أنيقة فكر وجود مُتألق
مسآهمـآتــيً $ : : 502 تقييمــيً % : : 45104 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 5 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 19/09/2012
| موضوع: ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها .......... 7/11/2012, 11:08 am | |
| |
| | | ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها ..........
يقول الله عز وجل - "مَّا يَفْتَحِ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍۢ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ۖ وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُۥ مِنۢ بَعْدِهِۦ ۚ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ"
ما يفتح الله للناس من رزق ومطر وصحة وعلم وغير ذلك من النعم, فلا أحد يقدر أن يمسك هذه الرحمة, وما يمسك منها فلا أحد يستطيع أن يرسلها بعده سبحانه وتعالى. وهو العزيز القاهر لكل شيء, الحكيم الذي يرسل الرحمة ويمسكها وَفْق حكمته.
في هذه الآية صورة من صور قدرة الله وحين تستقر هذه الصورة في قلب بشري يتم فيه تحول كامل في تصوراته ومشاعره واتجاهاته وموازينه وقيمه في هذه الحياة جميعاً . إنها تقطعه عن شبهة كل قوة في السماوات والأرض وتصله بقوة الله . وتيئسه من كل رحمة في السماوات والأرض وتصله برحمة الله . وتوصد أمامه كل باب في السماوات والأرض وتفتح أمامه باب الله . وتغلق في وجهه كل طريق في السماوات والأرض وتشرع له طريقه إلى الله
ورحمة الله تتمثل في مظاهر لا يحصيها العد ; ويعجز الإنسان عن مجرد ملاحقتها وتسجيلها في ذات نفسه وتكوينه , وتكريمه بما كرمه ; وفيما سخر له من حوله ومن فوقه ومن تحته ; وفيما أنعم به عليه مما يعلمه ومما لا يعلمه وهو كثير ثم إنه متى فتح الله أبواب رحمته فلا ممسك لها . ومتى أمسكها فلا مرسل لها . ومن ثم فلا مخافة من أحد . ولا رجاء في أحد . ولا مخافة من شيء , ولا رجاء في شيء . ولا خوف من فوت وسيلة , ولا رجاء مع الوسيلة . إنما هي مشيئة الله . ما يفتح الله فلا ممسك . وما يمسك الله فلا مرسل . والأمر مباشرة إلى الله . . (وهو العزيز الحكيم). . يقدر بلا معقب على الإرسال والإمساك . ويرسل ويمسك وفق حكمة تكمن وراء الإرسال والإمساك . (ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها). . وما بين الناس ورحمة الله إلا أن يطلبوها مباشرة منه , بلا وساطة وبلا وسيلة إلا التوجه إليه في طاعة وفي رجاء وفي ثقة وفي استسلام . (وما يمسك فلا مرسل له من بعده). فلا رجاء في أحد من خلقه , ولا خوف من أحد من خلقه . أية طمأنينة ? وأي قرار ? وأي وضوح في التصورات والمشاعر والقيم والموازين تقره هذه الآية في الضمير ?! آية واحدة ترسم للحياة صورة جديدة ; وتنشىء في الشعور قيماً ثابتة لهذه الحياة ; وموازين لا تهتز ولا تتأرجح ولا تتأثر بالمؤثرات كلها . ذهبت أم جاءت . كبرت أم صغرت . جلت أم هانت . كان مصدرها الناس أو الأحداث أو الأشياء ! صورة واحدة لو استقرت في قلب إنسان لصمد كالطود للأحداث والأشياء والأشخاص والقوى والقيم والاعتبارات . ولو تضافر عليها الإنس والجن . وهم لا يفتحون رحمة الله حين يمسكها , ولا يمسكونها حين يفتحها.
"لقد واجهتني هذه الآية في هذه اللحظة وأنا في عسر وجهد وضيق ومشقة . واجهتني في لحظة جفاف روحي , وشقاء نفسي , وضيق بضائقة , وعسر من مشقة . . واجهتني في ذات اللحظة . ويسر الله لي أن أطلع منها على حقيقتها . وأن تسكب حقيقتها في روحي ; كأنما هي رحيق أرشفه وأحس سريانه ودبيبه في كياني . حقيقة أذوقها لا معنى أدركه . فكانت رحمة بذاتها . تقدم نفسها لي تفسيراً واقعياً لحقيقة الآية التي تفتحت لي تفتحها هذا . وقد قرأتها من قبل كثيراً . ومررت بها من قبل كثيراً . ولكنها اللحظة تسكب رحيقها وتحقق معناها , وتنزل بحقيقتها المجردة , وتقول:هأنذا . . نموذجاً من رحمة الله حين يفتحها . فانظر كيف تكون ! إنه لم يتغير شيء مما حولي . ولكن لقد تغير كل شيء في حسي ! إنها نعمة ضخمة أن يتفتح القلب لحقيقة كبرى من حقائق هذا الوجود , كالحقيقة الكبرى التي تتضمنها هذه الآية . نعمة يتذوقها الإنسان ويعيشها ; ولكنه قلما يقدر على تصويرها , أو نقلها للآخرين عن طريق الكتابة . وقد عشتها وتذوقتها وعرفتها . وتم هذا كله في أشد لحظات الضيق والجفاف التي مرت بي في حياتي . وهأنذا أجد الفرج والفرح والري والاسترواح والانطلاق من كل قيد ومن كل كرب ومن كل ضيق . وأنا في مكاني ! إنها رحمة الله يفتح الله بابها ويسكب فيضها في آية من آياته . آية من القرآن تفتح كوة من النور . وتفجر ينبوعاً من الرحمة . وتشق طريقاً ممهوداً إلى الرضا والثقة والطمأنينة والراحة في ومضة عين وفي نبضة قلب وفي خفقة جنان . اللهم حمداً لك . اللهم منزل هذا القرآن . هدى ورحمة للمؤمنين . ."
سيد قطب رحمه الله
يقول الله عزو جل في سورة يونس - " وَإِن يَمْسَسْكَ ٱللَّهُ بِضُرٍّۢ فَلَا كَاشِفَ لَهُۥٓ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍۢ فَلَا رَآدَّ لِفَضْلِهِۦ ۚ يُصِيبُ بِهِۦ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِۦ ۚ وَهُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ" سورة يونس - الآية
|
| |
|
lucy sama وجود مُتألق
مسآهمـآتــيً $ : : 611 عُمّرـيً * : : 28 تقييمــيً % : : 46156 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 25 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 11/08/2012
| موضوع: رد: ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها .......... 7/11/2012, 1:39 pm | |
| الموضوع جد رائع حبيبتي
الله يزيدها بميزان حسناتك | |
|
أنيقة فكر وجود مُتألق
مسآهمـآتــيً $ : : 502 تقييمــيً % : : 45104 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 5 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 19/09/2012
| موضوع: رد: ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها .......... 9/11/2012, 12:22 am | |
| مشكوره حببتي على ردكي الرئع | |
|
ڪړزۀ كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 2617 عُمّرـيً * : : 25 تقييمــيً % : : 53101 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 156 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 28/02/2012
| موضوع: رد: ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها .......... 9/11/2012, 12:41 am | |
| شكرا لك على الموضوع الحلو... هو فعلا رائع.... بس محتاج نقل ... اوك... احذري مرة اخرى.... | |
|
مشآگسهہ كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 3938 تقييمــيً % : : 61821 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 180 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 23/06/2012
| موضوع: رد: ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها .......... 9/11/2012, 1:47 am | |
| وِآلَلَهِ بّـجَ ــــــدُ مِآ يّشّـكـــروِآآ آلَنٌعَ ـمِهِ آلَتُيّ آنٌعَ ـمِهِآ آلَلَهِ عَ ـلَيّهِمِ
آلَحً ـمِدُ لَلَهِ عَ ـلَى كلَ حً ــــــآلَ
مِشّـكـــــــوِرةة عَ ـلَى آلَطٌرحً ـ
جَ ــــــــــــزَآك آلَلَهِ خٌ ـــــــيّر
:عشقي:: :عشقي:: :عشقي:: | |
|