الحياة الطيبة مطلب عظيم وغاية نبيلة بل هي مطلب كل الناس وغايتهم التي عنها يبحثون وخلفها يركضون وفي سبيلها يضحون ويبذلون، فما من إنسان في هذه الحياة إلا وتراه يسعى ويكدح ويضني نفسه ويجهدها كل ذلك بحثا عن الحياة الطيبة وطمعا في الحصول عليها والناس جميعا على ذلك متفقون ولكنهم يختلفون في سبل هذه الحياة الطيبة وفي نوعها ومسالكها وتبعا لذلك فإنهم يختلفون في الوسائل والسبل التي توصلهم إلى هذه الحياة إن وصلوا إليها.
مختلفون على كافة مستوياتهم كانوا أمما أو شعوبا أو مجتمعات صغيرة أو كبيرة ، بل حتى الأسرة الواحدة تجد فيها ألوانا شتى في فهم معنى الحياة الطيبة . وللناس في كل زمان أفهام حول هذه الحياة الطيبة وهم تبعا لذلك أصناف فمنهم من يرى الحياة الطيبة في كثرة المال وسعة الرزق ومنهم من يراها في الولد أو في المنصب أو في الجاه .
لكن الله تعالى – ومن أصدق من الله حديثا – قد حدد لنا مفهوم الحياة الطيبة وسبيلها في كتابه الكريم فقال : " من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون " [النحل:97].
حياة طيبة في الدنيا وهي قوله تعالى: فلنحيينه حياة طيبة.
وحياة طيبة في الآخرة وهي معنى قوله تعالى: ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون.