أول كتاباتي في المدونة

peter pan and me

ترك أثراً في ذاكرتنا جميعاً ،،
و لربما ما زال بعضنا يقف في شرفته منادياً باسمه ،،
بيتر بان .. بيتر بان .. الفتى الذي لا يكبر أبداً ،،
لا أعتقد أن أحداً عرفه و لم يفتن به ،،
و لكنني كنت دائماً ما ارى قصته "محزنة" أكثر منها "مفرحة"،،
>>>على الأقل بعدما كبرت فسابقاً كان بالنسبة لي مجرد فتى يستطيع الطيران
♥
فقد كانت قصته دائماً ما تبدأ باقتحامه حياتهن بحثاً عن شيء ما ،،
سواءً أكان ذلك الشيء ظله أو أماً للأولاد الضائعين ،،
و تنتهي بهن و هن يقفن في شرفاتهن مرددات :
" I believe in you , Peter ♥"
♥
أحبته "ويندي" و كذلك فعلت ابنتها _جاين_ ،،
و لكنه في النهاية تركهما ،،
أو بالأحرى هن تركنه ليكملن حياتهن و يكبرن و يتزوجن ،،
و تستمر الحياة ....
فهل كان "هو" مُحطم القلوب "أم" مُحَطمَ القلب ؟؟
و بالرغم من تقدهما في السن و مضيهما في حياتهما ،،
الا أنهما لم ينسياه يوماً ،،
فقد ظل محفوراً في ذاكرتهما عبر السنين ،،
♥
لا يمر يوم الا و هن يقفن في شرفتهن ناظرين لتلك النجمة اللامعة على اليسار ، و هن يأملن أن يلمحن ظلاً لذلك الفتى الصغير الذي لا زال على حاله ، و الذي بدونه لم يكن ليصبحن كما هن الآن ،،
بدونه لم يكن ليعرفن المعنى الحقيقي للصداقة أو الحب أو الايمان بالمستحيل أو محاولة النسيان للمضي بالحياة ،،
و بالطبع ..
لم يكن ليعرفن الطيران ،،
♥
حتى تلك اللحظة و رغم افتتاني بها ،،
كنت أؤمن أن قصة "بيتر بان" حزينة ،،
ليس لأنه كان دائماً يتركهن وراءه فقد كن يكملن حياتهن و هن يؤمن أنه هناك في مكان ما ،،
و لكن لأنه لم يجد حبه الحقيقي أبداً ،،
و لم يجد من تأسر قلبه ♥ رغم أنه أسر قلب الكثيرات ،،
و لكن كانت قصته دائماً ما تنتهي بعودته الى "نفر لاند " ،،
تاركاً وراءه فتاة جديدة أحبته و أحبها ، و لكنه اختار طفولته عليها ،،
و لربما اختار فقط ألا ينضج و يتحمل المسئولية ؛ لأنه كان خائفاً أن يترك وحيداً ، أن يعود مرة أخرى الى نافذة مغلقة .. و أن يستبدل بطفل جديد ،،
♥
و لكن رأيي قد تغير سريعاً ؛ فقد جاءت تلك التي ملكت قلبه و أسرت وجدانه ،،
لا أعلم ان كان غريباً أم لا أنها حفيدة "ويندي " ،،
أول فتاة آمنت به و وقفت في شرفتها تنتظره ،،
>>>رغم أنه ليس من حقنا وصفها بأنها أول من آمن به ،،
فلن يكون ذلك عادلاً بحق "تنكربل" ،،
على أية حال .. هذه ليست حكايتها الآن ،،
سُحر "بيتر" بها _حفيدة ويندي_ منذ قابلها ، و أراد جعلها ملكه منذ اللحظة التي رآها فيها ،،
حينها .. و حينها فقط .. علم ما يجب عليه أن يفعله ،،
علم أنه سيكون عليه الختيار بين حبه لها و لنفسه ،،
بين حبه لها و حبه لطفولته ،،
و لكن قراراه كان قد اُتخذ منذ البداية ،،
منذ وقعت عيناه عليها .. منذ سًحر بها ،،
فقد كانت "هي" من اقتحم حياته حينها ،،
و لكنه لم يقبل أن يترك واقفاً في شرفته يفكر بها ،،
بل تقدم و جعلها ملكه للأبد ،،
♥
ضحى "بيتر" بأبديته لأجلها ، ضحلا بمرحه و لعبه طوال الوقت ،،
و رحب بالصعوباتو النضوج بأذرع مفتوحة .. كل ذلك لأجلها هي ..
و "هي" فقط ،،
♥
فربما كان "بيتر" طفلاً شقياً غير ناضج ،،
ولكنه وقع في الحب ♥♥♥ ،،
♥
هكذا و هكذا فقط ،،
اكتملت نهايتي السعيدة .. و شعرت أن "بيتر بان" قصة سعيدة و ان كانت تحمل بعض الحزن في طياتها ،،
و رغم مرور سنوات منذ قرأتها ،،
الا أنها ما زالت محفورة في ذاكرتي تأبى الزوال ،،
اظرةً الى السماء ، علني ارى نجم
و لا زلت أقف في شرفتي ليلاً ،،
ن"نفر لاند " ،،
أو ألمح ظلاً ل"بيتر بان " ،،
♥