سحرة استطاعوا بأعمالهم الشيطانية أن يحتلوا مراتب الصدارة في لوائح السحر الأسود باختلاف مشاربه ومدارسه زبنائهم من علية القوم كما من الناس العاديين أناس يطمحون إلى بلوغ المستحيل أو تغيير الأقدار وجلب المصائب لأعدائهم ودرئها عنهم وقد تصل في بعض الأحيان إلى جلب الموت بواسطة طقوس وشياطين مدججة بقوى فوق طبيعية.
ولكل ساحر منهم طقوسه الخاصة التي تختلف باختلاف تقنيات السحر الأسود لكنها تتوحد في الإخضاع والترغيب قد يواجهنه في عالمي الإنس والجن لنيل مفاتيح السيطرة على الأرواح الثائرة وكشف أسرار لا يقوى العقل على تصديقها.
استقصت جريدة المطرقة آراء مجموعة من الناس فتباينت إجاباتهم حول حقيقة السحر بين مؤمن بوجوده ومنكر له وحاولت الغوص في هذا العالم الغامض من خلال رصد شهادات وقصص عاشها أشخاص عانوا الأمرين مع السحر ومن خلال خلطات سحرية غاية في الغرابة كما في الخوف.
قصص من الواقع
تقول مريم (26 سنة) بدأت تفاصيلها الشائكة يوم خطبتها قصة تحكيها أختها سلوى تقول «يوم خطبة مريم على شاب سقطت مغمى عليها لم نعرف سبب إغمائها لكنها عندما استفاقت أصبحت شخصا آخر لا تتكلم مع أحد وصارت كالمجنونة لا تنام لا بالليل ولا بالنهاروعصبية لا أبعد الحدود.. في كثير من الأحيان ما نجدها تبكي لوحدها وعندما نسألها عن السبب تقول إنها لا تعلم لكنها تشعر بالضيق كثيرا ما حاولت أن تهرب من البيت بل في مرة من المرات حاولت أن تنتحر بعد أن احترنا لما أصاب أختي اعترف لنا خطيبها أنه يشك في خطيبته السابقة قد تكون سحرت لها لأنها مولوعة ومدمنة على عالم الدجل والشعوذة وأن السبب في فسخ خطوبته منها هو عثوره على العديد من التمائم والتعويدات داخل حقيبتها في العديد من المرات فصارحها بشكوكه لكنه أنكرت في البداية لكن بعد تهديده لها بالانفصال عنها صارحته بذهابها عند مشعوذ مشهور يصنع لها ما تريد بل اقترحت عليه أن تصطحبه معها في المرة القادمة ليحقق له ما يريد فافترق معها تضيف سلوى وملامح الأسى بادية على محياها لكن الضحية كانت هي أختي التي أصبحت في حكم الممنوع السب في المنتدى والمشكلة أن حبل الشفاء من هذا السحر طويل ويته فيه المرء بين الحلال والحرام»..
أما جليلة (32 سنة) فقد كانت تعتبر كل ما يقال عن السحر سوى كلام زائد حتى سمعت عن قصة غريبة فحسب ما أخبرتنا عنه أن عمها كان يشتغل في مجال البناء وعند حفر قناة وجد داخلها كلب ميت لكن الغريب في الأمر أن ذلك الكلب كان فمه مخاطا فاتفق العمال على فتح فمه فكانت المفاجأة إذ وجدوا بداخله صورة لشخصين فتاة وشاب ومكتوب وراء الصور تعويذات ومن مفارقات القدر أن شخصا من الحاضرين تعرف على صاحبة الصورة فذهب إلى بيتها ففتحت له أمها الباب وعندما استفسرها عن ابنتها قالت له أن المصحة اتصلت بها الآن لتخبرها أن ابنتها استفاقت من غيبوبة دامت السنتين.
أما محمد (45 سنة) وهو حارس بمقبرة فيحكي أنه في مرة من المرات شاهد قطة نحيفة للغاية لكن المفارقة أنها عندما يقدم لها الطعام تدور من حوله لكنها لا تأكله تذهب تم تعود له مرة أخرى دون أن تمسه فاستغرب للأمر فاقترب منها فوجد فمها مخيطا وعند فتحه وجد فيه صورة عرس لمرأة وزوجها ومن وراء الصورة خطوط وكتبات غير مفهومة فقطع الصور وأنقد حياة تلك القطة يقول «في هذه المقبرة كثيرا ما أجد أشياء تثير الشبهة والسحر في الصور من الأنواع المنتشرة جدا دون أن ننسى الغرائب التي تشهدها المقبرة بشكل يومي من أعمال السحر ببعض أعضاء الميت وكثيرا ما تستعمل الكلاب أو القطط أو السلاحف لتلك الأغراض الدنيئة».
بين مؤمن بالسحر وكافر به
يرى عادل(27 سنة، عامل) أن "السحر حق وأن النساء أكثر إدمانا على هذا النوع من السحر رغم خطورته" واعتبره من الكبائر العظيمة التي أمرنا الله عن اجتنابها لأنها تدخل في باب الشرك بالله سبحانه وتعالى ويضيف "نعلم جميعا أن السحر حرام سواء كان أبيضا أو اسودا بجلب المحبة أو للانتقام وإلحاق الضرر بالناس".
بينما تخالفه كوثر (25 سنة، صحافية) فى الراى وتقول "أنا شخصيا لا أؤمن بالسحر والشعوذة لأنه في نظري مجرد خرافات أما بالنسبة للسحر الأسود فلا أعرف عنه الشيء الكثير لأن كل ما أعرفه هو أنه يعمل على توظيف الشياطين والأرواح الشريرة بغية قضاء بعض الأمور السيئة من قبيل التفريق بين الزوجين وخلق النزاعات بين الناس".
ويوافقها جاد خير الدين (24 سنة- طالب) في الرأي ويقول "أحيانا نسمع قصصا عن الجن والشياطين لكن خلال سماعنا عن هذه القصص نرفض تصديقها لاسيما أنه أغلب هذه القصص تكون غير منطقية وخيالية لكن من يسردها يؤكد على وجود الجن والشياطين ومع الأسف لم نعد نعرف إن كانت هذه القصص خيالية أم العكس خاصة عندما نرى بأم أعياننا مشاهد مخيفة فعلى سبيل المثال عندما يقوم شيخ بقراءة القرآن على مريضة أو مريض يزعمون أنهم مصابون بمس يصدرون حركات وأصوات غريبة ويصرخ المريض ويستغيث لمجرد سماعه آيات من القرآن وفي المقابل يقوم الشيخ بضربه ولا يحس بشيء فعندما نرى مثل هذه المشاهد نبقى مذهولين لكن إن أحكمنا عقلنا سنتأكد من أن عالم الجن هو عالم الغيب عالم لا دخل لنا فيه وبصراحة لا أظن أن القصص التي نسمع عنها تكون واقعية فلا أظن أن الجن له عمل سوى أن يؤذي بني البشر.
وتؤكد جيهان (22 سنة- طالبة) أن "السحر الأسود من أخطر أنوع السحر الذي عرفته البشرية على الإطلاق وتتجلى خطورته في كونه يستعان فيه بالجن والشياطين لإيذاء الناس".
وتضيف "رغم أن بعض المشاكل لا تحتمل وعلى اعتبار أن النساء أكثر إقبالا على السحر فيظن بعضهن أن السحر هو الحل لمشاكلهم فطغيان بعض الرجال بضرب أو حبس زوجاتهم في المنزل قد يغري بعض النساء لا قيام بأعمال السحر لكي تخففن من طغيان أزواجهن رغم أن هذا ليس بالمبرر لكي تلجئ النساء إلى السحرة والمشعوذين.
خلطات سحرية خطيرة
تتعدد خلطات أو وصفات السحر بتعدد الأغراض والأهداف تعتبر الحيوانات من أهم عناصرها لكن تبقى هذه الخلطات من أشهرها ومن أكثرها تداول في عالم السحر الأسود فلكي تجعل امرأة عاقرا مدى الحياة اجعلها تبتلع حبوب شعير سقطت من فم بغلة بعد أن تبللها بدم حيضها أو تذبح طائرا وتحشو جسمه بقطعة ثوب مدنسة تؤخذ من الأشياء الخاصة بالمرأة المستهدفة ويدفن الطائر في مكان مجهول أما الخلطة الثانية فتستعمل لتفريق الشمل وتستعمل فيها مرارة دجاجة سوداء ومرارة قط أسود ومرارة غراب أسود ومرارة تيس أسود تجفف مع مقدار وزنها من الكحل مضافا إليها بعض المواد الأخرى وترش بها عتبة باب الأسرة المستهدفة.
أما من أشر الوصفات السحرية هي أن تأتي بصورة شخص ما يضعها المشعوذ في ثوب أسود يسمى عند أهل هذا العالم ثوب سيدي "ميمون" وهو اسم جن ويعقد سبع عقدات وبهذا يكون قد وضع الشخص تحت سيطرة الجن بعدما يقرأ عليها طلاسمه المعهودة.
أما وصفات الانتقام فهي كثيرة ويستعمل في أهمها خصلة الشعر التي توضع في مكونات خاصة لا يعرفها إلا المشعوذين ولا تمر إلا دقائق حتى ينسل شعر المراد إيذائه بكامله.
أما هذه الوصفة فتستخدم لتفريق الشمل وتتكون من بول الأعمى والفأر وزجاج حوادث السير وعشبة تسمى الزعزاع تجمع جميع هذه المواد بشرط أن يتم تحضيرها في الخلاء ويجب أن يدق في إناء حديدي. مع ذلك نقول لله الأمر من قبل ومن بعد فهو الضار النافع وبيده ملكوت كل شيء
