فَقَطْ لِمَنْ يَحْرِصُ عَلَى الغَنَائِمِ !!
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الحمد لله الكريم القادر والصلاة والسلام على النبي الصادق الشاكر وعلى آله وصحبه
وأشهد أن لآ إله إلا الله الحليم الغافر وأشهد أن سيدنا وقدوتنا -وهادينا بإذن ربه إلى الصراط
المستقيم - محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ما ذكره ذاكر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد ،،
أحبتي الكرام هل فكرنا في حياتنا بصدق ضميرٍ عن الغنائم –النفيسة للغاية- التي
نضيعها بإرادتنا دون أن ندرك الثمن الباهض الذي ندفعه حيال ذلك ؟!
لا أريد جواباً الآن ولا بعد مرور الزمن وأشكر -من أعماق قلبي- كل من فهم مأ أعنيه
وأرجواْ أن يحتفظ بالجواب لهذا السؤال في نفسه ويجيب ضميره وعقله إن لزم ذلك
[الْوَقْتُ هُوَ الْحَيَاةُ]
سأضع بين أعينكم تجربتي المتواضعة الشخصية على عدة نقاط وأسأل من الله أن
نكون –بعدها- سبباً في تغيير أنفسنا وارتقاء أرواحنا أولاً ثم سبب في تغيير وترقية
كل من استطعنا الوصول إليه بل وسبباً في تغيير العالم بأسره ولو بسبب واحد بإذن الله
النُقْطَةُ الأُوْلىَ
ذكر الله وذكر الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
هل فكرنا –بصدق- كم لحظات انتظار في عيادة أو مشفىً أو طريق أو سفرٍ أو حلٍ أو
ترحالٍ أو حضرٍ أو بدوٍ بل أو حتى أثناء وعقب وإبَّان تصفح الشبكة العالمية للمعلومات
تمر وتضيع وتنفد دون ذكر لا يأخذ جهداً ولا وقتاً ولا كلفة ولا طاقة ؟!
النُقْطَةُ الثَانِيَةُ
هل كسرنا حاجز الخجل لمعرفة خالقنا بالتفكر والتأمل -ولو لوقت يسير جدا في لحظة
صمت- في ملكوت الله الحكيم المصور البديع الذي أحكم صنعته وأدق حكمته وأحسن كل
شيء خلقه بل زاده من جماله جمالاً ومن طيبه طيباً ومن كرمه كرماً ومن عظمته عظمة
كخلق السماوات بعظمتها وحركة الأفلاك والمجرات والأجرام ودقة مساراتها ؟!
النُقْطَةُ الثَالِثَةُ
هل نقراً –ولو صفحات معدودة لا سيما في القرآن والسنة- كل يوم ونتعاهد أنفسنا يوماً تلو
الآخر لكي نرتقي ونسمو ونتعلم ونعلم ونفهم ونتثقف ونثقف ونكتشف ونستكشف ونحكم
العالم بعلمنا كما حكمه أجدادنا وأسلافنا الأوائل بالعلم والحكمة والحوار والتفاهم وحسن
الظن والتغيير للأفضل لا للأسوأ عملاً بوصية الحكيم العليم في أول آية نزلت على معلم
البشرية وقدوتها وقائدها صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم :
أَعُوْذُ بِاللهِ مِنَ الشَيْطَانِ الرَّجِيْمِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
[ إَقْرَأ بِاْسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) إِقْرَأ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ ]
النُقْطَةُ الرَّابِعَةُ
نسأل الله الإخلاصَ ودوام الإخلاصِ وتمام الإخلاصِ والشكر على الإخلاصِ آمين
اللهم أعذنا من أن نشرك بك شيئاً نعلمه واغفر لنا ما لا نعلمه آمين
اللهم اجعل جميع أعمالنا صالحة ولوجهك خالصة ولا تجعل لأحد فيها شيء آمين
!! مُلاَحَظَةٌ غَايَةٌ فِي الأَهَمِيَّةِ
النُقْطَةُ الثَانِيَةُ و النُقْطَةُ الثَالِثَةُ
هما اللَّتان أوصلتا الغرب والعجم خاصة ومن اقتدى بهم –دنيويا- عامة إلى الحد الذي
أبهر العقل البشري -مع أنه سبب ما وصلواْ إليه - من تعدد وتعمق وقوة وتنوع الاختراعات
والصناعات الحربية منها والسلمية التقنية منها والتقليدية المعقدة لأنهم فهموا حقيقة ما يلي :
1. قول الإمام الشافعي رحمه الله ورضي عنه :
[الْوَقْتُ هُوَ الْحَيَاةُ]
2. مغزى وسر وحكمة قول الفاروق عمر رضي الله عنه :
[ لاَ تُؤَجِّلُ عَمَلَ الْيُوْمِ إِلَى الْغَدِ ]
النُقْطَةُ الأَخِيْرَةُ
™ !! .. تَنْبِيْهٌ جِدُّ خَطِيْرٍ
قد يقنعنا الشيطان أو النفس الأمارة أو المثبطون أن التغيير والنهوض والتصحيح بعد
كل ما أضعنا من الأوقات بل والغنائم –التي لا تعوض- والفرص التي لا تأتي إلا مرة
في العمر والاستيقاظ من الغفلة إن لم يكن محال فهو صعب غير ممكنٍ على الإطلاق
ويجعلوننا ننسى –كمسلمين مؤمنين بالله- كثيراً قول الله:
[ أَنَا عِندَ ظَنِّ عَبْدِي بِي فَلْيَظُنَّ بِي عَبْدِي مَا شَآءَ. إِنْ ظَنَّ خَيْرَاً فَلَهُ وَإنْ ظَنَّ شَرَاً فَلَهُ ]
حديث قدسي
™ حَقِيْقةٌ أوْصَلَنِي اللهُ بِحِكْمَتِهِ لِإدْرَاكِهَا .. !!
المستحيل : يبقى مستحيل .. ويستحيل على الكون كله أن يجعله ممكناً
ولا مستحيل إلا ما كان بمثل هذه الأمور:
معرفة ذات الله سبحانه ؛ إحاطة علم الله أو خلق الكون وأسراره ؛ إرجاع الزمن
إلى الوراء أو تصغير العمر ؛ إرجاع الروح بعد الموت .. ؛ وهكذا دواليك
ما عدا هذه –والله أعلم- فممكنٌ بإذن الله
خِتَامَاً .. !!
إن أصبت فبتوفيق الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان والله ورسوله من ذلك براء