[ حَديثُ النَفسْ ] وَ هَمَساتْ أُخرى ..!
الزَمانْ : الرابِعَة وَ بِضعُ شَهَقاتٍ قَبلَ إنشِقاقِ فَجرِ الجُنونْ ..
المَكانْ : خَلفَ سَتائِر مَسرَحيَّةِ عِشقٍ فَاشِلَة ..
الأجواءْ : مُعتِمَة بِالخُذلانْ بَعدَ أن أرتَدى فَتيلُ شَمعَةِ الأمَلِ الرَمادْ ..
الشَخصياتْ :أُنثى مُصابَةٌ بِسَرطَانِ الشَتاتْ - إنعِكاسُ ذاتِ الأُنثى بِمِرآةِ الروحْ ..
بِدايَة أولى ...
أغلَقَتْ تَابوتَ قَلبِها بَعد أن أتَمَّتْ مَراسِمَ عَزاءِ المُستَقبَلِ المَؤودْ تَحتَ ثَرى الأوهامْ
أغمَضَت عَينيها هُنيهَةً وَ سَدَلَت رِداءَ الحَدادِ على أجزائِها ساتِرَةً ذُبُولَ اليأسِ الذِي يَعتَريها وَ يُعَريِها مِنها !
شَرَّعَتْ لِلهواءِ رِئَتَاها .. فَتَارَةً تَتَنَفَسُهُ بِحَنانِ أُمٍّ تَشتَنشِقُ رَائِحَةَ وَلَدِها وَتَارَةً تَبكِيِهِ بِحُرقَةِ أُمٍّ ثَكَلتْ ذاكَ الوَلدْ ..
بَعدَ أن أخَذَتْ نَفَسًا عَميقًا خُيّلَ لَها مِن عُمقِهِ أنَّها مَا أبقَتْ ذَرَّةَ أُكسُجينٍ وَاحِدَة بِعالَمِها ، تَنَهَدّتْ وَهِيَ تَصطَنِعُ إبتِسامَةً حَزينَة وَ تُتَمتِمْ ...!
- هَكَذا أفضَلْ ، أليسَ كَذَلِكْ .؟!
- نَعَمْ أفضَلْ ..
- لا تُجامِليني رَجَاءًا .!
- لا أُجامِلُكِ ، أجارِيكِ فَقطْ .!
- وَلما تُجارِينَنِي ؟ لِما لا تُصارِحِيني بِفَداحَةِ غَلطِي وَ عُمقِ سَذاجَتِي .؟!
- لِأنَّ قَلبًا يَتوارى خَلفَ أضلُعَكِ مَازَالَ في مَرحَلةِ الخَطرِ يَئِنْ ، وَلا يَحتَمِلُ وَجَعًا آخَرْ لا سِيمَا [ صَفعَةَ ] صَرَاحَة .!
. تَنَهَّدَتْ بِعُمقْ :
- رُبما يَمُرُّ القَلبُ بِمَرحَلةٍ حَرجِةٍ وَلا طَاقَة لَهُ بِضَخِّ المَزيدِ مِن الألَمْ ! وَلكِن أحتاجُ لِصَفعَةِ صَراحةٍ الأن أكثَرَ مِن أيّ وَقتٍ مَضى حَتى وَلو كَانتِ القَاضِيَة .!!
- لِمَاذا تَقسينَ على تِلكَ النَفسُ هَكَذا ؟ لِماذا تُقَرِرينَ إعدامَ القلبِ بِدونُ حَقِّ اللجوءِ إلى مَحكَمَةٍ عادِلَة ؟!
. تُطَأطِئُ الرَأس ، وَ تُتَمتِمُ بِأسَى :
- لِأنَّ ذَنبِي كَانَ عَظيمًا ، عَظيمًا جِدًا .. حِينَ صَدَّقتُ بِسَذاجَةٍ أنَّهُ أنبَلُ الرِجالِ وَ أعظَمُ العَاشِقِينْ ؟!
- أوَتَعتَقدينَ أن ذَنبُكِ كَافيًا لِيُجيزَ قَرارِ إنتِحارٍ تَكادينَ تُقدِمينَ عَلى تَنفِيذِه !!
- لا ، وَلَكِن مَا يُجِيزُه تَصَدِيقي أنَّ حُلمًا وَردِيًّا رَاوَدَنِي ذَاتَ غَفلَةٍ مِن عَقلِي لَم يَكُنْ مُستَحيلًا أبَدًا حينَ كُنتُ أراني فيهِ أعيشُ مَعَهُ وَ أشيخُ مَعَهُ و أموتُ مَعه !
- رِفقًا بِكِ ، جَلدُكِ لِذاتكِ الأن كَفيلٌ بِنَقشِ الدَرسِ نَقشًا على صَفحاتِ قَلبِكْ ! ألا يَكفِي ذَلِكَ العَذابْ
- مَاذا يَتَوَجَّبُ علي أن أفعل غَيرَ ذَلِكْ ؟ أرغَبُ بِشِدَّةِ أن أتَطَهَّرَ مِنِهُ أحتَاجُ أن أغسِلَهُ مِنِّي !
. تَلتَقِطُ أنفَاسًا تَكادُ مِن حِدَّتِها أن تُنتَحَرْ :
- مَوجوعَةٌ أنا ، ضَائِعة ، مُشَتَتَة ، تَائِهة ، مُتَناثِرَة وَلا أستَطيعُ لتَناثُري جَمعًا ... !
- بِغَضِّ النَظَر عَن النِهايَةِ التي لَم تَكونِي تَستَحِقينْ .! أجِيبِيني .. بِحَقِ الرَبْ مَاذا كُنتِ غَيرَ ذَلِكَ تَتَوَقَعِينْ .؟!
. تَنتَحِبُ بِصَمتْ :
- .................................................. .................................................. .......!
- ياااه يَالا نَحيبُ صَمتُكِ كَمْ هُوَ صَاخِبْ ، يَا طِفلَتِي الصَغيرةَ مَا الحُبُّ شِعرًا وَ قُبَلًا وَ وُرودًا حَمراءْ .! الحُبُّ دَمعٌ وَعَذابٌ وَ بُكاءْ .
. تَشهَقُ الآهَـ وَ تَزفِرُها أهآتْ :
- ألا تُدرِكِينَ أنَنِي أعلمْ ذَلِكَ الأنْ ، وَ خَالِقِي أعلَمْ وَلَكِنْ بَعدَ أن فاتَ الأوانْ ...
- كَفكِفي الدَمعَ أيَّتُها الرُوحُ البَتُول ، وَ أبدَأي بِتَمزِيقِ رُوزنامَةِ الحُبْ يَومًا تِلو اليَومْ وَ لَيلَةً تِلو اللَيلَة
.. وَ مَع كُلِّ وَرَقَةٍ تَتَمَزَّقْ يَتَمَزَّقُ عِشقُهُ الطاعِنُ بِكِ وَلَنْ يَكونُ بِدَاخِلِكِ شَيئًا مَذكُورا .
. صَمَتَتْ وَ بَادَلَتها مِرأتُها ذاتَ الصَمتْ .......... .
بِدايَة أُخرى ..
تَجرأت نَسماتٌ بارِدَة بِإغتِصابِ عُذرِيَّةِ دِفئِها بَعدَ أن هَتكَتْ حُرمَةَ سَتائِرٍ مَسدولَةٍ على نَافِذَةٍ شِبهِ مَفتوحَة بِجِوارِها
ارتَعَشَ جَسَدُها مَع قُبُلاتِ النَسيمِ البارِدَة ، إبتَسَمَتْ رُغمًا عَنها بَعدَ أن شَعَرتْ مَع رَعشَتها أن شَيئًا مِن يأسِها أنتَفَضَ عَنها
أخَذَتْ حُمرَةَ شِفاهِهَا المُفَضَّلَة وَ دَعَابَتْ المِرآة بِوَجهٍ شِبهِ مُبتَسِمْ وَ كَتَبَتْ عِبارَة تَقول [ ! ... No Man No Cry ]
وَ كَفكَفَتِ تِلكَ الروُحُ البَتُول الدَمعُ وَ مَضَتْ كَما الناسُ تَمضِي بِجِراحٍ تُواري سَوأتها بِوَجهٍ بَشوشْ .../