الإنسان هو خلقه
وقد جاء الإنسان إلى الحياة ليمارس
أكبر قدر من الأخلاق , وهو كلما ارتقى في سلم الأخلاق ,
كلما رقى في درجات إنسانيته وتمكن من ممارسة هذه الإنسانية بأبعادها 0
الأخلاق هي إحدى الثمرات السامية
من ثمار الإيمان
يزداد الإنسان رسوخا في إيمانه فتينع شجرة
الإيمان المباركة في تربة روحه نضيج ثمرة الأخلاق .
الإنسان هو خلقه
ولذلك عندما شاء رب العزة تبارك وتعالى
أن يثني على نبيه ورسوله محمد صل الله عليه وسلم قال :
وإنك لعلى خلق عظيم
فكان دائم السؤال لربه :
اللهم أحسن خلقي كما أحسنت خلقي .
الأخلاق ليست نفوذا ولا جمالا ولا مادة .
إنها سلوك ذاتي مع الذات بالدرجة الأولى
فتشع مواقف أخلاقية –
من تلك العلاقة الذاتية - مع الآخرين 0والإسلام لايحض المسلم أن يكون خلوقا مع
الناس أجمعين فحسب , بل أن يكون خلوقا مع ذاته كذلك
, فمن عجز أن يكون خلوقا مع ذاته,
يعجز أن يكون خلوقا مع الآخرين,
و حتى لو أظهر الأخلاق فإنها لاتنبع إلاّ من ذات متأصلة في الخلق
. قد يبدر موقف أخلاقي من عائل مسكين ما بدر من ثري ذو جاه .
يصعب على المرء أسر هذه الكلمة في دائرة تعريف كل نظريات
تعريف الأخلاق على مدى العصور السابقة لا تزيد هذه الكلمة إلاّ اتساعا في المعنى .
فالأخلاق تتغذى بالعفة
تتغذى بالصبر
تتغذى بالحياء
تتغذى بالمعرفة
تتغذى بالتقوة
بالكرم
بالسلم
بالعفو
بالشجاعة
. الأخلاق هي فردوس الإنسان .
من لم يكن بتلك المزايا لبث مطرودا من فردوسه يمضي أيامه في تيه من شقاء
. قال تبارك وتعالى :
ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها .
تسمو الأخلاق بإنسان مراتب عليا يستحي من أخلاقه
إن راودته نزوة
وإن تغاضى الطرف استحى من أهليه وإن تناسى استحى من الله
. تسعى شجرة الأخلاق الراسخة في عمق صاحبها أن تجنبه المهالك
. يمكن للأبوين أن ينمّيا بذور الأخلاق لدى الطفل فيتمتعان بنعمة تقديم كائن أخلاقي للحياة .
إننا أحوج إلى دراسة مزايا الأخلاق في مختلف مراحل التربية
فالإنسان يمتاز بأنه كائن يتلقى دروس التربية حتى لحظاته الأخيرة .
نحتاج إلى قوة ملاحظة تمكننا من النظر في كلمات ومعاني الأخلاق
. كل إنسان يحتاج لأن يكون فقيها في مدرسة الأخلاق
. قال خير الأنام : إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق .
يجد المؤمن مكارم الأخلاق في كتاب الله ولدى سنة متممها .
لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا
0 قا لت السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها واصفة أخلاق رسول الله :
كان خلقه القرآن . الأخلاق ذاتها عبادة يقدّمها الإنسان لربه
عبادة وصفها النبي بقوله :
ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن
. وكون النبي على خلق عظيم وهو الأقرب إلى ربه
فإن الإنسان ومن مختلف الأزمان والأماكن يكون جليس رسول الله يوم القيامة بخلقه الحسن الذي كان عليه في الدنيا
. قال صلوات الله وسلامه عليه موجها كلامه للناس كافة على مر الزمن :
إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا