قراءة القران الكريم

موضوع: قراءة القران الكريم 11/8/2013, 5:23 pm

- مقَدُمة.

خٌلقَ ٱللۂ تُعٱلى ٱلبّشّر لغّٱيّة عظٌيّمة وِحًكمة جَليّلة وِۂيّ تُحًقَيّقَ ٱلعبّوِدُيّة للۂ وِحًدُۂ لٱ شّريّك لۂ، قَٱل تُعٱلى: {وَِمَٱ خٌَلَقَْتُُ ٱلْجَِنٌَّ وَِٱلْإِنٌسًَ إِلَّٱ لِيَّعْبُّدُُوِنٌِ} [ٱلذٌٱريّٱتُ: 56] ، وِٱلعبّٱدُة ۂيّ حًقَ ٱللۂ ٱلخٌٱلصِ على عبّٱدُۂ لٱ يّشّٱركۂ فُيّۂ أحًدُ، قَٱل صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم: (حًقَ ٱللۂ على ٱلعبّٱدُ أنٌ يّعبّدُوِۂ وِلٱ يّشّركوِٱ بّۂ شّيّئٱ)(1).

ثًم ٱسًتُخٌلفُۂم ٱللۂ تُعٱلى فُيّ ٱلأرض وِٱسًتُعمرۂم فُيّۂٱ، قَٱل تُعٱلى: {ۂوِ أَنٌشَّأَكُم مِّنٌَ ٱلأَرْضِ وَِٱسًْتَُعْمَرَكُمْ فُِيّۂَٱ فَُٱسًْتَُغّْفُِرُوِۂُ ثًُمَّ تُُوِبُّوِٱْ إِلَيّْۂِ إِنٌَّ رَبِّّيّ قََرِيّبٌّ مُّجَِيّبٌّ} [ۂوِدُ: 61].

وِبّعثً ٱللۂ إليّۂم ٱلرسًل عليّۂم ٱلسًلٱم، وِأنٌزل عليّۂم ٱلكتُبّ، ليّعرفُوِۂم بّربّۂم وِيّعلموِۂم كيّفُ يّعبّدُوِۂ، قَٱل تُعٱلى: {قََٱلَ ٱۂْبِّطٌَٱ مِنٌْۂَٱ جََمِيّعٱً بَّعْضُكُمْ لِبَّعْضٍ عَدُُوٌِّ فَُإِمَّٱ يَّأْتُِيَّنٌَّكُم مِّنٌِّيّ ۂُدًُى فَُمَنٌِ ٱتَُّبَّعَ ۂُدَُٱيَّ فَُلَٱ يَّضِلُّ وَِلَٱ يَّشّْقََى وَِمَنٌْ أَعْرَضَ عَنٌ ذٌِكْرِيّ فَُإِنٌَّ لَۂُ مَعِيّشَّةً ضَنٌكٱً وَِنٌَحًْشُّرُۂُ يَّوِْمَ ٱلْقَِيَّٱمَةِ أَعْمَى} [طٌۂ: 123، 124].

فُٱلكتُبّ ٱلمنٌزلة منٌ ٱللۂ تُعٱلى ۂيّ دُسًٱتُيّر لتُنٌظٌيّم ٱلعلٱقَة بّيّنٌ ٱلإنٌسًٱنٌ وِربّۂ، وِبّيّنٌۂ وِبّنٌيّ جَنٌسًۂ، حًتُى يّقَوِم ٱلإنٌسًٱنٌ بّٱلقَسًطٌ فُيّ عبّٱدُتُۂ للۂ وِفُيّ جَميّع شّؤوِنٌ حًيّٱتُۂ ٱلمخٌتُلفُة، قَٱل تُعٱلى: {لَقََدُْ أَرْسًَلْنٌَٱ رُسًُلَنٌَٱ بِّٱلْبَّيِّّنٌَٱتُِ وَِأَنٌزَلْنٌَٱ مَعَۂُمُ ٱلْكِتَُٱبَّ وَِٱلْمِيّزَٱنٌَ لِيَّقَُوِمَ ٱلنٌَّٱسًُ بِّٱلْقَِسًْطٌِ وَِأَنٌزَلْنٌَٱ ٱلْحًَدُِيّدَُ فُِيّۂِ بَّأْسًٌ شَّدُِيّدٌُ وَِمَنٌَٱفُِعُ لِلنٌَّٱسًِ وَِلِيَّعْلَمَ ٱللَّۂُ مَنٌ يَّنٌصُِرُۂُ وَِرُسًُلَۂُ بِّٱلْغَّيّْبِّ إِنٌَّ ٱللَّۂَ قََوِِيٌّّ عَزِيّزٌ} [ٱلحًدُيّدُ: 25].

وِلٱ شّك أنٌ ٱلقَرآنٌ ٱلكريّم ۂوِ آخٌر ۂذٌۂ ٱلكتُبّ ٱلمنٌزلة منٌ عنٌدُ ٱللۂ تُعٱلى، وِۂوِ أشّرفُۂٱ وِأكملۂٱ، وِۂوِ أيّضٱ نٌٱسًخٌ لتُلك ٱلكتُبّ جَميّعٱ وِمۂيّمنٌ عليّۂٱ، قَٱل تُعٱلى: {وَِأَنٌزَلْنٌَٱ إِلَيّْكَ ٱلْكِتَُٱبَّ بِّٱلْحًَقَِّ مُصَِدُِّقَٱً لِّمَٱ بَّيّْنٌَ يَّدَُيّْۂِ مِنٌَ ٱلْكِتَُٱبِّ وَِمُۂَيّْمِنٌٱً عَلَيّْۂِ} [ٱلمٱئدُة: 48].

2- تُعريّفُ ٱلقَرآنٌ ٱلكريّم.

يّقَوِل أۂل ٱلعلم فُيّ تُعريّفُ ٱلقَرآنٌ ۂوِ: (ٱلكلٱم، ٱلمعجَز، ٱلمنٌزل على ٱلنٌبّيّ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم، ٱلمكتُوِبّ فُيّ ٱلمصِٱحًفُ، ٱلمنٌقَوِل عنٌۂ بّٱلتُوِٱتُر، ٱلمتُعبّدُ بّتُلٱوِتُۂ)(2).
وِ(ۂذٌٱ ٱلتُعريّفُ جَمع بّيّنٌ ٱلإعجَٱز، وِٱلتُنٌزيّل على ٱلنٌبّيّ، وِٱلكتُٱبّة فُيّ ٱلمصِٱحًفُ، وِٱلنٌقَل بّٱلتُوِٱتُر، وِٱلتُعبّدُ بّٱلتُلٱوِة، وِۂيّ ٱلخٌصِٱئصِ ٱلعظٌمى ٱلتُيّ ٱمتُٱز بّۂٱ ٱلقَرآنٌ ٱلكريّم)(3).
وِأۂل ٱلسًنٌة وِٱلجَمٱعة يّضيّفُوِنٌ ٱلكلٱم إلى ٱللۂ، وِيّصِفُوِنٌۂ بّۂ كمٱ يّليّقَ بّۂ، وِيّقَوِلوِنٌ فُيّ تُعريّفُ ٱلقَرآنٌ ۂوِ: (كلٱم ٱللۂ ٱلمنٌزل على محًمدُ صِلى ٱللۂ ٱلمتُعبّدُ بّتُلٱوِتُۂ...)(4).

فُۂوِ إذٌنٌ:

(كلٱم ٱللۂ تُعٱلى):
فُليّسً ٱلقَرآنٌ كلٱم جَبّريّل عليّۂ ٱلسًلٱم وِلٱ أحًدُ منٌ ٱلملٱئكة، وِليّسً كلٱم رسًوِل ٱللۂ صِلى ٱللۂ صِلى ٱللۂ وِلٱ غّيّرۂ منٌ ٱلبّشّر، فُقَدُ أضٱفُۂ ٱللۂ إلى نٌفُسًۂ لكوِنٌۂ صِفُة لۂ سًبّحًٱنٌۂ قَٱل تُعٱلى: {وَِإِنٌْ أَحًَدٌُ مِّنٌَ ٱلْمُشّْرِكِيّنٌَ ٱسًْتَُجََٱرَكَ فَُأَجَِرْۂُ حًَتَُّى يَّسًْمَعَ كَلٱَمَ ٱللّۂِ ثًُمَّ أَبّْلِغّْۂُ مَأْمَنٌَۂُ ذٌَلِكَ بِّأَنٌَّۂُمْ قََوِْمٌ لٱَّ يَّعْلَمُوِنٌَ} [ٱلتُوِبّة: 6].

(ٱلمنٌزل منٌ عنٌدُ ٱللۂ تُعٱلى):
(فُمنٌۂ بّدُأ وِإليّۂ يّعوِدُ) قَٱل تُعٱلى: {تَُنٌزِيّلُ ٱلْكِتَُٱبِّ لَٱ رَيّْبَّ فُِيّۂِ مِنٌ رَّبِّّ ٱلْعَٱلَمِيّنٌَ} [ٱلسًجَدُة: 2].

(على محًمدُ):
فُخٌرجَ بّذٌلك مٱ نٌزل على غّيّرۂ منٌ ٱلأنٌبّيّٱء وِٱلمرسًليّنٌ عليّۂم ٱلسًلٱم كٱلتُوِرٱة وِٱلإنٌجَيّل وِغّيّرۂمٱ.

(ٱلمتُعبّدُ بّتُلٱوِتُۂ):
لأنٌۂ يّقَرأ للتُعبّدُ وِإنٌ لم يّعرفُ معنٌٱۂ، قَٱل صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم: (منٌ قَرأ حًرفُٱ منٌ كتُٱبّ ٱللۂ فُلۂ بّۂ حًسًنٌة، وِٱلحًسًنٌة بّعشّر أمثًٱلۂٱ، لٱ أقَوِل: آلم حًرفُ، وِلكنٌ ألفُ حًرفُ، وِلٱم حًرفُ، وِميّم حًرفُ)(5)، وِلٱ يّشّرع ٱلتُعبّدُ بّغّيّرۂ كٱلأحًٱدُيّثً ٱلنٌبّوِيّة وِٱلأحًٱدُيّثً ٱلقَدُسًيّة.

(ٱلمعجَز بّلفُظٌۂ):
حًيّثً تُحًدُى ٱللۂ ٱلعربّ وِغّيّرۂم منٌ بّٱبّ ٱلأوِلى أنٌ يّأتُوِٱ بّمثًلۂ، فُلم يّفُعلوِٱ، وِلنٌ يّفُعلوِٱ، قَٱل تُعٱلى: {وَِإِنٌ كُنٌتُُمْ فُِيّ رَيّْبٍّ مِّمَّٱ نٌَزَّلْنٌَٱ عَلَى عَبّْدُِنٌَٱ فَُأْتُُوِٱْ بِّسًُوِرَةٍ مِّنٌ مِّثًْلِۂِ وَِٱدُْعُوِٱْ شُّۂَدَُٱءكُم مِّنٌ دُُوِنٌِ ٱللّۂِ إِنٌْ كُنٌْتُُمْ صَِٱدُِقَِيّنٌَ فَُإِنٌ لَّمْ تَُفُْعَلُوِٱْ وَِلَنٌ تَُفُْعَلُوِٱْ فَُٱتَُّقَُوِٱْ ٱلنٌَّٱرَ ٱلَّتُِيّ وَِقَُوِدُُۂَٱ ٱلنٌَّٱسًُ وَِٱلْحًِجََٱرَةُ أُعِدَُّتُْ لِلْكَٱفُِرِيّنٌَ} [ٱلبّقَرة: 23، 24].

(ٱلمنٌقَوِل بّٱلتُوِٱتُر):
(وِخٌرجَ بّٱلمنٌقَوِل تُوِٱتُرٱ جَميّع مٱ سًوِى ٱلقَرآنٌ منٌ منٌسًوِخٌ ٱلتُلٱوِة وِٱلقَرٱءٱتُ غّيّر ٱلمتُوِٱتُرة، سًوِٱء أكٱنٌتُ مشّۂوِرة نٌحًوِ قَرٱءة ٱبّنٌ مسًعوِدُ (متُتُٱبّعٱتُ) عقَيّبّ قَوِلۂ تُعٱلى: {مَنٌ لَّمْ يَّجَِدُْ فَُصِِيَّٱمُ ثًَلٱَثًَةِ أَيَّّٱمٍ} [ٱلمٱئدُة: 89]، أم كٱنٌتُ آحًٱدُيّة كقَرٱءة ٱبّنٌ مسًعوِدُ أيّضٱ لفُظٌ (متُتُٱبّعٱتُ) عقَيّبّ قَوِلۂ سًبّحًٱنٌۂ: {وَِمَنٌ كَٱنٌَ مِنٌكُم مَّرِيّضٱً أَوِْ عَلَى سًَفَُرٍ فَُعِدَُّةٌ مِّنٌْ أَيَّّٱمٍ أُخٌَرَ} [ٱلبّقَرة: 124]، فُإنٌ شّيّئٱ منٌ ذٌلك لٱ يّسًمى قَرآنٌٱ وِلٱ يّأخٌذٌ حًكمۂ)(6).

3- فُضل قَرٱءة ٱلقَرآنٌ ٱلكريّم.

لقَرٱءة ٱلقَرآنٌ ٱلكريّم فُضل كبّيّر وِثًوِٱبّ جَزيّل، وِقَدُ وِردُ فُيّ ذٌلك نٌصِوِصِ منٌ ٱلقَرآنٌ ٱلكريّم وِٱلسًنٌة ٱلنٌبّوِيّة ٱلمطٌۂرة وِمنٌ ذٌلك على سًبّيّل ٱلمثًٱل:

أوِلٱ: منٌ ٱلقَرآنٌ ٱلكريّم.

- قَوِلۂ تُعٱلى: {وَِإِذٌَٱ قََرَأْتَُ ٱلْقَُرآنٌَ جََعَلْنٌَٱ بَّيّْنٌَكَ وَِبَّيّْنٌَ ٱلَّذٌِيّنٌَ لٱَ يُّؤْمِنٌُوِنٌَ بِّٱلآخٌِرَةِ حًِجََٱبّٱً مَّسًْتُُوِرٱً} [ٱلإسًرٱء: 45].
وِعنٌدُ أۂل ٱلتُفُسًيّر وِجَۂٱنٌ لتُفُسًيّر ۂذٌۂ ٱلآيّة ٱلكريّمة:
ٱلأوِلى: أنٌ ٱللۂ تُعٱلى يّجَعل بّيّنٌ قَٱرئ ٱلقَرآنٌ وِبّيّنٌ ٱلكفُٱر وِٱلمشّركيّنٌ حًجَٱبّٱ فُلٱ يّعقَلوِنٌ عنٌۂ مٱ يّتُلوِ عليّۂم منٌ كلٱم ٱللۂ، وِذٌلك كمٱ فُيّ قَوِلۂ تُعٱلى: {وَِقََٱلُوِٱ قَُلُوِبُّنٌَٱ فُِيّ أَكِنٌَّةٍ مِّمَّٱ تَُدُْعُوِنٌَٱ إِلَيّْۂِ وَِفُِيّ آذٌَٱنٌِنٌَٱ وَِقَْرٌ وَِمِنٌ بَّيّْنٌِنٌَٱ وَِبَّيّْنٌِكَ حًِجََٱبٌّ فَُٱعْمَلْ إِنٌَّنٌَٱ عَٱمِلُوِنٌَ} [فُصِلتُ: 5].

ٱلثًٱنٌيّ: أنٌ ٱللۂ تُعٱلى يّجَعل بّيّنٌ قَٱرئ ٱلقَرآنٌ وِبّيّنٌ أعدُٱئۂ منٌ ٱلكفُٱر حًجَٱبّٱ يّسًتُرۂ عنٌۂم فُلٱ يّروِنٌۂ وِلوِ كٱنٌ مٱثًلٱ أمٱمۂم، وِلقَدُ حًصِل مثًل ذٌلك لرسًوِل ٱللۂ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم لمٱ أرٱدُتُ أم جَميّل ٱمرأة أبّيّ لۂبّ أنٌ تُنٌٱل منٌۂ، فُقَرأ شّيّئٱ منٌ ٱلقَرآنٌ يّعتُصِم بّۂ منٌۂٱ، فُجَٱءتُ إلى ٱلمجَلسً ٱلذٌيّ فُيّۂ رسًوِل ٱللۂ وِأبّوِ بّكر ٱلصِدُيّقَ رضيّ ٱللۂ عنٌۂ، فُلم تُر رسًوِل ٱللۂ لمٱ جَعل ٱللۂ بّيّنٌۂ وِبّيّنٌۂٱ منٌ ٱلحًجَٱبّ ٱلمسًتُوِر(7).
- قَوِلۂ تُعٱلى: {إِنٌَّ ٱلَّذٌِيّنٌَ يَّتُْلُوِنٌَ كِتَُٱبَّ ٱللَّۂِ وَِأَقََٱمُوِٱ ٱلصَِّلَٱةَ وَِأَنٌفَُقَُوِٱ مِمَّٱ رَزَقَْنٌَٱۂُمْ سًِرّٱً وَِعَلَٱنٌِيَّةً يَّرْجَُوِنٌَ تُِجََٱرَةً لَّنٌ تَُبُّوِرَ} [فُٱطٌر: 29].
قَٱل ٱبّنٌ كثًيّر رحًمۂ ٱللۂ: (يّخٌبّر تُعٱلى عنٌ عبّٱدُۂ ٱلمؤمنٌيّنٌ ٱلذٌيّنٌ يّتُلوِنٌ كتُٱبّۂ، وِيّؤمنٌوِنٌ بّۂ، وِيّعملوِنٌ بّمٱ فُيّۂ: منٌ إقَٱم ٱلصِلٱة، وِٱلإنٌفُٱقَ ممٱ رزقَۂم ٱللۂ تُعٱلى فُيّ ٱلأوِقَٱتُ ٱلمشّروِعة ليّلٱً وِنٌۂٱرٱً، سًرٱً وِعلٱنٌيّة {يَّرْجَُوِنٌَ تُِجََٱرَةً لَنٌْ تَُبُّوِرَ} أيّ يّرجَوِنٌ ثًوِٱبّٱً عنٌدُ ٱللۂ لٱ بّدُ منٌ حًصِوِلۂ)(8).

- قَوِلۂ تُعٱلى: {وَِرَتُِّلِ ٱلْقَُرْآنٌَ تَُرْتُِيّلٱً} [ٱلمزمل: 4].
قَٱل ٱلشّيّخٌ محًمدُ ٱلطٌٱۂر بّنٌ عٱشّوِر رحًمۂ ٱللۂ: (وِٱلتُرتُيّل: جَعل ٱلشّيّء مرتُلٱ، أيّ مفُرقَٱ، وِأصِلۂ منٌ قَوِلۂم: ثًغّر مرتُل، وِۂوِ ٱلمفُلجَ ٱلأسًنٌٱنٌ، أيّ ٱلمفُرقَ بّيّنٌ أسًنٌٱنٌۂ تُفُريّقَٱ قَليّلٱ بّحًيّثً لٱ تُكوِنٌ ٱلنٌوِٱجَذٌ متُلٱصِقَة، وِأريّدُ بّتُرتُيّل ٱلقَرآنٌ تُرتُيّل قَرٱءتُۂ، أيّ ٱلتُمۂل فُيّ ٱلنٌطٌقَ بّحًروِفُ ٱلقَرآنٌ حًتُى تُخٌرجَ منٌ ٱلفُم وِٱضحًة مع إشّبّٱع ٱلحًركٱتُ ٱلتُيّ تُسًتُحًقَ ٱلإشّبّٱع)(9).
وِفُيّ ٱلآيّة ٱلكريّمة أمر بّقَرٱءة ٱلقَرآنٌ ٱلكريّم، وِأمر بّتُحًسًيّنٌ ٱلقَرٱءة وِتُدُبّر ٱلمعٱنٌيّ.
- قَوِلۂ صِلى ٱللۂ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم: (منٌ قَرأ حًرفُٱ منٌ كتُٱبّ ٱللۂ فُلۂ بّۂ حًسًنٌة، وِٱلحًسًنٌة بّعشّر أمثًٱلۂٱ، لٱ أقَوِل آلم حًرفُ، وِلكنٌ ألفُ حًرفُ، وِلٱم حًرفُ، وِميّم حًرفُ)(10).
- قَوِلۂ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم: (ٱقَرءوِٱ ٱلقَرآنٌ، فُإنٌۂ يّأتُيّ يّوِم ٱلقَيّٱمة شّفُيّعٱ لأصِحًٱبّۂ، ٱقَرءوِٱ ٱلزۂرٱوِيّنٌ: ٱلبّقَرة وِسًوِرة آل عمرٱنٌ، فُإنٌۂمٱ تُأتُيّٱنٌ يّوِم ٱلقَيّٱمة كأنٌۂمٱ غّمٱمتُٱنٌ، أوِ كأنٌۂمٱ غّيّٱيّتُٱنٌ، أوِ كأنٌۂمٱ فُرقَٱنٌ منٌ طٌيّر صِوِٱفُ، تُحًٱجَٱنٌ عنٌ أصِحًٱبّۂمٱ، ٱقَرءوِٱ سًوِرة ٱلبّقَرة، فُإنٌ أخٌذٌۂٱ بّركة، وِتُركۂٱ حًسًرة، وِلٱ تُسًتُطٌيّعۂٱ ٱلبّطٌلة).
- قَوِلۂ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم: مٱ منٌ قَوِم يّجَتُمعوِنٌ فُيّ بّيّتُ منٌ بّيّوِتُ ٱللۂ عز وِجَل يّقَرؤوِنٌ وِيّتُعلموِنٌ كتُٱبّ ٱللۂ عز وِجَل يّتُدُٱرسًوِنٌۂ بّيّنٌۂم إلٱ حًفُتُ بّۂم ٱلملٱئكة وِغّشّيّتُۂم ٱلرحًمة وِذٌكرۂم ٱللۂ فُيّمنٌ عنٌدُۂ)(11).

4 – تُدُبّر ٱلقَرآنٌ:

وِلٱ بّدُ عنٌدُ قَرٱءة ٱلقَرآنٌ ٱلكريّم منٌ ٱلتُدُبّر وِٱلتُأمل لمعٱنٌيّۂ، قَٱل تُعٱلى: {أَفَُلٱَ يَّتَُدَُبَّّرُوِنٌَ ٱلْقَُرْآنٌَ وَِلَوِْ كَٱنٌَ مِنٌْ عِنٌدُِ غَّيّْرِ ٱللّۂِ لَوَِجََدُُوِٱْ فُِيّۂِ ٱخٌْتُِلٱَفُٱً كَثًِيّرٱً} [ٱلنٌسًٱء: 28]، وِقَٱل سًبّحًٱنٌۂ: {أَفَُلَٱ يَّتَُدَُبَّّرُوِنٌَ ٱلْقَُرْآنٌَ أَمْ عَلَى قَُلُوِبٍّ أَقَْفَُٱلُۂَٱ} [محًمدُ: 24].
وِتُدُبّر ٱلقَرآنٌ ۂوِ كمٱ يّقَوِل ٱلإمٱم ٱلخٌٱزنٌ رحًمۂ ٱللۂ تُعٱلى: (أصِل ٱلتُدُبّر فُيّ عوِٱقَبّ ٱلأموِر وِٱلتُفُكر فُيّ أدُبّٱرۂٱ ثًم ٱسًتُعمل فُيّ كل تُفُكر وِتُأمل، وِيّقَٱل تُدُبّرتُ ٱلشّيّء أيّ نٌظٌرتُ فُيّ عٱقَبّتُۂ وِمعنٌى تُدُبّر ٱلقَرآنٌ تُأمل معٱنٌيّۂ وِتُفُكر فُيّ حًكمۂ وِتُبّصِر مٱ فُيّۂ منٌ ٱلآيّٱتُ)(12).

وِلتُدُبّر كتُٱبّ ٱللۂ وِٱلتُأمل فُيّۂ طٌرقَ وِأسًٱليّبّ تُوِصِل إلى ٱلمقَصِوِدُ منٌۂ وِۂوِ فُۂم كتُٱبّ ٱللۂ فُۂمٱ صِحًيّحًٱ للعمل بّۂ وِفُقَ ۂذٌٱ ٱلفُۂم، وِمنٌ تُلك ٱلطٌرقَ وِٱلأسًٱليّبّ:

أوِلٱ: تُأمل مٱ فُيّۂ منٌ دُلٱئل وِحًدُٱنٌيّة ٱللۂ تُعٱلى.

إنٌ أعظٌم مقَٱصِدُ ٱلتُنٌزيّل وِأۂمۂٱ على ٱلإطٌلٱقَ دُعوِة ٱلنٌٱسً إلى ٱلإيّمٱنٌ بّٱللۂ تُوِحًيّدُۂ، وِٱلكفُر بّجَميّع مٱ سًوِٱۂ منٌ ٱلآلۂة ٱلبّٱطٌلة، وِلذٌلك لٱ تُكٱدُ تُخٌلوِٱ سًوِرة منٌ سًوِر ٱلقَرآنٌ منٌ ٱلدُعوِة إلى ٱلتُوِحًيّدُ وِنٌبّذٌ ٱلشّرك وِٱلتُنٌدُيّدُ.
وِقَدُ صِرفُ ٱللۂ فُيّ ذٌلك منٌ ٱلآيّٱتُ وِنٌوِع منٌ ٱلبّرٱۂيّنٌ وِٱلأدُلة مٱ لٱ يّدُع لمشّرك أوِ لكٱفُر ملحًدُ شّبّۂة يّتُمسًك بّۂٱ فُيّ إثًبّٱتُ كفُرۂ وِإلحًٱدُۂ، قَٱل تُعٱلى: {وَِكَذٌَلِكَ نٌفَُصِِّلُ ٱلآيَّٱتُِ وَِلِتَُسًْتَُبِّيّنٌَ سًَبِّيّلُ ٱلْمُجَْرِمِيّنٌَ} [ٱلأنٌعٱم: 55].

فُيّ تُقَريّر تُوِحًيّدُ ٱلربّوِبّيّة نٌجَدُ قَوِلۂ تُعٱلى: {خٌَلَقََ ٱلسًَّمَٱوَِٱتُِ بِّغَّيّْرِ عَمَدٍُ تَُرَوِْنٌَۂَٱ وَِأَلْقََى فُِيّ ٱلْأَرْضِ رَوَِٱسًِيَّ أَنٌْ تَُمِيّدَُ بِّكُمْ وَِبَّثًَّ فُِيّۂَٱ مِنٌْ كُلِّ دَُٱبَّّةٍ وَِأَنٌْزَلْنٌَٱ مِنٌَ ٱلسًَّمَٱءِ مَٱءً فَُأَنٌْبَّتُْنٌَٱ فُِيّۂَٱ مِنٌْ كُلِّ زَوِْجٍَ كَرِيّمٍ ۂَذٌَٱ خٌَلْقَُ ٱللَّۂِ فَُأَرُوِنٌِيّ مَٱذٌَٱ خٌَلَقََ ٱلَّذٌِيّنٌَ مِنٌْ دُُوِنٌِۂِ بَّلِ ٱلظٌَّٱلِمُوِنٌَ فُِيّ ضَلَٱلٍ مُبِّيّنٌٍ} [لقَمٱنٌ: 10، 11]، وِقَوِلۂ تُعٱلى: {أَمْ خٌُلِقَُوِٱ مِنٌْ غَّيّْرِ شَّيّْءٍ أَمْ ۂُمُ ٱلْخٌَٱلِقَُوِنٌَ} [ٱلطٌوِر: 35]، وِغّيّر ذٌلك منٌ ٱلآيّٱتُ.

وِفُيّ تُوِحًيّدُ ٱلألوِۂيّة نٌجَدُ قَوِلۂ تُعٱلى: {أَمَّنٌْ خٌَلَقََ ٱلسًَّمَٱوَِٱتُِ وَِٱلْأَرْضَ وَِأَنٌزَلَ لَكُم مِّنٌَ ٱلسًَّمَٱءِ مَٱء فَُأَنٌبَّتُْنٌَٱ بِّۂِ حًَدَُٱئِقََ ذٌَٱتَُ بَّۂْجََةٍ مَّٱ كَٱنٌَ لَكُمْ أَنٌ تُُنٌبِّتُُوِٱ شَّجََرَۂَٱ أَإِلَۂٌ مَّعَ ٱللَّۂِ بَّلْ ۂُمْ قََوِْمٌ يَّعْدُِلُوِنٌَ (60) أَمَّنٌ جََعَلَ ٱلْأَرْضَ قََرَٱرٱً وَِجََعَلَ خٌِلَٱلَۂَٱ أَنٌْۂَٱرٱً وَِجََعَلَ لَۂَٱ رَوَِٱسًِيَّ وَِجََعَلَ بَّيّْنٌَ ٱلْبَّحًْرَيّْنٌِ حًَٱجَِزٱً أَإِلَۂٌ مَّعَ ٱللَّۂِ بَّلْ أَكْثًَرُۂُمْ لَٱ يَّعْلَمُوِنٌَ (61) أَمَّنٌ يُّجَِيّبُّ ٱلْمُضْطٌَرَّ إِذٌَٱ دَُعَٱۂُ وَِيَّكْشِّفُُ ٱلسًُّوِءَ وَِيَّجَْعَلُكُمْ خٌُلَفَُٱء ٱلْأَرْضِ أَإِلَۂٌ مَّعَ ٱللَّۂِ قََلِيّلٱً مَّٱ تَُذٌَكَّرُوِنٌَ (62) أَمَّنٌ يَّۂْدُِيّكُمْ فُِيّ ظٌُلُمَٱتُِ ٱلْبَّرِّ وَِٱلْبَّحًْرِ وَِمَنٌ يُّرْسًِلُ ٱلرِّيَّٱحًَ بُّشّْرٱً بَّيّْنٌَ يَّدَُيّْ رَحًْمَتُِۂِ أَإِلَۂٌ مَّعَ ٱللَّۂِ تَُعَٱلَى ٱللَّۂُ عَمَّٱ يُّشّْرِكُوِنٌَ (63) أَمَّنٌ يَّبّْدَُأُ ٱلْخٌَلْقََ ثًُمَّ يُّعِيّدُُۂُ وَِمَنٌ يَّرْزُقَُكُم مِّنٌَ ٱلسًَّمَٱءِ وَِٱلْأَرْضِ أَإِلَۂٌ مَّعَ ٱللَّۂِ قَُلْ ۂَٱتُُوِٱ بُّرْۂَٱنٌَكُمْ إِنٌ كُنٌتُُمْ صَِٱدُِقَِيّنٌَ} [ٱلنٌمل: 60-64]. وِغّيّرۂٱ منٌ ٱلآيّٱتُ.

وِفُيّ تُوِحًيّدُ ٱلأسًمٱء وِٱلصِفُٱتُ نٌجَدُ قَوِلۂ تُعٱلى: {ۂُوَِ ٱللَّۂُ ٱلَّذٌِيّ لَٱ إِلَۂَ إِلَّٱ ۂُوَِ عَٱلِمُ ٱلْغَّيّْبِّ وَِٱلشَّّۂَٱدَُةِ ۂُوَِ ٱلرَّحًْمَنٌُ ٱلرَّحًِيّمُ (22) ۂُوَِ ٱللَّۂُ ٱلَّذٌِيّ لَٱ إِلَۂَ إِلَّٱ ۂُوَِ ٱلْمَلِكُ ٱلْقَُدُُّوِسًُ ٱلسًَّلَٱمُ ٱلْمُؤْمِنٌُ ٱلْمُۂَيّْمِنٌُ ٱلْعَزِيّزُ ٱلْجََبَّّٱرُ ٱلْمُتَُكَبِّّرُ سًُبّْحًَٱنٌَ ٱللَّۂِ عَمَّٱ يُّشّْرِكُوِنٌَ (23) ۂُوَِ ٱللَّۂُ ٱلْخٌَٱلِقَُ ٱلْبَّٱرِئُ ٱلْمُصَِوِِّرُ لَۂُ ٱلْأَسًْمَٱء ٱلْحًُسًْنٌَى يُّسًَبِّّحًُ لَۂُ مَٱ فُِيّ ٱلسًَّمَٱوَِٱتُِ وَِٱلْأَرْضِ وَِۂُوَِ ٱلْعَزِيّزُ ٱلْحًَكِيّمُ} [ٱلحًشّر: 22-24]. وِوِضع منٌۂجَٱ وِٱضحًٱ لفُۂم معٱنٌيّ ٱلأسًمٱء وِٱلصِفُٱتُ وِٱلإيّمٱنٌ بّۂٱ يّتُضمنٌ إثًبّٱتُۂٱ وِوِصِفُ ٱللۂ بّۂٱ كمٱ يّليّقَ بّۂ سًبّحًٱنٌۂ وِتُعٱلى، وِنٌفُيّ مٱ يّتُوِۂمۂ ٱلملحًدُوِنٌ منٌ ٱلشّبّۂ وِٱلمثًليّة، وِذٌلك فُيّ قَوِلۂ تُعٱلى: {لَيّْسًَ كَمِثًْلِۂِ شَّيّْءٌ وَِۂُوَِ ٱلسًَّمِيّعُ ٱلبَّصِِيّرُ} [ٱلشّوِرى: 11].

ثًٱنٌيّٱ: تُأمل مٱ فُيّۂ منٌ ٱلأحًكٱم وِأسًرٱر ٱلتُشّريّع.

وِمنٌ مقَٱصِدُ ٱلتُنٌزيّل أيّضٱ بّيّٱنٌ مٱ يّتُعلقَ بّأفُعٱل ٱلمكلفُيّنٌ منٌ ٱلأحًكٱم ٱلمطٌلوِبّ فُعلۂٱ أوِ ٱلكفُ عنٌۂٱ، أوِ ٱلمخٌيّر فُيّۂٱ بّيّنٌ ٱلأمريّنٌ، (ٱلأحًكٱم ٱلتُكليّفُيّة)، وِآثًٱر وِصِفُٱتُ تُلك ٱلأفُعٱل وِجَوِدُٱ أوِ عدُمٱ (ٱلأحًكٱم ٱلوِضعيّة)، فُقَدُ وِردُ فُيّ ٱلقَرآنٌ ٱلكريّم بّيّٱنٌ كل ذٌلك، بّل وِمقَروِنٌٱ فُيّ أحًيّٱنٌ كثًيّرة بّٱلإشّٱرة إلى أسًرٱرۂٱ وِغّٱيّٱتُۂٱ وِمقَٱصِدُۂٱ.

تُأمل فُيّ مٱ وِردُ فُيّ ٱلقَرآنٌ منٌ ٱلنٌۂيّ عنٌ أكل بّعض ٱلمحًرمٱتُ، كمٱ فُيّ قَوِلۂ تُعٱلى: {حًُرِّمَتُْ عَلَيّْكُمُ ٱلْمَيّْتَُةُ وَِٱلْدَُّمُ وَِلَحًْمُ ٱلْخٌِنٌْزِيّرِ وَِمَٱ أُۂِلَّ لِغَّيّْرِ ٱللّۂِ بِّۂِ وَِٱلْمُنٌْخٌَنٌِقََةُ وَِٱلْمَوِْقَُوِذٌَةُ وَِٱلْمُتَُرَدُِّيَّةُ وَِٱلنٌَّطٌِيّحًَةُ وَِمَٱ أَكَلَ ٱلسًَّبُّعُ إِلٱَّ مَٱ ذٌَكَّيّْتُُمْ وَِمَٱ ذٌُبِّحًَ عَلَى ٱلنٌُّصُِبِّ وَِأَنٌ تَُسًْتَُقَْسًِمُوِٱْ بِّٱلأَزْلٱَمِ ذٌَلِكُمْ فُِسًْقٌَ...} [ٱلمٱئدُة: 3].

وِتُدُبّر مٱ نٌزل فُيّ ٱلنٌۂيّ عنٌ شّربّ ٱلخٌمر وِلٱحًظٌ حًكمة ٱلشّٱرع فُيّ ٱلتُدُرجَ فُيّ ٱلتُشّريّع، حًيّثً نٌزل فُيّۂ أوِلٱ قَوِلۂ تُعٱلى: {يَّسًْأَلُوِنٌَكَ عَنٌِ ٱلْخٌَمْرِ وَِٱلْمَيّْسًِرِ قَُلْ فُِيّۂِمَٱ إِثًْمٌ كَبِّيّرٌ وَِمَنٌَٱفُِعُ لِلنٌَّٱسًِ وَِإِثًْمُۂُمَٱ أَكْبَّرُ مِنٌ نٌَّفُْعِۂِمَٱ وَِيَّسًْأَلُوِنٌَكَ مَٱذٌَٱ يُّنٌفُِقَُوِنٌَ قَُلِ ٱلْعَفُْوَِ كَذٌَلِكَ يُّبّيِّّنٌُ ٱللّۂُ لَكُمُ ٱلآيَّٱتُِ لَعَلَّكُمْ تَُتَُفَُكَّرُوِنٌَ} [ٱلبّقَرة: 219]، ثًم نٌزل قَوِلۂ تُعٱلى: {يَّٱ أَيُّّۂَٱ ٱلَّذٌِيّنٌَ آمَنٌُوِٱْ لٱَ تَُقَْرَبُّوِٱْ ٱلصَِّلٱَةَ وَِأَنٌتُُمْ سًُكَٱرَى حًَتَُّىَ تَُعْلَمُوِٱْ مَٱ تَُقَُوِلُوِنٌَ} [ٱلنٌسًٱء: 34]، وِأخٌيّرٱ نٌزل قَوِلۂ تُعٱلى: {يَّٱ أَيُّّۂَٱ ٱلَّذٌِيّنٌَ آمَنٌُوِٱْ إِنٌَّمَٱ ٱلْخٌَمْرُ وَِٱلْمَيّْسًِرُ وَِٱلأَنٌصَِٱبُّ وَِٱلأَزْلٱَمُ رِجَْسًٌ مِّنٌْ عَمَلِ ٱلشَّّيّْطٌَٱنٌِ فَُٱجَْتَُنٌِبُّوِۂُ لَعَلَّكُمْ تُُفُْلِحًُوِنٌَ} [ٱلمٱئدُة: 90].

وِۂكذٌٱ نٌجَدُ ٱلقَرآنٌ ٱلكريّم فُيّ غّٱيّة ٱلدُقَة وِمنٌتُۂى ٱلحًكمة فُيّ مٱ يّحًرم أوِ يّبّيّحً، وِإنٌمٱ ٱقَتُصِرنٌٱ فُيّ ٱلتُمثًيّل على ٱلمحًرمٱتُ لكوِنٌۂ أقَل بّكثًيّر ممٱ أبّيّحً.

ثًٱلثًٱً: تُأمل مٱ فُيّۂ منٌ دُعوِة إلى مكٱرم ٱلأخٌلٱقَ.

كٱدُ أنٌ يّكوِنٌ تُۂذٌيّبّ ٱلأخٌلٱقَ وِتُزكيّة ٱلنٌفُوِسً محًوِر مقَٱصِدُ ٱلرسًٱلة ٱلمحًمدُيّة، وِخٌلٱصِة مضموِنٌۂٱ، قَٱل تُعٱلى: {ۂُوَِ ٱلَّذٌِيّ بَّعَثًَ فُِيّ ٱلْأُمِّيِّّيّنٌَ رَسًُوِلٱً مِّنٌْۂُمْ يَّتُْلُوِ عَلَيّْۂِمْ آيَّٱتُِۂِ وَِيُّزَكِّيّۂِمْ وَِيُّعَلِّمُۂُمُ ٱلْكِتَُٱبَّ وَِٱلْحًِكْمَةَ وَِإِنٌ كَٱنٌُوِٱ مِنٌ قََبّْلُ لَفُِيّ ضَلَٱلٍ مُّبِّيّنٌٍ} [ٱلجَمعة: 2]، وِقَٱل صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم: (مٱ منٌ شّيّء أثًقَل فُيّ ٱلميّزٱنٌ منٌ حًسًنٌ ٱلخٌلقَ)(13).

وِلذٌلك نٌجَدُ فُيّ ٱلقَرآنٌ ٱلدُعوِة إلى ٱلتُخٌليّ عنٌ ٱلأخٌلٱقَ ٱلذٌميّمة وِٱلتُحًليّ بّٱلأخٌلٱقَ ٱلحًسًنٌة، فُفُيّ سًوِرة ٱلحًجَرٱتُ مثًلٱ نٌجَدُ جَملة منٌ ٱلآدُٱبّ ٱلٱجَتُمٱعيّة وِٱلأخٌلٱقَ ٱلإسًلٱميّة ٱلتُيّ يّدُعوِٱ إليّۂٱ ٱلإسًلٱم، وِعلى رأسًۂٱ: ٱلأدُبّ مع ٱللۂ وِرسًوِلۂ، ثًم ٱلأمر بّٱلتُثًبّتُ فُيّ ٱلأخٌبّٱر، ثًم ٱلأمر بّٱلإصِلٱحً بّيّنٌ ٱلنٌٱسً، ثًم ٱلنٌۂيّ عنٌ ٱلسًخٌريّة، ثًم ٱلنٌۂيّ عنٌ ٱلتُنٌٱبّذٌ بّٱلألقَٱبّ، ثًم ٱلنٌۂيّ عنٌ سًوِء ٱلظٌنٌ، ثًم ٱلنٌۂيّ عنٌ ٱلتُجَسًسً، ثًم ٱلنٌۂيّ عنٌ ٱلغّيّبّة.

رٱبّعٱً: تُأمل مٱ فُيّۂ منٌ وِجَوِۂ ٱلإعجَٱز ٱلمتُنٌوِعة.

فُٱلقَرآنٌ ٱلكريّم ۂوِ ٱلمعجَزة ٱلخٌٱلدُة ٱلتُيّ تُظٌل إلى يّوِم ٱلقَيّٱمة شّٱۂدُة على صِدُقَ نٌبّوِة محًمدُ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم، ذٌلك لأنٌۂ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم مرسًل إلى ٱلنٌٱسً كٱفُة، وِلإعجَٱز ٱلقَرآنٌ أنٌوِٱع، فُمنٌۂ ٱلإعجَٱز ٱلتُشّريّعيّ ٱلذٌيّ يّظٌۂر فُيّ ٱلتُأمل فُيّمٱ جَٱء بّۂ ٱلقَرآنٌ منٌ شّرٱئع عٱدُلة شّٱملة لتُنٌظٌيّم ٱلحًيّٱة كل ٱلحًيّٱة، وِإسًعٱدُ ٱلبّشّر كل ٱلبّشّر، كمٱ قَٱل تُعٱلى: {إِنٌَّ ۂَذٌَٱ ٱلْقَُرْآنٌَ يَّقَُصُِّ عَلَى بَّنٌِيّ إِسًْرَٱئِيّلَ أَكْثًَرَ ٱلَّذٌِيّ ۂُمْ فُِيّۂِ يَّخٌْتَُلِفُُوِنٌَ} [ٱلنٌمل: 76]، وِٱلإعجَٱز ٱلبّيّٱنٌيّ ٱلذٌيّ يّظٌۂر فُيّ ٱلتُأمل فُيّ أسًٱليّبّ ٱلقَرآنٌ ٱلفُصِيّحًة وِتُعٱبّيّرۂ ٱلبّليّغّة كمٱ قَٱل تُعٱلى: {ٱلْحًَمْدُُ لِلَّۂِ ٱلَّذٌِيّ أَنٌزَلَ عَلَى عَبّْدُِۂِ ٱلْكِتَُٱبَّ وَِلَمْ يَّجَْعَل لَّۂُ عِوَِجََٱ} [ٱلكۂفُ: 1]، وِكمٱ قَٱل سًبّحًٱنٌۂ: {قَُرآنٌٱً عَرَبِّيّّٱً غَّيّْرَ ذٌِيّ عِوَِجٍَ لَّعَلَّۂُمْ يَّتَُّقَُوِنٌَ} [ٱلزمر: 28]، وِكذٌلك ٱلإعجَٱز ٱلعلميّ ٱلذٌيّ يّظٌۂر فُيّ مٱ جَٱء بّۂ ٱلقَرآنٌ منٌ حًقَٱئقَ علميّة فُيّ مجَٱلٱتُ ٱلعلم ٱلمخٌتُلفُة.

وِٱلتُأمل فُيّ كل ۂذٌۂ ٱلأموِر وِٱلتُفُكر فُيّۂٱ يّقَوِيّ ٱلإيّمٱنٌ فُيّ ٱلقَلوِبّ، وِيّۂدُيّ إلى ٱلعمل بّٱلقَرآنٌ وِتُطٌبّيّقَ تُعٱليّمۂ فُيّ كل نٌٱحًيّة منٌ نٌوِٱحًيّ ٱلحًيّٱة ٱلمخٌتُلفُة

موضوع: رد: قراءة القران الكريم 11/8/2013, 6:38 pm

ـآلــــسَسلـآـآم ع‘ـــليـكـــــــم~

ـأخ‘ــــبآـآرج؟ـإن شَشآـآء ـآلله تـم‘ــــآـآم~

فــع‘ـــلـآـآ ـأع‘ــجآـآز ع‘ـــظـيــــم فــي ـآلقرـآـآن ـآلكــريــــم~

ج‘ـــــعـلـهه ـآلله فــي م‘ـــيزـآن ح‘ــــسَسنــآتــج~

م‘ــــع ـآلــسَسلألأم‘ـــهه لـج كـــل ـآلود~

موضوع: رد: قراءة القران الكريم 11/8/2013, 7:20 pm

" الســلآم عليــكم"~
ماشاء الله باركـ الله فيكـ سكرتي ..~
مششكورة على طــرحكـ وتالقكـ الدائم اميرتي~
تحيآتي~

موضوع: رد: قراءة القران الكريم 11/8/2013, 9:40 pm

آڵڛڵآمٍ عڵۑڪمٍ
ڜڪرآ ڵرډۅډڪمٍ آڵحڵۅة
آٺمٍڹى ۑڪۅڹ آڵمٍۅضۅع عچبڪمٍ
ڣى آمٍآڹ آڵڵھٍ

موضوع: رد: قراءة القران الكريم 12/8/2013, 6:10 am

السسسلآم عليكم ورحمه الله وبركاته
يسعد صبـآحك ؛ مسـآئك فـل ويـآسمين وعنبـر
أخبـآرك ؟! إن ششـآء الله بخير وصحه وسسـلآمه
موضضوعـك جـدآ جـدآ مفيـد ورآئـع ومنسق
إستـمتعت وأنـآ أقـرئـه مشكورهه عـزيـزتي موفقه
فــي أمـــــــــــــــــــــــــــآن الله ورعـآيته

» فضل قراءة القران
» فضل قراءة الدعاء بعد تلاوة القران
» فوائد قراءة القرآن الكريم...
» فوائدد قراءة القرآن الكريم
» أغسل يديك بعد قراءة القراءن الكريم