السلـام عليــكم
_________________________
فوائد الايمان بالقضاء والقدر :
1ـ لقد كان إيمان المسلمين بعقيدة القضاء والقدر سببا في تقدمهم في جميع مجالات الحياة، حتى سادوا الدنيا كلها في مدة وجيزة أشبه ما تكون بالأحلام، ويوم أن ضعف الإيمان بعقيدة القضاء والقدر تأخر المسلمون ، وأصبح حالهم على ما نراه الآن.
هذه حقيقة لابد من الإلمام بها ، والانتباه إليها ، والوقوف لدراستها.
إن إيمان المسلم بأن ما شاء الله كان ، وما قدر فعل ، وإيمانه بتحديد الآجال ، وضمان الأرزاق ، وأنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها ، إن إيمانه بذلك دفعه إلى الإقدام والشجاعة ، والجرأة والبسالة ، فكان المسلمون رهبانا في الليل ، فرسانا بالنهار، لو أرادوا خلع الجبال لخلعوها !!
قيل لقتيبة بن مسلم : إنك توغلت في أرض الترك ، والأيام على جناح طائر، فقال : بثقتي بالله تقدمت ، وإذا انتهت المدة ، لم تنفع العدة !!
إن إيمان خالد بن الوليد بالقضاء والقدر هو الذي جعله يحقق هذه البطولات العظيمة ، وهذه الانتصارات الضخمة في مدة قصيرة ، تشبه المعجزات ، فلا مجال للخوف أو الجبن ، أو الفزع أو الحزن . فقول الحق : { قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ، هو مولانا ، وعلى الله فليتوكل المؤمنون } كان شعاره . ورغم هذه الجسارة الفريدة من ابن الوليد لم يمت وسط المعارك ، إنما مات على فراشه وهو يردد قولته المشهورة : \' لقد شهدت مائة زحف أو زهاءها، وما في بدني موضع شبع إلا وفيه ضربة بسيف ، أو رمية بسهم ، أو طعنة برمح ، وهآنذا أموت على فراشي حتف أنفي ، فلا نامت أعين الجبناء .
2ـ وكان لعقيدة القضاء والقدر الأثر الواضح في نبوغ علماء المسلمين في فروع العلم المختلفة ، فماذا يمنع المسلم من أن يغامر ويلاحظ ، وأن يجرب ويختبر، ويقضي الساعات الطويلة في المعامل ، ووسط الأجهزة والمخابر، ليكتشف سنن الله في كونه بعزيمة قوية ، لا تعرف التردد ، لإيمانه بأن أمر المؤمن كله خير ؛ كما قال صلى الله عليه وسلم : \' عجبا لأمر المؤمن ، إن أمره كله خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن : إن أصابته سراء شكر ، فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر ، فكان خيرا له .
2). وكان نتيجة ذلك أن ظهر أمثال : (جابر بن حيان) في مجال الكيمياء ، فهو أول من استحضر حامض الكبريتيك ، واكتشف حامض النيتريك ، والصودا الكاوية، واستخدم ثاني أوكسيد المنجنيز في صناعة الزجاج.
وأمثال (الحسن بن الهيثم ) أستاذ البصريات الذي ألف في الرياضة خمسة
وعشرين كتابا ، وفي الطبيعة أربعة وأربعين كتابا .
وأمثال ( البييروني) الذي يقول عنه المستشرق الألماني سخاو : البيروني
أعظم عقلية عرفها التاريخ ، فقد كان أديبا متعمقا في الرياضيات ، والفلك ، والتاريخ .
وأمثال : ابن سينا في الطب ، وابن البيطار في الصيدلة ، والخازن في الضوء ، واليوزجاني وابن يونس وعباس بن فرناس في الفلك ، والخوارزمي وابن فضلان والمسعودي والمقدسي في الجغرافيا والطيران.
وأمثال : موسى بن نصير أول من اخترع الدبابة ، وابن خلدون المؤرخ الذي أسس علم الاجتماع ، وعلم الاقتصاد.
3ـ وكانت هذه العقيدة سببا في الهدوء النفسي ، والطمأنينة القلبية ، فلم يظهر ما يسمى بالعقد النفسية ، أو الأمراض العصبية ، أو حوادث الانتحار ، وقارن ذلك بما تقرأه عن الدول الأوربية والأمريكية التي تدعي الحضارة والعصرية.
إن المسلم بإيمانه بهذه العقيدة نراه متفائلا دائما ، راضيا بما قسم ، لا يعرف التشاؤم سبيلا إلى قلبه ، ولا اليأس طريقا إلى نفسه ، ولا يملك التحسر على ما فاته من أمور الدنيا عليه كيانه ، فيشل حركته ، ويميت نشاطه ؛ لأنه يضع نصب عينيه قوله تعالى : { وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله
4ـ والإيمان بعقيدة القضاء والقدر يدفع المسلم لأن يكون كريما سخيا جوادا ودودا، ولهذا أثره في تكافل المجتمع وتماسك كيانه .
___________________________
منقووووول لمنتديات الحـلى بنـات
اتمنـــى انكم استفدتـــوا ^^