فهذه قصة قصيرة ممتعة مليئة بالفوائد والعبر، وهي مَثَل يستفيد منها كل من قرأها واعتبر:
رجل نصراني قرّر ألا يعتقد شيئا إلا بعد السؤال عن الدليل، وبهذه الطريقة الحكيمة اقتنع ببطلان عقيدة النصارى الضالين، وأراد أن يبحث عن دين الله رب العالمين، فدُلّ على الإسلام فقال: لابد أن أسأل عنه. فدُلّ على إمامين في مسجدين، فذهب إلى أحدهما فقال: أريد أن أعرف بعض الأشياء عن الإسلام، فقال: مرحبا بك وسل عما بدا لك.
قال: من تعبدون ؟
قال: الله الذي خلق كل شيء.
قال: أين الله ؟
قال: لا يجوز أن تسأل هذا السؤال !
قال : كيف أعبد الله وأنا لا أعرف أين هو ؟!
قال الإمام: الله في كل مكان.
قال: وهل سيراه من يعبده ؟
قال: لن يراه أحد سواء كان يعبده أو لا يعبده ، فالمؤمنون والكافرون عن ربهم يوم القيامة محجوبون !
قال: لو أسلمت وحافظت على الصلوات وامتثلت جميع الواجبات بقدر استطاعتي وتركت المحرمات إلا أني وقعت في بعض المعاصي ومُتُّ قبل أن أتوب فما حالي ؟
قال: ستدخل نار جهنم خالدا فيها أبدا !
قال: حتى لو كنت في حياتي أجتهد في الصلوات الفريضة والنافلة وأقرأ القرآن وأصوم وأتصدق ؟!
قال: نعم، ولا تنفعك أعمالك الصالحة ولو بَلَغَتْ عَنان السماء، ولن يرحمك الله ولو بقيت في النار ألف عام، ولا يُخرِج الله أحدا من النار ولو كان طوال حياته من البررة ثم وقع في كبيرة ولو كذبة أو غِيبة أو نميمة ولم يتب منها، ولا تُصدِّق الأحاديث التي رواها الصحابة وذكروا أن الله يُخرج من النار بعض المسلمين الذين دخلوها، فمن دخل النار من المسلمين لن يخرج منها أبدا كالكافرين.
قال: ما رأيك في الصحابة ؟
قال: هم شر الناس ، لم يُنفِّذوا وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين أوصى أن تكون الخلافة بعده للإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وذريته من بعده.
فقال النصراني : هذا دين باطل ، ولا أدري كيف تعبدون الله وأنتم تزعمون أنه في كل مكان حتى في القمامات والمراحيض، أنا لم أقتنع بقول النصارى : إن الله حلَّ في عيسى فقط ، فكيف أُصدِّق أنه حلَّ في الكلاب والخنازير وأنه في كل مكان !! وقد فتحت علبة أناناس قبل أن آتي إليك فلم أجد الله فيها , فهل هو هواء حتى تقول: إنه في كل مكان ؟!
ثم كيف لا يراه من عبده ومن لم يعبده ويكونون سواء ؟!
ثم ما ينفعني هذا الدين الذي ليس فيه رحمة لأتباعه ، فلو عبدتُّ الله خمسين سنة ووقعتُ في معصية واحدة سأُخلَّد في نار جهنم كالكفرة، ولا يرحمني الله إذا كنت ضعيف الإيمان، ولا تنفعني شفاعة الشافعين وقد كنت من المسلمين !!
ثم كيف أثق بالقرآن والسنة والذين نقلوهما هم شر الناس كما تزعم ؟!
وقد كنت أسمع أن نبيكم محمدا أعظم رجل في التاريخ والآن شكَّكَّتني في ذلك حيث تزعم أنه فشل في تربية أصحابه فما إن مات حتى خالفوا وصيته، وتزعم أنه أراد أن تكون الخلافة في ذريته ، فهل هو نبي أو ملِك ؟!!
ثم ذهب النصراني إلى الإمام الآخر في مسجده فقال له : أريد أن أسألك خمسة أسئلة مهمة تتعلق بالإسلام .
فقال له : تفضَّل. قال : أجبني عنها بالأدلة الصريحة الصحيحة. قال : إن شاء الله. قال :
1. أين الله ؟
قال: في السماء. قال الله تعالى: ﴿أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ * أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ﴾ .﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾ .﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ ، وقصة المعراج تدل على علو الله ، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لجارية :" أين الله ؟ قالت : في السماء. قال لسيدها : اعتقها فإنها مؤمنة "([1])، وقال عليه الصلاة والسلام: " ارحموا مَن في الأرض يرحمكم مَن في السماء"([2]) أي مَن على السماء ، ولا يحيط بالله شيء فهو العلي الأعلى المتعال ، له العلو المطلق من جميع الوجوه : علو الذات والقدر والقهر، علو لا يستلزم التمثيل والتشبيه ، فقد أخبر الله عن نفسه أنه ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ ، سُئل الإمام مالك رحمه الله عن الاستواء على العرش فقال : الاستواء معلوم ، والكيف مجهول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة. وهكذا كل صفة من صفات الله الثابتة في كتابه أو سنة رسوله يجب الإيمان بها كما أخبرنا بها بلا تكييف ولا تمثيل ، ولا تحريف ولا تعطيل ، والأدلة على أن الله فوق السماء أكثر من ألف دليل كما قال العلماء ، وانظر إن شئت كتاب مختصر العلو للعلي الغفار للحافظ الذهبي المتوفى سنة 748هـ .
ولا خلاف أن علم الله في كل مكان ، قال الله سبحانه مبيِّنا سعة علمه : ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ . ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ ، قال العلماء : بُدِئت الآية بالعلم وخُتِمت بالعلم .
2. هل نرى الله ؟
قال: المؤمنون سيرونه يوم القيامة ، وأما الكافرون فلا يرونه . قال الله : ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ . ﴿ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ﴾ ، ورؤية المؤمنين لله تكون بلا إحاطة ، فالله أعظم من أن تُحيط به الأبصار ، فالمؤمنون بقدرة الله ـ وهو على كل شيء قدير ـ يرونه بلا إدراك كما قال سبحانه : ﴿ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ ، كما أننا نرى السماء ولا ندركها، ونرى البحر ولا ندركه ؛ فكذلك يرى المؤمنون الله يوم القيامة ولا يدركونه، ولا تعارض بين الأدلة ، وكلها حق من عند الله ، ويجب أن نؤمن بها كلها ، ولا نكون من أهل البدع الذين يتَّبِعون المتشابه ليردوا به المحكم ويُضِلوا أتباعهم ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾.
وأحاديث رؤية المؤمنين لربهم متواترة رواها الثقات الذين نقلوا لنا القرآن والأحكام والحلال والحرام ، وراجع إن شئت كتاب الرؤية للحافظ الكبير أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني المتوفى سنة 385هـ .
3. لو أسلمت وامتثلت الواجبات بقدر استطاعتي وتركت المحرمات إلا أني وقعتُ في بعض المعاصي ومتُّ قبل أن أتوب فهل أُخَلَّدُ في النار ؟
قال : معاذ الله ! فالله هو أرحم الراحمين ، ومن وقع في كبيرة لم يتب منها فهو تحت مشيئة الله الغفار، إن شاء غفر له وإن شاء عذَّبه بقدر ذنبه ثم أخرجه من النار ، ولا يُخلِّد الله في النار إلا الكفار، قال الله تعالى : ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾ ، وأحاديث الشفاعة وخروج الموحِّدين من النار صحيحة متواترة لا ينكرها إلا المعتزلة والخوارج وهم أجهل الناس بالسُّنة، لأنهم لا يرجعون إلى أهل الحديث لمعرفة الصحيح والضعيف، وانظر إن شئت بعض أحاديث الشفاعة وطرقها في تفسير الحافظ ابن كثير المتوفى سنة 774هـ في تفسير سورة الإسراء آية (79) ﴿ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ﴾ .
4. ما رأيك في الصحابة ؟
قال: هم خير هذه الأمة ، آمنوا بالله ورسوله وجاهدوا معه بأموالهم وأنفسهم ، وحفظوا القرآن والسنة وبلَّغوهما من بعدهم ، ونشروا الإسلام وفتحوا البلدان ، فجزاهم الله عن المسلمين خيرا ، وقد أخبرنا الله في كتابه أنه رضي عنهم وأرضاهم ، وأمرنا أن نستغفر لهم ذنوبهم ، فلا معصوم إلا الأنبياء ، ونهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن سبهم والخوض في مساويهم ، وقال الله تعالى:﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾.
5. هل أوصى النبي بالخلافة لعلي ؟
قال: لا ، ولا يوجد أي دليل على ذلك ، فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في مرض موته أمر أبابكر الصديق رضي الله عنه أن يصلي بالناس ويقوم مقامه في أمر الدين ، ومات وترك الأمر للمسلمين ، ولم يوص أحدا ، فتشاور المسلمون فبايعوا أبابكر الذي رضيه النبي لدينهم فاختاروه لدنياهم ، وله من الفضل ما لا ينكره إلا أعمى البصيرة ، فهو أول من أسلم من الرجال، وثاني اثنين إذ هما في الغار، وأنفق ماله كله في سبيل الله ، وكان أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما في الحديث الصحيح ، وتزوَّج ابنته عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ، وقد كان علي بن أبي طالب يُحبه ويُفضِّله على نفسه، فقد سأله ابنه محمد ابن الحنفية : من أفضل الناس بعد النبي ؟ فقال علي : أبوبكر ثم عمر . وأعلن علي رضي الله عنه بذلك على منبر أهل الكوفة كما تواتر ذلك عنه، وقد سمَّى أمير المؤمنين علي بعض أولاده أبابكر وعمر وعثمان لمحبته إياهم ، وسمَّى الحسن والحسين رضي الله عنهما سيدا شباب أهل الجنة بعض أولادهما أبابكر وعمر ، وقال عنهما الإمام زيد بن علي رحمه الله : هما وزيرا جدي . وانظر كتاب ( إرشاد الغبي لمذهب أهل البيت في صحب النبي) تأليف العلامة الشوكاني قاضي قضاة صنعاء المتوفى سنة 1250هـ .
فالقول بأن عليا هو الوصي عقيدة خبيثة لا برهان عليها ، وهي باب الرفض والتشيع والبدع والضلال، فمن اعتقد هذه العقيدة الباطلة العاطلة أبغض الصحابة وظن بهم ظن السوء ، وربما وصل به الأمر إلى لعنهم وتكفيرهم لاعتقاده أنهم خالفوا وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وأحسن كتاب في الرد على هذه العقيدة السخيفة ( مختصر منهاج السنة ) لشيخ الإسلام ابن تيمية المتوفى سنة 728هـ .
والعجيب أنهم يستدلون على هذه الوصية المزعومة بقوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴾ وزعموا أن المراد بها علي! مع أنها عامة في كل مؤمن يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ، ويدل على العموم أنها جاءت بصيغة الجمع ولم يقل الله :( والذي آمن الذي يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة وهو راكع )، وزعموا أنها أُنزِلت في علي وحده حين تصدق بخاتمه وهو راكع ، والحديث المذكور مكذوب كما بيَّن ذلك أهل الحديث المتخصصين الذين حفظ الله بهم السنة، ولكن الشيعة قوم لا يهتمون بعلم الحديث ، فما وافق أهواءهم قبلوه ولو كان لا أصل له ، وما خالف أهواءهم ردوه ولو كان عند المحدثين صحيحا متواترا !
وقد بيَّن المفسرون أن قوله تعالى: ( وهم راكعون ) ثناء عليهم بالركوع وليس بيانا أنهم يزكّون حال الركوع ، فهذه الآية هي مثل قوله تعالى : ﴿ لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آَيَاتِ اللَّهِ آَنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ ﴾ فليس المراد قطعا تلاوتهم آيات الله حال السجود ، ثم الإمام علي ـ كما هو معلوم ـ لم يكن غنيا في حياة النبي عليه الصلاة والسلام حتى تجب عليه الزكاة !! ثم الزكاة لا تجب في الخاتم الذي يلبسه الرجال!!!
نحن لا ننكر أن عليا رضي الله عنه ممن تشملهم الآية ، كيف وقد صح عند أهل الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : " من كنت مولاه فعلي مولاه "([3]) أي من كان يحبني فليحبه ويناصره ، ولكننا ننكر تحريف معنى الآية ، وأن يُدَّعى أنها خاصة بعلي ، وأن يُلَبَّس على الناس بأنها دليل على العقيدة الخبيثة الفاسدة الكاسدة (الوصية) التي تجعل صاحبها يبغض أصحاب رسول الله الذين مدحهم الله في كتابه في أكثر من آية كقوله : ﴿ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ﴾ . ﴿لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى ﴾.
قال الرجل الباحث عن الحق: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ، والحمد لله الذي هداني للدين الحق الموافق للفطرة والعقول السليمة ، وأشهد أن الشيعة يصُدّون عن دين الله بأقوالهم السخيفة ، ومعتقداتهم الباطلة ، التي ليس عليها دليل من القرآن أو السنة.
قال العالم السُّنّي : الحمد لله الذي يهدي من يشاء ، وهو أعلم بمن يستحق الهداية فيهديه بفضله ﴿ يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾ ، والمؤمن المخلص يؤثر الحق على الخلق ، ويُقدِّم الحق على الآباء والمشايخ ، ويحرص على معرفة الحق في الاعتقاد والقول والعمل بالأدلة من الكتاب والسنة الصحيحة ، ولا يكتفي بما عنده من علم وخير، بل لايزال يزداد علما إلى علمه وخيرا إلى خيره، ويسأل الله أن يخرجه من الظلمات إلى النور ويزيده هدى وعلما ﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾ . ﴿وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى ﴾، ولا يقبل أي دعوى إلا بدليل صريح صحيح كما قال الله: ﴿ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ ، ولا يتَّبِع ما لا يَعلم كما قال الله : ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ ، ويسأل الله في كل صلاة أن يهديه إلى الحق علما وعملا ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾.