الفصللِ الرَابع :
بدأت تردد بإسمهَا بقلق يشتد فِي جسَدهَا , لتنظر إليهَا بحركَات سريعَه محتَاره فيمَا عليهَا القيَام به
مره تأخذ يدهَا لجبهتهَا لترَى الحرارة و مرة تنظر لعينَاهَا الأرجونيتَان المسمرتَان بلا حركة .. تعلوهمَا دهشَه غير مفهومَة ..
مالذي تفكر به .. ؟ إنه نفس المشهد يعيد نفسَه .. الأرض بلون قرمزي ..
واقفة تشد أعصابهَا مرة تشيح وجههَا لغير مقدرتهَا على رأيت الأمر ومره تتمتم .. أمي,أبي .. !
الدمَاء تسيل بلا توقف سكين في يد أحدهمِ بالكاد تستطيع رفع عينَاها لرأيت ملامحِه
_وجه أسود لما لا أستطيع رأيت قسمَات وجهه ..
!
قصف الرعد من تلك النافذة إلى تلك الغرفة الحالكة الظلمة .. لتشاهد فقط إبتسامة ساخرة ..
قطع تفكيرها أحدهم مسك بيدهَا .. كانت جاكورا قد أعادت تفكيرها لكن لا تدري إن كانت ساروما تشعر بيدها حقًا .. اندفعت لتقف
و تأخذ ساروما بيدهَا بعنف أسرعت نحو السطح تجري ..
قسمات الإندهاش على وجه سارومَا لم تتغير .. مما زاد شعورهَا رغبة قوية في البكاء لكن لا تسطيع .. !
لم تجد الدموع لكي تبكي .. !
وصلتا لباب الذي يأخذ مباشرة لسطح المدرسة وقفت تندهت لبرهة .. حتى تفتح الباب بعنف و أخذت ساروما معها وهي لا تزال ممسكة بيدها ..
العواصف تضرب المكان و القطرات لا تكاد تصل حتى تأتي الأخرى ..
وقفتا وسط المكَان .. !؟
توقفت سارومَا عن التفكير لتنظر إلى المطر يسيل عليها في كل مكَان .. تحاول الكلام إنقطع صوتهَا ..
لم تعد تدرك ما حولهَا إلا قطرات دموعهَا تطرب في أذنيها مع أنها ليست تبكي .. !
لم تحَاول معرفه السبب . . و جاكورا تراقبها بصمت و لازلت تربط يداها بإحكام ..
سحبت ساروما يديها عن جاكورا ..
بدت ترى شفتي الفتاة التي أمامها تتحدث لكنِ لا تسمع شيئُا .. تحاول التحدث لكن أمر ما يمنعها ..
حملت يداها ببطئ شديد و تمايل حتى تضمهما إلى قلبها ..
وبحركَه سريعَه أغمضت عيناها بقوة وهي تنحني رأسها إلى الأسفل بسرعة شديدة ..
أحست بيداها باردتين كثلج .. احمرتا .. ! و المطر قد بلل شعرهَا . وبدى فوضوي جدَا ..
وضعت جاكورا يداها في يديها و بنفسِ الطريقة و هي تغمض عينَاها ..
ذرفت دمعة سريعة وسقطت على يديهمَا ..
فتحت جاكورا عيناها ورمشت بحيرَة .. لترفع عيناها .. و تراها تبكي .. !
لم تفهم مالأمر الذي يجعلها تبكي .. ؟
قطع ذلكَ المشهد وصول إيان من الخلف وهو يمد يده إلى عتبة الباب و يلتقط أنافسه ..
ردد بصعوبة كبيرة و بصوت خافت
_سي .. سير .. ساروما ..
أكمل الكلمة الأولى و قد أرتفعت نبرة صوته ..
فتحت ساروما عيناها لسماع صوت .. دافئ تدرك جيدًا لمن هو .. دفعت كلتا يديها يدي جاكورا بلا تفكير ..
وانطلقت بسرعة نحو أخيها ضمته بقوة وهي تلف ذراعيها حول عنقه و تبكي بحرقة شديدة ..
_إي .. إيان .. أرجوك لا تتركني .. لا أريد البقاء وحدي ... لا أريدك أن تتركني كما تركني الجميع ..
إبتسم وهو محتار على نفسِه , وهو يحرك يداه اللتان شلتا وبصعوبة إستطاع لفهما حول ظهرٍ أخته
_أريدك ألا تتركني أبدًا .. إبقَى معي أرجوك ..
صرخت بإنفعال ..
_إيان .. لما تركتني إي أريد الذهاب بعيدًا أريد النسيان أريد البقاء معك فقط أريدك فقط أنت لا أريد العيش في هذا العالم البائسْ الجشع حقق أحلامي
أرجوكِ يا أخي ..
تسمرَ إيان بلا حركة ويداه تحركتا بلا أمر منه و سقطتا كمن إستسلم للموت ..
أحس بكلتا يدان أخته تشتبكان فيه .. و دموعها الحارة قد بللت قميصه بالكامل .. كانا في حالة يرثى لها
وأما تلك الفتاه هناك بدت بلا حركة تحرك قدماها بصعوبة ومع أنها لا ترغب في ذلك .. تحاول الإقتراب ومن ثمً تتسائللِ
_هل سَوف أحصل على حضن دافئ مثلهَا .. هل هناك خطأ عندما خلقت لهذِه الحياة ؟؟
_هل حتمَا كان علي أن أولدَ بين أحضان هذَا العالم القاسي .. و أشاهد أناس يذرفون دموعًا .. ؟ أو أنني أعيش في حيرة من أمري !
تحركَ ليبعدهَا قليلا عنه بدون أن تلتفت ورائها حمل ذراعه ومررها من خلفها على ظهرهَا ليمسكَ ذراعهَا ويغادرَان المكاَن ..
وهي لا زالت تبكي .. بشده و هيَ تشهق و أخيهَا الذي يحاول أن يواسيها بصمته ..
أردف في سره ..
_لا يمكنني قول أي شيء لملَاكِ مثل هذهِ .. أحمق مثلي لا يمكنه تعويض أي شيء ضاع من أي شخص .. أو حتى لأخته .. !
_هيَ الحياة جميلة رغمَ قبحهَا ولن نفرح ولمِ نفهَم معنى الضحكَه ما إن لم تسقط دمعَه ..
_جميعنَا وليسَ فقط شخص وَاحد ..
!!!
نهاية الفَصللِ