يتزايد الإقبال على الدردشة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بصورة جعلت تلك المواقع تشكل أهمية قصوى وضرورة لا غنى عنها بين الجميع ،وخاصة المراهقين ممن يجدون في ارتياد تلك المواقع والتواصل مع الأخرين عبرها وسيلة رائعة للتسلية والهروب من أعباء الواقع. ولما يقدمه موقع التواصل الرائد فيسبوك من خواص لا مثيل لها للدردشة ومشاركة البيانات والصور ولنشر معلومات عن أحدث الخبرات الحياتية ،أصبح الموقع الأن بمثابة دولة يزيد عدد سكانها على مليار شخص ،حتى إنه في طريقه ليصبح وسيلة التواصل التي تجمع أكبر عدد من سكان العالم معا.
ورغم الحفاوة البالغة التي قوبل بها الموقع منذ انطلاقه قبل أقل من عقد من الزمن ،يرى بعض خبراء علم النفس أن ارتياد الموقع من أهم أسباب الإصابة بالاكتئاب في وقتنا الراهن! لا شك في أن معظم مرتادي الموقع يشعرون بسعادة بالغة عند ارتياده والدردشة مع الأصدقاء عبره ،ولكن تؤكد أحدث الدراسات أن حوالي 33 بالمائة من مرتاديه يصابون بحالة من الاكتئاب وعدم الارتياح النفسي بعد الخروج منه.
تتعدد أسباب عدم الشعور بالارتياح عند ارتياد فيسبوك ،ومن بين تلك الأسباب
" عدم إيجاد صديق حقيقي من الممكن التواصل معه بارتياح والكشف له عن أسرارك الشخصية دون خوف من إمكانية إفشائها ،فالحفاظ على الخصوصية أصبح من الأمور الصعبة.
" انشغال الأصدقاء عنك أثناء فترات وجودهم على الموقع بالتواصل مع غيرك ،وقد يشعرك ذلك بأنك فقدت اهتمامهم ولم تعد تشكل لديهم الأهمية السابقة.
" غيرتك مما ينشر عنه الأصدقاء وبقية مرتادي الموقع من صور وبيانات عن تجارب شخصية أو نشاطات رياضية أو علمية أو ترفيهية لا يمكنك أن تجاريهم فيها.
" الاهتمام باستخدام فيسبوك لأغراض غير أغراض الدردشة والتعرف على أصدقاء جدد والتركيز على الاطلاع على صفحات الأخرين دون محاولة التعرف عليهم.
يرى بعض الخبراء أن الجلوس أمام فيسبوك لفترات قصيرة يضاعف من إمكانية الإصابة بالاكتئاب وأن إضافة أعداد كبيرة من الأصدقاء أيضا يزيد من إمكانية عدم الشعور بالارتياح بعد مغادرة صفحات الموقع ،والسبب هو أن المراهق لا يمنح نفسه فرصة كافية للتودد إلى الأخرين وتبادل الخبرات معهم ومحاولة إيجاد اهتمامات مشتركة قد تقرب بينهم.
لا يمكن التجادل حول منافع فيسبوك المتعددة في وقتنا الراهن ،ولكن هذا لا يمنع أن له جوانب سلبية وأن التركيز على الجوانب السلبية تلك يؤثر على حالتكِ النفسية ويتسبب في مشاعر عدم الارتياح التي تصيبك. هناك عدة نصائح قد تعينك على التخلص من تلك المشاعر السلبية ،من بينها:
" خفف من فترات وجودك على الموقع
قلل فترات وجودك على فيسبوك واشغل نفسك بنشاط مفيد ،طالما لا تجد ضالتك في التواصل عبر هذا الموقع. لا تعكر صفو حياتك بالتفكير في من تجاهلك أو أساء إليك من أصدقائك عبر الموقع والتفت لما يفيدك.
" كن صادقا مع نفسك
كن صادقا في طبيعة مشاعرك مع نفسك ،فلا تجبر نفسك على الاختلاط بأشخاص لا ترتاح في التعامل معهم أو في ارتياد صفحات لا تشعرك بالرضا عن حياتك الخاصة.
" انتبه جيدا لما ينشره الأخرون عن أنفسهم
لا تنخدع بالمظاهر ،فما ينشره الأخرون من معلومات وصور عن أنفسهم ليس إلا أفضل ما لديهم من أمور هم يتباهون باطلاع الأخرين عليها. ولا تنسَ أن لكل منهم أموره السلبية التي يخشى تعرف الأخرين عليها.
" تخلص من أفكارك السلبية بخصوص التواصل عبر الموقع
لا تنزعج من انشغال الأصدقاء عنك في فترات تصفح الموقع ولا تظن أن ما ينشره الأخرون محاولة لإبراز الجوانب السلبية في حياتك أنت. دائما تذكر أن التواصل عبر الموقع له جوانب إيجابية من الواجب استغلالها.