ألســـلام عليكم ورحمهـ الله وبركاتهـ
مســــــــــاء \ صبــــاح الخير
قصهـ جميلهـ جدا وحبيــت انقلها لكم علشان تحطوا انفسكم مكـــان عماد
:::
بدأ عماد يطلق ضحكاته الهستيرية وهو يتحدث عبر الهاتف مع صديقه فارس ..
كانت تلك المقالب التي أعتاد عماد على فعلها بغالبية من حوله هي سر هذه الضحكات ..
تلك المقالب التي غالبا ماكانت تنتهي بكوارث للبعض ..
ولكن عماد كان يتجاهل كل هذه العواقب مقابل الضحك الذي يجده بعد تلك الافعال ..
عماد ..
شاب في بداية العقد الثالث من عمره ..
يعمل كسائق تاكسي ..
كسول ويعشق المقالب عشقا جما ..
كان يراهن أنه هو سيد المقالب بين الاصدقاء ..
وأنه لايجيد هذه الالعاب أحد مثله ..
كان أصدقاءه وغالبية من حوله ينصحونه بترك هذه الافعال التي تخلق البغضاء ..
وتترك مجالا للحقد بين الجميع ..
وذات يوم ..
وبينما عماد يتأهب بالعودة ليلا بسيارة التاكسي خاصته الى منزله ..
أذا بشيخ عجوز يشير له بالتوقف ..
توقف عماد وسأل الرجل : ألى أين تريد الذهاب ياعماه ؟؟
رد العجوز : أريد الذهاب الى البحر ..
أندهش عماد من هذه الرغبة بالذهاب الى البحر في هذا الوقت وفي هذا الجو الممطر والعاصف ..
ولكنه تجاهل هذا الامر وهو يقول : تفضل ياعم سأوصلك ولكن بـ 30 ريالا ..
أبتسم العجوز وهو يقول : لاتخف سأدفع لك بسخاء ..
أنطلق عماد وهو ينظر بشك في مرآة السيارة الداخلية نحو ذلك العجوز ..
شي ما بداخل عماد يقول له أن هذا العجوز ليس شخصا عاديا ..
نعم ..
فثيابه البيضاء الناصعة ..
ولحيته ذات اللون الاحمر الداكن المخيف ..
أضافة الى نظرات عينيه المخيفة ..
كلها عوامل كفيلة بزرع الشك حول هوية هذا العجوز ..
كان ذلك العجوز صامتا طوال الطريق ومكتفيا بأبتسامة باردة ومخيفة لاتفارق شفتيه ..
بينما ظلت عيني عماد تترقب هذا الرجل بحذر ..
قطع سيل الشكوك والحيرة رجل كان يشير لعماد بالتوقف ..
لم يتردد عماد في الوقوف ..
وكأنه كان يبحث عن رفيق يصاحبه هو وذلك العجوز المريب ..
أطل ذلك الرجل من خارج السيارة وقال لعماد : أريد الذهاب الى طريق المطار .. هل يمكنك توصيلي ؟؟
نظر عماد الى ذلك العجوز القابع في المقعد الخلفي ثم قال للرجل : تفضل ..
ولكن سأوصل هذا العم أولا الى البحر ثم سأعود بك الى حيث تريد ..
أندهش ذلك الرجل وهو يردد : أي عم هذا الذي تتحدث عنه ؟
رد عماد بسرعة : هذا الشيخ الكبير الذي يجلس في الخلف ..
بدأ الرجل ينظر الى الخلف بأهتمام ..
ثم سأل بدهشة : لاأرى أحدا في الخلف ..
هل أنت معتوه ؟ أم تتوهم ؟؟
بدأ الرعب يدب في أطراف عماد وهو ينظر الى الخلف ويشاهد ذلك العجوز بوضوح وبنفس الابتسامة الباردة التي لم تفارقه منذ ركوبه التاكسي ..
فردد : هذا الرجل القابع خلفي تماما ..
بدأ ذلك الرجل خارج السيارة في الابتعاد عن التاكسي وهو يقول : سائق أما مخمور أو مجنون .. وجيد أنني لم أركب معه بعد ..
لم يكن عماد يعيره أي أهتمام ..
بل عاد للنظر الى الخلف وسأل ذلك العجوز بحذر : مالذي يحدث ؟؟
لم يتفوه ذلك العجوز بحرف بل أكتفى بأبتسامته الصامتة ..
جن جنون عماد فصرخ : كيف لم يشاهدك هذا الرجل قبل قليل ؟
أبتسم ذلك العجوز ببطء وقال : لاأحد غيرك ياعماد يشاهدني ..
بدأ الخوف يسيطر على عماد من جديد بينما واصل العجوز حديثه ..
أنا ملك الموت ياعماد وجئت لأنهي مهمتي وأنتزع روحك وأطوي لك صفحة الدنيا تماما ..
فهل أنت مستعد ؟؟
ظل عماد طوال هذه المدة كتمثال لايتحرك ..
فالخوف بدا مسيطرا عليه تماما ..
قاطع العجوز أفكار عماد وهو يقول :
ياعماد سأمنحك عشر دقائق فقط لتختم حياتك بشي مفيد ..
شي طيب بعيد عن تلك المقالب والاحقاد التي زرعتها في قلوب أصدقاءك ..
وأتمنى أن تفهم كلامي جيدا ..
لم يكن عماد ينتظر ..
بل أنطلق بسيارته بسرعة شديدة وتوقف أمام أحد المساجد ..
ياااااه ..
أنها فترة بعيدة منذ اخر مرة زار فيها مسجد ..
وهاهو الان ملك الموت ينتظره حتى ينهي حياته بعد دقائق ..
أنهى عماد وضوءه بسرعة ..
ثم دخل الى المسجد وبدأ يصلي ..
كان يبكي وينتحب ويرجو ربه الغفران ..
وكان يتمنى لو طالت تلك الدقائق العشر التي منحها له ملك الموت حتى يتسنى له زيارة كل معارفه والاعتذار لهم ..
فعلا ..
كم كان قاسيا وهو يتلاعب بمشاعرهم وحياتهم بتلك الافعال والمقالب ..
كان عماد مازال يصلي ..
ويطيل صلاته ..
فهو أصبح يتعمد أن يطيلها حتى يقبض ملك الموت روحه وهو يصلي ..
ولكن ....
شي غريب يحدث ..
فعماد كان قد تجاوز النصف ساعة وهو يصلي ..
ماهذا ؟؟
أين ملك الموت ؟؟
وأين الدقائق العشر ؟؟
بدأ الشك يتسلل الى نفس عماد ..
خرج مسرعا الى خارج المسجد ..
ثم ..
ياللمفاجأة !!
فلا أثر لملك الموت المزعوم ..
ولاأثر حتى للتاكسي ..
تحرك عماد يبحث حول المنطقة ..
عله يجد شيئا يفسر له مايحدث ..
ولكن ..
ماهذا ؟؟
لحية مستعارة !!
وملابس واسعة !!
يااااااااااااااه ..
لقد وقع عماد ضحية نصابين ..
نعم ذلك العجوز وذلك الرجل الذي أدعى أنه لايرى العجوز ماهما ألا مجرد نصابين ..
وقد سرقا بالسيارة ..
بدأ الغضب يستولي على عماد وهو يقطع المسافات ماشيا حتى يصل الى منزله ..
غضب أحس وكأنه سيقتله ..
وأصبح دوار رهيب يهيمن على رأسه ..
حتى أنه ظن للحظات أنه سيسقط على الارض ..
ومع وصول عماد الى منزله ..
بدت مفاجأة رهيبة في أنتظاره ..
فالتاكسي الخاص به كان يقف أمام باب منزله ..
وكان تماما كما هو ..
كما تركه اخر مرة ..
بدأت السعادة تستولي على عماد وهو ينطلق صوب السيارة يتفحصها بفرح ..
ويتساءل : كيف ؟؟
كيف وصلت ألى هنا ؟؟
ولماذا جلبها السارق الى هنا ؟؟
بدت الاسئلة تنهمر على عقل عماد بحثا عن أجابات ..
ثم ..
لاحظ تلك الورقة الصغيرة التي وضعت بشريط لاصق على زجاج السيارة الجانبي ..
بدت رسالة صغيرة ..
تناولها عماد وفتحها ..
ثم لاح له المكتوب ..
كانت الرسالة تقول :
أعلم ياصديقي أنك عشت دقائق عصيبة من الغضب بعد فقدان سيارتك ..
لاتحزن ياصديقي ..
فهذا مقلب ربما يجعلك تشعر بحال الاخرين الذين نالوا مقالبك ..
الجميل ياصديقي أن مقلبنا هذا أعاد لك صوابك ..
لتعرف ماذا يحل بالاخرين بسببك ..
ويكفي أن هذا المقلب جعلك تتذكر ربك ..
وتعود للمسجد من جديد ..
هل رأيت كيف أن الحياة قصيرة ياعماد ؟؟
صديقك ومحبك : فارس
..............للمبدع / سمير الروشان
اتمنى انهـ القصهـ اعجبتكم واستفدتوا منها ^ ^