Hitskin.com

زائر

فُيّ ذٌكرى ٱلموِلدُ ٱلنٌبّوِيّ

ٱلحًمدُ للۂ ٱلذٌيّ أرسًل رسًوِلۂ بّٱلۂدُى وِدُيّنٌ ٱلحًقَ ليّظٌۂرۂ على ٱلدُيّنٌ كلۂ وِكفُى ٱللۂ شّۂيّدُٱً، وِأشّۂدُ أنٌ لٱ إلۂ إلٱ ٱللۂ وِحًدُۂ لٱ شّريّك لۂ إقَرٱرٱً بّۂ وِتُوِحًيّدُٱً، وِأشّۂدُ أنٌ محًمدُٱً عبّدُۂ وِرسًوِلۂ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِعلى آلۂ وِصِحًبّۂ وِسًلم تُسًليّمٱً مزيّدُٱً إلى يّوِم ٱلدُيّنٌ.. أمٱ بّعدُ:

فُيّ مثًل ۂذٌۂ ٱلأيّٱم يّحًتُفُل فُئٱم منٌ ٱلبّشّر بّيّوِم موِلدُ سًيّدُ ٱلبّشّر محًمدُ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم، وِۂم منٌ وِقَتُ ليّسً بّبّعيّدُ يّعدُوِنٌ ٱلعدُة وِيّجَۂزوِنٌ ٱلأجَۂزة ٱسًتُعدُٱدُٱً للٱحًتُفُٱل لۂذٌٱ ٱليّوِم، فُٱلأضوِٱء قَدُ علقَتُ فُيّ أعمدُة ٱلشّوِٱرع، وِٱلبّيّوِتُ قَدُ زيّنٌتُ بّٱلزۂوِر وِٱلوِروِدُ، وِٱلحًلوِيّٱتُ قَدُ أصِبّحً لۂٱ سًوِقَ رٱئجَة للبّيّع، وِبّعض ٱلأمكنٌة ٱسًتُئجَرتُ حًتُى يّقَٱم بّۂٱ ۂذٌٱ ٱلٱحًتُفُٱل، وِيّقَيّموِنٌ ٱلٱبّتُۂٱلٱتُ وِٱلدُعوِٱتُ فُيّ ٱلمسًٱجَدُ، أضفُ إلى ذٌلك آلٱتُ ٱلمعٱزفُ وِٱلطٌبّوِل وِٱلدُفُوِفُ لإقَٱمة ٱلمۂرجَٱنٌٱتُ ٱلٱحًتُفُٱليَّّة بّذٌكرۂ موِلدُۂ ـ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم ـ وِأشّيّٱء كثًيّرة كثًيّرة قَدُ نٌُفُِضَ عنٌۂٱ ٱلغّبّٱر ٱسًتُعدُٱدُٱً لذٌكرى ٱلموِلدُ ٱلنٌبّوِيّ!!
فُۂل فُعل ۂذٌٱ منٌ ٱلأموِر ٱلتُيّ تُرضيّ ٱلربّ تُبّٱرك وِتُعٱلى؟ وِمٱ ۂوِ حًكمۂ؟ وِۂل فُعلۂ ٱلسًلفُ أوِ أقَروِۂ؟ إلى غّيّر ذٌلك منٌ ٱلأشّيّٱء ٱلتُيّ سًأطٌرقَۂٱ فُيّ ۂذٌٱ ٱلبّحًثً ٱليّسًيّر.
وِقَبّل أنٌ أصِوِل وِأجَوِل فُيّ ثًنٌٱيّٱ ۂذٌٱ ٱلبّحًثً فُإنٌيّ سًأذٌكر مقَدُمة يّسًيّرة نٌٱفُعة بّإذٌنٌ ٱللۂ عز وِجَل لمنٌ أرٱدُ ٱللۂ ۂدُٱيّتُۂ وِأبّعدُۂ عنٌ أسًبّٱبّ شّقَٱوِتُۂ، كلۂٱ منٌ سًلسًبّيّل ٱلقَرآنٌ وِمشّكٱة ٱلحًدُيّثً وِٱلسًنٌة، فُۂمٱ ٱلمنٌۂل ٱلعذٌبّ ٱلزلٱل على قَلوِبّ أۂل ٱلإيّمٱنٌ، وِٱلصِوِٱعقَ ٱلمردُيّة لأۂل ٱلكفُر وِٱلضلٱل.
فُۂذٌۂ مقَدُمة نٌٱفُعة فُيّ ٱلأمر بّٱلٱعتُصِٱم بّٱلكتُٱبّ وِٱلسًنٌة، وِوِجَوِبّ طٌٱعة ٱللۂ وِرسًوِلۂ، وِأنٌ مرجَع أۂل ٱلسًنٌة وِٱلجَمٱعة فُيّ ٱسًتُدُلٱلۂم ۂوِ كتُٱبّ ٱللۂ وِسًنٌة ٱلمصِطٌفُى عليّۂ ٱلصِلٱة وِٱلسًلٱم لٱ إلى آرٱء ٱلنٌٱسً وِعقَوِل ٱلمشّٱيّخٌ، نٌقَوِل فُيّۂٱ:
يّٱ مَنٌ يّقَرأ ۂذٌٱ ٱلكلٱم ٱلمزبّوِر وِٱلخٌطٌ ٱلمسًطٌوِر، قَدُ أنٌزل ٱللۂ عليّنٌٱ ۂذٌٱ ٱلقَرآنٌ ليّكوِنٌ ٱلۂٱدُيّ لنٌٱ فُيّ ظٌلمٱتُ ٱلحًيّٱة، وِمنٌيّرٱً للصِرٱطٌ ٱلمسًتُقَيّم، وِقَٱئدُٱً يّدُعوِ ٱلبّشّريّة جَمعٱء إلى جَنٌة خٌلدُ أعدُتُ للمؤمنٌيّنٌ.
وِقَدُ ذٌكر ٱللۂ عز وِجَل فُيّ ۂذٌٱ ٱلكتُٱبّ ٱلعظٌيّم آيّٱتُ كثًيّرة بّلغّتُ ثًلٱثًٱً وِثًلٱثًيّنٌ آيّة كمٱ قَٱل أبّوِ عبّدُ ٱللۂ أحًمدُ بّنٌ حًنٌبّل ـ قَدُسً ٱللۂ روِحًۂ ـ كلۂٱ فُيّ ٱلأمر وِٱلحًثً على طٌٱعة ٱللۂ وِرسًلۂ وِٱلتُمسًك بّغّرز ٱلقَرآنٌ وِٱلسًنٌة فُقَدُ قَٱل تُعٱلى {وِمٱ كٱنٌ لمؤمنٌ وِلٱ مؤمنٌة إذٌٱ قَضى ٱللۂ وِرسًوِلۂ أمرٱً أنٌ يّكوِنٌ لۂم ٱلخٌيّرة منٌ أمرۂم وِمنٌ يّعصِ ٱللۂ وِرسًوِلۂ فُقَدُ ضل ضلٱلٱً مبّيّنٌٱ} [ٱلأحًزٱبّ: 36].
فُقَدُ ذٌكر ٱللۂ أنٌۂ لٱ يّكوِنٌ للمؤمنٌيّنٌ إذٌٱ قَضى ٱللۂ وِرسًوِلۂ عليّۂم أيّ أمر، وِتُأمل ۂنٌٱ قَوِلۂ تُعٱلى {أمرٱً} فُۂيّ نٌكرة فُيّ سًيّٱقَ ٱلنٌفُيّ فُتُعم كل أمر، فُإذٌٱ قَضى ٱللۂ وِرسًوِلۂ أيّ أمر لٱ يّكوِنٌ لۂم أنٌ يّتُخٌيّروِٱ منٌ أمرۂم، ۂذٌٱ غّيّر ٱلذٌيّ قَضى فُيّۂم ثًم ذٌكر ٱللۂ عزَّ وِجَل أنٌ منٌ عصِى ٱللۂ وِرسًوِلۂ فُۂوِ فُيّ ضلٱل بّعيّدُ؛ لأنٌۂ يّأبّى مٱ قَضٱۂ ٱللۂ وِرسًوِلۂ عليّۂ وِخٌٱلفُ أمرۂمٱ.
وِقَٱل تُعٱلى {إنٌمٱ كٱنٌ قَوِل ٱلمؤمنٌيّنٌ إذٌٱ دُعوِٱ ٱللۂ وِرسًوِلۂ ليّحًكم بّيّنٌۂم أنٌ يّقَوِلوِٱ سًمعنٌٱ وِأطٌعنٌٱ وِأوِلئك ۂم ٱلمفُلحًوِنٌ* وِمنٌ يّطٌع ٱللۂ وِرسًوِلۂ وِيّخٌشّى ٱللۂ وِيّتُقَۂ فُأوِلئك ۂم ٱلفُٱئزوِنٌ} [ٱلنٌوِر: 51 ـ 52].
وِقَٱل تُعٱلى {..فُليّحًذٌر ٱلذٌيّنٌ يّخٌٱلفُوِنٌ عنٌ أمرۂ أنٌ تُصِيّبّۂم فُتُنٌة أوِ يّصِيّبّۂم عذٌٱبّ أليّم} [ٱلنٌوِر: 36].
وِقَٱل تُعٱلى {وِمٱ آتُٱكم ٱلرسًوِل فُخٌذٌوِۂ وِمٱ نٌۂٱكم عنٌۂ فُٱنٌتُۂوِٱ..} [ٱلحًشّر: 7].
وِقَٱل تُعٱلى {وِأطٌيّعوِٱ ٱللۂ وِأطٌيّعوِٱ ٱلرسًوِل وِٱحًذٌروِٱ فُإنٌ تُوِليّتُم فُإنٌمٱ على رسًوِلنٌٱ ٱلبّلٱغّ ٱلمبّيّنٌ} [ٱلمٱئدُة: 92].
وِقَدُ حًذٌرنٌٱ ٱللۂ عز وِجَل منٌ ٱلإشّرٱك بّطٌٱعتُۂ فُقَٱل {وِإنٌ أطٌعتُموِۂم إنٌكم لمشّركوِنٌ} [ٱلأنٌعٱم: 121]، وِقَٱل تُعٱلى {أم لۂم شّركٱء شّرعوِٱ لۂم منٌ ٱلدُيّنٌ مٱ لم يّأذٌنٌ بّۂ ٱللۂ..} [ٱلشّوِرى: 21]، وِقَٱل تُعٱلى {وِإذٌٱ قَيّل لۂم ٱتُبّعوِٱ مٱ أنٌزل ٱللۂ قَٱلوِٱ بّل نٌتُبّع مٱ وِجَدُنٌٱ عليّۂ آبّٱئنٌٱ..} [لقَمٱنٌ: 21]، وِقَٱل تُعٱلى {وِإذٌٱ قَيّل لۂم تُعٱلوِٱ إلى مٱ أنٌزل ٱللۂ وِإلى ٱلرسًوِل رأيّتُ ٱلمنٌٱفُقَيّنٌ يّصِدُوِنٌ عنٌك صِدُوِدُٱً} [ٱلنٌسًٱء: 61].
وِرسًوِل ٱلۂدُى صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم يّوِصِيّنٌٱ بّٱلتُمسًك بّسًنٌتُۂ فُيّقَوِل: "عليّكم بّسًنٌتُيّ وِسًنٌة ٱلخٌلفُٱء ٱلرٱشّدُيّنٌ ٱلمۂدُيّيّنٌ منٌ بّعدُيّ تُمسًكوِٱ بّۂٱ، وِعضوِٱ عليّۂٱ بّٱلنٌوِٱجَذٌ، وِإيّٱكم وِمحًدُثًٱتُ ٱلأموِر فُإنٌ كل محًدُثًة بّدُعة، وِكل بّدُعة ضلٱلة". (مسًنٌدُ أحًمدُ 4/126، وِٱنٌظٌر صِحًيّحً ٱلجَٱمع 2546).
وِكٱنٌ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم يّقَوِل فُيّ خٌطٌبّتُۂ يّوِم ٱلجَمعة: "أمٱ بّعدُ فُإنٌ خٌيّر ٱلحًدُيّثً كتُٱبّ ٱللۂ، وِخٌيّر ٱلۂدُيّ ۂدُيّ محًمدُ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم، وِشّر ٱلأموِر محًدُثًٱتُۂٱ، وِكل بّدُعة ضلٱلة". (صِحًيّحً مسًلم867).
وِقَٱل صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم: "منٌ أحًدُثً فُيّ أمرنٌٱ ۂذٌٱ مٱ ليّسً منٌۂ فُۂوِ ردُ". (روِٱۂ ٱلبّخٌٱريّ 2697، وِمسًلم 1718).
وِٱلعجَبّ كل ٱلعجَبّ أنٌ تُرى كثًيّرٱً ممنٌ يّنٌتُسًبّوِنٌ للإسًلٱم وِيّقَوِلوِنٌ بّألسًنٌتُۂم نٌحًنٌ نٌحًبّ ٱللۂ وِرسًوِلۂ فُإذٌٱ أنٌكرتُ عليّۂم شّيّئٱً منٌ منٌكرٱتُ فُيّ ٱلدُيّنٌ ظٌٱۂرةٍ عليّۂم، جَٱدُلوِك بّألسًنٌتُۂم وِبّدُءوِٱ يّسًتُنٌدُوِنٌ بّأقَوِٱل لبّعض منٌ يّنٌتُسًبّ إلى ٱلعلم، ثًم إذٌٱ قَلتُ لۂم قَٱل ٱللۂ قَٱل رسًوِل ٱللۂ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم ضجَوِٱ وِأكثًروِٱ وِقَٱلوِٱ أنٌتُ قَرنٌ ممٱحًك، فُوِٱأسًفُٱۂ على أنٌٱسً أعرضوِٱ عنٌ ٱلكتُٱبّ وِٱلسًنٌة، وِكأنٌّ ۂذٌيّنٌ ٱلأصِليّنٌ لٱ ٱعتُبّٱر لۂمٱ فُيّ مجَرى حًيّٱتُۂم، وِيّأتُيّ آخٌروِنٌ منٌ ۂذٌٱ ٱلصِنٌفُ ثًم يّقَوِلوِنٌ وِۂل أنٌتُ أعلم منٌ ٱلشّيّخٌ ٱلفُلٱنٌيّ أوِ ٱلعٱلم ٱلربّٱنٌيّ فُۂم يّروِنٌٱ نٌفُعل مثًل ۂذٌۂ ٱلأموِر ٱلتُيّ تُدُعوِنٌ أنٌۂٱ منٌكرٱتُ وِبّدُع وِلم يّنٌكروِٱ عليّنٌٱ مٱ نٌفُعلۂ؟
وِۂذٌۂ طٌٱمة كبّيّرة وِقَٱرعة خٌطٌيّرة حًيّثً أنٌ مثًل ۂؤلٱء قَدُ أجَّروِٱ عقَوِلۂم لمشّٱيّخٌۂم وِلم يّطٌلبّوِٱ أدُلة ٱلكتُٱبّة وِٱلسًنٌة؛ لأنٌۂم لوِ فُعلوِٱ ذٌلك لتُركوِٱ منٌكرٱتُ كثًيّرة وِقَعوِٱ بّۂٱ وِلمٱ أقَلعوِٱ عنٌ ٱلبّدُع وِٱلمعٱصِيّ ٱلتُيّ تُحًيّطٌ بّۂم.
فُأعيّذٌك ٱللۂ أخٌيّ وِأنٌتُ يّٱ أخٌتُٱۂ أنٌ تُكوِنٌٱ منٌ مثًل ۂذٌٱ ٱلنٌوِع فُإنٌ ٱلۂوِى ٱسًتُحًكم على قَلوِبّۂم فُۂم إمٱ أنٌ يّنٌٱقَشّوِك بّآرٱئۂم وِأۂوِٱئۂم أوِ بّآرٱء مشّٱيّخٌۂم بّلٱ ٱسًتُنٌٱدُ للكتُٱبّ وِٱلسًنٌة بّفُۂم سًلفُ ٱلأمة وِقَدُ قَٱل ٱلشّٱعر يّنٌكر على ٱلمحًتُجَيّنٌ بّكلٱم شّيّوِخٌۂم:ـ

أقَوِل قَٱل ٱللۂ قَٱل رسًوِلۂ *** فُتُجَيّبّ شّيّخٌيّ إنٌۂ قَدُ قَٱلَ

وِأمثًٱل ۂؤلٱء قَليّل ـ إنٌ شّٱء ٱللۂ ـ وِأسًألۂ تُعٱلى أنٌ يّۂدُيّۂم وِيّصِلحً شّأنٌۂم.
وِقَدُ يّحًصِل لك فُيّ ٱلنٌقَٱشّ مع مثًل ۂذٌۂ ٱلنٌخٌبّة منٌ ٱلبّشّر أنٌ يّقَوِلوِنٌ لك ۂذٌۂ وِجَۂة نٌظٌرنٌٱ وِمٱ نٌدُيّنٌ ٱللۂ بّۂ وِأنٌتُ يّٱ منٌ تُنٌٱقَشّنٌيّ بّرأيّك ۂذٌۂ ۂيّ وِجَۂة نٌظٌرك وِمٱ تُدُيّنٌ ٱللۂ بّۂ، وِٱلحًمدُ للۂ كل على ۂدُى مسًتُقَيّم.
وِۂذٌۂ شّبّۂة غّيّر منٌطٌقَيَّّة وِٱلجَوِٱبّ عنٌ ذٌلك أنٌ يّقَٱل: أنٌ ٱلمرجَع فُيّ ٱلنٌزٱع وِٱلنٌقَٱشّ ۂوِ كتُٱبّ ٱللۂ سًبّحًٱنٌۂ وِتُعلى وِسًنٌة رسًوِلۂ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم، وِٱللۂ عز وِجَل يّقَوِل {يّٱ أيّۂٱ ٱلذٌيّنٌ آمنٌوِٱ أطٌيّعوِٱ ٱللۂ وِأطٌيّعوِٱ ٱلرسًوِل وِأوِليّ ٱلأمر منٌكم فُإنٌ تُنٌٱزعتُم فُيّ شّيّء فُردُوِۂ إلى ٱللۂ وِٱلرسًوِل إنٌ كنٌتُم تُؤمنٌوِنٌ بّٱللۂ وِٱليّوِم ٱلآخٌر ذٌلك خٌيّر وِأحًسًنٌ تُأوِيّلٱً} [ٱلنٌسًٱء: 59].
وِقَٱل تُعٱلى {وِمٱ ٱخٌتُلفُتُم فُيّۂ منٌ شّيّء فُحًكمۂ إلى ٱللۂ..} [ٱلشّوِرى: 10].
نٌعم، ۂذٌٱ ۂوِ مرجَعنٌٱ كتُٱبّ ٱللۂ عز وِجَل..

لٱ تُذٌكـــر ٱلكتُبّ ٱلسًـــوِٱلفُ *** طٌلع ٱلنٌۂٱر فُأطٌفُئ ٱلقَنٌدُيّلٱ

إذٌٱً مٱ يّدُعيّ بّۂ بّعضۂم بّأنٌّ آرٱئۂم ۂيّ ٱلتُيّ يّدُيّنٌوِنٌ ٱللۂ بّۂٱ فُكلٱمۂم ۂذٌٱ مردُوِدُ عليّۂم، وِعلى ۂذٌٱ فُإنٌ ٱليّۂوِدُ وِٱلنٌصِٱرى يّدُيّنٌوِنٌ ٱللۂ بّمٱ ۂم عليّۂ منٌ ٱلكفُر وِٱلضلٱل وِلنٌ يّنٌقَذٌۂم كلٱمۂم ۂذٌٱ عنٌدُ ٱللۂ شّيّئٱً.
وِأنٌٱ ٱلآنٌ أطٌلبّ منٌ ٱلقَٱرئ ٱلكريّم وِٱلأخٌتُ ٱلكريّمة أنٌ يّتُجَردُٱ للحًقَ فُٱلحًقَ أحًقَ أنٌ يّتُبّع فُمٱذٌٱ بّعدُ ٱلحًقَ إلٱ ٱلضلٱل، وِحًذٌٱر حًذٌٱر منٌ ٱلۂوِى فُٱللۂ عز وِجَل يّقَوِل {وِلٱ تُتُبّع ٱلۂوِى فُيّضلك عنٌ سًبّيّل ٱللۂ} [صِ: 26] وِقَٱل: {بّل ٱتُبّع ٱلذٌيّنٌ ظٌلموِٱ أۂوِٱئۂم}.
وِقَدُ أحًسًنٌ منٌ قَٱل:

إنٌ ٱلۂوِٱنٌ ۂوِ ٱلۂوِى قَلبّ ٱسًمۂ *** فُـــإذٌٱ ۂَوِِيّتَُ فُقَــدُ لقَيّتُ ۂوِٱنٌــــٱً

وِأخٌتُم بّقَوِل ٱللۂ سًبّحًٱنٌۂ {وِأنٌ ۂذٌٱ صِرٱطٌيّ مسًتُقَيّمٱً فُٱتُبّعوِۂ وِلٱ تُتُبّعوِٱ ٱلسًبّل فُتُفُرقَ بّكم عنٌ سًبّيّلۂ ذٌلكم وِصِٱكم بّۂ لعلكم تُتُقَوِنٌ} [ٱلأنٌعٱم: 153]، وِليّكنٌ شّعٱر كل مسًلم طٌٱلبّ للحًقَ مبّتُعدُ عنٌ ٱلبّٱطٌل أنٌ يّقَوِل مٱ قَٱلۂ أحًدُ ٱلمتُقَدُميّنٌ ـ رحًمۂ ٱللۂ ـ:

كتُــٱبّ ٱللۂ عــز وِجَــل قَوِليّ *** وِمــٱ صِحًتُ بّۂ ٱلآثًــٱر دُيّنٌيّ
فُدُع مٱ صِدُّ عنٌ ۂذٌيّ وِخٌذٌۂٱ *** تُكــنٌ منٌۂٱ عــلى عيّنٌ ٱليّقَيّنٌ

--------------------------------------------------------------------------------

زائر

ٱلمبّحًثً ٱلأوِل
فُيّ حًكم ٱلٱحًتُفُٱل بّذٌكرى موِلدُ محًمدُ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم.

فُيّ يّوِم 12/ 3 يّحًتُفُل جَمع منٌ ٱلأمة ٱلإسًلٱميّة بّذٌكرى موِلدُ ٱلنٌبّيّ محًمدُ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم، وِفُيّ ٱلحًقَيّقَة إنٌ ٱلٱحًتُفُٱل بّمثًل ۂذٌٱ ٱليّوِم وِٱتُخٌٱذٌۂ عيّدُٱً بّدُعة منٌكرة قَبّيّحًة وِلم يّدُل على جَوِٱزۂٱ كتُٱبّ وِلٱ سًنٌة وِلٱ إجَمٱع سًلفُ ٱلأمة.
بّل ٱلأمة ٱلإسًلٱميّة فُيّ عۂدُ ٱلقَروِنٌ ٱلثًلٱثًة ٱلأوِلى ٱلتُيّ فُضلۂٱ محًمدُ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم على غّيّرۂٱ مجَمعة أنٌۂٱ لٱ تُعرفُ ٱحًتُفُٱلٱً وِلٱ عيّدُٱً إلٱ ٱلأضحًى وِٱلفُطٌر، أمٱ سًوِٱۂمٱ منٌ ٱلأعيّٱدُ وِٱلذٌكريّٱتُ فُۂوِ لغّوِ غّيّر معدُوِدُ وِلٱ معروِفُ عنٌدُۂم، بّل لٱ تُشّرئبّ إليّۂٱ أنٌفُسًۂم، وِلٱ تُرتُفُع إليّۂٱ أعنٌٱقَۂم.
ذٌلك أنٌۂم كٱنٌوِٱ شّدُيّدُيّ ٱلإنٌكٱر على كل منٌ خٌٱلفُ ٱلإسًلٱم بّكفُر أوِ بّدُعة أوِ معصِيّة، وِلقَوِة ٱعتُصِٱمۂم بّٱلكتُٱبّ وِٱلسًنٌة خٌلتُ بّيّوِتُٱتُۂم منٌ ٱلبّدُع ٱلمنٌكرة، وِٱلأموِر ٱلمحًدُثًة.
وِللقَٱرئ أوِ ٱلقَٱرئة أنٌ يّسًألٱ وِيّقَوِلٱ:
مٱ سًبّبّ حًكمك على أنٌ منٌ ٱحًتُفُل بّذٌكرى موِلدُ ٱلنٌبّيّ ٱلمخٌتُٱر محًمدُ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم أنٌۂ قَدُ ٱرتُكبّ بّدُعة منٌكرة فُيّ ٱلدُيّنٌ؟
فُأقَوِل وِبّٱللۂ ٱلتُوِفُيّقَ:
1ـ ٱلنٌبّيّ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم لم يّحًتُفُل بّموِلدُۂ فُيّ حًيّٱتُۂ وِۂوِ ٱلمبّلغّ للدُيّنٌ، وِلم يّأمر بّذٌلك.
2ـ أنٌ ٱلخٌلفُٱء ٱلرٱشّدُيّنٌ لم يّفُعلوِٱ ۂذٌٱ ٱلٱحًتُفُٱل مع أنٌۂم أحًبّ للرسًوِل صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم منٌٱ.
3ـ أنٌ ٱلرسًوِل صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم أوِصِٱنٌٱ بّٱلتُمسًك بّسًنٌتُۂ، وِأنٌ لٱ نٌعبّدُ ٱللۂ إلٱ بّمٱ شّرع، وِذٌكرى ٱلموِلدُ لوِ كٱنٌ فُيّۂٱ خٌيّر لذٌكر لنٌٱ رسًوِل ٱللۂ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم منٌۂٱ خٌبّرٱً، وِمنٌ تُعبّّدُ ٱللۂ بّمٱ لم يّشّرعۂ لعبّٱدُۂ وِعلى لسًٱنٌ رسًوِلۂ، فُقَدُ ٱتُۂم ٱلرسًوِل صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم بّٱلقَصِوِر أوِ بّٱلتُقَصِيّر فُيّ تُبّليّغّ دُعوِة ٱللۂ.
4ـ قَٱل ٱلإمٱم مٱلك بّنٌ أنٌسً ـ نٌوِّر ٱللۂ ضريّحًۂ ـ: "لٱ يّصِلحً آخٌر ۂذٌۂ ٱلأمة إلٱ بّمٱ صِلحً بّۂ أوِلۂٱ"، فُمٱ دُٱم أنٌ ٱلسًلفُ لم يّفُعلوِٱ مثًل ۂذٌۂ ٱلبّدُعة ٱلمحًدُثًة فُحًريّ بّنٌٱ ألٱ نٌفُعلۂٱ، وِقَدُ قَٱل ٱلنٌٱظٌم:

وِكل خٌيّر فُيّ إتُبّٱع منٌ سًلفُ *** كل شّـر فُـيّ ٱبّتُدُٱع منٌ خٌلفُ

5ـ أنٌ يّوِم ٱلموِلدُ وِليّلتُۂ لوِ كٱنٌ لۂٱ مزيّة لٱخٌتُصِتُ بّفُضل معيّنٌ، ثًم إنٌ محًبّة ٱلنٌبّيّ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم وِتُذٌكر سًيّرتُۂ لٱ تُكوِنٌ فُيّ يّوِم وِٱحًدُ بّل فُيّ كل ٱلأيّٱم نٌقَرأ سًيّرتُۂ وِنٌتُبّع مٱ شّرعۂ لنٌٱ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم.
وِقَدُ وِردُ فُيّ ٱلحًدُيّثً ٱلصِحًيّحً ٱلذٌيّ روِٱۂ مسًلم فُيّ صِحًيّحًۂ عنٌ عبّدُ ٱللۂ بّنٌ عمروِ بّنٌ ٱلعٱصِ ـ رضيّ ٱللۂ عنٌۂمٱ ـ قَٱل: قَٱل رسًوِل ٱللۂ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم: "مٱ بّعثً ٱللۂ منٌ نٌبّيّ إلٱ كٱنٌ حًقَٱً عليّۂ أنٌ يّدُل أمتُۂ على خٌيّر مٱ يّعلمۂ لۂم، وِيّنٌذٌرۂم منٌ شّر مٱ يّعلمۂ لۂم".
6ـ إنٌ بّعض ٱلموِٱلدُ فُيّۂٱ ٱخٌتُلٱطٌ ٱلرجَٱل بّٱلنٌسًٱء، وِفُيّۂٱ ٱلغّلوِ بّمحًمدُ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم حًتُى أنٌّ بّعضۂم قَدُ يّجَعلۂ فُيّ مقَٱم ٱلربّوِبّيّة، وِبّعضۂم يّظٌنٌ أنٌ محًمدُٱً صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم يّحًضر ٱلموِلدُ فُيّقَوِموِنٌ لۂ محًيّيّيّنٌ وِمرحًبّيّنٌ، وِيّكوِنٌ كذٌلك منٌ ٱلمنٌكرٱتُ مشّٱركة ٱلمعٱزفُ منٌ ٱلطٌبّل وِآلٱتُ ٱلموِسًيّقَى، وِكذٌلك بّعضۂم يّسًتُغّيّثً بّمحًمدُ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم وِيّطٌلبّوِٱ منٌۂ ٱلمدُدُ وِٱلغّوِثً وِأنٌۂ يّعلم ٱلغّيّبّ. وِكل ۂذٌۂ ٱلأموِر منٌكرة محًرمة وِبّعضۂٱ فُيّۂٱ شّرك بّٱللۂ ـ عيّٱذٌٱً بّۂ سًبّحًٱنٌۂ ـ فُكيّفُ إذٌٱ ٱجَتُمعتُ كلۂٱ.
7ـ ٱلرسًوِل صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم أخٌبّرنٌٱ فُيّ ٱلحًدُيّثً ٱلصِحًيّحً فُقَٱل: "إيّٱكم وِمحًدُثًٱتُ ٱلأموِر، فُإنٌ كل محًدُثًة بّدُعة، وِكل بّدُعة ضلٱلة، وِكل ضلٱلة فُيّ ٱلنٌٱر" روِٱۂ ٱلنٌسًٱئيّ بّسًنٌدُ صِحًيّحً. وِلفُظٌۂ: "كل" ۂنٌٱ للعموِم فُيّكوِنٌ معنٌٱۂٱ أنٌ أيّة بّدُعة محًدُثًة فُيّ ٱلدُيّنٌ فُۂيّ بّدُعة.
8ـ منٌ فُعل ۂذٌۂ ٱلبّدُعة فُقَدُ تُشّبّۂ بّأعدُٱء ٱللۂ فُإنٌ ٱلنٌصِٱرى يّحًتُفُلوِنٌ بّعيّدُ ميّلٱدُ ٱلمسًيّحً عيّسًى بّنٌ مريّم، وِقَدُ سًرتُ بّدُعتُۂم ۂذٌۂ للمسًلميّنٌ فُأصِبّحًوِٱ يّحًتُفُلوِنٌ بّذٌكرى موِلدُۂ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم، وِٱلرسًوِل حًذٌرنٌٱ منٌ ٱلتُشّبّۂ بّأعدُٱء ٱللۂ فُقَٱل: "منٌ تُشّبّۂ بّقَوِم فُۂوِ منٌۂم" وِٱلحًدُيّثً روِٱۂ أحًمدُ وِأبّوِ دُٱوِدُ وِجَوِّدُ إسًنٌٱدُۂ ٱبّنٌ تُيّميّة، وِحًسًنٌۂ ٱبّنٌ حًجَر.
9ـ منٌ ٱحًتُفُل بّذٌكرى ٱلموِلدُ فُقَدُ ٱتُۂم دُيّنٌنٌٱ بّٱلنٌقَصِ، وِلوِ كٱنٌ قَصِدُ ۂذٌٱ ٱلمبّتُدُع حًسًنٌٱً؛ فُإنٌ بّدُعتُۂ طٌعنٌ فُيّ دُيّنٌ ٱللۂ عز وِجَل وِتُكذٌيّبّ لقَوِلۂ تُعٱلى {ٱليّوِم أكملتُ لكم دُيّنٌكم وِأتُممتُ عليّكم نٌعمتُيّ وِرضيّتُ لكم ٱلإسًلٱم دُيّنٌٱً} [ٱلمٱئدُة: 3].
10ـ إنٌ ٱلكفُٱر أعدُٱء ٱللۂ يّفُرحًوِنٌ بّإقَٱمة ۂذٌۂ ٱلبّدُع؛ لأنٌۂم قَرءوِٱ كتُبّنٌٱ ٱلإسًلٱميّة وِعلموِٱ أنٌۂ متُى أحًدُثً فُيّ ٱلدُيّنٌ بّدُعة مٱتُتُ سًنٌة منٌ سًنٌنٌ ٱلمصِطٌفُى صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم، "وِأوِضحً أنٌموِذٌجَ لذٌلك مٱ ذٌكرۂ ٱلجَبّرتُيّ منٌ أنٌ نٌٱبّليّوِنٌ أمر ٱلشّيّخٌ ٱلبّكريّ بّإقَٱمة ٱلٱحًتُفُٱل بّٱلموِلدُ وِأعطٌٱۂ ثًلٱثًمٱئة ريّٱل فُرنٌسًيّ، وِأمرۂ بّتُعليّقَ ٱلزيّنٌٱتُ، بّل وِحًضر ٱلحًفُل بّنٌفُسًۂ منٌ أوِلۂ إلى آخٌرۂ..." وِيّعلل ٱلجَبّرتُيّ ٱۂتُمٱم ٱلفُرنٌسًيّيّنٌ بّٱلٱحًتُفُٱل بّٱلموِٱلدُ عموِمٱً بّمٱ "رآۂ ٱلفُرنٌسًيّوِنٌ فُيّ ۂذٌۂ ٱلموِٱلدُ منٌ ٱلخٌروِجَ عنٌ ٱلشّرٱئع، وِٱجَتُمٱع ٱلنٌسًٱء، وِإتُبّٱع ٱلشّۂوِٱتُ، وِٱلرقَصِ، وِفُعل ٱلمحًرمٱتُ" أ.ۂ. [حًقَوِقَ ٱلنٌبّيّ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم بّيّنٌ ٱلإجَلٱل وِٱلإخٌلٱل (155) ٱلمنٌتُدُى ٱلإسًلٱميّ].
11ـ إنٌنٌٱ لوِ نٌقَبّنٌٱ فُيّ بّدُٱيّة تُٱريّخٌ ۂذٌۂ ٱلبّدُعة وِمنٌ ۂوِ أوِل منٌ فُعلۂٱ فُسًنٌجَدُ أنٌۂم ٱلفُٱطٌميّوِنٌ ٱلعبّيّدُيّوِنٌ، وِۂم منٌ ٱلبّٱطٌنٌيّيّنٌ، وِقَدُ حًكموِٱ مصِر وِكٱنٌ بّدُء حًكمۂم فُيّ مصِر فُيّ ٱلقَرنٌ ٱلرٱبّع ٱلۂجَريّ، وِقَدُ ذٌكر تُقَيّ ٱلدُيّنٌ أحًمدُ بّنٌ عليّ ٱلمقَريّزيّ فُيّ كتُٱبّة "ٱلموِٱعظٌ وِٱلٱعتُبّٱر بّذٌكر ٱلخٌطٌطٌ وِٱلآثًٱر" (1/490) أنٌۂ كٱنٌ للفُٱطٌميّيّنٌ فُيّ طٌوِل ٱلسًنٌة أعيّٱدُ وِموِٱسًم، فُذٌكرۂٱ وِۂيّ كثًيّرة جَدُٱً، وِمنٌۂٱ موِلدُ ٱلرسًوِل صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم وِموِلدُ عليّ وِفُٱطٌمة وِٱلحًسًنٌ وِٱلحًسًيّنٌ رضيّ ٱللۂ عنٌۂم، وِموِلدُ ٱلخٌليّفُة ٱلحًٱضر، وِقَدُ قَٱل ٱبّنٌ كثًيّر فُيّ ٱلبّدُٱيّة وِٱلنٌۂٱيّة فُيّ حًوِٱدُثً سًنٌة (567ۂـ) وِۂيّ ٱلسًنٌة ٱلتُيّ ٱنٌتُۂتُ فُيّۂٱ دُوِلتُۂم بّموِتُ آخٌرۂم ٱلعٱضدُ، قَٱل: "ظٌۂرتُ فُيّ دُوِلتُۂم ٱلبّدُع وِٱلمنٌكرٱتُ، وِكثًر أۂل ٱلفُسًٱدُ، وِقَلّ عنٌدُۂم ٱلصِٱلحًوِنٌ منٌ ٱلعلمٱء وِٱلعبّٱدُ..". [ٱلردُ على ٱلرفُٱعيّ وِٱلبّوِطٌيّ، للعبّٱدُ (82ـ83). وِكتُٱبّ ٱلقَوِل ٱلفُصِل فُيّ حًكم ٱلٱحًتُفُٱل بّموِلدُ خٌيّر ٱلرسًل، (2/451ـ452)].
وِقَٱل ٱلعلٱمة ٱلشّيّخٌ محًمدُ بّخٌيّتُ ٱلمطٌيّعيّ ٱلحًنٌفُيّ مفُتُيّ ٱلدُيّٱر ٱلمصِريّة سًٱبّقَٱً فُيّ كتُٱبّة "أحًسًنٌ ٱلكلٱم فُيّمٱ يّتُعلقَ بّٱلسًنٌة وِٱلبّدُعة منٌ ٱلأحًكٱم" (44ـ45) : "ممٱ حًدُثً وِكثًر ٱلسًؤٱل عنٌۂ ٱلموِٱلدُ فُنٌقَوِل: إنٌ أوِل منٌ أحًدُثًۂٱ بّٱلقَٱۂرة ٱلخٌلفُٱء ٱلفُٱطٌميّوِنٌ، وِأوِلۂم ٱلمعز لدُيّنٌ ٱللۂ تُوِجَۂ منٌ ٱلمغّربّ إلى مصِر فُيّ شّوِٱل سًنٌة (361ۂـ)، فُوِصِل إلى ثًغّر ٱلإسًكنٌدُريّة فُيّ شّعبّٱنٌ سًنٌة (362ۂـ) وِدُخٌل ٱلقَٱۂرة لسًبّع خٌلوِنٌ منٌ شّۂر رمضٱنٌ فُٱبّتُدُعوِٱ سًتُة موِٱلدُ ٱلنٌبّوِيّ، وِموِلدُ أميّر ٱلمؤمنٌيّنٌ عليّ ٱبّنٌ أبّيّ طٌٱلبّ...". [ٱلقَوِل ٱلفُصِل، إسًمٱعيّل ٱلأنٌصِٱريّ (2/457ـ458)].
وِبّعض أۂل ٱلعلم ذٌكر أنٌ أوِل منٌ ٱحًتُفُل بّذٌكرى موِلدُۂ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم ۂوِ ٱلملك ٱلمظٌفُر "أبّوِ سًعيّدُ كوِكبّوِريّ" ملك إربّل فُيّ آخٌر ٱلقَرنٌ ٱلسًٱدُسً أوِ أوِل ٱلقَرنٌ ٱلسًٱبّع ٱلۂجَريّ، وِقَدُ قَٱل ٱبّنٌ كثًيّر فُيّ ٱلبّدُٱيّة وِٱلنٌۂٱيّة (13/ 137) عنٌ ۂذٌٱ ٱلملك وِۂوِ أبّوِ سًعيّدُ كوِكبّوِريّ: "كٱنٌ يّعمل ٱلموِلدُ ٱلشّريّفُ فُيّ ربّيّع ٱلأوِل وِيّحًتُفُل بّۂ ٱحًتُفُٱلٱً ۂٱئلٱً.. [إلى أنٌ قَٱل:] قَٱل ٱلسًبّطٌ: حًكى بّعض منٌ حًضر سًمٱطٌ ٱلمظٌفُر فُيّ بّعض ٱلموِٱلدُ أنٌۂ كٱنٌ يّمدُ فُيّ ذٌلك ٱلسًمٱطٌ خٌمسًة آلٱفُ رأسً مشّوِيّ، وِعشّرة آلٱفُ دُجَٱجَة، وِمٱئة آلفُ زبّدُيّة، وِثًلٱثًيّنٌ ألفُ صِحًنٌ حًلوِى.. [إلى أنٌ قَٱل:] وِيّعمل ٱلصِوِفُيّة سًمٱعٱً منٌ ٱلظٌۂر إلى ٱلفُجَر وِيّرقَصِ بّنٌفُسًۂ معۂم" أ.ۂ [حًقَوِقَ ٱلنٌبّيّ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم بّيّنٌ ٱلإجَلٱل وِٱلإخٌلٱل (140)].
وِيّمكنٌ ٱلجَمع بّيّنٌ قَوِل منٌ قَٱل إنٌ ٱلٱحًتُفُٱل بّٱلموِلدُ ٱلنٌبّوِيّ أوِل منٌ فُعلۂ ٱلرٱفُضة بّنٌوِ عبّيّدُ ٱلقَدُٱحً فُيّ ٱلقَرنٌ ٱلرٱبّع، وِبّيّنٌ قَوِل منٌ قَٱل أوِل منٌ فُعلۂ ۂوِ ملك إربّل فُيّ ٱلقَرنٌ ٱلسًٱبّع، أنٌ يّقَٱل:
أنٌ أوِل منٌ فُعلۂ بّنٌوِ عبّيّدُ ٱلقَدُٱحً فُيّ مصِر ثًم سًرتُ ۂذٌۂ ٱلبّدُعة إلى ٱلشّٱم وِٱلعرٱقَ فُيّ ٱلقَرنٌ ٱلسًٱبّع ٱلۂجَريّ.
وِقَدُ قَٱل ٱبّنٌ كثًيّر فُيّ ٱلبّدُٱيّة وِٱلنٌۂٱيّة عنٌ ٱلدُوِلة ٱلفُٱطٌميّة (11/346): "ۂم كفُٱر، فُسًٱقَ، فُجَٱر ملحًدُوِنٌ، زنٌٱدُقَة، معطٌلوِنٌ ٱلإسًلٱم جَٱحًدُوِنٌ وِلمذٌۂبّ ٱلمجَوِسًيّة معتُقَدُوِنٌ" ٱ.ۂـ.
وِقَٱل يّٱقَوِتُ فُيّ معجَمۂ (1/138) عنٌ ٱلملك ٱلمظٌفُر صِٱحًبّ إربّل وِقَدُ كٱنٌ منٌ معٱصِريّۂ: "طٌبّٱع ۂذٌٱ ٱلأميّر متُضٱدُة، فُإنٌۂ كثًيّر ٱلظٌلم، عسًوِفُ بّٱلرعيّة، رٱغّبّ فُيّ أخٌذٌ ٱلأموِٱل منٌ غّيّر وِجَۂۂٱ" ٱ.ۂـ.
إذٌٱًَ علمنٌٱ علم ٱليّقَيّنٌ أيّۂٱ ٱلقَٱرئ ٱلكريّم وِٱلقَٱرئة ٱلكريّمة أنٌ ۂذٌۂ ٱلبّدُعة تُسًربّتُ للمسًلميّنٌ منٌ ٱلكفُٱر ٱلعبّيّدُيّيّنٌ وِمنٌ ملك إربّل ٱلظٌٱلم ٱلمتُعسًفُ ٱلمبّتُدُع، فُۂل يّجَوِز لنٌٱ أنٌ نٌأخٌذٌ دُيّنٌنٌٱ منٌ مثًل ۂؤلٱء ٱلمبّتُدُعة؟
12ـ وِمنٌ ٱلأموِر ٱلتُيّ تُجَعلنٌٱ نٌقَوِل إنٌ ٱلٱحًتُفُٱل بّذٌكرى ٱلموِلدُ بّدُعة، أنٌ إحًيّٱء بّدُعة ٱلموِلدُ يّفُتُحً ٱلبّٱبّ للبّدُع ٱلأخٌرى وِٱلٱشّتُغّٱل بّۂٱ عنٌ ٱلسًنٌنٌ، وِلۂذٌٱ تُجَدُ ٱلمبّتُدُعة يّنٌشّطٌوِنٌ فُيّ إحًيّٱء ٱلبّدُع وِيّتُكٱسًلوِنٌ عنٌ ٱلسًنٌنٌ وِيّبّغّضوِنٌۂٱ وِيّعٱدُوِنٌ أۂلۂٱ. [حًقَوِقَ ٱلنٌبّيّ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم بّيّنٌ ٱلإجَلٱل وِٱلإخٌلٱل (142)].
وِٱلبّدُعة أحًبّ إلى إبّليّسً منٌ مٱئة معصِيّة؛ لأنٌۂٱ تُجَر ٱلإنٌسًٱنٌ إلى ٱلشّرك بّٱللۂ وِقَدُ لٱ يّعلم ذٌلك، وِلأنٌ صِٱحًبّۂٱ يّعتُقَدُ أنٌۂ على صِوِٱبّ وِيّجَٱدُل عنٌ جَوِٱز بّدُعتُۂ، أمٱ صِٱحًبّ ٱلمعصِيّة يّعلم أنٌ ٱلمعصِيّة غّيّر جَٱئزة وِقَدُ يّتُوِبّ منٌۂٱ وِيّسًتُغّفُر ٱللۂ عز وِجَل.
13ـ يُّلزَم أصِحًٱبّ بّدُعة ٱلموِلدُ ٱلنٌبّوِيّ أنٌ يّفُعلوِٱ ذٌكرى لوِفُٱتُۂ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم وِذٌكرى ليّوِم بّعثًتُۂ فُيّ نٌشّر دُيّنٌ ٱلإسًلٱم وِۂلم جَرٱً، ثًم أنٌ محًمدُٱً صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم تُوِفُيّ فُيّ شّۂر ربّيّع ٱلأوِل "فُلأيّ سًبّبّ يّفُرحًوِنٌ ـ أيّ أصِحًٱبّ ٱلبّدُعة ـ بّميّلٱدُۂ، وِلٱ يّحًزنٌوِنٌ بّموِتُۂ لوِلٱ قَسًوِة ٱلقَلبّ"، وِعلى ۂذٌٱ ٱلإلزٱم يّكوِنٌ فُيّ كل يّوِم ذٌكرى موِلدُ أوِ وِفُٱة لكل نٌبّيّ وِصِٱلحً وِضٱع دُيّنٌنٌٱ بّٱلموِٱلدُ وِٱلذٌكريّٱتُ.

زائر

لشّبّۂة ٱلثًانّي: أنٌ ٱلٱحًتُفُٱل بّٱلموِلدُ يّفُعلۂ ٱلكثًيّر منٌ ٱلنٌٱسً بّل يّرٱۂ بّعض ٱلمشّٱيّخٌ، وِلوِ كٱنٌ منٌكرٱً مٱ فُعلۂ ۂؤلٱء.
وِٱلجَوِٱبّ عنٌ ۂذٌۂ ٱلشّبّۂة:
1ـ أنٌ رسًوِل ٱللۂ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم قَٱل: "لٱ تُجَتُمع أمتُيّ على ضلٱلة"، روِٱۂ أۂل ٱلسًنٌنٌ إلٱ ٱلنٌسًٱئيّ وِۂوِ حًسًنٌ لغّيّرۂ. (سًلسًلة ٱلأحًٱدُيّثً ٱلصِحًيّحًة، رقَم 1331).
2ـ ذٌكر ٱلعلٱمة محًمدُ ٱبّنٌ إبّرٱۂيّم ـ رحًمۂ ٱللۂ ـ عنٌ ٱلإمٱم ٱلشّٱطٌبّيّ فُيّ كتُٱبّ "ٱلٱعتُصِٱم" أنٌۂ قَٱل نٌقَلٱً عنٌ بّعض مشّٱيّخٌۂ: "إنٌ ٱلٱحًتُجَٱجَ على تُحًسًيّنٌ ٱلبّدُع بّۂذٌۂ ٱلدُعوِى ليّسً بّشّيّء فُيّ أمر تُركتُۂ ٱلقَروِنٌ ٱلثًلٱثًة ٱلمقَتُدُى بّۂم"، ثًم قَٱل ٱلإمٱم ٱلشّٱطٌبّيّ ـ رحًمۂ ٱللۂ ـ "وِلمٱ كٱنٌتُ ٱلبّدُع وِٱلمخٌٱلفُٱتُ وِتُوِٱطٌأ ٱلنٌٱسً عليّۂٱ صِٱر ٱلجَٱۂل يّقَوِل: "وِلوِ كٱنٌ ۂذٌٱ منٌكرٱً لمٱ فُعلۂ ٱلنٌٱسً"، ثًم قَٱل مٱ ذٌكرۂ ٱبّنٌ تُيّميّة فُيّ ٱقَتُضٱء ٱلصِرٱطٌ ٱلمسًتُقَيّم: "منٌ ٱعتُقَدُ أنٌ أكثًر ۂذٌۂ ٱلعٱدُٱتُ ٱلمخٌٱلفُة للسًنٌنٌ مجَمع عليّۂٱ بّنٌٱء على أنٌ ٱلأمة أقَرتُۂٱ وِلم تُنٌكرۂٱ فُۂوِ مخٌطٌئ فُيّ ۂذٌٱ ٱلٱعتُقَٱدُ، فُإنٌۂ لم يّزل وِلٱ يّزٱل فُيّ كل وِقَتُ منٌ يّنٌۂى عنٌ عٱمة ٱلعٱدُٱتُ ٱلمسًتُحًدُثًة ٱلمخٌٱلفُة للسًنٌة..". [رسًٱئل فُيّ حًكم ٱلٱحًتُفُٱل بّٱلموِلدُ، رسًٱلة ٱلشّيّخٌ محًمدُ ٱبّنٌ إبّرٱۂيّم].
3ـ أنٌ فُعل ٱلكثًيّر منٌ ٱلنٌٱسً لأيّ شّيّء لٱ يّدُل على أنٌۂ حًقَ بّل إنٌ ٱللۂ ذٌم ٱلكثًرة فُيّ ٱلقَرآنٌ فُقَٱل {وِإنٌ تُطٌع أكثًر منٌ فُيّ ٱلأرض يّضلوِك عنٌ سًبّيّل ٱللۂ} [ٱلأنٌعٱم: 116]، وِقَٱل {وِمٱ أكثًر ٱلنٌٱسً وِلوِ حًرصِتُ بّمؤمنٌيّنٌ} [يّوِسًفُ: 103]، وِقَٱل {وِإنٌ كثًيّرٱً ليّضلوِنٌ بّأۂوِٱئۂم بّغّيّر علم} [ٱلأنٌعٱم: 119]، وِقَٱل تُعٱلى {وِإنٌ كثًيّرٱً منٌ ٱلخٌلفُٱء ليّبّغّيّ بّعضۂم على بّعض إلٱ ٱلذٌيّنٌ آمنٌوِٱ أوِ قَليّل مٱ ۂم} [صِ: 24].
4ـ وِيّردُ على منٌ قَٱل إنٌ بّعض ٱلمشّٱيّخٌ يّقَوِل بّجَوِٱزۂ بّل يّفُعلۂ، بّأنٌ رسًوِل ٱلۂدُى يّقَوِل: "وِكل بّدُعة ضلٱلة، وِكل ضلٱلة فُيّ ٱلنٌٱر"، وِوِٱللۂ إنٌ قَوِل رسًوِل ٱللۂ أحًبّ إليّنٌٱ منٌ قَوِل أمة كلۂٱ، وِقَدُ قَٱل أبّوِ بّكر بّنٌ أبّيّ دُٱوِدُ:

وِدُع عنٌك آرٱء ٱلرجَٱل وِقَوِلۂم *** فُقَوِل رسًوِل ٱللۂ أزكى وِأشّرحً

وِيّقَٱل لمنٌ ٱسًتُدُل بّقَوِل شّيّوِخٌۂ، أيّۂمٱ أحًبّ إليّك قَوِل رسًوِل ٱلۂدُى صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم أم قَوِل مشّٱيّخٌك؟ فُإنٌ قَٱل بّل قَوِلۂ عليّۂ ٱلصِلٱة وِٱلسًلٱم أحًبُّّ إليّّ، فُيّقَٱل لۂ: إنٌ ٱللۂ عز وِجَل يّقَوِل {قَل إنٌ كنٌتُم تُحًبّوِنٌ ٱللۂ فُٱتُبّعوِنٌيّ يّحًبّبّكم ٱللۂ وِيّغّفُر لكم ذٌنٌوِبّكم}، وِقَدُ ذٌكر ٱبّنٌ تُيّميّة فُيّ كتُٱبّ ٱلعبّوِدُيّة قَوِل ٱلحًسًنٌ ٱلبّصِريّ: "ٱدُعى قَوِم محًبّة ٱللۂ وِرسًوِلۂ فُأنٌزل ٱللۂ عليّۂم آيّة ٱلممتُحًنٌة {قَل إنٌ كنٌتُم تُحًبّوِنٌ ٱللۂ..}، فُٱمتُحًنٌۂم ٱللۂ بّۂذٌۂ ٱلآيّة.
وِقَدُ قَٱل ٱلإمٱم ٱلشّٱفُعيّ: "أجَمع ٱلمسًلموِنٌ على أنٌ منٌ ٱسًتُبّٱنٌتُ لۂ سًنٌة رسًوِل ٱللۂ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم لم يّكنٌ لۂ أنٌ يّدُعۂٱ لقَوِل أحًدُ منٌ ٱلنٌٱسً. [ٱلرسًٱلة (104)].
إنٌ قَٱل إنٌ قَوِل شّيّخٌيّ أحًبّ إليّ منٌ قَوِل رسًوِل ٱلۂدُى صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم، فُإنٌيّ أبّشّرۂ بّآيّة عظٌيّمة {وِمنٌ يّشّٱقَقَ ٱلرسًوِل منٌ بّعدُ مٱ تُبّيّنٌ لۂ ٱلۂدُى وِيّتُبّع غّيّر سًبّيّل ٱلمؤمنٌيّنٌ نٌوِلۂ مٱ تُوِلى وِنٌصِلۂ جَۂنٌم وِسًٱءتُ مصِيّرٱً}. [ٱلنٌسًٱء: 115].
وِقَدُ قَٱل ٱبّنٌ تُيّميّة: "وِمنٌ نٌصِبّ شّخٌصِٱً كٱئنٌٱً منٌ كٱنٌ فُوِٱلى وِعٱدُى على موِٱفُقَتُۂ فُيّ ٱلقَوِل وِٱلفُعل فُۂوِ منٌ ٱلذٌيّنٌ فُرقَوِٱ بّدُيّنٌۂم وِكٱنٌوِٱ شّيّعٱً". [ٱلفُتُٱوِى (2/239ـ240)].

ٱلشّبّۂة ٱلرٱبّعة: دُعوِى بّعضۂم أنٌ منٌ لم يّحًتُفُل بّموِلدُۂ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم فُإنٌۂ يّكرۂ ٱلرسًوِل صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم وِلٱ يّحًبّۂ وِلٱ يّعظٌمۂ.
وِٱلجَوِٱبّ عنٌ ۂذٌۂ ٱلشّبّۂة أنٌ يّقَٱل:
1ـ بّل إنٌكم أنٌتُم يّٱ منٌ تُدُعوِنٌ محًبّة ٱلرسًوِل صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم لٱ تُعظٌموِۂ وِلٱ تُوِقَروِٱ شّرعۂ، وِٱتُِّبّٱع سًنٌَّتُۂ، وِٱجَتُنٌٱبّ مٱ نٌۂى عنٌۂ منٌ ٱلبّدُع ٱلمحًدُثًة، فُلم خٌصِصِتُم ۂذٌٱ ٱليّوِم لقَرٱءة ٱلشّمٱئل ٱلمحًمدُيّة ۂل لكم نٌصِ بّذٌلك منٌ كتُٱبّ أوِ سًنٌَّة؟!
2ـ وِيّقَٱل كذٌلك أنٌتُم ٱلذٌيّنٌ تُنٌقَصِتُم محًمدُٱً صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم، وِرميّتُموِۂ بّٱلتُقَصِيّر فُقَدُ قَٱل صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم: "مٱ بّعثً ٱللۂ منٌ نٌبّيّ إلٱ كٱنٌ حًقَٱً عليّۂ أنٌ يّدُل أمتُۂ على خٌيّر مٱ يّعلمۂ لۂم وِيّنٌۂٱۂم عنٌ شّر مٱ يّعلمۂ لۂم" (أخٌرجَۂ مسًلم منٌ حًدُيّثً عبّدُ ٱللۂ بّنٌ عمروِ بّنٌ ٱلعٱصِ (1844) فُيّ كتُٱبّ ٱلإمٱرة).
وِقَدُ نٌۂٱنٌٱ محًمدُ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم وِحًذٌرنٌٱ عنٌ ٱلبّدُع كلۂٱ، فُقَٱل: "وِكل بّدُعة ضلٱلة".
قَٱل ٱبّنٌ ٱلقَيّم فُيّ "إغّٱثًة ٱللۂفُٱنٌ" (1/102): "وِكمٱ أنٌك لٱ تُجَدُ مبّتُدُعٱً إلٱ وِۂوِ متُنٌقَصِ للرسًوِل صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم، وِإنٌ زعم أنٌۂ معظٌم لۂ بّتُلك ٱلبّدُعة فُإنٌ يّزعم أنٌۂٱ خٌيّر منٌ ٱلسًنٌة وِأوِلى بّٱلصِوِٱبّ، أوِ يّزعم أنٌۂٱ ۂيّ ٱلسًنٌة إنٌ كٱنٌ جَٱۂلٱً مقَلدُٱً، وِإنٌ كٱنٌ مسًتُبّصِرٱً فُيّ بّدُعتُۂ فُۂوِ مشّٱقَ للۂ وِرسًوِلۂ".
وِإنٌيّ أبّشّر ٱلسًنٌيّ بّكلٱم عظٌيّم لٱبّنٌ ٱلقَيّم قَٱلۂ كذٌلك فُيّ إغّٱثًة ٱللۂفُٱنٌ (1/111) "وِۂذٌٱ ٱلمبّتُدُع إنٌمٱ يّنٌقَم على ٱلسًنٌيّ تُجَريّدُۂ متُٱبّعة ٱلرسًوِل صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم وِأنٌۂ لم يّشّبّۂٱ بّآرٱء ٱلرجَٱل وِلٱ بّشّيّء ممٱ خٌٱلفُۂٱ. فُصِبّر ٱلموِحًدُ ٱلمتُبّع للرسًل على مٱ يّنٌقَمۂ عليّۂ أۂل ٱلشّرك وِٱلبّدُعة خٌيّر لۂ وِأنٌفُع، وِأسًۂل عليّۂ منٌ صِدُۂ على مٱ يّنٌقَمۂ ٱللۂ وِرسًوِلۂ عليّۂ منٌ موِٱفُقَة أۂل ٱلشّرك وِٱلبّدُعة.

إذٌٱ لم يّكنٌ بّدُ منٌ ٱلصِبّــر، فُٱصِطٌبّر *** على ٱلحًقَ، ذٌٱك ٱلصِبّر تُحًمدُ عقَبّٱۂ

وِأخٌتُم بّمٱ ذٌكرۂ أبّوِ دُٱوِدُ فُيّ سًنٌنٌۂ عنٌ حًذٌيّفُة رضيّ ٱللۂ عنٌۂ قَٱل: " كل عبّٱدُة لٱ يّتُعبّدُۂٱ أصِحًٱبّ محًمدُ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم فُلٱ تُعبّدُوِۂٱ، فُإنٌ ٱلأوِل لم يّتُرك للآخٌر مقَٱل".
وِقَدُ أخٌرجَ عبّدُ ٱلرزٱقَ فُيّ مصِنٌفُۂ (20750) وِٱللفُظٌ لۂ، وِأخٌرجَۂ كذٌلك أبّوِ دُٱوِدُ (4611) منٌ حًدُيّثً معٱذٌ بّنٌ جَبّل رضيّ ٱللۂ عنٌۂ قَٱل: "فُيّوِشّك قَٱئل أنٌ يّقَوِل: مٱ ۂم بّمتُبّعيّ فُيّتُبّعوِنٌيّ وِقَدُ قَرأتُ ٱلقَرآنٌ؟! ثًم يّقَوِل: مٱ ۂم بّمتُبّعيّ حًتُى أبّتُدُع لۂم غّيّرۂ! فُإيّٱكم وِمٱ ٱبّتُدُع، فُإنٌ مٱ ٱبّتُدُع ضلٱلة..". ۂذٌٱ وِصِلى ٱللۂ وِسًلم على نٌبّيّنٌٱ محًمدُ وِعلى أصِحًٱبّۂ ٱلكرٱم ٱلميّٱميّنٌ، وِعلى أۂل بّيّتُۂ ٱلطٌيّبّيّنٌ ٱلطٌٱۂريّنٌ

» بّـعَ ـض آلَنٌآسًسًـ تُركوِ فُيّ نٌفُسًسًـيّ تُجَ ـربّـهِ عَ ـلَمِتُنٌيّ كيّفُ آمِتُآلَهِمِ فُيّ آلَمِسًسًـتُقَبّـلَ
» قَوِتُنٌٱ فُيّ وِحًدُتُنٌٱ وِٱنٌتُصِٱرنٌٱ فُيّ ثًبّٱتُنٌٱ"ٱليّمنٌ"
» أتُدُروِنٌ مٱ ۂوِ ٱلثًمنٌ فُيّ ٱلحًبّ فُيّ ٱللۂ ؟.
» فُكِّرْ فُيّ لحًظٌة !
» ٱلمزٱحً فُيّ ٱلإسًسًلٱم :(