أنت الآن على أبواب عالم الكبار وتخطين خطواتك الأولى نحو مرحلة الشباب والمستقبل والقيام بدور فاعل في المجتمع. وحتى تنجحي في حياتك المستقبلية يجب أن تدركي أن الأمر لا يتعلق بالتحصيل الدراسي والحصول على أعلى الشهادات فقط أو الحصول على وظيفة مرموقة فقط، بل إن الأمر يعتمد أولا وآخرا عليك أنتِ، وعلى قدراتك الشخصية ومهاراتك الاجتماعية ومدى نجاحك في التعامل الراقي مع الآخرين.
لذا فلباقتك وحسن أخلاقك هما سلاحك الأول على طريق تحقيق النجاح في الحياة. والأمر لا يأتي في يوم وليلة، فلا تنساقي خلف التصرفات المتهورة غير المحسوبة وعدم مراعاة مشاعر الآخرين مع الظن بأن أحدا لن يحاسبك الآن على تصرفاتك لأنك مازلت صغيرة. الأمر ببساطة تدريجي ويجب أن تعتادي - حتى منذ الطفولة- على البدء في الالتزام بحسن السلوك ومحاسن الأخلاق عند التعامل مع كل من حولك، لأن ذلك سيساعد على ترسخ صورة معينة عنك في أذهانهم، كما أن ترويض نفسك مبكرا على الالتزام بهذه الأمور المحمودة، سيجعلك تعتادين الأمر وتصبحين خلال سنوات قليلة شابة واعدة ناجحة مشهود لها بالذوق العالي واللباقة وحسن الخلق.
وحسن الخلق في جوهره هو إدراك كيف أن أفعالك وأقوالك تؤثر في الآخرين، وهنا عليك أن تحسني القول والفعل كي لا تجرحي مشاعرهم وحتى تتركي انطباعا جيدا لديهم، وبالتالي يسهل عليك التواجد بينهم والتواصل معهم.
ويوجه لك الخبراء مجموعة من النصائح، حاولي اتباعها لتكوني مثالا للسلوك الحسن ومراعاة مشاعر الآخرين، مما يكفل لك النجاح والتفوق في سنواتك القادمة:
- لا تنتظري أن يفرض عليك والداك بعض قواعد السلوك الصارمة، بل أظهري لهم أنك على مستوى المسئولية وضعي قواعدا لنفسك، فمثلا التزمي بالعودة إلى المنزل - سواء كنت قد ذهبت إلى الجامعة أو النادي أو لمنزل إحدى الصديقات - قبل موعد العشاء حتى تحرصي على مشاركة أسرتك الطعام والتواصل اجتماعيا معهم.
- تعلمي أن استخدام الهاتف المحمول له أصول، فليس من اللائق مثلا أن تدخلي في محادثة هاتفية طويلة أو تنهمكي في كتابة وإرسال رسائل نصية أثناء وجودك في تجمع أسري على مائدة الطعام أو ما شابه، أو أثناء وجود ضيوف بالمنزل أو حتى بقاعة المحاضرات أو داخل قاعة العرض السينمائي .
- احرصي على تعلم الاستخدام الصحيح لأدوات المائدة، ودربي نفسك على استخدامها بشكل دائم أثناء تناول الطعام حتى وإن كنت في منزلك، حتى لا تصدر عنك الأخطاء إذا استخدمتها لاحقا عند التواجد بمكان عام وسط الغرباء.
- عطري لسانك دائما بالعبارات والكلمات السحرية: "من فضلك" - "شكرا" - "على الرحب والسعة" - "أعتذر عما بدر مني"، واحرصي دائما على معاملة الآخرين بالأسلوب الذي ترغبين أن يعاملوك به.
- احرصي على تحية الآخرين ممن تلتقيهم في أي مكان، وإذا رأيت أحد الجيران أو المعارف بالصدفة في الشارع فلا تتجاهليه وتتظاهري بعدم ملاحظته حتى وإن كنت على عجلةمن أمرك، لأن ذلك سيجرح مشاعر هذا الشخص ويجعله يأخذ عنك انطباعا سيئا. لا بأس بعدم التوقف ومواصلة السير في طريقك المعتاد، لكن احرصي على الأقل على توجيه ابتسامة أو عبارة تحية سريعة للشخص الذي صافته في الشارع.
- لا تنادي الكبار أبدا بأسمائهم مجردة، بل احرصي على استخدام الألقاب مثل (أستاذ أو مدام أو آنسة) إلا إذا طلب منك الطرف الآخر مناداته باسمه ومعاملته بأسلوب غير رسمي.
- ساعدي الآخرين إذا وجدتهم بحاجة لذلك. فإذا وجدت جارتك المسنة مقدمة على العمارة التي تعيشون فيها وتحمل الكثير من المشتريات والأكياس، أسرعي لحمل هذه الأثقال عنها ورافقيها حتى تصل لباب شقتها. أو اتركي مقعدك في إحدى وسائل المواصلات لشخص مسن أو امرأة حامل.
- كوني ضيفة لطيفة إذا دعتك إحدى الصديقات لمنزلها، فاحضري في الموعد المتفق عليه وألقي التحية على كل الموجودين، وإذا تمت دعوتك لتناول الطعام أبدي إعجابك بجودة إعداده، لكن لا تأكلي الكثير، وعند انتهاء الجميع من الأكل، ساعدي صديقتك ووالدتها في تنظيف المائدة وجمع الأطباق. ولا تنسي أن تشكري صاحبة المنزل على دعوتها الكريمة، ولا تطيلي في زيارتك خاصة إذا حل المساء، فقد يكون أهل البيت في حاجة للنوم أو الراحة.
_________________