زَهْرةٌ أحيَآهَا نَبِيذُ الانْتِقآمْ || بقَلمِيّ

ٱلسًلٱم عليّكم وِرحًمة ٱللۂ وِبّركٱتُۂ أكيّدُ تُسًتُغّربّوِٱ ليّشّ تُأخٌرتُ كل ۂٱلفُتُرة عنٌ موِعدُ ٱلتُسًليّم ! ٱللۂ وِكيّلكم كٱنٌ عنٌدُيّ ظٌروِفُ طٌلعتُ فُۂٱلأسًبّوِع وِۂيّ ٱلليّ خٌلتُنٌيّ أتُأخٌر كثًيّيّر وِۂذٌٱ فُوِقَ مشّكلتُيّ وِٱلليّ ۂيّ ٱلوِقَتُ :نابنلتا:.. لأنٌيّ مٱ أحًبّ أكتُبّ بّسًرعة وِفُوِقَ ۂذٌٱ ٱلشّبّكة ٱلميّتُة ٱلليّ عنٌدُنٌٱ .. أنٌٱ ٱلحًيّنٌ أكتُبّ وِخٌٱيّفُة أنٌۂ كل ٱلليّ كتُبّتُۂ فُيّ ٱلموِضوِع يّروِحً :fjp::.. بّسً أمريّ للۂ ٱلمۂم .. مٱ عليّكم منٌ ۂٱلكلٱم كللللۂ بّسً قَبّل مٱ نٌنٌتُقَل للروِٱيّة .. وِدُيّ أطٌلبّ منٌكم طٌلبّ بّمٱ إنٌيّ تُعبّتُ نٌفُسًيّٱ وِجَسًدُيّٱ وِفُكريّٱ فُيّ كتُٱبّة ٱلروِٱيّة .. أطٌلبّ منٌكم طٌلبّ ٱللۂ يّخٌليّكم لٱ تُقَرأوِٱ ٱلروِٱيّة إلٱ وِأنٌتُوِٱ مسًتُعدُيّنٌ لۂٱلشّيّ يّعنٌيّ أتُمنٌى ٱلليّ يّقَرأهٱ يّكوِنٌ فُيّ مكٱنٌ هٱدُئ وِموِ مسًتُعجَل .. وِبّأحًسًنٌ مزٱجَۂ لأنٌيّ أوِقَفُ عنٌدُ كل جَملة أكتُبّۂٱ أكثًر منٌ خٌمسً دُقَٱئقَ .. كل جَملة كتُبّتُۂٱ بّعدُ تُفُكيّر طٌوِيّيّل وِٱلروِٱيّة بّشّكل عٱم .. مٱ كتُبّتُۂٱ إلٱ بّعدُ تُفُكيّر وِبّحًثً دُقَيّقَ عنٌ كل ٱلأمٱكنٌ وِٱلأدُوِٱتُ وِٱلأشّيّٱء ٱلليّ ٱسًتُخٌدُمتُۂٱ .. وِحًتُى ٱلأسًمٱء طٌلبّيّ موِ صِعبّ .. كل ٱلمطٌلوِبّ أنٌك تُركزيّ فُقَرٱءة ٱلروِٱيّة .. وِتُحًٱوِليّ تُفُكريّ معيّ عشّٱنٌ تُعيّشّيّ ٱلجَوِ صِرٱٱحًة أنٌٱ مٱ أحًبّ تُعبّيّ يّروِحً .. لأنٌيّ ٱسًتُغّرقَتُ فُيّ ٱلجَزء ٱلبّسًيّطٌ ٱلليّ بّنٌزلۂ ٱلحًيّنٌ 12 سًٱعة تُقَريّبّٱ .. علشّٱنٌ ۂٱلسًبّبّ طٌلبّتُ منٌكم ٱلطٌلبّ ٱلليّ فُوِقَ ٱلمۂم .. ٱلحًيّنٌ نٌنٌتُقَل للروِٱيّة أتُمنٌى تُعجَبّكم وِتُكوِنٌ بّٱلمسًتُوِى ٱلمتُوِقَع :اش تقصد؟:: ٱليّوِم بّنٌزل ٱلجَزء ٱلأوِل منٌ ٱلفُصِل ٱلأوِل .. وِإنٌ شّٱء ٱللۂ رٱحً أنٌزل ٱلجَزء ٱلثًٱنٌيّ منٌ ٱلفُصِل ٱلأوِل بّعدُ يّوِميّنٌ لأنٌيّ مٱ كتُبّتُۂ لحًدُ ٱلحًيّنٌ .. وِۂذٌٱ بّسًبّبّ ٱلوِقَتُ ٱتُرككم مع ٱلروِٱيّة .. وِٱنٌتُظٌر تُعليّقَٱتُكم وِآرٱئكم + دُعمكم آرٱئكم وِٱقَتُرٱحًٱتُكم ٱلبّنٌٱءة مۂمة بّٱلنٌسًبّة ليّ :نيترنبيتل: وِحًتُى تُوِقَعٱتُكم للأحًدُٱثً ٱلقَٱدُمة فتحت عيني بعد هذا الكابوس المزعج الذي راودني ، لا بد وأنني غفوت على الأريكة لفترة ليست بقليلة ، مددت يدي لفنجان القهوة القابع على طاولة الخزف الثمينة ، وأخذت أقلبه بين يدي وأرى القهوة تتذبذب بين جدرانه ، مضطربة تماما كمشاعري ، لا عجب أني أحس بالحزن والمتعة في آنٍ واحد ! ، جميع هذه الضحايا لا تزول عن مخيلتي فتملئ قلبي بالأسى عليها ؛ لكنها مع ذلك هي مصدر متعتي الوحيد ، أنا حقا بدون التحري والحوم حول هذه الجثث الهامدة لا أجد تفاؤلي ، إذا يمكنني القول بأن للمجرمين فضل في حياتي التي أعيشها الآن ؛ لهذا يدعوني البعض غريب الأطوار ، لا يعرفون أن التحري وما يصاحبه من غموض هو ما يجعلني أفتح ذهني نحو العالم ، لا جدال بين اثنان على أنني سأهلك إن خرجت من هذه الواحة المسماة بالتحقيق ، على الأقل لا زلت أحس أني من أسعد الرجال لكونه مجال عملي . وضعت الفنجان المملوء بالقهوة الباردة على طاولة الخزف ونهضت حاملا معطفي بعد أن اعتمرت قبعتي ، إنها السادسة فجرا ، لا بد أن أذهب للقاء آلبرت بعد ساعة من الزمن ، لا أعلم عما يود التحدث إليّ ، ربما يود التحدث عن أشياء خارج العمل ، ففي النهاية أنا وآلبرت  فريدريك ( Albert Frederick ) لسنا زملاء عمل فحسب ؛ بل وأصدقاء أيضا منذ أكثر من ثمان سنين . ارتديت معطفي الثخين ذا اللون الأسود وفردتي حذائي الشتويين وهممت خارجا من البيت ، أن تعيش في هذه المنطقة هو أمر لا أستطيع وصفه ، على كل حال سيأتي اليوم الذي يعلم فيه المرء عنها بكل وضوح . استقبلتني الرياح الشديدة والبرد القارص حال خروجي من عتبة الباب ، تَرى أغلب الناس هنا منزعجين من هذا الفصل من السنة ، من وجهة نظري هو الوقت الوحيد الذي أحس فيه بالحياة بصورة أكبر ، لا أعلم لماذا ! .. قد أعلم السبب حقا ؛ لكني لست بصدد الخوض في هذه المسألة ، بقاءها شيئا خفيا حتى عليّ هو أفضل في هذا الوقت ، ما أستطيع بوحه لنفسي في الوقت الراهن هو  أني أشعر براحة بالغة طوال هذا الوقت من السنة ، أصبح هذا الوقت من السنة ساعة مؤقتاً للجريمة منذ ثلاث سنوات مضت ، حيث تكثر الجرائم في فصل الشتاء لكون معدل الحركة أكثر انخفاضا على الطرقات ليلا .. حسنا هذا من وجهة نظري حيث أني لم أتوصل لسبب دقيق يساعد على ارتفاع معدلات الجرائم في هذا الوقت من السنة ؛ لكني لا زلت أعتقد أنه أحد الأسباب المسببة لهذه الظاهرة ، ولعلها أصبحت موضة أيضا ! ، من يعلم؟ . كانت الطرقات خالية من المارة تقريبا ، حيث أنه لا زال هناك وقت كافٍ لوقت خروج السكان لأعمالهم ، كان الثلج يغطي الطرقات مما يجعلني أسير على طبقة بيضاء دون أن أرى قرميد الطريق الذي يتميز بلونه الرمادي الهادئ ، غطى الثلج أسطح المنازل وسفوح الأشجار تقريبا ، يبعث هذا المنظر الراحة في نفسي ، حقا لا مانع لدي إن ظللت هنا النهار بطوله وحيدا متأملا ، فعلى كل حال أنا أحب البياض المتناثر هنا وهناك . مررت بمخبز السيد باركر الذي كان على بعد خمس سكك من منزلي ؛ فمنزلي يقع في السكة الثانية ، أما المخبز وغيره من المتاجر فهي في السكة السادسة والسابعة امتدادا للسكة الأولى والثانية من الحي المجاور ، شممت رائحة الخبز الساخن المخبوز حديثا فقررت الدخول وشراء البعض منه ؛ فأنا أحس بأني حقا في المدينة عندما آكل منه ، ورث السيد باركر مخبزه من أباه الراحل ، وبالرغم من كون الخبز ذا وصفة امتدت لما يقارب خمس وأربعين عاماً إلا أنه يبقى ذا طعم خاص وحتى شكل مختلف ، الجميع هنا لا يستطيع الاستغناء عن السيد باركر ومخبزه ، إنه رجل لا يمكن للمرء أن يمل من الجلوس معه ؛ فهو أحد مصادر القصص والأحداث القديمة التي حصلت هنا . وصلت بالقرب من المخبز ذا الواجهة الزجاجية ، حيث أنه ذا ثلاث جدران قرميدية وواجهة زجاجية تتيح للمارة النظر لما بالداخل وحتى الإطلاع على أنواع المخبوزات من خبز أو حتى كعك ، دخلت وأحسست بدفئ المكان فورا ، أطلعت على الخبز الكثير المصفوف للبيع ، خاطبني السيد باركر :" مرحبا دين " رفعت يدي مسلما عليه ورددت بابتسامة :" مرحبا سيد باركر ، كيف حالك اليوم " تكلم بابتسامته المعتادة :" أنا بخير يا بني ، أرى أنك أتيت لشراء الخبز " جلست على أحد الكراسي وأنا أنزع قبعتي ": لا تعلم كم يجعلني هذا مسرورا " ضحك قائلا :" هذا يسعدني حقا ، كون سكان الحي لا يستغنون عن متجري " سكت قليلا وهو يطلع على الخبز وأحضر لي خبزي المفضل كالعادة ، الخبز الغير منزوع النخالة ، أي الخبز الأسمر ، والمغطى بالسمسم ، ابتسمت قائلا :" شكرا لك " جلس على أحد الكراسي :" لا بد أنك أتيت هنا للقاء آلبرت " ، هززت رأسي بالإيجاب وأنا أتناول الخبز ، رد قائلا :" عرفت هذا ، فقد رأيته يجلس خارج المقهى قبل قليل " ، لا بد وأنه يقصد المقهى في الجهة الثانية للشارع ،ولكنه يأتي بعد متجرين من المتجر المقابل تماما للمخبز ، اعتدنا أنا وآلبرت الجلوس في ذاك المقهى لتبادل الأحاديث بيننا ، سواء كانت أحاديث عمل أم أحاديث شخصية ؛ فنحن نحتسي قهوة الصباح أو شاي المساء لديهم ، وقف قائلا :" على كل حال سأذهب لاستكمال عملي ، فنحن في أول النهار وهو وقت قدوم الزبائن " أكمل حديثه بعد علت محياه الابتسامة المعتادة :" بالهناء " ، أومئت برأسي له وأنا أراقبه يختفي عن أنظاري متجها للمكان الذي يتم فيه خبز الخبز ، تناولت قطعة الخبز الكبيرة بصمت وأنا أنقل نظري بين جدران المتجر ، لاحظت دخول أوليفر رولف ، وهو رجل أشقر في منتصف الثلاثينيات من العمر تقريبا ، إنه أحد تجار المدينة ؛ لكني لا أعرف فيما يتاجر تحديدا ، أنه لا يبدو في أحسن حال خلال اليومين الماضيين ، أمره غريب فهو يبدو كالرجل المرتعب  في بعض الأحيان ، لا يبدو هذا ظاهرا عليه ، إذ أنه يصعب للمرء العادي ملاحظة هذا المظهر المرتعب فيه ، لكن لا يصعب هذا على شخص مثلي . أخرجت نقودي من جيبي ووضعتها تحت صحن الخبز كما اعتدت دائما ، وقفت من الكرسي وأنا اعتمر قبعتي ، ومشيت خروجا من المخبز ، فتحت الباب الزجاجي الذي يغلق المحل والذي بدوره يصدر صوت رنين الجرس عند فتحه . يبدو أني أطلت المكوث هنا ، لابد أن أذهب للقاء آلبرت ؛ فنحن هنا نَعُدّ المحافظة على الوقت التزاما ، أحسست بالبرد حال خروجي من المتجر ؛ لكن هذا لن يستطيع إخفاء مشاعر الراحة التي أحس بها كلما أصادف الرداء الأبيض من الثلج الذي تكتسي به المباني والطرقات ، مشيت بخطوات سريعة متجها للمقهى ، جلست على الكرسي المقابل لآلبرت حال وصولي إليه ، على كل حال هذا هو المقعد الوحيد الآخر على الطاولة ، أذ أنها إحدى الطاولات التي توضع خارج المقهى لإتاحة الهواء النقي والمكان المبهج للزبائن :" إذا ، ما الأخبار عندك؟ "، رفع رأسه ونظر إليّ :" كيف ظهرت هكذا فجأةً ؟! " ، نظرت لفنجاني القهوة الماكثين على الطاولة ، حتى أنه طلب لي قبل وصولي ، رددت متجاهلا سؤله السخيف :" ما الأمر ، هل من أحداث جديدة " ، رفع فنجان القهوة واحتسى القليل منها ، لا بد من وجود أمر مهم .. أو على الأقل هذا ما أقوله لنفسي ، لكن تصرفاته هي من أوحت لي بهذا ، اعتدل في جلسته مرخيا ظهره للأمام وتكلم بطريقة توحي على استغرابه من شيء ما :" دُعينا لأحد حفلات السيد أوليفر رولف ، يقال أنه أقامها لحصوله على أرباح وفيرة هذه السنة إثر تجارته " ، اتكَئ على الكرسي وهو يحمل فنجانه بيده وأكمل قائلا :" الغريب في الأمر أنك ضيف الشرف لهذه الليلة " نظر ألي منتظرا رأيي وهو يكمل احتساء ما تبقى من القهوة ، هذا غريب ، لابد من وجود سبب خفي غير تجارته ، أذ انه ليست لي علاقة بتجارته بتاتا ، فما السبب الذي دفعه لجعلي ضيف شرف أمسيته ؟! ، غريب أمر هذا الرجل ، حتى أنه لم يخبرني بهذا الأمر حال رؤيته لي في المخبز ؛ لكن مهلا ، لا أعتقد أنه لاحظني ، فتعبيراته تلك لا تمكنه من التفكير بما حوله ، لابد أن أعرف ما السبب الحقيقي وراء هذه الأمسية . لاحظت نظرات الإستياء التي أظهرها آلبرت لي ، لابد وأنه ضجر منتظرا رأيي ، أجبته متسائلا :" إذا ، أين ستقام الأمسية " ، بدت علامات الدهشة على وجهه :" أنا حقا لا أعرف فيما كنت تفكر ، أنت تصيبني بالريبة يا دين " ، رددت مطمئنا له :" لا عليك ، ستعرف كل شيء في الوقت المناسب " ، رفعت فنجان القهوة واحتسيت منه ، وأكملت حديثي :" لم تقل لي ، أين ستقام ومتى موعدها " ، تنهد بتعب وهو يقف :" الليلة في منزله " ، أكمل حديثه قائلا بعد أن وقفت من بعده :" مشكلتي أنني أثق بك دون معرفة أفكارك حتى ، في كل الأحوال من لا يثق بالمحقق دين آلفين ( Dean Alvin )؟ " ، مشينا بمحاذاة بعضنا بعد أن دفعنا ثمن القهوة ، لا تزال هذه الأمسية تشغل تفكيري ، و مما يجعلها أكثر أهمية هو كوني ضيف هذا الحفل ، أنا حقا أتوق لمعرفة ما سيحدث في هذه الليلة الحافلة ، سألت آلبرت بعد تفكيري :" هل آبريل مدعوة ؟ " ، أجابني بعد أن زم شفتيه تعبيرا عن عدم معرفته بهذا الأمر :" لا أعلم ، ولكني أعتقد أنها كذلك " ، رددت قائلا وأنا أنظر إليه بينما نحن نمشي :" لابد من ذهابها حتى لو لم تكن مدعوة " ، أكملت حديثي بعد رؤية علامة التساؤل على تعابير وجه آلبرت :" هناك أمر مريب في هذه الأمسية ، لا بد أن يكون ثلاثتنا حاضرين ، أؤكد لك أنه يوجد سبب آخر لإقامته هذه الحفلة " ، أجاب آلبرت بعد تفكير :" راودني هذا أيضا ، فأمر دعوتك كضيف شرف في أمسية لا تمت لك بأية صلة هو أمر غريب ؛ لكن من يعلم ، قد يكون هذا لإرثاء الأمسية بحضور أحد نبلاء المدينة وأشهر محققي البلد دين آلفين " ، نطق اسمي ضاحكا وهو يشير بيديه إليّ بعد أن رفعهما في الهواء ، عقدت حاجبيّ ولا تزال المسألة عالقة في ذهني :" هذا وارد  ، أكملت وأنا أنظر إليه شارد الذهن:" لم يخطر هذا في بالي " ، أبعدت الأفكار من رأسي وتكلمت مستعجلا :" إذا لا تنسى إطلاع آبريل بالأمر " ، ضربت كتفه بيدي مبتسما وبدأت بالمشي سريعا ، صرخ بصوت عالٍ :" بالتأكيد ، فهي زميلتنا في العمل ، أو حتى صديقة لنا أيضا " ، لوحت بيدي له دون أن ألتفت ورائي وهممت بالعودة للمنزل ، لابد أن أجري اتصالا هاتفيا ، بالرغم من وجود كشك الهاتف على بعد سكتين من هذا الطريق ، إلا إني لا أحب استعمالها مطلقا ، يخال الكثيرون أنها مريحة ونظيفة ؛ لكنها ليست كذلك ، فهي ليست ذا رائحة جميلة بتاتا ، كما أني أشعر بالاختناق إذا حبست نفسي فيها ، كل ما أستطيع قوله هو أنها سيئة حقا أو حتى نتنة بدون مبالغة ! . دخلت السكة التي يقع فيها المنزل ، في طريقي لاحظت وجود شيء ما أمام عتبة الباب ، جريت مسرعا باتجاه المنزل ، وقفت حال وصولي أمام السلم ذا الدرجتين وأنا أرى هذه الهدية المجهولة المصدر ، خطيت فوق الدرجتين ووقفت أما عتبة الباب وقد علت علامات الاستغراب وجهي ، حقا لم أعرف ما مصدر هذه الهدية أو حتى ما هي المناسبة ! ، على كل حال حنيت ظهري والتقطها من الأرض ، شدني اللون الأبيض النقي لهذه الأزهار ، لا بد من أنها أحد الأنواع النادرة ؛ إذ أني لم أرها مسبقا . وضعت الأزهار على الرف بقرب المدخل حال دخولي للمنزل ، خلعت فردتي حذائي الثقيلين وارتديت فردتي المنزل ، إذ أن الجو بارد ولا يستطيع الشخص المكوث دون تغطية كل أجزاء جسمه ، كانت نار الموقد لا تزال مشتعلة فأعطت الدفء للمكان ، اقتربت من هاتف المنزل ورددت الرقم في ذهني ، وضعت سماعة الهاتف على أذني بعد أن اتصلت ، تلقيت ردا بعد فترة ليست بطويلة ، وأجبت بعد أن سمعت ما قاله الطرف الآخر: " مرحبا ، أريد الاستفسار بما يخص أحد التجار إن أمكن ذلك " الطرف الآخر :" عذرا ، ولكننا لا نعطي أية معلومات لأشخاص مجهولي المصدر ، إذ لابد من حصولك على ترخيص ما " حدث ما توقعته :" إذا أفهم منك أنه لابد من حضوري شخصيا " الطرف الآخر :" صحيح ، ولتعلم أيضا أنه لا يمكن لأي ٍ كان الحصول على المعلومات منا ، لا ترخيص معتمد لا مقابلة " ابتسمت بثقة بعد أن نلت ما أريده :" لا تقلق من هذه الناحية " ، أغلقته حالا بعد أن بدأت بالخطوة الأولى ، والآن لابد من حصولي على ترخيص من مكتب التحقيق ؛ لكن كيف سأحصل عليه ؟ ، إذ أني لست في مهمة تحقيق ، ولا يعلم عن الأمر أحد سواي ، أشك أني لو طلبت المساعدة من موريس ( Morris ) لن يفعل ، سيبدأ بطرح أسألته عليّ ، ولابد من وجود سبب مقنع ، كونه مدير القسم في المكتب يتيح له كل هذه الصلاحيات ؛ لكنه شخص ودود وفوق ذلك هو أحد أصدقائي ، أعتقد أن طلب العون منه أسرع طريقة أستطيع الحصول بها على الترخيص ، حتى وإن احتجت بذل المزيد من الجهد والمزيد من الهدوء لسماع أسئلته الأمنية ؛ لكن هذا هو الحل الوحيد في الوقت الراهن ، إذ إني لا أملك الكثير من الوقت لاستطلاع الأمر . عليّ الخروج حالا لرؤية موريس ، أعتقد أن فترة بقائي معه ستكون أطول بحد ذاتها من فترة ذهابي للاستطلاع ، في كل الأحوال لا أعتقد أني سأظل خارج المنزل إلى ما بعد الظهيرة ؛ إذ أن الطريق الذي سأسلكه لا يستغرق أكثر من ساعة من الزمن . ارتديت فردتي حذائي استعدادا للخروج من المنزل ، كنت على وشك الخروج حين رأيت الأزهار ملقاة على رف الأحذية بجوار الباب ، التقطتها والتفت عائدا للموقد ، لا تعني لي هذه الأزهار شيئاَ ، ولا مانع لدي في التخلص منها ؛ لكني أراهن أنها لم تُرْسَل بحسن نية ، هناك سبب يدفع مرسلها لفعل هذا ، قد تكون إنذارا لحدوث أمر ما ، أو قد تكون ما قبل العاصفة كما يقال . رميتها في نار الموقد وأنا أرى ألسنة اللهب الزرقاء تلتهم بتلاتها البيضاء ، اختلاط كلا اللونين يوحي بالبرودة ؛ لكن ما يحدث هو عكس ذلك تماما ؛ فلا يوجد ما هو أكثر سخونة من اللهب الأزرق ! .     مٱ هيّ صِفُٱتُ ٱلحًيّ ٱلذٌيّ يّعيّشّ فُيّۂ دُيّنٌ آلفُيّنٌ بّرأيّك ؟ وِمٱ ٱلسًبّبّ وِرٱء تُغّيّر حًٱلة أوِليّفُر روِلفُ ؟ وِهل سًيّسًتُطٌيّع آلبّرتُ فُريّدُريّك مقَٱبّلة آبّريّل ؟ وِمٱ ٱلقَصِة وِرٱء ٱلأزهار بّٱعتُقَٱدُك ؟ وِأيّ مكٱنٌ هذٌٱ ٱلذٌيّ سًيّذٌهبّ إليّۂ دُيّنٌ ؟ وِهل سًيّحًصِل على تُرخٌيّصِ منٌ موِريّسً ؟ :kkjhuu7y:  ( بّٱنٌتُظٌٱر إجَٱبّٱتُكم .. وِتُوِقَعٱتُكم ٱلأخٌرى وِتُعليّقَٱتُكم )

أقف إجلالا وإحتراما وتوقيرا لكلماتك الراقية

حروفك عندما تصافـح شرفـات البـوح ...

تتـسـاقـط إبــداعـا وشــهــدا..

وتتغنى السطور كشدو عصافير ..

دمت بصحة وسعاده