اتمنى الاقي ردود حلوة :عشقي::
الجزء الثالث " اللـقـاء الأول "
كاد أن يقع على الأرض عندما اصطدم به أحدهم من الخلف وهو يركض بسرعه لكنه تماسك
توقف ذاك الشخص بعدما سار خطوتين تقريباً
والتفت إلى نيك وهو يتنفس بسرعه والدخان يتصاعد من فمه
بدى ذاك الشخص متفاجئاً من رؤيته بنظَرَاته الغريبه، وظل كلاهما يحدق بالآخر
حتى قال ذاك الشاب وسط أنفاسه المتقطعه إثر ركضه
"هارو؟! لا أصدق هذا ..."
"إنه هناك أمسكوا به بسرعه"
التفت نيك للخلف وهو يرى مجوعة من الرجال يركضون باتجاهه، أو يقومون بملاحقة الشاب
الذي تابع ركضه تاركاً نيك في حالة صدمه كبيره وحيرة من أمره ...
بعد ساعتان تقريباً كان يسير في الشارع وهو يحمل أكياساً في كلتا يديه
كان يسير على الرصيف الشبه معتم (ما عدا الأنوار الخافته على الجانب الآخر من الشارع) بهدوء و صورة ذلك الشاب لا تزال راسختاً في عقله
شعره أسود متناثر حول وجهه بعفويه وعيناه خضرواوان وحاده
،،من يكون يا ترى؟! ولم ناداني بــ هارو؟!،،
"و أخيراً التقينا مجدداً"
رفع نيك رأسه بسرعه لمصدر الصوت لكنه لم يرَ أحداً
فتابع ذلك الشخص وهو يخرج من أحد الأزقّـةِ أمام نيكولاس
"هـارو، لـقـد أصبـحــتِ كبـيــرةً حـقــاً"
لم يعلم نيك ما الذي أصابه في ذلك الوقت، أوقع الأكياس من يده وتراجع خطوة للوراء
بدا لوهله وأن هذا الشخص عازم على القضاء عليه
ثم استدار وبدأ يركض بسرعه وهو يشعر بنبضات قلبه التي أصبحت تقرع كالطبول
بعد أن ركض مسافة ليست بالقصيره، التفت للخلف وهو يركض فلم يرَ أحداً خفف من سرعته قليلاً والتفت بكامل جسده
وأصبح يمشي بشكل معكوس وهو يتنفس بسرعه والدخان يخرج من فمه وقد احمرّ أنفه
فجأه اتسعت عيناه وهو يشعر بيد تطبق على فمه من الخلف والأخرى تحيط بجسده
ثم ارتفع عن الأرض، بدأ يتحرك بطريقة انفعاليه محاولاً التخلص من هذا الشخص
الذي انقض عليه فجأه وقيّده
كان يسير به إلى أحد الأزقّه المظلمه ما إن دخلا حتى تركه
انطلق نيكولاس ليبتعد عنه عدة خطوات، لكن الطريق أصبحت مسدود حوله فخلفه جدار عالٍ جداً
و من أمامه حيث المخرج ذلك المجهول
توقف نيك وهو ينظر لذلك الشاب
،،شعر أسود، وعينان خضراوان إنه نفس الشاب الذي قابلته، أيعقل أنه لحق بي...،،
عقد نيك حاجبيه وصرخ "من أنت بحق الله؟! وماذا تظن نفسكَ فاعلاً هـااا؟! ..."
"لم أتوقع رؤيتـكِ مجدداً يا فتاة " قالها ببرود وكأنه يذكر اسمه
صدم نيكولاس من كلامه وغضب بنفس الوقت عندها وصرخ بحده
"من تدعو بالفتاة يا هذا!! ثم لمَ تلحق بي؟! لا أذكر أني تعرضت لك من قبل
ماذا تريد؟!"
فقال الشاب ببرود وهو يتقدم نحوه "لازلتِ ضعيفةً كما في السابق"
ما إن هم نيكولاس بالتلفظ عليه حتى قاطعه "ولا تنكِري ذلك، فأنا أعلم أنكِ هوتارو (وتابع ساخراً) تلك الفتاة الصغيره المدللـه"
فقال نيك حانقاً وهو يرفع رأسه بعد أن أصبح الشاب يقف أمامه مباشرة
"أنا لست فتاة يا هذا، ثم إن اسمي هو نيكولاس وليس هوتارو"
ابتسم الشاب بخبث وأمسك بـياقة المعطف، احمرت وجنتا نيك بشده
وهو يمسك يـد الشاب محاولاً منعه من نزع المعطف عنه
فقال الشاب بسخريه "لماذا تحاول منعي إذن هـاا؟! ..."
قاطعه نيك بحده و وجنتاه تزدادان احمراراً "أبعد يدك عني أيها الحقير المنحرف"
أنزل يـده ولم يتفوه بكلمه، أنزل نيك رأسه وأخذ وتنهد بألم، بقي على هذه الحال عدة دقائق تقريباً إلى أن وللمرة الثانيه
أخذ نفساً عميقاً ثم رفع رأسه وقال بعصبيه محاولاً إخفائها
"إسمع يا هذا، لا أعلم من أنت ولا(صمت قليلاً وتابع بصوت منخفض) ولا أعلم كيف
تعرف حقيقة كوني فتاة ولا حتى كيف وجدتني(وتابع كلامه بينما هو يسير متجاوزاً الشاب ليغادر)
ولكن إعلم أنني لن أنفعكَ في شيء حتى ولو أخذتني لآخر الدنيا و...." توقف عن السير ولم يتحرك عندما شعر بالشاب يوجه مسدسه نحوه
وجّـه ذاك الشاب مسدسه الأسود اللامع تجاه نيك وقال بنفس نبرته البارده "هل تظنين أنني سأترككِ تذهبين هكذا ؟!"
مشى بسرعه وأمسك بذراع نيك وقال وهو يسير به "تعــالـي"
كان يمشي وهو يمسك المسدس بيده اليسرى وذراع نيك بيده اليمنى
رفع نيك رأسه وقال بهدوء "إلى أين تأخذني؟!"
"..................." صمت لا جواب
عقد حاجبيه وقال بانزعاج "هيـي أنت لا تتجاهلني"
توقف الشاب فجأه ثم قال وهو يترك ذراعه "هيـا خذيهم بسرعه"
نظر نيكولاس أمامه فرأى الأكياس التي تركها مسبقاً، تقدم بهدوء وانحنى للأرض وأخذ يجمع الأغراض المتناثر
ثم حمل الأكياس وتابع الطريق للمنزل وهو يسير ورائه
فتح باب الشقه ودخل ليدخل الشاب هو الآخر ثم أغلق الباب
وقف نيك أمام المدخل وخلع حذائه ثم المعطف وعلقه في مكانه بجانب الباب
"أقسم بأني لولم أكن أعرفكِ يا هارو، لقلت بأنكِ شاب بلا أدنى شك!!"
لم تجبه على تعليقه السخيف وتابعت طريقها للمطبخ، لكنه أمسك بذراعها بشده وأدارها باتجاهه بقوه
"أعطني المفاتيح"
نظرت إليه وقالت بغباء"أيــةُ مفاتيــح؟!"
رفع أحد حاجبيه وقال بنوع من الإنزعاج "مفاتيح الشقه، حالاً"
شهقت بفزع وقالت بسخط
"أيها النحرف الحقير أتريد أن تحبسني هنا، من تظنــ....."
أطبق على فمها بيده وقال بنفاد صبر "قلت أعطني المفاتيح"
تنهدت بضيق و وضعت الأكياس على الأرض ثم أدخلت يدها في جيب بنطالها الخلفي وأخرجت ميداليه بها مفاتيح
وضعتها بيده بقوه وقالت بحده "خـذ، هل أنتَ سعيد الآن" ثم حملت الأكياس وتابعت طريقها للمطبخ
كانت ميداليه على شكل نجمة شفافه وسميكه، بها أربعة مفاتيح
إثنان للشقه و واحد لغرفتها وآخر لخزانتها لكنها لا تستعمله كثيراً
دخلت المطخ و وضعت الأغراض جانباً وبدأت تعد لها طعاماً، مُذ أن خرجت وعصافير بطنها لا تتوقف عن الزقزقه
لكن تفكيرها لم يكن مع الطعام بل مع هذا الشاب الغريب
(لماذا لست خائفة منه، إنه لص أو مجرم أنا متأكده لكن، كيف عرفني!! لا أحد يعلم بحقيقتي إطلاقاً!!
لا أحد يعلم أني فتاة، إذن من يكون الشاب!!)
دخل ذاك الشاب هو الآخر وكان يجلس أمام الطاوله التي في المطبخ، وتحتوي على أربعة كراسٍ لا غير
كان يراقبها وهي تعد الطعام وتتحرك هنا وهناك حتى انتهت
جلست على الطاوله ولم يكن هناك غير طبق واحد لها، جلست وبدأت تأكل وكأنه غير موجود
"هيــي أنـا جائـع أيضـاً" فقالت دون أن تلتفت إليه وهي تأكل "لا بأس، لايزال هناك بعض الطعام، يمكنكَ أن تطبخ"
رفع أحد حاجبيه وقال بسخريه "أنا أطبخ؟! في أحلامك"
"سستموت جــوعاً إذن"
استند بمرفقه على الطاوله وهو يعبث بالمسدس وقال بابتسامة جذابه
"لا، أنتِ ستعدين لي الطعام"
رفعت رأسها وقالت بانزعاج "وهل تظنني خادمتك يا هذا؟!"
نظر إليها بطرف عينيه وقال بحده وهو يرفع المسدس ليلفت نظرها "لقد استخدمته على الكثيرين، ولا ضير إن كنتِ أحدهم"
فقالت بتوتر غير ملحوظ "تــقـتــلـنـــــي؟!"
"لا تضطريني لذلك"
زفرت بحده وهي تقف وقالت بعصبيه "آآآهــ أنتَ شخص لا تُحتمل إطلاقاً
ماذا تريد مني، أخرج من منزلي لا علاقة لي لما يحصل معك
أتريد أن تورطني!!"
رفع المسدس في وجهها وقال بحده وهو ينظر في عينيها الراماديتان مباشرة
"قلت، أنا جائع"
توترت وشعرت بالخوف لذلك صمتت وقامت بما يريد
توجهت نحو الموقد وبدأت تعدّ الطعام بضيق
التفتت إليه فحدق أحدهما بالآخر حتى رفعت أحد حاجبيها وقالت
"أخبرني من تكون!!!"
أراح ظهره على الكرسي وقال بهدوء "أولاً: أنا لدي مشكله في الخارج لذلك سأبقى هنا في منزلكِ ريثما تهدأ أموري وتتحسن
وثانياً: إسمي هو آرثر ولو أني لا أعرفكِ أكثر من نفسي لما أخبرتكِ (وتابع ساخراً) هل أنتِ مرتاحة الآن؟!"
حدقت به بدهشه وقالت بتوتر
"هـ هل أنتَ جاد؟! كـ كيف لك أن تعرفني؟!"
لم يجبها بل ظل صامتاً وهو يحدق بها بنظرات غريبه وهادئه لم تفهم معناها
ارتبكت وأشاحت بوجهها عنه ثم التفتت للطعام
وضعت طبق الطعام أمامه ثم عادت لتأكل وكأن شيئـاً لم يكن
(من هذا الشاب؟! كيف استطاع معرفة حقيقتي
ويقول بأنه يعرفني أكثر من نفسه حتى!!)عقدت حاجبيها بانزعاج وتابعت
(لن أسمح له بإعادة جحيمي مرة أخرى، سوف أتخلص منه بأي طريقة كانت)
نهضت من الكرسي، بعد أن شبعت واتجهت نحو المغسله وتظاهرت بأنها تغسل الطبق وهي تفكر بخطه للتخلص منه
(عندما أعود لغرفتي سوف أتصل بالشرطه....)
"لا تفكري في الإتصال بالشرطه، حسناً"
رفعت رأسها والتفتت إليه بسرعه وهي في حالة صدمه
(كــ كـيف؟! وكأنه قرأ أفكاري وعلم بمــا أخطط لــه)
نظر آرثر إليها وابتسامة صغيره جميله ارتسمت على وجهه
"لا داعي للقلق قأنا لن أؤذيكي، وأيضاً يمكنكِ غسل طبقي فقد شبعت
رغم أن طعامكِ سيء للغايه"
هدّأت من نفسها قليلاً ثم قالت محاوله إخفاء توترها "مـ مــا الذي تتحدث عنه هـاا؟!"
فأجابها بخفوت "أعلم بما تفكرين يا هوتارو، أو كما تحبين أن أناديكِ
دائماً، هــــــارو"
استدارت بجسدها كاملاً نحوه وقالت بدهشه "من أنتَ بحق الله؟! وكيف تعرفني وتعرف كل شيء عني؟! حتى اسمي"
نظر إليها بعمق وهو صامت ثم
أراح جسده على الكرسي وقال بتعب مغمضاً عينيه "آآآآآآآهـ إنني متعب جداً (التفت إليها وتابع) لا يمكنني إخبارك، سوى بشيء واحد"
فقالت بارتباك "مـمـ مــا هو؟!"
"آســـــــو، بانتظارك"
صدمت واتسعت عيناها وهي تحاول استيعاب ما قاله
مـ مستحيل، ذلك الرجل الأحمر (تقصد شعره الأحمر) آســو قُتل، كـ كيف له أن ....مستحيل .....
ظلام دامس حل بعدها أمام عينيها، وفقدت وعيـها تماماً
..
..
..
"هارو، هارو هل تسمعينني ..."
فتحتُ عينيّ بصعوبه وأنا أسمع ذلك الصوت الهادئ، أشعرني براحة غريبه
لكن لم أكن أرَ شيئـاً، أغمضتُ عينيّ من جديد لأعاود فتحهما و أراه أمامي
"هل تسمعينني هارو؟! هيــا أفيقي "
"آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآهـ، أيها الحقير المنحرف، ما الذي تفعله بغرفتي
أخرج حالاً ..."
كنت أصيح بلا وعي مني حتى "آآآآآآآآهـ ..." وقعت من السرير
رفعت رأسي وإذ به ينظر إلي، آرثـر
أوووووووه يالَ الموقف المحرج
"أنتِ بلهاء، لقد كدتِ توقعينني بمشكلة أنا في غنىً عنها، ظننتكِ ستموتين"
نظرتُ إليه باستغراب وأنا أردد في عقلي،،أموت لماذا؟!،،
تذكرت فجأة آخر حوار دار بيننا، نهضت من الأرض وقلت بسرعه
"أخبرني، منذ متى تعرف آسـو؟! وكيف ألَم يُقتل من قبل؟! أخبرني أرجوك"
"ولمَ أنتِ مهتمه لأمره كل هذا الإهتمام؟!"
فقلت وأنا أصرخ بشده "أخبرني فقط كيف عاد آسـو للحياة؟!"
لم أنتبه إلى أن جملتي كانت غبيه
نظر إلي وقال بهدوء وبكل ما في العالم من برود "أنــــا مـن قتـــــلـه، وبهذا"
قال كلمته الأخيره وهو يرفع مسدسه لمستوى نظري
مادخل هذا بذاك، لقد قال بأنه حي، فكيف يكون قد قتله لا أفهم
لا أعلم ما الذي جرى لي وقتها، لكني فجأه بدأت أشعر بالخوف، وكأني أسمع صوت إطلاق النار يتردد في أذناي
وأنا أرتجف بشده، وبدأ قلبي يقرع كاطبول، حتى ظننت أني سأراه قد سقط أمامي على الأرض
بدأت الدموع تأخذ مجراها على خداي وأنا أبكي، أخذت أزحف على السرير حتى التصقت بالجدار، وأنا أشعر بأوصالي من الداخل ترتجف خوفاً
"مـــا الأمـر؟!" قالها وهو يقترب مني
فصرخت من بين دموعي "ابتعد، لا تقترب مني، ابتعد عني ابتعد"
لكنه كان يستمر بالاقتراب مني، رفع مسدسه و وجهه نحو رأسي وهو يقول
"أنتِ هي التاليه هـــوتـــارو، أنتِ هي التـــاليه"
"آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآهـ، لالالالالا، ابتعد ابتعد ..."
كان صدري يعلو ويهبط وأنا أتلفت حولي في الغرفه
,,إنني وحدي ولا أحد هنــا,,
مرت عدة دقائق حاولت فيها استعادت انفاسي وهدوئي
نظرت للساعه فكانت الواحده بعد منتصف الليل، أمسكت برأسي بين يدي وأنا أصرخ بداخلي
تباً، أحاول التخلص من كوابيسي فيظهر لي كابوس آخر
سحقاً، لكن من هذا الشاب الذي في الحلم لا أذكر أني رأيته من قبل، لا أعرف من هو حتى
يا إلهي يا إلهي......
..................
الجزء القادم .....
,,تباً أين هو؟! لم لا أجده؟!,,
رفعت رأسي وأنا أضرب جبهتي بكفي
,,سحقاً لقد تركته في المطبخ ولم آخذه,,
اتجهت فوراً إلى الهاتف الذي على الطاوله
الصغيره بجانب السرير، وضعت السماعه في أذني وأنا أضغط على الأرقام بيدين مرتجفتين
لكـــــــــن .................... لم أسمع شيئاً يدل على الحياة في الهاتف
.........
أخذت حماماً دافئـاً فشعرت ببعض الراحه
،،لا أصدق أن كل ما رأيته عن ذلك الشاب كان حلماً لا غير!!!،،
لففت جسدي بمنشفتي الصفراء التي تصل إلى أسفل فخذي تقريباً
وخرجت من الحمام، الغرفة مظلمه وهادئه، والمنزل كذلك
غريب أني لم أشعر بالخوف!!!
........
كان آرثر يقف أمام باب غرفتها مادّاً ذراعه وملصقاً كفه عليه
وهو مغمض عينيه وكأنه يفكر بشيء ما
رفع رأسه فجأه وهو مبتسم بخبث
"ســأنـتــظـــركِ يـا هـــارو، ســــــأنتظرك"
.........
الجزء الرابع بعنوان ‘‘شعور غريب‘‘