نظره سريعه إلى هذه اللوحه لاتكفي للإستمتاع ببهائها وتميزها.
الجمال الشاعري الذي تختزنه بالإضافه إلى نبل موضوعها هو مادفع اللوفر للإصرار على إقتنائها في مطلع القرن الماضي مقابل حوالي مائة ألف فرانك.
واللوحه تعتبر اليوم من بين أفضل الأعمال الفنيه الفرنسيه التي ظهرت في القرن السابع عشر.
الرسام لوي لانان كان أحد ثلاثة أشقاء كانو يشتغلون بالرسم ويتقاسمون محترفآ واحدآ في باريس في بداية القرن السابع عشر.
كان الثلاثه يوقعون لوحاتهم بإسم الإخوه لانان.وكانوا جميعآ يرسمون حياة الفلاحين وسكان الريف التي تتسم بالبساطه وشظف العيش.
كان أسلوب الاخوه الثلاثه في الرسم واحدآ ومواضيعهم متشابهه إلى الحد الذي جعل من المستحيل تمييز لوحات كل منهم عن الآخر.
لكن فيما بعد أصبحت هذه اللوحه تنسب إلى لوي لانان وبالتالي صار أشهر الثلاثه.
في اللوحه نرى عائله من المزارعين تتكون من ثمانية أفراد تتوسطهم طاوله وضعت فوقها بعض الأواني المنزليه.
أكبر الأطفال يبدو واقفآ في وسط الغرفه وهو يعزف الناي،بينما ينشغل طفلان آخران بتدفئة نفسيهما في الجزء الخلفي من اللوحه.
وإلى اليسار، قريبآ من مصدر الضوء،هناك مايشبه النافذه أو الباب الموارب.
من الواضح أن العائله ألفت تذوق الأشياء البسيطه وحياة التقشف.كما أنها إلى الفقر أقرب منها إلى عيشة الكفاف.ومع ذلك فملامح الأفراد تنم عن نبل وعن قناعه ورضا.