التكملة:
في منزل رافع...
دخلت سالي غرفة رافع بعد الاستئذان...
سالي وقد جلست على أحد الكراسي مقابلة لرافع الذي كان يجلس على سريره:عن أي موضوع ستكتب؟؟؟
قال رافع بهدوء:أجمل يوم في حياتي!!
قالت سالي بفضول:وما هو أجمل يوم في حياتك؟؟؟
قال رافع وهو يبتسم بغموض:عندما أنتهي من الكتابة سأخبرك... وأنت؟؟
قالت سالي وهي تنظر لرافع بعينين بريئتين:أمي... عن أمي!!!
قال رافع بعد أن رآها شاردة الذهن:أنا أعلم أنك لم تأتي لغرفتي فقط لتسأليني هذا السؤال فقط... ما الأمر؟؟؟
قالت سالي:ما رأيك أن نذهب للمكتبة العامة؟؟...هناك نستطيع التحدث بطريقة أفضل إن لم يكن لديك مانع....
قال رافع وهو يعدل في جلسته:لا بأس... لقد أنهيت واجباتي...
وبعد دقائق كان كلاهما قد تجهزا...
توجه كلاهما لغرفة المعيشة حيث السيدة رندة...
رندة:إلى أين أنتما ذاهبان؟؟؟
قال رافع:للمكتبة أمي!!!
رندة:لا تتأخرا إذن...
يأتي في هذه اللحظة شاب بالعشرينات من عمرة يقول لسالي بحدة:إلى أين؟؟؟
قالت سالي بلطف:سأذهب مع رافع للمكتبة.
قال الشاب بخشونة أكبر:مثقفة!!!..ههه.
لاحظ رافع انزعاج سالي فقال لها فورا بلطف:عزيزتي سالي... نسينا أن نأخذ أقلاما وأوراقا كي نكتب.. ما رأيك أن تذهبي لإحضارها من عندك؟؟؟
سالي وهي تبتسم:لا بأس.
وتذهب سالي لغرفتها لتحضر ما طلبه رافع.
أما رافع فبعد ذهاب سالي اقترب من ذلك الشاب وقال له بغضب:ألم يكن بإمكانك أن تحدثها بلطف أكبر يا ياسر؟؟؟؟
قال ياسر بضجر:ولماذا أحدثها بلطف؟؟؟..إنها لا تمت لنا بأي صلة....
رافع بغضب أكبر:كيف تقول هذا؟؟؟
ياسر بتهكم:بلساني طبعا!!!... ولكن أخبرني... ما صلة الوصل بيننا وبينها؟؟؟...هيا أخبرني...
قال رافع بغضب وهو يوجه كلامه لأمه:أمي!!!....افهميه!!!
قالت رندة بصوتها الحنون:أرجوكما اهدآ...
ثم وجهت حديثها لياسر:ياسر بني...إنها ابنتي...مثلك تمام... فلماذا تكرهها؟؟؟
قال ياسر وقد فقط أعصابه تماما:دعوني وشأني... كل ذلك لتلك الصعلوقة!!!...
ثم قال وهو يرفع يده مقابل وجه أمه:إما أنا في المنزل أو هي... وإلى حين تقررون الأمر... اتصلوا بي فسأكون عند صديقي فراس.
رندة بطيبة:لا تذهب يا ياسر...
ياسر وهو يفتح باب المنزل:قلت كلمتي ولن أتراجع عنها... أخبري والدي... لقد صبرت كثيرا...إما أنا أو هي..
ويخرج من المنزل فورا مغلقا الباب بخشونة...
كانت سالي قد سمعت كل ما جرى بينهم...وكانت تشعر بحزن فظيع...... ولكنها فضلت التظاهر بعدم سماعهم.
قالت سالي وقد استعادت مزاجها:هيا لنذهب يا رافع...
قال رافع وهو يبتسم وكأن شيئا لم يحدث:هيا...
0000000000000000000000
المكتبة العامة... الساعة الخامسة مساء...
مكان اجتماع طلاب المدارس... ليقرؤوا أو ليتسكعوا حتى!!!
قالت سالي لرافع وهما يدخلان المكتبة:تعال لنجلس في مكاننا المعتاد.
رافع:هيا..
كان معظم طلاب المدرسة متواجدون في المكتبة لسبب أو لآخر.
جلس كل من سالي ورافع على احد الطاولات.
قال رافع بفضول:هيا... عن ماذا كنت ستتحدثين؟؟؟
سالي:عنها...!!
قال رافع بضجر:إيمان!!!... ولكن لماذا تصرين على ذكر اسمها أمامي بعد الذي فعلته؟؟؟
سالي:إيمان فتاة طيبة...
رافع:وماذا تريدين؟؟؟
قالت سالي بطريقة غريبة:لماذا كنت تنظر لها بتلك الطريقة المخيفة؟؟؟
قال رافع وقد أسند ظهره على الكرسي واستعاد مزاجه الرائق:لا أعلم... أنا نفسي لا أعلم... حتى أنني لم أستطع نظراتها القوية أيضا...
ثم يضيف بغموض أكبر:إنها فولاذية كما قلت لك...
سالي:بل إنها غريبة...
ثم تضيف وهي تحدق بعينيه:هل أنت غاضب منها؟؟؟
قال رافع بحدة ولكن بعطف:طبعا...لقد تمادت كثيرا..
سالي:وماذا إن اعتذرت لك... هل ستسامحها؟؟؟
قال رافع بهدوء:لا أعرف... ولكن الموقف هو من سيجعلني أقرر... هذا إن اعتذرت مني... ويبدو أنها لن تفعل...
ثم يضيف:كما لا تنسي أنها أهانتك أنت أيضا...
سالي:ربما... ولكني أعذرها لسبب أو لآخر...
يدقق رافع في ملامحها الجميلة مستغربا من آخر جملة قالتها...
لكن سالي قطعت تفكراته قائلة:إنها غريبة!!! ولكن لماذا تظن بأننا نشفق عليها؟؟؟
قال رافع بهدوء أكبر:تعتبر كل من يساعدها يفعل ذلك إشفاقا عليها...
سالي ببراءة:ولكن لماذا؟؟؟
قال رافع وقد بدت ملامح الجدية عليه:دعينا نسأل أنفسنا سؤالا... لماذا نساعدها؟؟؟
قالت سالي ببراءة أكبر:بدافع الإنسانية والواجب.
قال رافع بجدية أكبر:وماذا يقول لنا الواجب؟؟؟
قالت سالي بنفس الأسلوب:أن نعطف على الآخرين.
ما أن أنهت سالي جملتها الأخيرة... وجدت أن احدهم قد وضع كتابا امامها هي ورافع وكان يتوسطهما... ويؤشر على أحد المفردات بالكتاب قائلا:هنا....اقرآ هنا...
نظر رافع لذلك الشخص ثم أدار الكتاب ناحيته قليلا قائلا وهو يقرأ:العطف بمعنى الحنان...
ثم يضيف:والإشفاق!!!
أغلق ذلك الشخص الكتاب قائلا:المنجد العربي للألفاظ ومعانيها...
قالت سالي وهي توجه نظرها نحوه:هل تظن انها تأخذ الأمر من هذا المنطلق يا حسان؟؟؟
جلس ذلك الشخص والذي لم يكن سوى حسان بجانبهما قائلا:ربما... أنا مشغول بأمرها.
سالي:ماذا تقصد؟؟؟
قال حسان محاولا تصنع الخطورة:تعلمان أن هوايتي تحليل الشخصيات... وستكون إيمان الشخصية الأولى على لائحتي في هذا الوقت...
سالي بهدوء:لماذا؟؟؟
قال حسان بنفس أسلوبه السابق:شخصية مثيرة للاهتمام فحسب... وغريبة!!!
قال رافع أخيرا:أتذكر؟؟؟...تعرفت علي وأصبحنا أصدقاء بسبب تحليل الشخصيات ذاك؟؟؟
حسان وهو يبتسم له:كيف لي أن أنسى؟؟؟
قالت سالي مقاطعة حديثهما:ولكنك لا تضمن صداقتها...
حسان وهو يحافظ على ابتسامته:أنا لا أسعى لذلك... أنا فقط أريد أن أشبع فضولي...
ثم يضيف وهو يقترب منهما:ولكم... هناك أحد غيرنا يريد أن يعرف عن إيمان أكثر.
رافع:من هو يا حسان؟؟؟
قال حسان بصوت منخفض:جواد وعصابته!!!
رافع:إنهم لا ينوون على خير...
قال حسان وقد عدل في جلسته:لا تنسى أنها أهانتهم ببساطة... وأنت تعلم مبادئهم السخيفة تلك...
رافع:أنا الذي أعلم...
قالت سالي:ولكن ما أدراك بذلك يا حسان؟؟؟
قال حسان بهدوء على غير عادته:بشير وسعيد يراقبان تحركاتها باستمرار...في المدرسة وحتى في خارج المدرسة.. وكذلك بقية المجموعة... سمعتهم يتحدثون عنها قبل قليل... إنهم في المكتبة...
رافع بهدوء:فهمت!!!
قال حسان بجدية:هل ما زلتم مصرين على مساعدتها؟؟؟
قالت سالي:طبعا... رغم الذي فعلته بنا!!!
أما رافع فقال لحسان بخبث:ولكن اخبرني... منذ متى وانت تتلصص علينا؟؟؟
قال حسان وقد استعاد ابتسامته:في البداية... ليس هناك تلصص بين الأصدقاء... ولقد ذكرتني.. عن ماذا كنتما تتحدثان في البداية؟؟؟.. لم أفهم كل شيء...
رافع:إذن كنت تسمعنا منذ البداية؟؟؟
قال حسان بتململ:أجل..أجل... بإمكانك أن تقول ذلك.. ولكن أخبراني ماذا كنتما تقصدان بكلامكما؟؟؟
قالت سالي لرافع بهدوء:لنخبره..إنه صديقنا...
أومأ لها رافع قائلا:لا بأس.
0000000000000000000000
في مكان آخر من المكتبة...
جواد:ماذا وجدتم؟؟؟
أحد الشبان:إنها تقيم مع شقيقها...و يبدو أن والديها كثيرا السفر... منزل 165...
جواد بغضب:هذا فقط؟؟؟
بشير:المهمة ليست سهلة يا جواد كما تعلم...
جواد :ربما.
ثم وجه نظره لعصام قائلا:عصام!!أريد محادثتك على انفراد...
عصام بهدوء:كما تريد.
وينهضان معا...
قال شاب يدعى باسم:هل تظنون أن قراره باعتراض طريقها سينفع؟؟؟
بشير:انت تعلم بأنه إذا ما وضع شيئا في رأسه لن يغيره...
ماجد:وماذا لو اكتشفتنا الشرطة؟؟؟
قال بشير
بغضب:لذلك يا غبي!!! يجب أن ننجح بالخطة...
00000000000000
وقف عصام وجواد في أحد الزوايا...
جواد:هل أمنت لي الكمية المطلوبة؟؟
عصام:أجل...ستصلك اليوم لمنزلك على الحادية عشرة....ولكن..المال؟؟؟
جواد:لا تقلق...سيصلك في الوقت المحدد...
عصام:وماذا بشأنها؟؟؟
جواد:كما اتفقنا... بعد غد...
عصام:ورافع؟؟؟
جواد بجدية:حسابي مع ذلك المغرور سيكون لاحقا.
000000000000000
انتهـــــــــــــى اليوم الأول.
أتمنى أن تعجبكم التكملة.