الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وعلى صحابته الغر الميامين .
أما بعد : أحبتي في الله أحييكم جميعاً أينما كنتم في الأرض بتحية الإسلام والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، يسعدني أن أكون معكم في :
" كلمات مضيئة "
بناء الإنسان
إنّ بناء عمارة مهما عظمت يَسهل إِذا قِيسَ ببناء الإنسان على قواعد الإيمان والتوحيد وعلى قواعد المنهاج الرباني وفق التوجيه النبوي . فتلك مهمة يقوم بها المهندسون والفنيون ، أما بناء الإنسان وإعداده وتدريبه فهي مهمة بعث الله من أجلها الرسل والأنبياء الذين خُتِموْا بمحمد r ، ثم جعلها مهمة الأمة المسلمة الواحدة الممتدة مع الزمن ، على أسـاس من المنهاج الربّاني ـ قرآناً وسنّة ولغة عربيّة ـ .
حقُّ التعاون بين المؤمنين ووجوبه
يجب أن نتعاون فيما أمر الله أن نتعاون فيه ، ويعذر بعضنا بعضاً فيما أذن الله لنا أن نختلف فيه ، ليكون التعاون أو الاختلاف خاضعاً لأمر الله وشرعه ، لا لاجتهاداتنا وأهواننا ، ونختلف بهذا النصّ مع من يقول : " نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه " .
فريقـان :
فريق له نهجه وخطته ، وفريق لا نهج له ولا خطة
إِذا التقى فريقان : فريق له نهجه وخطته ، فعرف بذلك دربه ومراحله وأهدافه ، فنهض وصدق عزمه لها ، وفريق لا نهج له ولا خطة إِلا الشعارات يُدوّي بها ، فإن الفريق الأول بنهجه وتخطيطه يستطيع أن يحوّل جهود الفريق الثاني لصالحه ، فيجني النصر ، ويجني الآخر الهزيمة والخسران والحسرة .
العـاجـز
من عَجَزَ عن إِصلاح نفسه فهو أعجز عن إصلاح غيره أو إصلاح المجتمع . كم من الذين ينادون بالإصلاح والتغيير هم أحوج الناس إلى الإصلاح .
تَقبُّل النصيحة
من سدَّ أُذنيه عن النصيحة فَقَدَ فرصة عظيمة لمعرفة أخطائه ، وفرصة أعظم لمعرفـة سبيل الإصلاح والعلاج ، وتعرَّض أكثر للمتاهة والضلال .
كلمة المؤمن صادقـة طيبـة
كلمة المؤمن طيّبة ، قويّة، واعية ، لا تنحرف عن الصراط المستقيم . إنها بَرَكَةٌ للناس ، ونورٌ في الحيـاة ، وسلاح في الميدان . وهي أساس حرّيّة الرأي ، وأساس النصيحة ، وقاعدة الشورى متى ما أدركها الإنسان المؤمن عاش في ظلها تقياً نقياً سعيداً .
الخلل فينا والأخطاء منَّا
لا يختلف مؤمنان في أنّ كلّ ما يجري في الكون والحيـاة ، من أمر صغير أو كبير ، هو بقضاء الله وقدره : قضاءً نافذاً ، وقدراً غالباً ، وحكمةً بالغةً ، وحقاً لا ظلم معه أبداً . ومـن هنا وجب علينا شرعاً أن ننظر في أنفسنا ، في واقعنا ، فالخلل فينا ، والأخطاء منا ، والتقصير جليِّ كبير ! .