعرش الإلهي السماوي، فإنه لا يعترف ببيت لله في الأرض ولا يهضم ما يفعله المسلمون حوله مما شرعه الله.



فالقضيَّة قضية إيمان وإلحاد، قضية أغراض في النفوس ضِدَّ الإسلام فقط، وقضية تشكيك وتبشير باللادينية، وما يزعمه المستشرقون والمبشرون من أنَّ الحج وتقديس الحجر الأسود أعمال جاهلية، إفكٌ صراح يكذبه الواقع الجاهلي؛ لأَنَّ الجاهلية تقدس الأصنامَ المجلوبة إليها من الشام بمكر يهودي دقيق على يد "عمرو بن لحي الخزاعي"، ولَم تَحْظَ الكعبة ولا بواحد من المائة مما تَحظى به أصنامهم، ولم يكونوا يعبدون الحجر الأسود ولا يقدسونه، وإنَّما هو عندهم احترام للبيت، وللأَشْهُر الحُرُم التي جعلها الله في مِلَّةِ إبراهيم شهور أمنٍ لذَهاب الحجاج وإيابهم، وتقديسًا للحَرَم الذي جعل الله من دخله آمنًا، فكان احترامهم للأمن في الحرم، والأشهر الحُرُم مما ترسب عندهم من ملة إبراهيم، التي كانوا عليها في كونهم مسلمين قبل أن يكونوا عربًا.



وقد انصبغ بعضُ المحسوبين على الإسلام بدعاية المستشرقين والمبشرين الماكرين الذين يلبسون للنَّاس مختلف الأثواب، فزعم أنَّ محمدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - لما كسر الأصنام اضطر إلى قبول كثير من طقوسهم، التي لا تختلف في الحقيقة كثيرًا عن عبادة الأصنام، مثل التمسح بالحجر الأسود ورجم الشيطان، وأنَّه لم يشأ أن يصدمهم دفعة واحدة، وهم الذين اعتادوا تقديسَ الحجارة، فحطم الأصنام في الكعبة، وأبقى على الحجر الأسود الذي ظل الناس بعده يقبلونه.



وهذا الكلام لا ينطق به إلا من انحدروا في هاوية التقليد القردي، ولم يَحترموا أنفسهم، ولم يقدروا عقولهم، بل رضوا بمصادرتِها من أعداء الإسلام، وإلاَّ فلو رجعوا إلى عقولهم أدنى رجوع، لعرفوا الفرقَ العظيم بين الأصنام والحجر الأسود من عِدَّة وجوه:

أحدها: أنَّ العرب الجاهليين لم يعبدوا الحجرَ الأسود، وليس عندهم له قداسة.



ثانيها: أنَّ عبادتهم للأصنام ليس لذاتِها، وإنَّما هي تَماثيل لرجال صالحين زَيَّن لهم الشيطان تصويرَ تَماثيلهم؛ ليقتدوا بهم بادئَ الأمر، فلما هلك الجيلُ الأول نقل الشيطانُ الجيل الثاني إلى عبادتها، زاعمًا أنَّها تقربهم إلى الله زُلفى، وأنَّ آباءهم صوروهم لهذا الغرض، هكذا أخبرنا النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الحديث الصحيح[1]عن سبب عبادة الأصنام، فعبادتهم للأصنام تعطي معنًى لا يوجد في الحجر الأسود.



ثالثها: أنَّ الحجر الأسود ليس مُنفصلاً عن الكعبة، وإنَّما هو جزء منها كحجر زاوية، وكعَلم لمبتَدَأ الطَّواف ومنتهاه، فمن قاس تقبيلَه على تقديس الأصنام، فليقس تقديسَ الكعبة والطواف بها على الأصنام، وقد قال بعضُ المستشرقين وأفراخهم بذلك، حتى زعم بعضُهم أَنَّه أول صنم عبد في الأرض، ولكن بعضَ أفراخهم من المحسوبين على الإسلام لا يَجرؤ على تناوُل الكعبة بشيء من ذلك، بل يقتصر على الحجر الأسود غِشًّا ومَكْرًا؛ لأَنَّه يعلم أنَّ الذي ينصاع إلى قوله في ذلك سيؤول أمره إلى الكلام في الكعبة، فالمسألةُ أمرها عميق، وغِشُّها فظيع دقيق.



رابعها: أنَّ المسلمين لم يعتقدوا في الحجر الأسود ما يعتقده المشركون في الأصنام، وقد قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في شأنه: "إني لأعلم أنَّك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أنِّي رأيتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقبلك ما قبلتك"[2].



فتقبيل الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - والصحابة وعموم المسلمين للحجر الأسود ليس فيه مشابهة لعبادة الأصنام، بل ولا التقاء معهم؛ لأَنَّ هؤلاء يبتغون منهم الشفاعة والزُّلفى، ويرجونهم ويخافونهم جدًّا، بخلاف المسلمين، فإِنَّ تقبيلهم للحجر خالٍ من اعتقاد التأثير، ومن جميع ذلك.



خامسها: أنَّ الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - لم يكن من سيرته وطريقته التدرج في العقيدة، بل عكس ذلك طريقته الصَّرامة التامَّة فيها، وحادثة صنم أهل الطائف (اللات) مشهورة؛ حيثُ طلبوا منه إمهالهم شهرًا، فلم يُمهلهم ولا ساعة، وكان قد رَبَّى أمته على ذلك؛ بحيث كان الرجل إذا أسلم خلع على عتبة إسلامِه جميعَ أحوال الجاهلية، وصرامة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - معروفة، وقد هدم مسجد الضرار وأحرقه بكلِّ سرعة، ودون مبالاة بملابسات القضية؛ لأَنَّ رسالته العُظمى توجب عليه أن يكون مُسيِّرًا لا مسايرًا، وصَريحًا لا مداهنًا، وقويًّا صارمًا، لا خائنًا مُحابيًا، ولكنَّ المنهزمين هزيمة عقلية بتقبلهم كلام أولئك قد طعنوا في شخصيةِ الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - حيث وصموه بالمداهنة والمجاراة، كأَنَّه سياسي مخادع مراوغ، بينما أصحابُ العقيدة لا يقبلون الحلولَ، ولا أنصاف الحلول، حتى من ذوي السياسية العنصريَّة.



فكيف بحامل الدين والرِّسالة السماوية، خاتم المرسلين يوصم بما لا يَجوز أن يوصم به أهل المذاهب المادية الأرضية؟ فلهذا تطرقت لرد إفك هؤلاء باختصار في هذه المناسبة، ومن ذاق طعم الإيمان بصدق مَحبته لله وتفضيلها على كل شيء، لم يسترب في أمر الطواف واستلام الحجر قطعًا.



3- السعي بين الصفا والمروة:

ليس سعي المسلمين بين الصَّفا والمروة مُجرد ذكرى لحادثة تاريخية، وإنَّما هو حكم شرعي قديم من مِلَّة أبينا إبراهيم - عليه السَّلام - تلك الملة الحنيفية التي جاء بها مُحمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيجب على الساعي بينهما أنْ يقصد بسعيه عبادة الله؛ امتثالاً لقوله: ﴿ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 158]، فإنَّ الدين العام يتعلق بقصد القلب، ثُمَّ لا بُدَّ من عمل بدني يتم له القصد ويكمل، ولكنَّه يستشعر الحكمة، أو ما عرف من بعضها؛ ليحصلَ له التأثُّر في نواحي سلوكه، فيكتسب من سَعيه النَّشاط في أعماله الدِّينية والدُّنيوية بلا كلل ولا فتور، مُتطلعًا إلى لُطف الله ورحمته، واثقًا به، معتمدًا عليه، قائمًا بحقيقة التوكُّل التي قامتْ بها أم إسماعيل، معالجًا أقدارَ الله بأقداره الأخرى، كما عالجتها أم إسماعيل، مميزًا بين حقيقة التوكُّل الذي قامت به أمُّه وبين طريقةِ اليأس والقنوط التي رفضتها من الأساس، كما قدمنا ذلك.



4- الوقوف بعرفة:

عرفات: ذكروا في معانيها بضعةَ أقوال أشبه بالخرافات والسفاسف، لم يصح فيها نقلٌ ولا يهضمها عقل، ومن أجود ما قيل في تسميتها أنَّ إبراهيمَ وإسماعيل لَمَّا دَعَوَا اللهَ أن يريهما مناسكهما، أتاهما جبريلُ فعلم إبراهيم المناسك حتى أوصله إلى عرفات، وقال له: أعرفتَ كيف تطوف؟ وفي أيِّ موضع تقف؟ قال: نعم، فسمى هذا الموضع عرفة، والأجود منه: أنَّ الحجاج يتعارفون فيها إذا خيموا، وإذا وقفوا؛ بسبب سَعَةِ مكانها، والقول الثالث الوجيه: أن اشتقاق عرفة من الاعتراف؛ لأَنَّ الحجاج إذا وقفوا في عرفة، اعترفوا للحَقِّ - سبحانه - بالربوبية، والجلال، والصمدية، والاستغناء عن كل شيء، وبعظيم إنعامه عليهم، واعترفوا على أنفسهم بالفقر والذِّلَّة والمسكنة، وشدة الحاجة والعبودية.



وليوم عرفة عشرة أسماء منها خمسة مشتركة بينه وبين غيره، وخمسة تخصه:

أحدها: عرفة لما ذكرناه من التعارُف بين الحجاج، واعترافهم لله بما سبق ذكره.

ثانيها: يوم إياس الكفار من دين الإسلام، فقد نُودِي فيه بأمر النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أن لا يَحج بعد العام مشرك.

ثالثها: يوم إكمال الدين.

رابعها: يوم إتمام النعمة.

خامسها: يوم الرضوان.



فتسميته الثانية بيوم الإياس؛ لأَنَّ الله أنزل في عشيته: ﴿ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ ﴾ [المائدة: 3].



وتسميته الثالثة بإكمال الدين؛ لقوله - تعالى - ضِمْنَ هذه الآية: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ [المائدة: 3]، فلم يأمر الله بعد ذلك بشيء.



وتسميته الرابعة بإتمام النعمة؛ لأَنَّ أعظم النعم نعمةُ الدين، التي ينال أهلُها السَّعادتين في الدنيا والآخرة، وقد تَمَّت في ذلك اليوم، وأَمَّا تسميته الخامسة يومَ الرضوان، فهي: لأَنَّ الله رَضِيَ لهم بدينهم، الذي تَمَسَّكوا به وهو الإسلام، فهي بشارة بَشَّرهم بها في ذلك اليوم، فلا يوم أكمل ولا أشرف من اليوم الذي بشرهم فيه بإكمال الدين، فهذا اليوم يوم صِلَة الواصلين؛ ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾[المائدة: 3]، وقد قالت يهود لعمر بن الخطاب: لو أنَّ هذه الآية نزلت علينا لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا، فقال عمر: نحن جعلناه عيدين: كان يوم عرفة، ويوم جمعة[3].



وقد قلت في ردي على الشاعر القروي الملحد من قصيدتي الميمية الطويلة:


وَقَوْلُكَ مِنْ غِشٍّ وَسُوءِ عَقِيدَةٍ
وَتَنْقِيصِ شَأْنِ الْعُرْبِ حِيلَةُ مُوهِمِ
(هَبُونِي بِعِيدٍ يَجْعَلُ الْعُرْبَ أُمَّةً)
وَذَا مِنْكَ يَا هَذَا إِهَانَةُ مُجْرِمِ
تَعَامَيْتَ عَنْ فَخْرِ الرِّسَالَةِ وَالْهُدَى
وَتَشْرِيفِ جَمْعِ الْعُرْبِ بَيْنَ الْأَعَاجِمِ
وَنَاشَدْتَهُمْ شَيْئًا كَمَطْلَبِ مُفْلِسٍ
بَعِيدٍ وَمَحْرُومٍ مِنَ اللَّهِ أَجْذَمِ
فَكَيْفَ تُهِينُ الْعُرْبَ فِيمَا طَلَبْتَهُ
وَتَجْعَلُهُمْ صِفْرَ الْيَدَيْنِ كَمَنْ عَمِي؟
فَلَوْ فَطِنُوا أَوْلَوْكَ قَتْلاً وَلَعْنَةً
وَلَمْ يَهَبُوكَ الْمَالَ مَعْ حُسْنِ أَوْسُمِ
وَلَكِنَّهُمْ لَمَّا نَسُوا اللَّهَ أَهْدَرُوا
كَرَامَتَهُمْ أَنْسَاهُمُ اللَّهُ مَكْرَمِي
فَأَفْقَدَهُمْ إِحْسَاسَهُمْ وَصَوَابَهُمْ
وَأَقْعَدَهُمْ عَنْ حُسْنِ حَظٍّ وَمَغْنَمِ
فَسُرُّوا كَأَتْبَاعٍ مَقُودِينَ فِي الْوَرَى
وَهُمْ قَادَةُ الدُّنْيَا بِدِينٍ مُقَوِّمِ
فَهَانُوا وَكَانُوا هَاضِمِينَ إِهَانَةً
كَمَيِّتِ جِسْمٍ لاَ يُحِسُّ بِمُؤْلِمِ
وَلَسْنَا مَفَالِيسًا مِنَ الْعِيدِ مِثْلَ مَا
تَوَهَّمْتَ أَوْ أَوْهَمْتَ أَتْبَاعَكَ الْعَمِي
فَأَعْظَمُ عِيدٍ أَنْزَلَ اللَّهُ آيَةً
بِهِ يَوْمَ (تَعْرِيفٍ) وَفِي (جُمْعَةٍ) نَمِي
بِهِ نُزِّلَنَّ (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ... دِينَكُمْ)
وَأَتْمَمْتُ نَعْمَائِي عَلَيْكُمْ بِمَكْرَمِ
(رَضِيتُ لَكُمْ دِينًا)، فَمَنْ يَكُ صَارِفًا
لَنَا عَنْهُ فَهْوَ الْمُعْتَدِي شَرَّ مُجْرِمِ
جَرِيمَتُهُ تَرْبُو عَلَى كُلِّ سَارِقٍ
لِمَالٍ وَبَاغِي الْعِرْضِ أَوْ سَافِكِ الدَّمِ
عَدُوٍّ لِرَبِّ الْعَرْشِ لَمْ يَرْضَ مَا رَضِي
لَنَا بَلْ يَرَى أَنْوَاعَ كُفْرٍ مُذَمَّمِ
فَإِنَّا لَفِي عِيدٍ سَعِيدٍ مُكَرَّرٍ
غُبِطْنَا عَلَيْهِ مِنْ يَهُودٍ بِمَرْسَمِ
وَمَا مُفْلِسٌ مِنْ عِيدِنَا غَيْرُ كَافِرٍ
كَمِثْلِكَ أَوْ جُهَّال دِينِ الْمُعَظَّمِ... إلخ



وفي قوله - تعالى -: ﴿ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ﴾ [البقرة: 198] وجوب الوقوف بعرفة، وأنَّ الحج لا يتم إلا به؛ لأَنَّ الأمرَ بذكر الله عند المشعر الحرام بعد الإفاضة من عرفات يدُلُّ على فرضية الحصول بعرفة زَمنًا من الوقت قليلاً كان أو كثيرًا، وهذا مُخالفة لما غيرته الجاهلية من مِلَّة إبراهيم في الحج، فقد كان بعضُهم لا يقف بعرفات زاعمًا أنَّه لا يخرج من الحرم، ولا يتركه في وقت الطاعة، كما زين لهم الشيطان، وبعضهم يقفون، لكنَّهم يُفارقونها في النهار، وبعضهم لا يسير من مُزدلفة حتى تنتشر الشمس، ويَختفون في غور من الأرض، حَتَّى تنتشر عليهم، وكل هذا من إغواء الشياطين؛ ليلبسوا عليهم دينهم، فجاء القرآن الكريم؛ ليردَّ الأمة إلى المناسك الإبراهيمية، كما رَدَّها إلى الملة الإبراهيمية في الأصول.



وليكن الحاج في وُقوفِه بعرفة مُستشعرًا للموقف العظيم يومَ القيامة، الذي يَجتمع فيه الناس على حالة واحدة، وفي مستوى واحد، ومُعتبرًا بموقف إخوانه المسلمين، الذين اجتمعوا من كل جنس، ومن كل ناحية لمقصد واحد هو قصد وجه ربِّ العالمين، يسألونه الرحمةَ وغفران الذنوب، وينظر فيه إلى حقيقة المساواة في هذا الدين الإسلامي، الذي لا يتميز في إقامة شعائره أحد على أحد مهما اختلفت شخصِيَّاتُهم، فإن في هذا رمزًا عظيمًا للوحدة وللمساواة العامَّة في كل شيء، تلك المساواة التي لم تحظَ بها البشرية، ولن تحظ بها أبدًا في غير الإسلام من مذاهب الدجاجلة والمغرضين.



5- المبيت بمُزدلفة:

المشعر الحرام هو مزدلفة، سُمِّي بهذا الاسم؛ لأَنَّ الناسَ يقربون فيه من منى، والقرب يسمى ازدلافًا، أو لأَنَّهم يجتمعون فيه ليلاً، والاجتماع أيضًا يُسمى ازدلافًا، أو لأَنَّهم يزدلفون إلى الله - تعالى - يعني يتقربون إليه بالوقوف في عرفة، وازدلافهم منها إلى منى، وتسمى مزدلفة: جمعًا؛ لأَنَّه يَجمع فيها بين المغرب والعشاء جمع نسك مؤكد للصلاتين، فالمبيت بمزدلفة واجب إلى ما بعد نصف الليل، لمن حل فيها قبله، وقيل: يكفي المرور، والأصح الاقتداء بما فعله النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - والعمل بما قاله، ووقف الترخُّص على ما رخص فيه؛ لأن الحج لا يفعل في السنة إلا مرة، وقد يَموت المسلم قبل أن يدركه في السنة الأخرى، فعليه بالاحتياط كما قدَّمنا.



والحاج مأمور بذكر الله في مزدلفة حال المبيت فيها، سواء عند الجبل أم بعيدًا منه حسب ما يتسنى له المنزل، فيذكر الله بالتذكير والتهليل والتلبية والتحميد والدُّعاء، ويكون مجتهدًا في ذلك، والأولى اعتبار الأمر في هذه الآية للوجوب لفعله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقوله: ((خذوا عني مناسككم، فإنِّي لا أدري لعَلِّي لا أحج بعد عامي هذا))، كما في حديث جابر الذي في "صحيح مسلم"[4]وغيره، والأفضل إكمال المبيت، وعدم التعجُّل دون حاجة؛ لأن في تكرار الله - سبحانه - للتقوى خلال آيات الحج مُلاحظة عظيمة يَجب ألا يتساهل الحجاج فيها... ونحوه.


الإفاضة مِن مُزدلفة إلى منى:

في قوله - تعالى -: ﴿ ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 199].



المراد الذي يقتضيه السياق أنَّ هذه الإفاضة من مزدلفة إلى منى؛ لأَنَّ العطف بـ (ثم) يقتضي أنَّ هذه الإفاضة المتقدمة من عرفات في الآية السابقة؛ إذ لو كان المراد بهذه الآية الأخيرة الإفاضة من عرفات كما زعم بعضهم، مع أنَّه معطوف على قوله: ﴿ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ ﴾ [البقرة: 198]، كان هذا عطفًا للشيء على نفسه، وهو غير جائز، بل يستهجن تقدير الآية: فإذا أفضتم من عرفات... ثم أفيضوا من عرفات، كما لا يَجوز تقدير تقديم وتأخير، والأصل عدمه، ولا يَجوز الخروج بمعاني الآيات عن ظاهرها بغير دليل، أو نكتة واضحة.



فالمتبادر من معنى الإفاضة أنَّها الإفاضة من مزدلفة؛ لأَنَّ الله - سبحانه - ذكر الإفاضة من عرفات في خطابه؛ لعُمومِ المؤمنين، وهي لا تكون إلاَّ بعد وقوفهم، ثُمَّ أعقبها بذكر هذه الإفاضة التي لا يصدق معناها إلاَّ على الإفاضة من مزدلفة.



وفي الآيتين إعلامٌ وأمر واضحان بأنَّهم سواء في الوقوف بعرفات، وسواء في الدَّفع منها بعد الغروب كما بينتْه السنة، وسواء في ذكر الله عند المشعر الحرام، وسواء في الإفاضة إلى المشعر، وأنَّه لا مَيْزَة لأَحد على أحد، كما كانت تفعله قريش في الجاهلية؛ إذ تُسَمِّي نفسها (بالحمس)؛ يعني: أهل الشدة، ويتقدمون على الناس أو يتأخرون، ويقولون في مثلهم السائر بمزدلفة: "أشرق ثبير كيما نغير".



فالإسلام أبطلَ جميعَ ما أحدثتْه الجاهلية من المناسك الإبراهيميَّة، وجعل النَّاس سواسية في جميع الأحكام، وخُصوصًا الحج، فهذه الآيات فيها إبطالٌ لِمَا أحدثوه لأنفسهم من المميزات على غيرهم.



6- الحكمة منَ الذبح:

على ذوي الألباب أن يأخذوا عبرةً عظيمة للتزوُّد من التقوى في حكمة الذَّبْحِ ورمي الجمرات في (منى)، وذلك بالنظر إلى أصل التشريع الإلهي، ومَنشئه العظيم، ومكانته المهمة في الدين؛ إذ لا بُدَّ من معرفة سببه، وهو: أنَّه لَمَّا كان لباب الدين صدق مَحبة الله، الذي لا يحصل إلا بتقديم مراد الله ومَحبوباته على مُرادات النفس الإنسانية ومَحبوباتها، ابتلى الله أبانا إبراهيم بالامتحان الثالث، فأمره بذبح ولده، هذا بلاء مبين؛ لأَنَّ أحب محبوب، وأعز مطلوب، وأغلى مرغوب عند الإنسان هو ابنه الوحيد الذي ليس له سواه، والذي رزقه الله إياه عند الشيخوخة، فهنا تظهر حقيقة الامتحان والنَّجاح فيه أو السقوط.



فإبراهيم - عليه السَّلام - علم المسلمين تعليمًا عملِيًّا رائعًا الصدقَ الحقيقيَّ مع الله، أنْ يفضلوا مرادَ الله ومَحبوباته على مرادات أنفسهم ومَحبوباتها الغالية، فإنه - عليه السَّلام - بادر إلى التنفيذ دون مُبالاة بالعواطف النفسيَّة، ونَجح في هذا الامتحان، فرحمه الله، وشلَّ حركة السكين عن حلق ابنه، وفداه بذبحٍ عظيم، وجعلها سُنَّة مؤكدة باقية في المسلمين إلى يوم القيامة؛ ليعاملوا الله معاملة المحب لحبيبه، فيضحوا بمرادات أنفسهم ومَحبوباتها في سبيل مراد الله ومحبوبه، فإذا عرف الحجاجُ هذا المقصود الإلهي، والحكمة العظيمة من تشريع الهدي والأضاحي، وأدركوا هذا السِّرَّ العظيم، عادوا يَحملون لُبابَ الدين الصحيح، الذي يَجعلهم لا يتوانون في تنفيذ شيء من أمر الله، لا تَمنعهم لذة النوم وشهوة الفراش عن المبادرة إلى صلاة الفجر؛ تفضيلاً لمحبوب الله على محبوب أنفسهم، ولا يَمنعهم الطمع في المادة والجشع في الربح عن ترك الغشِّ، والغبن، والتطفيف، وأخذ الربا، وإنفاق السلع بالأيمان الكاذبة، بل يتركون جميعَ هذا؛ تفضيلاً لما يُحِبُّه الله من الصدق على ما تُحبه نفوسهم من الطمع، ولا يَمنعهم حب الشهوة والطمع في اللذة عن غضِّ البصر والتزام العفة بحفظ فروجهم؛ تفضيلاً وتقديمًا لما يُحِبه الله من ذلك على ما تحبه نفوسهم وتشتهيه، ولا يمنعهم الشحُّ وحب الحياة عن الإنفاق في سبيل الله، والجهاد بأنفسهم وأموالهم؛ تقديمًا لما يريد الله منهم على ما تريده أنفسهم الأَمَّارة بالسوء.



وهكذا يستفيد أولو الألباب من شعائر حجهم ما يتزودون به على التقوى.



7- الحكمة من الرمي:

في رميهم الجمار يعرف المسلمون أنَّهم لا يرمون الشيطان، وليس الشيطان بواقف لهم يرجمونه، وإنَّما يرجمون المواقفَ التي وقف بها الشيطان لأبيهم إبراهيم، فرجمه فيها، فهم يرجمونها لا لمجرد التَّكرار، ولكن للاعتبار والانتفاع؛ إذ يَجب عليهم أن يتأملوا كيف عرف أبوهم إبراهيم - عليه السَّلام - أنَّ الذي وقف له شيطان؟ والشيطان لا يُرى بصورته، وإنَّما وقف له بصورة رجل وقور يتساءل معه عما في يده من الحبل والسكين التي سيذبح بها الولد، ويناشده الرحمةَ والحنان، فلما سَمِعَ منه تلك الفتنة، التي يريد بها صَدَّه عن تنفيذ أمر الله، عرف أنه الشيطان قد تصور بهذه الصورة؛ لغرض الإغواء، فرجمه بسبع حصيات تَخْسِئةً له، ولكن الخبيث لم يَيْئَس، فوقف له مَوقفًا آخر بشكل وزِيٍّ آخر، وخاطبه بفتنة أخرى، فعرف أنه شيطان متمثل لفتنته، فرجمه حتى وَلَّى، ولكنه لم يَيْئَس من مُحاولة فتنته، فوقف له وقفة ثالثة بشكل آخر وزي آخر، محاولاً فتنته بأسلوب آخر، ولكن إبراهيم لم يتأثر إلا بزيادة معرفته له وزيادة صلابته معه، قائلاً له ما معناه: يا هذا، مهما تشكلت أو اختلف منطقك فأنت (أَزَبُّ العَقَبَة)؛ أي: شيطان العقبة الذي وقفت لي أول مرة في العقبة، وليس عندي لك إلا الرَّجْم، فرجمه الثالثة حتى خسأه ويأسه وخَيَّب ظَنَّه.



فأولو الألباب من الحجاج يعدُّون بهذا الرجم لمواقف الشيطان، ويأخذون من ذلك دروسًا وعبرًا؛ ليعاملوا كل شيطان من شياطين الجن والإنس بالرجم المعنوي، الذي هو لعنه وبغضه وعصيانه والابتعاد عنه، فيعرفون كما عرف أبوهم إبراهيم أنَّ كل مَن يُحاول صدهم عن أمر الله أو فتنتهم عن دين الله، أو إشغالهم عن ذكر الله بأي أسلوب من أساليب الدعاية والنشر، فهو شيطان، سواء كان صحفيًّا أم مذيعًا أم قصصيًّا أم كاتبًا أم شاعرًا أم غير ذلك، فيرجمونه ببغضه ورفض ما يبثه أو ينشره عليهم، وهذا من بعض فوائد الحج.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هيناتا الرائعة
كبار الشخصيات VIP
كبار الشخصيات VIP
هيناتا الرائعة


مسآهمـآتــيً $ : : 6421
تقييمــيً % : : 62136
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 106
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 22/05/2012

مشروعيتـۃ منآسڪ آلحج فـي عـيـد آلـآضحى . . . ! Empty
مُساهمةموضوع: رد: مشروعيتـۃ منآسڪ آلحج فـي عـيـد آلـآضحى . . . !   مشروعيتـۃ منآسڪ آلحج فـي عـيـد آلـآضحى . . . ! Empty26/10/2012, 3:55 pm

مَرححبا
كيفكك
مشكورة حبيبتي
تقبلي مروري
هيناتا الرائعة
(=باي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
SHIMAH
كبار الشخصيات VIP
كبار الشخصيات VIP
avatar


مسآهمـآتــيً $ : : 13855
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 82469
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 871
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 13/08/2012

مشروعيتـۃ منآسڪ آلحج فـي عـيـد آلـآضحى . . . ! Empty
مُساهمةموضوع: رد: مشروعيتـۃ منآسڪ آلحج فـي عـيـد آلـآضحى . . . !   مشروعيتـۃ منآسڪ آلحج فـي عـيـد آلـآضحى . . . ! Empty26/10/2012, 5:44 pm

السسلامـ عليكمـ

كيفك .؟

انشاء الله بخيـــــــــر

مشكـــورهـ مــوضــــوع حلــــو

واصلي ابداعـــك وتقــدمــــك

مع تحياتي

القطعة النادرة

في امـــان الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مشروعيتـۃ منآسڪ آلحج فـي عـيـد آلـآضحى . . . !
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» آلحج ؟ - Fairy Tail
» آلحجّ وأحكآمه #موضوع عن آلحج♦

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
*ღ منتديات احلى بنات للبنات فقط ღ*  :: ~►♥ الأقـسـام الـعـامـة ♥◄~ :: نفحات إيمانية.-
انتقل الى: