منقووول :س3:
لاتنسو التقييم
_استقيظت مبكرا كعادتي .. بالرغم من ان اليوم
_ هو يوم أجازتي ,صغيرتي ريم كذلك
_اعتادت على الاستيقاظ مبكرا,
_ كنت اجلس في مكتبي مشغولة بكتبي واوراقي. ماما
_ماذا تكتبين ؟ اكتب رسالة الى الله ،
_هل تسمحين لي بقراءتها ماما ؟؟ لا حبيبتي , هذه
_رسائلي الخاصة ولا احب ان يقرأها احد.
_خرجت ريم من مكتبي وهي حزينة, لكنها
_اعتادت على ذلك , فرفضي لها كان باستمرار..
_مر على الموضوع عدة اسابيع، ذهبت
_الى غرفة ريم و لاول مرة ترتبك ريم لدخولي...
_يا ترى لماذا هي مرتبكة؟ ريم ماذا!!!!!!!
_تكتبين ؟ زاد ارتباكها .. وردت: لا شئ ماما ,
_ انها اوراقي الخاصة.. ترى ما الذي تكتبه
_ابنة التاسعة وتخشى ان اراه؟!!
_ اكتب رسائل الى الله كما تفعلين..
_ قطعت كلامها فجأة!!!!
_وقالت: ولكن هل يتحقق كل ما نكتبه ماما؟
_ طبعا يا ابنتي فإن الله يعلم كل شئ..
_لم تسمح لي بقراءة ما كتبت ,
_فخرجت من غرفتها واتجهت الى راشد(زوجي)
- كي اقرأ له الجرائد كالعادة ,
_ كنت اقرأ الجريدة وذهني شارد مع صغيرتي
_فلاحظ راشد شرودي
_ظن بأنه سبب حزني .. فحاول اقناعي بأن اجلب له ممرضة ..
-كي تخفف علي هذا العبء
_يا الهي لم ارد ان يفكر هكذا ..
_فحضنت رأسه وقبلت جبينه الذي طالما تعب وعرق من
_اجلي انا وابنته ريم, واليوم يحسبني سأحزن من اجل ذلك.. _واوضحت له سبب حزني....
_وشرودي... ذهبت ريم الى المدرسة,
_ وعندما عادت كان الطبيب في البيت فهرعت لترى
_والدها المقعد وجلست بقربه تواسيه بمداعباتها
_ وهمساتها الحنونة. وضح لي الطبيب
_سوء حالة راشد وانصرف, تناسيت ان ريم ما تزال طفلة ,
_ ودون رحمة صارحتها ان الطبيب اكد لي..
_ ان قلب والدها الكبير الذي يحمل لها كل هذا الحب
_ بدأ يضعف كثيرا وانه لن يعيش لأكثر من ثلاث اسابيع ,
_ انهارت ريم وظلت تبكي وتردد: لماذا يحصل كل هذا
_لبابا ؟ لماذا؟ ادعي له بالشفاء يا ريم،
_يجب ان تتحلي بالشجاعة , ،
_ولا تنسي رحمة الله انه القادر على كل شئ..
_فانتي ابنته الكبيرة والوحيدة أنصتت ريم الى امها
_ونست حزنها , وداست على ألمها وتشجعت ..
_وقالت : لن يموت أبي. في كل صباح تقبل ريم خد
_والدها الدافئ , ولكنها اليوم عندما قبلته نظرت اليه بحنان _وتوسل وقالت : ليتك توصلني يوما مثل صديقاتي .
_ غمره حزن شديد فحاول اخفاءة وقال: ان شاء الله
_سياتي يوما واوصلك فيه يا ريم..
_ وهو واثق ان اعاقته لن تكمل فرحة ابنته الصغيرة..
_اوصلت ريم الى المدرسة ,وعندما عدت الى البيت ,
_ غمرني فضول لأرى الرسائل التي
_تكتبها ريم الى الله، بحثت في مكتبها ولم اجد اي شئ..
_وبعد بحث طويل .. لا جدوى ..
_ترى اين هي ؟!! ترى هل تمزقها بعد كتابتها؟
_ ربما يكون هنا .. لطالما احبت ريم هذا
_الصندوق, طلبته مني مرارا فأفرغت ما فيه
_واعطيتها الصندوق .. يا الهي انه يحوي
_رسائل كثيرة ... وكلها الى الله! يا رب ... يا رب ...
_يموت ( كـلـب ) جارنا سعيد ,
_لأنه ..يخيفني!! يا رب ... قطتنا تلد قطط كثيرة ..
_ لتعوضها عن قططها التي ماتت !!! يا رب ...
_ينجح ابن خالتي , لاني احبه !!! يا رب ...
_تكبر ازهار بيتنا بسرعة , لأقطف كل يوم زهرة ..
_واعطيها معلمتي!!! والكثير من الرسائل الاخرى
_وكلها بريئة... من اطرف الرسائل
_التي قرأتها هي التي تقول فيها...
_ يا رب ... يا رب ... كبر عقل خادمتنا , لأنها ارهقت امي ..
_ يا الهي كل الرسائل مستجابة ,
_ لقد مات كلب جارنا منذ اكثر من اسبوع ,
_قطتنا اصبح لديها صغارا , ونجح احمد بتفوق,
_ كبرت الازهار, ريم تاخذ كل يوم زهرة الى معلمتها ...
_ يا الهي لماذا لم تدعوا ريم ليشفى والدها ..
_ويرتاح من عاهته ؟؟!! .... شردت...
_كثيرا ليتها تدعو له .. ولم يقطع هذا الشرود..
_ الا رنين الهاتف المزعج ردت الخادمة
_ونادتني : سيدتي المدرسة ... * المدرسة !! ...
_ ما بها ريم ؟؟ هل فعلت شئ؟ اخبرتني
_ان ريم وقعت من الدور الرابع وهي في طريقها الى منزل _معلمتها الغائبة لتعطيها الزهرة .. وهي تطل من الشرفة ... _وقعت الزهرة ... ووقعت ريم ... كانت الصدمة قوية جدا
_ لم اتحملها انا ولا راشد ...
_ ومن شدة صدمته اصابه شلل في لسانه فمن يومها
_لا يستطيع الكلام ..
_لماذا ماتت ريم!!!!!!!!!!!!!
_ لا استطيع استيعاب فكرة وفاة ابنتي الحبيبة... كنت
_اخدع نفسي كل يوم بالذهاب الى مدرستها كأني اوصلها , _كنت افعل كل شئ صغيرتي كانت تحبه ,
_كل زاوية في البيت تذكرني بها..
_ اتذكر رنين ضحكاتها التي كانت تملأ علينا البيت بالحياة ... _مرت سنوات على وفاتها,
_ وكأنه اليوم ... في صباح يوم الجمعة
_ اتت الخادمة وهي فزعة وتقول انها سمعت صوت صادر
_ من غرفة ريم... يا الهي هل يعقل ريم عادت ؟؟ هذا جنون ... _ انت تتخيلين لم تطأ قدم هذه الغرفة منذ ان ماتت ريم..
_اصر راشد على ان اذهب وارى ماذا هناك..
_وضعت المفتاح في الباب وانقبض قلبي فتحت الباب .
_فلم اتمالك نفسي .. جلست ابكي وابكي ...
_ورميت نفسي على سريرها ,
_ انه يهتز .. آه تذكرت قالت لي مرارا
_انه يهتز ويصدر صوتا عندما تتحرك ,
_ونسيت ان اجلب النجار كي يصلحه لها ولكن لا فائدة الآن ... _لكن ما الذي اصدر الصوت .. نعم انه صوت...
_وقوع اللوحة التي زينت بآيات الكرسي ,
_ والتي كانت تحرص ريم على قراءتها كل يوم حتى حفظتها, _وحين رفعتها كي اعلقها وجدت ورقة بحجم البرواز
_ وضعت خلفه يا الهـــــــــــــــــي
_انها احدى الرسائل يا ترى , ,,,,,,
_ما الذي كان مكتوب في هذه الرسالة بالذات .
_ولماذا وضعتها ريم خلف الآية الكريمة..
_ إنها احدى الرسائل التي كانت تكتبها ريم الى الله .......
_كان مكتوب يـــــــــــــــــا رب ... يــــــــــــــا رب ...
_ اموت انـــــــــــــا ويعيش بــــــــابــــــــــــا