الأولى: خديجة بنت خويلد !!!
هي خديجة بنت خويلد بن أسد وتلتقي برسول الله نسباً بالجد قصي بن كلاب بن مرة , وامها فاطمة بنت زائدة بن الاصم العامري , وكان صداقها حين تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرين بدنة, ولم يتزوج عليها حتى ماتت وكان عمره صلى الله عليه وسلم 25 سنة وعمرها اربعين سنة وعاشت معه 15 سنة قبل البعثة و10 بعدها. وكانت خديجة تحت ابي هالة هند بن زرارة التميمي ثم خلف بعدها عليها : عتيق بن عائذ بن عبدالله بن عمر بن مخزوم ثم خلف عليها النبي صلى الله عليه وسلم فعاشرها معاشرة الازواج الابرار الى ان بعثه الله نبياً وهادياً ومبشراً ونذيرا .
وروت عنه صلى الله عليه وسلم حديثاً واحداً, أمنت به اذ كفر الناس وصدقته اذ كتب الناس وواسته بمالها يوم حرمها الناس وجميع أولاده الذكور والاناث منها سوى ابراهيم من مارية القبطية, توفيت خديجة رضوان الله عليها بمكة المكرمة قبل الهجرة النبوية بثلاث سنين وقد بلغت من العمر 65 عاماً ودفنت بالحجون رضي الله عنها وارضاها انها ام المؤمنين
2 - سودة بنت زمعة : سودة بنت زمعة القرشية العامرية . وأمها الشموس بنت قيس بن النجار الانصاري ، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وآله بمكة بعد وفاة خديجة وقبل عائشة . وكانت قبله تحت ابن عمها السكران بن عمرو ، أخي سهيل بن عمرو ، من بني عامر بن لؤي ، وكان مسلما فتوفي عنها ، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وآله.وأسنت عند رسول الله صلى الله عليه وآله ولم تصب منه ولدا . وتوفيت آخر خلافة عمر ( 26 ) .
4 - حفصة بنت عمر بن الخطاب : وأمها وأم أخيها عبد الله : زينب بنت مظعون ، أخت عثمان . وكان حفصة من المهاجرات ، وكانت قبل رسول الله صلى الله عليه وآله تحت خنيس بن حذاقة السهمي ، وكان ممن شهد بدرا وجرح بها وتوفي بالمدينة .
فلما تأيمت حفصة ذكرها عمر لأبي بكر وعرضها عليه ، فلم يرد عليه أبو بكر كلمة ، فغضب عمر من ذلك ، فعرضها على عثمان حين ماتت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال عثمان : ما أريد أن أتزوج اليوم . فانطلق عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فشكا إليه عثمانا ، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وآله سنة ثلاث عند أكثر العلماء . وتزوجها بعد عائشة ، وطلقها تطليقة ثم ارتجعها .
وعن ابن عمر قال : دخل عمر على حفصة وهي تبكي ، فقال لها : ما يبكيك ؟ لعل رسول الله صلى الله عليه وآله قد طلقك ؟ إنه كان طلقك مرة ثم راجعك من أجلي ، إن كان طلقك مرة أخرى لا أكلمك أبدا . توفيت سنة خمس وأربعين . وقيل : سنة سبع وعشرين ( 28 ) .
5 - زينب بنت خزيمة : كان يقال لها أم المساكين . كانت عند الطفيل بن الحارث فطلقها ، فخلف عليها أخوه فقتل عنها ببدر . فخطبفجعلت أمرها إليه فتزوجها في شهر رمضان سنة ثلاث . وكان دخوله بها صلى الله عليه وآله بعد دخوله على حفصة . فأقامت عنده ثمانية أشهر ، وماتت في ربيع الآخر سنة أربع ( 29 ) .
ها رسول الله صلى الله عليه وآله إلى نفسها6 - أم سلمة بنت أبي أمية القرشية : وكانت زوج ابن عمها أبي سلمة بن عبد الاسد بن المغيرة . وأمها عمة النبي صلى الله عليه وآله برة بنت عبد المطلب . وكانت ممن أسلم قديما هي وزوجها . وهاجرا إلى الحبشة فولدت له سلمة . ثم قدما مكة وهاجر إلى المدينة ، فولدت له عمر ودرة ( 30 ) وزينب .
8 - صفية بنت حيي بن أخطب ، سبيت في غزوة خيبر : قال ابن إسحاق : ولما افتتح رسول الله صلى الله عليه وآله القموص ( * ) أمر بصفية فحيزت خلفه ، وألقى عليها رداءه ، فعرف المسلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قد اصطفاها لنفسه .
وعن أنس : أن رسول الله صلى الله عليه وآله أعتق صفية وجعل عتقها صداقها . وعن زيد بن أسلم قال : اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وآله في مرضه الذي توفي فيه واجتمع إليه نساؤه فقالت صفية بنت حيي : إني والله يا نبي الله لوددت أن الذي بك بي ، فغمزن أزواجه ببصرهن فقال : " مضمضن " فقلن من أي
شئ ؟ فقال : " من تغامزكن بها ، والله إنها لصادقة " . وتوفيت سنة ست وثلاثين . وقيل : سنة خمسين ( 33 ) وقيل إنها أول امرأة خرجت مهاجرة إلى الحبشة وأول ظعينة دخلت المدينة . وتحدثت أم سلمة عن هجرتها إلى المدينة وقالت : لما أجمع أبو سلمة الخروج إلى المدينة من مكة ، رحل بعيرا له وحملني ، وحمل معي ابني سلمة ، ثم خرج يقود بعيره ، فلما رآه رجال بني المغيرة بن عبد الله بن عمر ابن مخزوم قاموا إليه فقالوا : هذه نفسك غلبتنا عليها ، أرأيت صاحبتنا هذه ؟ علام تترك تسير بها في البلاد ؟ ونزعوا خطام البعير من يده ، وأخذوني ، وغضبت عند ذلك بنو عبد الاسد ، وأهووا إلى سلمة وقالوا : والله لا نترك ابننا عندها إذ نزعتموها من صاحبنا ، فتجاذبوا ابني سلمة حتى خلعوا يده ، وانطلق به بنو عبد الاسد رهط أبي سلمة ، وحبسني بنو المغيرة عندهم . وانطلق زوجي أبو سلمة حتى لحق بالمدينة . ففرق بيني وبين زوجي وبين ابني ، قالت : فكنت أخرج كل غداة فأجلس بالابطح ، فما أزال أبكي ، حتى أمسي ، سنة أو قريبها ، حتى مر بي رجل من بني عمي ، من بني المغيرة ، فرأى ما ي ، فرحمني فقال لبني المغيرة : ألا تخرجون من هذه المسكينة ؟ فرقتم بينها وبين زوجها وبين ابنها ، فقالوا لي : إلحقي بزوجك إن شئت ، ورد علي بنو عبد خرجت أريد زوجي بالمدينة ، وما معي أحد من خلق الله ، فقلت : أتبلغ بمن لقيت حتى أقدم على زوجي ، حتى إذا كنت بالتنعيم لقيت عثمان بن طلحة ابن أبي طلحة - أخا بني عبد الدار - فقال : أين يا بنت أبي أمية ؟ قلت : أريد زوجي بالمدينة . فقال : هل معك أحد ؟ فقلت : لا والله ، إلا الله وابني هذا . فقال : والله مالك من مترك . فأخذ بخطام البعير فانطلق معي يقودني ، فوالله ما صحبت رجلا من العرب أراه كان أكرم منه ، إذا بلغ المنزل أناخ بي ثم تنحى إلى شجرة فاضطجع تحتها، فإذا دنا الرواح قام إلى بعيري فقدمه فرحله ، ثم استأخر عني وقال : اركبي . فإذا ركبت واستويت على بعيري أتى فأخذ بخطامه ، فقادني حتى ننزل . فلم يزل يصنع ذلك حتى قدم بي إلى المدينة ، فلما نظر إلى قرية بني عمرو بن عوف بقباء قال : زوجك في هذه القرية ، - وكان أبو سلمة نازلا بها - فدخلتها على بركة الله تعالى ، ثم انصرف راجعا إلى مكة .
وكانت تقول : ما أعلم أهل بيت أصابهم في الإسلام ما أصاب آل أبي سلمة ، وما رأيت صاحبا قط كان أكرم من عثمان بن طلحة . وشهد أبو سلمة بدرا . واستشهد في أحد .
فلما تأيمت أم سلمة أرسل إليها رسول الله صلى الله عليه وآله يخطبها ، فبعثت إليه تقول : إني امرأة غيرى وإني امرأة مصبية وليس أحد من أوليائي شاهد . فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله فذكر ذلك له ، فقال : ارجع إليها فقل : أما قولك إني امرأة غيرى فسأدعو الله فيذهب غيرتك . وأما قولك إني امرأة مصبية فستكفين صبيانك ، وأما قولك ليس أحد من أوليائي شاهد فليس أحد من أوليائك شاهد ولا غائب يكره ذلك ، فقالت لابنها عمر : قم فزوج رسول الله صلى الله عليه وآله فزوجه . توفيت في خلافة يزيد بعد ما جاءها نعي الحسين بن علي ( ع ) سنة إحدى وستين أو اثنتين وستين ، وهي من آخر أمهات المؤمنين موتا ( 31 ) .
الاسد عند ذلك ابني ، فرحلت بعيري ووضعت ابني في حجري ، ثمخرجت أريد زوجي بالمدينة ، وما معي أحد من خلق الله ، فقلت : أتبلغ بمن لقيت حتى أقدم على زوجي ، حتى إذا كنت بالتنعيم لقيت عثمان بن طلحة ابن أبي طلحة - أخا بني عبد الدار - فقال : أين يا بنت أبي أمية ؟ قلت : أريد زوجي بالمدينة . فقال : هل معك أحد ؟ فقلت : لا والله ، إلا الله وابني هذا . فقال : والله مالك من مترك . فأخذ بخطام البعير فانطلق معي يقودني ، فوالله ما صحبت رجلا من العرب أراه كان أكرم منه ، إذا بلغ المنزل أناخ بي ثم تنحى إلى شجرة فاضطجع تحتها، فإذا دنا الرواح قام إلى بعيري فقدمه فرحله ، ثم استأخر عني وقال : اركبي . فإذا ركبت واستويت على بعيري أتى فأخذ بخطامه ، فقادني حتى ننزل . فلم يزل يصنع ذلك حتى قدم بي إلى المدينة ، فلما نظر إلى قرية بني عمرو بن عوف بقباء قال : زوجك في هذه القرية ، - وكان أبو سلمة نازلا بها - فدخلتها على بركة الله تعالى ، ثم انصرف راجعا إلى مكة .
وكانت تقول : ما أعلم أهل بيت أصابهم في الإسلام ما أصاب آل أبي سلمة ، وما رأيت صاحبا قط كان أكرم من عثمان بن طلحة . وشهد أبو سلمة بدرا . واستشهد في أحد .
فلما تأيمت أم سلمة أرسل إليها رسول الله صلى الله عليه وآله يخطبها ، فبعثت إليه تقول : إني امرأة غيرى وإني امرأة مصبية وليس أحد من أوليائي شاهد . فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله فذكر ذلك له ، فقال : ارجع إليها فقل : أما قولك إني امرأة غيرى فسأدعو الله فيذهب غيرتك . وأما قولك إني امرأة مصبية فستكفين صبيانك ، وأما قولك ليس أحد من أوليائي شاهد فليس أحد من أوليائك شاهد ولا غائب يكره ذلك ، فقالت لابنها عمر : قم فزوج رسول الله صلى الله عليه وآله فزوجه . توفيت في خلافة يزيد بعد ما جاءها نعي الحسين بن علي ( ع ) سنة إحدى وستين أو اثنتين وستين ، وهي من آخر أمهات المؤمنين موتا ( 31 ) .
- ميمونة بنت الحارث بن حزن الهلالية : تزوجها رسول الله صلى الله عليه وآله بعد وفاة زوجها سنة سبع في عمرة القضاء في ذي القعدة .
قال العباس لرسول الله صلى الله عليه وآله : إن ميمونة بنت الحارث قد تأيمت من أبي رهم بن عبد العزى ، هل لك أن تزوجها ؟ فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وآله . ولما فرغ رسول الله صلى الله عليه وآله من عمرته أقام بمكة ثلاثا . فأتى خمسة نفر من أهل مكة فقالوا : يا محمد صلى الله عليه وآله اخرج عنا فاليوم آخر شرطك . وكان شرط في الحديبية أن يعتمر من قابل ويقيم بمكة ثلاثا . فقال : دعوني أبتني بأهلي وأصنع لكم طعاما فقالوا : لا حاجة بطعامك . فخرج فبنى بها بسرف قريب مكة ، وتوفيت سنة إحدى وخمسين ( 34 ) .10 - زينب بنت جحش : خبر زواج النبي صلى الله عليه وآله بزينب بنت جحش :
أ - في القرآن الكريم : قال الله سبحانه في سورة الاحزاب : ( وما كان لؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا * وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحقزوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا * ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله في الذين خلوا من قبل وكان أمر الله قدرا مقدورا * الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا * ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شئ عليما ) ( الآيات / 36 - 40 ) .
ب - في الروايات مع تفسير الآيات : خبر زواج زينب بزيد أولا ، ثم بالنبي صلى الله عليه وآله بعد طلاق زيد إياها : كان من خبر زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي أنه أصابه سباء في الجاهلية وبيع في بعض أسواق العرب ، فاشتري لخديجة ، ثم وهبته خديجة للنبي صلى الله عليه وآله قبل أن يبعث وهو ابن ثماني سنين ، فنشأ عند النبي صلى الله عليه وآله ، وبلغ الخبر أهله فقدم أبوه وعمه مكة لفدائه فدخلا على النبي صلى الله عليه وآله وقالا : يا ابن عبد المطلب ! يا ابن هاشم ! يا ابن سيد قومه ! جئناك في ابننا عندك فامنن علينا وأحسن إلينا في فدائه ! فقال : من هو ؟ قال : زيد بن حارثة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : فهلا غير ذلك ؟ قالا : ما هو ؟ قال : ادعوه وخيروه فإن اختاركم فهو لكم ، وإن اختارني فوالله ما أنا بالذي أختار على من اختارني أحدا ، قالا : قد زدتنا على النصف وأحسنت ، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : هل تعرف هؤلاء ؟ قال : نعم ! هذا أبي ، وهذا عمي ! قال : فأنا من عرفت ورأيت صحبتي لك فاخترني أو اخترهما . قال : ما أريدهما وما أنا بالذي أختار عليك أحدا ، أنت مني مكان الأب والعم ! فقالا : ويحك يا زيد ! أتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك وأهل بيتك ؟ قال : نعم ، ورأيت من هذا الرجل شيئا ما أنا بالذي أختار عليه أحدا أبدا ، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك أخرجه إلى الحجر - في بيت الله - فقال : يا من حضر ! اشهدوا أن زيدا ابني يرثني وأرثه ، فلما رأى ذلك أبوه وعمه طابت نفوسهما وانصرفا . ونسب زيد بعد ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وقيله له : زيد أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطراابن محمد صلى الله عليه وآله . أسلم زيد قديما وبعد الإمام علي ( ع ) . وزوجه الرسول من أم أيمن وكان وصيفة لعبدالله والد النبي وكانت من الحبشة ، وتزوجت أولا من عبيد بن عمرو من بني الحارث وبعده تزوجت زيد بن حارثة ، فولدت له أسامة بن زيد .
وتوفيت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله بخمسة أشهر . وشهد زيد بدرا وأرسله النبي صلى الله عليه وآله إلى المدينة بشيرا بالفتح وزوجه ابنة عمته زينب بنت جحش وفي بيته أم أيمن . وكان من خبر زواجه ما ذكرناه . وأرسله النبي في السنة الثامنة من الهجرة إلى الشام في غزوة مؤتة وجعله أحد الامراء على الجيش فاستشهد فيها .
وخبر زواج الرسول بزينب وزواج زيد وطلاقه إياها كالآتي : بعد الهجرة إلى المدينة خطب زينب ابنة أميمة ابنة عبد المطلب عدة من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله فأرسلت أخاها إلى النبي صلى الله عليه وآله تستشيره في أمرها ، فقال : فأين هي ممن يعلمها كتاب ربها وسنة نبيها ؟ فسألت : من هو ؟ فقال : زيد ! فغضبت وقالت : تزوج ابنة عمتك مولاك ! لست بناكحته ! أنا خير منه حسبا ! أنا أيم قومي ، فأنزل الله تعالى : ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ) ( الاحزاب / 36 ) ، فرضيت فزوجها الرسول صلى الله عليه وآله من زيد بعد أم أيمن السوداء الحبشية ، ولها أسامة بن زيد ، فكانت تعلو على زيد وتشتد وتأخذ بلسانها ، فكان يشكوها إلى الرسول صلى الله عليه وآله ويحاول تطليقها ، واقتضت مشية الله وحكمته أن يتزوجها الرسول صلى الله عليه وآله بعد زيد ليلغى بذلك التبني بين المسلمين ، وأشعره الوحي بذلك ، فخشي الرسول صلى الله عليه وآله أن يقول الناس تزوج حليلة ابنه ، فكتم الوحي في نفسه وقال لزيد : اتق الله وأمسك عليك زوجك ، ولما ضاق زيد ذرعا بزوجته زينب طلقها وانقضت عدتها ، فنزلت الآيات على الرسول صلى الله عليه وآله مرة واحدة إلى قوله تعالى : ( فلما قضى زيد منه وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم . . * . . . * ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين . . ) ( الأحزاب 37 و 40 ) ، فتزوجها الرسول صلى الله عليه وآله وقال عز اسمه لسائر المؤمنين : ( وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل * ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم ) ( الأحزاب 4 5 ) ( 35 ) . 11 - أم حبيبة : إسمها رملة أو هند بنت أبي سفيان الأموية . وأمها صفية بنت أبي العاص ابن أمية . ولدت قبل البعثة بسبعة عشر عاما . تزوجها حليفهم عبيدالله بن جحش الاسدي من بني أسد بن خزيمة . فأسلما ثم هاجر إلى الحبشة ، فولدت له حبيبة ، فبها كانت تكنى .
وتنصر زوجها عبيدالله بن جحش وارتد عن الإسلام ، وفارقها . قالت أم حبيبة : رأيت في المنام كأن زوجي عبيدالله بن جحش بأسوأ صورة ففزعت ، فأصبحت فإذا به قد تنصر فأخبرته بالمنام فلم يحفل به وأكب على الخمر حتى مات . فأتاني في نومي فقال : يا أم المؤمنين ففزعت فما هو إلا أن انقضت عدتي ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله إلى النجاشي ليخطبها له . قالت أم حبيبة : فما شعرت إلا برسول النجاشي يستأذن فإذا هي جارية له يقال لها أبرهة فقالت : إن الملك يقول لك وكلي من يزوجك، فأرسلت إلى خالد بن الوليد سعيد بن العاص بن أمية فوكلته ، فأعطيت أبرهة سوارين من فضة ، فلما كان العشي أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب فحمد الله وأثنى عليه وتشهد ثم قال : أما بعد فإن رسول الله صلى الله عليه وآله كتب إلي أن أزوجه أم حبيبة فأجبت وقد أصدقتها عنه أربعمائة دينار ، ثم سكب الدنانير . فخطب خالد فقال : قد أجبت إلى ما دعا إليه رسول الله الدنانير . وعمل لهم النجاشي طعاما فأكلوا . قالت أم حبيبة : فلما وصل إلي المال أعطيت أبرهة منه خمسين دينارا قالت فردتها علي وقالت إن الملك عزم عليه بذلك وردت علي ماكنت أعطيتها أولا ثم جاءتني من الغد بعود وورس وعنبر وزباد كثير . فقدمت به معي على رسول الله صلى الله عليه وآله . وكان ذلك سنة سبع .
وحكى ابن عبد البر أن الذي عقد لرسول الله صلى الله عليه وآله عليها عثمان بن عفان . ولما بلغ أبا سفيان أن النبي صلى الله عليه وآله نكح ابنته قال : هو الفحل لا يقدع أنفه ( 36 ) .
صلى الله عليه وآله وزوجته أم حبيبة ، وقبضيلا بدي تقيييمكم