قبل فوات الاوان
اتذكر هذا البيت من الحكمة الذى يقول
إذا هبت رياحك فاغتنمها فإن لكل خافقة سكون
وكم من نعمة بين يدى الإنسان وهو لا يشعر بها ،والدليل على ذلك أنه يهملها بل يؤجل الاستمتاع بها أحيانا يظن أن القادم أهدأ وأجمل ،وهولا يدرى احتمالات القادم الذى قد يأتى ولكن ليس كما يزعم هادئا جميلا ، اولا يأتى أصلا وفى كل احتمال يكون هذا الأحمق قد ضيع فرصة الاستمتاع بالنعمة
وما أكثر الحمقى الذين لا يستمتعون بما وهبوا من نعم تحت شعار فلسفات كاذبة
أذكر من أمثلة ذلك أحدهم الذى كلما دنت منه زوجته التى كانت بالنسبة إليه حلما -كلما دنت منه بعبق السكن الصافى والمودة الخالصة قال لها وهو يعرض عنها :" انت فايقة ورايقة"
فإن استدارت وجاءته من قبل وجهه وداعبته قال لها:طبعا تريدين أنسا ومعاشرة لأنك لا تشعرين بالدنيا وبلاياها !
حتى يحطم رغبتها ،ويسود نهارها ويزرع ليلها بالهموم التى تحل محل النجوم فإذا الأرض سواد والأفق.
وأعرف ما لا أحصى من الآباء الذين لم ينظر أحدهم مرة فى وجه ولده أو ابنته وكأنه يظن أن هذا ضرب من ضروب الشذوذ ،لا يدرى أن النظر فى وجه الولد نظر إلى اليقين الذى يكبر يوما من بعد يوم واستعادة لأيام الصبا التى تعود ندية فيه .
وأعرف أمة من الناس لا يقول الواحد لزوجته يا حبيبتى وقد قال لى أحدهم إن هذا النداء لا يليق بالرجولة الحقيقية يقول لها ذلك قبل الزواج أما بعده فمن العيب أن يقول لها ذلك ومن العجيب أن هذا القائل أستاذ كبير كانت صاعقة صبها -عفا الله عنه-فى أذنى .
وكم من مشتاق إلى الحج والعمرة فى شتى بقاع الأرض وكم من مقيم إلى جوار الحرم وما حج وما اعتمر أبدا .
كل ذلك من الأدلة على الحرمان الذى ما كتبه الله على الإنسان وإنما كتبه الإنسان على نفسه بسبب حمقه .
ومن هذا القبيل -والعياذ بالله-انشغال الإنسان بالمسائل التافهة وإضاعة الوقت فيها فيكدر صفاء نفسه وجوه ومن حوله ولا طائل من وراء البحث فيها ولا خير إنما هو حرق الدم وإهدار الوقت وقتل السعادة .
نقلا للدكتور مبروك عطية
ادام الله عليه الصحة والعافية ، ونفعنا الله بعلمه ، وبعلوم ازهرنا الشريف .