(التقوى >> كيفية الوصول اليه)
قد نتحمس لفعل الطاعات في بعض المواسم أو بعض الحالات كشهر رمضان، أو في بعض المناسبات عند أداء بعض العبادات كالحج والعمرة، ثم النفس قد تصاب بالفتور بعد مواسم الطاعات، والهمم قد تضعف، أو تقل بالتدريج، ثم نفقد الحماسة، ونريد أن نوضح بعض الوسائل التي تساعد على الاستمرار في الطاعة والتنافس في الخير؛ للوصول لحق التقوى.
فالنفس تحتاج بصورة مستمرة إلى تكرار تذكر الأهداف، واستحضار الدوافع، لكي تتحمس للوصول لحق التقوى، ولكي يثبت العبد على الطاعات، أو تسير النفس باستمرار في طريق الاستقامة.
ومن الأمور المعينة للسير على طريق الاستقامة والثبات على الطاعة، و النجاح في مجاهدة النفس، وتهيئتها للوصول للتقوى وشحذ الهمة للوصول للجنة.
أن يجاهد المسلم نفسه ويذكرها دائما بأن أصله من تراب أو من أبي البشر آدم عليه السلام، وهو القادم من الجنة، وينبغي أن يشتاق إلى الجنة دائما، فينبغي أن نحمس النفس دائما بأن نجعلها تشتاق لجنة الرضوان بالقراءة عن الجنة، أو سماع المحاضرات عنها، ونحاول أن تسير في طريق أهلها، بأن نتمسك بالاستقامة، ونخاف مقام الله، وتبتعد عن اتباع الهوى، مع التخويف المستمر للنفس من لهيب النار، و التخويف من حال أهلها، وإبعاد النفس عن طريق الغواية والطغيان، وعدم نسيان الآخرة، وتفضيل الدنيا عليها حتى تبتعد عن طريق أهل النار و يحاول المسلم أن يلزم نفسه بما يثبتها على طريق الطاعة، ويسير بها على درب الاستقامة، ومن الأمور التي تساعد على ذلك أيضا:
أن يواظب المسلم على قراءة القرآن وتلاوته والاستماع إليه والتدبر في آياته، والعمل به، والتحاكم إليه والاستشفاء به.
وأيضا يلزم نفسه بحضور محاضرات علمية ودعوية وتربوية، أو دروس لتفسير القرآن الكريم، أو يحضر دروس العلم التي تذكر بفعل الطاعات وهجر المعاصي، مع التزاحم على حضور مجالس العلماء، فهي تزيد الإيمان، وتساعد على الثبات.
وعلى المسلم أيضا المحافظة على أداء صلاة الجماعة، والحرص على مصاحبة الأخيار، ومجالسة الصالحين. وأيضا يثبت نفسه على طريق الاستقامة بقراءة سير الأنبياء السابقين، ودراسة سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، وينظر في سير صحابته الكرام، وسيرة التابعين والعلماء والصالحين.
ومن الأمور التي تساعد المسلم على لزوم التقوى: الحرص على أعمال الخير التي تقرب المسلم إلى الله تعالى مثل: أداء الزكاة المفروضة، بل والتنافس في صدقات التطوع، والإكثار من أعمال السر، أو التقرب إلى الله تعالى بإطعام الطعام، والعطف على الفقراء، وإعانة المحتاج، ومواساة الحزين، والبر بالوالدين، وصلة الأرحام، والتخفيف عن المعسر، والصلاة بالليل والناس نيام، و يكثر المسلم من فعل الأعمال التطوعية، إضافة للفرائض كأداء النوافل والسنن، فالمسلم يتقرب إلى الله تعالى بما افترضه الله تعالى علينا من سنن ونوافل، وفروض ورواتب، ولا يبتدع أعمالا لم يأت بها الشرع الحنيف، بل نتبع ولا نبتدع، ونسأل الله سبحانه وتعالى القبول.
ومن الأمور التي تساعد المسلم على لزوم التقوى: حفظ اللسان عن الكذب والغيبة والنميمة وبقية الآفات، مع حفظ الجوارح؛ وكبح جماح الشهوة. ولكي يصل المسلم للتقوى، عليه أن يستعين بصيام النوافل، فهو يكسب العبد القدرة على مجاهدة النفس، وإلزامها طاعة الله والوصول للتقوى التي هي ثمرة الصيام، ولينتبه المسلم لحقيقة الصوم فلا يكون الصيام بالامتناع عن الشراب والطعام فحسب لفترة محدودة وبنية؛ بل لا بد من الامتناع عن فعل المعاصي، وتقوية الإرادة، وتدريب النفس للمجاهدة والنجاح في حفظ الجوارح، بل ومنع النفس عن الوقوع في المعاصي والمنكرات.
مما رآاق لي...