في الشرفة المظلمة المضاءة بسراج خافت تجلس شابة في العقد الثاني
ولجين القمر ينعكس على اللآلئ المنسابة على خدها كأنها سيل يشق عباب ارض ناعمة لا حجر فيها ولا شجر
تجلس وفي يدها قلم لطالما أحبت هذا القلم فقد كان يجسد آلامها في كلمات
رغم انها كانت تحس بالاوراق تتاوه من ثقل ما تحمله من هموم
ولكنها اليوم لا تكتب يومياتها انها تكتب رسالة
ترى ماذا تكتب ؟؟؟؟؟
هذه كانت رسالتها :
سلام
اما بعد
ربما تتسائل لم تبعث لي خائنة مثلها برسالة الان
وتقول هل كان قلبي قاسيا ليكون الهجر قدري والحزن امري .... ولكني استمحيك عذرا ... كل ما فعلته كان لاجلك
وماذا افعل لم ارد لك ان تتعلق في وبعدها اذيقك مرارة الفراق المفاجئ
ولكنك لم تفهم ولقد فات الاوان فقد احببتني واحببتك
ولكن عذرا ... لقد تمكن مني ... للاسف تمكن مني المرض الخبيث
كنت اعلم انها مسألة وقت و أغادر هذه الدنيا
التي كنت ضيفة فيها ليس إلا ... ولم ارد لك ان تحس بالظلم لاني فارقتك ... كنت اعلم انك ان احببت تحب بصدق
وكنت اعلم اني عاجلا ام اجلا ساتركك ولكنني لم اقوى على تركك باختياري
عزيزي ان مت اعلم انني احببتك ولم افكر لحظة في خيانتك ولم ارغب لحظة في تركك ولكن للاسف
وربما تقول يا لها من فتاة لعوب طروب هامت معي وعندما طلبت يدها للزواج رفضت
لم ارد لك ان تترمل وانت عريس
اردت لك حياة سعيدة مع بنت سليمة قويمة لها قيمة
انني ابكي بمرارة كل يوم
عندما ارمق الغروب وحدي ولا احس بالحضن الدافئ الذي لطالما لجأت اليه عند احزاني الحضن الذي دائما ما كنت ابث اليه آهاتي وآلامي
يالها من دموع حارة لم تتوقف منذ ان قلت لك الوداع و ناقشتني فأبيت السماع
ورأيت عينيك تلمعان لأول مرة ....
ورأيتك وانت تبتعد الى ان صرت سرابا تقوده الرياح لما تشتهيه
سامحني
سامحني ملئ اعماقي اطلبها
واحبك من شراييني ابعثها
انني تألم والدنيا عيد عطشانة والدنيا مطر والعين مشتاقة نظر ولكن ان حضرت فكل شيء اذا حضر
صدقني لم ارد ان اختم الرسالة
ولكن لا اريد ان اشتكي اكثر ولكن صدقني فانا اريد ان ابكي اكثر فاكثر
سامحني ارجوك
ربما لم تبقى لي الا ايام قلائل فلا اريد ان تغضب مني وانا راحلة
الى القاء في الجنان
مع اطيب التماني
واحر التهاني
بالعيد الحزين
...
..
.