يزداد إيماني بمقدرة الشباب ونبلهم وشعورهم بالمسؤولية يوماً بعد يوم حيث أرى الانهماك الشديد والدائب من قبل ألوف الشباب السوري الداعم للثورة السورية المجيدة .
أتساءل دائماً أين كان هؤلاء قبل الثورة ؟
سؤال بسيط، لكن جوابه معقد . الشباب كانوا موجودين ومهاراتهم وخيريتَهم أيضاً موجودة، لكن كان ينقصهم شيئان : الثقة والإطار .
أما الثقة بالنفس والناس والمستقبل فقد كانت مبددة تماماً بسبب النظام القمعي البوليسي الذي دمّر الإنسان في سورية (اليوم يدمر الإنسان والبنيان والآثار ! ) عبر نصف قرن من الزمان، حيث صار الشاب السوري يشعر أنه في درجة أقل من درجة إنسان، وبذلك ينتهي كل شيء !
الشيء الثاني الذي كان يفتقده الشباب هو الإطار والمؤسسة والبرامج التي ينخرط فيها. اليوم شعر الشباب السوري بأنه إنسان سوي، ويستطيع أن يقدم ويضحي، ويساعد، ولا أبالغ إذا قلت إنها الولادة الثانية لعشرات الألوف من الرجال والنساءالمنخرطين في دعم ثورة العصر ثورة المراجل والعطاءات غيرالمحدودة .
يقال هذا الكلام ونحن نشاهد شباب وشابات منظومة (وطن) المؤسسة التطوعية الوليدة التي تعد نفحة من نفحات ثورة عظيمة، منظومة وطن عبارة عن مؤسسات ثمان مسجلة رسمياً في بريطانيا بوصفها إحدى مؤسسات المجتمع المدني المعفاة من الضرائب كلياً .
يقول أحد المسؤولين في (وطن) لدى سكرتير يعمل 48ساعة عملاً شبه متواصل، ولا أدري متى ينام هذا الإنسان، ومتى يأكل ! إحدى الأخوات الفاضلات تقول (مازحة ) لزميلاتها : خائفة زوجي يطلقني من كثرة انهماكي في أعمال الإغاثة ! . وزميلاتها بعد ذلك يسألن : هل وصلت ورقة الطلاق ؟ فتقول لمّا ...
جزى الله خير الجزاء كل من عمل على تأسيس (وطن) وكذلك قادتها وجميع العاملين فيها، إنها بحق أحد قناديل ثورة الكرامة .
لتقم المؤسسات، ولتطرح المبادرات، وليدع الشباب والشابات يعملون و يبدعون، وسنرى ما يفرح القلب، ويُشعر بالفخر .
اللهم إني أسالك بأمجاد ذاتك العلية وعظمة شأنك أن تهيئ لأهلنا في الشام نصراً عزيزاً وفرجاً قريباً، وأن تنزل بطاغية الشام وعصاباته المجرمة بأسك وغضبك ونقمتك يا من بيده الأمر كله، وإليه المشتكى ! .