وردنا النهر الجارف..بقلمي
وكنت أبتسم بلا سبب حتى عدمت السبب
وللقياها اتمنى،اذا رأيت يوماً الشهب
وأقول خرافة غير أن قلبي لقولي كذب
وكيف لا يطلب اللقاء من بالبين قد تعذب
ولي أنَّتان آن تذكرها،أنَّة من عضة الهوى
واخرى من دمع ما سقط بحُضْنَها فكوى
حتى شاءت البعد بقلب ما شاء ولا عليه قوى
فهل لمن كره البعد غير قلب على جمر انطوى
وقد كانت خير رفيقة حتى وردنا النهر الجارف
فلما عاينت انجرافي فيه حاكت عجز الخائف
وقد نظرت فما وجدتها فودعت نفسي بيدي النازف
وكنت لا أرى فيها الا مثالا للطيبة وحسن الفعال
فمالت عن أفعالها ولولا ذا ما كنت عنها بالمَيَّال
ولما رأيتها تتمايل طرباً على نداءات كل الرجال
قلت قد ان لك يا قلب ان تذوب بزفرات الليالي
وبالنوائب يصبحُ المرء عارفاً بما كان بالامس فيه من الجهال
ومن ذاق لدغ الأفاعي أدرى برد هذا السؤال
أيا ملدوغاً لما صرت ترتعش فزعا من الحبال ؟
ولابد لبحار نجى من غرق أن يتوقف عن الترحال
فدعوا العذل ان رأيتموني أحرق الورد يا عذالي
__________________