من المعلوم أن هناك تقسيمات لبني البشر لا تعد
ولا تحصى، يقول لك: العرق الآري، الأنغلو سكسوني، والعرق السامي،
والبيض، والملونون، دول الشمال، دول الجنوب، والعالم الغربي، والدول
المتقدمة والنامية، والأغنياء والفقراء، والأقوياء والضعفاء، تقسيمات
بني البشر لا تعد ولا تحصى، وأحيانًا المجتمع يوصف بأنه فسيفسائي، أما
الحقيقة هؤلاء البشر عند خالق البشر لا يزيدون عن
صنفين لا ثالث لهما، على اختلاف مللهم، ونحلهم، وانتماءاتهم،
وأعراقهم، وأنسابهم، وطوائفهم، وتياراتهم، واتجاهاتهم، وميولهم،
البشر عند الله صنفان، أعمى وبصير، وأصم وسميع، مؤمن وكافر، مقبل
ومدبر، محسن ومسيء، فيما أرى أن في تاريخ البشرية كان هناك حق
نرمز له باللون الأبيض الناصع، و باطل نرمز له باللون الأسود الداكن،
وبينهما مساحة كبيرة جدًا من اللون الرمادي، أي بين بين، مع تقدم
الزمن المساحة الرمادية بدأت تختفي، الآن هناك حق وباطل، مؤمن
وكافر، مستقيم ومنحرف، محسن ومسيء، بصير وأعمى، سميع وأصم، المفارقة حادة جدًا،
لذلك من هذه الآيات:
{ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ }
[ سورة السجدة:18]
إنسان يملك تسعين مليارًا وإنسان عليه دين يقدر بتسعين مليارًا،
هناك فرق كبير جداً:
{ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ }
[ سورة السجدة:18]
{ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ }