يعلم
المسلمون علم اليقين أن هناك مصيران لا ثالث لهما بعد قيام الساعة والعرض
على الله تعالى، فإما إلى جنة ونهر، وإما إلى نار تستعر، فعلى كل كيس فطن
أن يعمل للحياة الباقية وهي الآخرة، ولا يقدمها على الحياة الفانية وهي
الدنيا، فيعمل بكل ما أمر به الله تعالى وخصوصا الفروض من الصلاة والصيام
والزكاة والحج، وكذلك يبتعد عن كل المحرمات وخصوصا الكبائر.
وهناك ثلاثة
أعمال ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم الوعد بأن من يلتزم بهما يحرم
الله جلده على النار، وعلى كل مسلم الالتزام بهما كي ينجو يوم لا ينفع مال
ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم:
1) الالتزام بالصلوات في وقتها
في المساجد وخصوصا صلاتي الفجر والعصر، فعن عمارة بن رويبة الثقفي رضي
الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها"
يعني الفجر والعصر، فقال له رجل من أهل البصرة: آنت سمعت هذا من رسول الله
صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، قال الرجل: وأنا أشهد أني سمعته من رسول
الله صلى الله عليه وسلم، سمعته أذناي ووعاه قلبي" رواه مسلم.
فائدة: المقصود بقوله عليه السلام "صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها" أي حافظ على صلاة الفجر والعصر في أوقاتهن بشكل دائم.
2)
اغبرار القدم في سبيل الله تعالى سواء في العبادات أو الجهاد في سبيل الله
تعالى، فقد ورد عن عباية بن رفاعة رضي الله عنه أنه قال: أدركني أبو عبس
وأنا أذهب إلى الجمعة فقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول "من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار" رواه البخاري.
3) الالتزام دائما بأربع ركعات قبل صلاة الظهر وبأربع ركعات بعدها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر، وأربع بعدها؛ حرمه الله على النار" رواه الترمذي وإسناده حسن.
أخي
المسلم أختي المسلمة التزموا بهذه الأعمال كي تجعل جسدكم محرم على النار
وانقلوا هذه الرسالة لغيركم حتى تأخذوا أجر كل من يعمل بهذه الأعمال لقول
الرسول صلى الله عليه وسلم "من دعا إلى هدى،
كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا
إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا
رواه مسلم.