فتحت عيناها فوجدت اختها الكبرى عائشة التي ابتسمت لها في حنان رغم مسحة الحزن التي كانت مرتسمة على وجهها.و كان القلق باديا على عينيها.. و انتبهت زهراء الى انها لا ترقد في غرفة النوم المشتركة التي تعودت ان تنام فيها مع اختيها عائشة و سعدية و اخيهم الصغير يوسف.
زهراء: اين انا ؟
و تنتضر الاجابة و التفت في حركة الية ذات اليمين و ذات الشمال لتشاهد اطفال اخرين يرقدون في اسرة بيضاء.و في هذه اللحظة قفزت الى ذهنها الحادثة التي تعرضت لها... لم تعد تذكر الان سوى تلك السيارة السوداء التي توقفت في الجهة المقابلة من الطريق ليشتري ركابها الخبز المطلوع منها. ثم تلك السيارة التي فاجأتها من الاتجاه المعاكس. وهي تقطع الطريق...وفي طرفة عين شاهدت تلك السيارة و هي مقبلة كالسهم.وقد اشعلت اضواءها.ثم سمعت صوت عجلاتها و هي تفرمل بقوة و تحتك بأسفلة الطريق و كأنها تتمزق تمزقا فضيعا. ثم لا شئ بعد ذلك. حتى فتحت عينيها فوجدت نفسها في المستشفى.
عائشة:احمدي الله يا زهراء لانكي لم تموتي في تلك الحادثة
زهراء:منذ متى و انا هنا ؟
عائشة: منذ اول امس بعد العصر..عندما عدت من المدرسة. و خرجت كالعادة لتبيعي الخبز.. و لحسن حظك انك نقلتي بسرعة للمستشفى و الا لكنت مت نزفا.
و احست انها مرهقة و ان رأسها يؤلمها. فحركت يدها نحو جبينها و لكنها لم تتمكن من ذلك. اكتشفت ان يدها مربوطة بشريط لاصق الى السرير. و ان انبوبا للسيروم مغروز في وريدها. كما احست ان رجلها اليمنى ثقيلة. فمالت برأسها نحو اليمين لتراها مغلفة بالجبس. و احست اثناء ذلك بجرح في جبينها. ثم راحت تنتبه شيئا فشيئا الى الام متفرقة في كامل جسمها.
تضايقت من ذلك. و لمعت الدموع في عينيها...فراحت اختها تهون عليها. و تشرح لها:لا داعي للبكاء عزيزتي فلو لا لطف الله عليكي لكانت اصابتك اخطر..
لقد اصبتي بكسر في رجلك. و بجروح و رضوض مختلفة في جسمك. اما الغيبوبة التي كنتي فيها قد ازيلت عنكي.و كأنها تذكرت شيئا. فقالت لاختها: سيسجلون غيابي في المدرسة..
و طمأنتها عائشة: لا تقلقي فقد اخبرنا ادارة المدرسة بالحادث و قد تألم الجميع و تنقل المدير بنفسه و بعض المعلمات و المعلمين الى المستشفى ليلة الحادثة و صباح اليوم للاطمئنان عليك ... كما جاء العديد من زميلاتك و زملائك في المدرسة يسألون عنك.و الدموع تلمع في عينيهم....
حمدت زهراء ربها لانها لم تمت و بعدها بدت و كأنها تذكرت شيئا و قالت لاختها ان تخرج من المستشفى قبل يوم الجمعة فاستغربت عائشة و قالت لها: لماذا قبل يوم الجمعة ما هي المناسبة ... ابتسم زهراء و قالت لها: سوف تعرفين قريبا .. عائشة: حسنا سوف نناقش هذا الامر مع الطبيب
و قبل يوم الجمعة جاء الطبيب ليفحصها ففال لها حمدا لله لقد عوفيتي يمكنكي الخروج اليوم
فرحت زهراء كثيرا لسماع هذا الخبر و حمدت الله على عافيتها و خرجت زهراء من المستشفى
و بعدها تذكرت عائشة ماذا تعنيه حتى تخرج قب يوم الجمعة و السبب لانهم اعتادوا كل يوم جمعة ان يذهبوا و يزوروا قبر والدهم و والدتهم
و عندما حضر يوم الجمعة ذهبت زهراء و اخواتها و اخواننها الى زيارة والديهم