قلب إنسانة
أيـّها الجـاثمــونَ فوقَ التُرابِ
أيّـها الشـاربون نخبَ الرِقابِ
أيّـها العابثونَ في كلّ وادي
أيّـها السـاكنون عرشَ السرابِ
أيّـها السارقونَ فجرَ بلادي
لن أُداجي ولن يطولَ جوابي
فأنا الشعبُ المُستضامُ أنا
جرح السنين المروّعات الغِضابِ
وأنا الآه والدم النازف غدراً أنا
مسروق الصبا والشبابِ
لم أزل ناظراً برغمِ الليالي
شامخاً برغمِ النازفات الخِضابِ
ماضياً برغمِ العاصفاتِ العواتي
رافعَ الرأسِ فوقَ هامِ السحابِ
صامدٌ أنا برغمِ جراحي
صابرٌ أنا برغمِ عذابي
لن أُداجي ولن يطولَ جوابي
هدّموا بيتي ، حرَّقوا كبِدي ، صادروا أرضي
وارتعوا في شِعابي
كبّلوني أو مزّقوا جسدي واشربوا رَعفي
وانهشوا كالذئابِ
قتَّلوا شعبي ، دمّروا بلدي
أًمطِرونا بوابلٍ من حِرابِ
لن تنالوا من عَزمتي وإبائي
لن تعيشوا في تلّتي وهِضابي
راسخٌ هنا ما أقامً مؤذّن شوكةٌ
بل زيتونةٌ في الترابِ
فأنا البحرُ رحبهُ ، بل أنا المجدُ عُلاهُ مُسطّرٌ في حِرابي
يا طُغاة التاريخ مهلاً فإنّي لحروفِ الزمان خير كتابِ
يا رُعاة القرود ويلٌ لكم من غضبتي ، ويلٌ لكم من أسوارِ عذابي
يوم لا يُغني عنكم الكيد شيئاً ، ويفيض التنّور نار عُبابِ
ذاكَ يومٌ مثل ثمودٍ وعادٍ
هو آتٍ لكم حتماً بالتَبابِ
لن أُداجي ولن يطولَ جوابي