على درب الرحلة
و نحن الآن عليها ..لكن
وجودي و وجودك على هذة الأرض مؤقتاً لن نطيل البقاء
والكل قد كُتب في صحيفته الفناء ..
فهذة الرحلة ذات الأحداث الكثيرة سُميت بـ (الحياة )
وستنتهي الرحلة دون علم ٍ سابق
كيف لنا أن نغفل عن موعد إنتهائها..!
،
تزودوا فأن خير الزاد التقوى
من أجل رحيل موفق
لابد لنا أن نتزود لتلك الرحلة الأخرى تحت التراب
الرحلة التي سنعاني فيها من الوحدة والشقاء
ولاشقاء لمن أتبع الهدى والصلاح واجاب نداء الفلاح
ثم أحسن القول والعمل
اتسائل دوماً
هل غاب عنّا ان لكل مطاف مكوث ؟!
أم أنه غاب عنا أنه سيأتي يوم نضع فيه الأمتعة على ميزان أعده الله
وماتلك الأمتعة إلا من إختيارنا في الدنيا ..!
أعمالنا التي يشهد الله علينا ونحن في صنيعها صباح مساء !
لنصبر فلنا موعد مع فرحة لا توصف ..!
نحن على موعداً مع فرحة ولأنها ليست كأي فرحة
جاء القران وضم وصفها في سطور اياته الكريمة
قال الله تعالى : ( هاؤم اقرءوا كتابيه )
أي : خذوا اقرؤوا كتابيه ; لأنه يعلم أن الذي فيه خير وحسنات محضة ;
لأنه ممن بدل الله سيئاته حسنات .
"
فهو عَمِل في الدنيا لأنه آمن بالرحيل
وقوله : ( إني ظننت أني ملاق حسابيه )
أي : قد كنت موقنا في الدنيا أن هذا اليوم كائن لا محالة ،
وكيف حاله من حمل صحيفته بيمينه ..؟!
ماحالك يامن حملت صحيفتك بيمينك واننا نغبطك عليها قبل أن نراها في يمناك
قال الله : ( فهو في عيشة راضية ) أي : مرضية ،
أين هو ؟!
قال تعالى : ( في جنة عالية )
أي : رفيعة قصورها ، حسان حورها ،
نعيمة دورها ، دائم حبورها .
فليس المراد دخول الجنّة فقط بل نطمع لأعلاها
تأملوا ..
قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا أبو عتبة الحسن بن علي بن مسلم السكوني ،
حدثنا إسماعيل بن عياش ، عن سعيد بن يوسف ، عن يحيى بن أبي كثير ،
عن أبي سلام الأسود قال : سمعت أبا أمامة قال :
سُأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل يتزاور أهل الجنة ؟
قال : " نعم ، إنه ليهبط أهل الدرجة العليا إلى أهل الدرجة السفلى ،
فيحيونهم ويسلمون عليهم ،
ولا يستطيع أهل الدرجة السفلى يصعدون إلى الأعلين ، تقصر بهم أعمالهم "
"
فمتى سنفقه ؟!
أن الرحلة ستنتهي لامحالة
وأنه بقي لنا رحلة أخرى تحت الأرض
تتطلب منّا الزاد الكثير والأمتعة التي أحبها الله
وأوصانا بها رسوله عليه الصلاة والسلام
ولاشقاء في اقتناء هذة الأمتعة فمن رحمة الله بعباده
أن جعل اقتنائها بالصبر و بذكره والتقوى والإخلاص له .
وخفق قلبي
يارب اشتقنا إليك
اي نعيم ذلك الذي نرى فيه وجه الله الكريم
ربنا الذي عبدناه حباً وخوفاً ورجاءً
ألا تشتاق القلوب لأن ترفع على منابر من نور
ليزورها الله في جنانها ..
وليكون لكل عبداً حديث مع الله .
و آهٍ لريح الجنّة
فيا ربي أوصلنا لذلك الوطن
الذي كبّلنا الحنين إليه حتى سالت دموعنا في سجداتنا
وحتى تركنا كل ما تهواه الأنفس وتشتهي القلوب
ابتغاءً في الأعظم والأبقى
من ذلك كله ..محبتك ربي ورضآك ..
# منقول