كان كافور الإخشيدي وصاحبه عبدين أسودين ... فجيء بهما إلى قطائع بن طولون أمير الديار المصرية وقتها ليباعا في أسواق العبيد ... جلس كافور وصاحبه يتحدثان ... وبدأ كل منهما يسأل الآخر عن أمنيته وطموحه ! قال صاحبه: أتمنى أن أباع لطباخ ... لآكل ما أشاء وأشبع بعد جوع. وقال كافور: أما أنا ... فأتمنى أن أملك مصر كلها .. لأحكم وأنهى .. وآمر فأطاع. وبعد أيام ... بيع صاحبه لطباخ ... وبيع كافور لأحد قادة مصر ... وما هي إلا أشهر !! حتى رأى القائد المصري من كافور كفاءة وقوة .. فقربه منه ... ولما مات مولى كافور ... قام هو مقامه ... واشتهر بذكائه وكمال فطنته حتى صار رأس القواد ... وما زال يجد ويجتهد حتى ملك مصر والشام والحرمين. بعدها .. مر كافور يوماً بصاحبه ... فرآه عند الطباخ .. يعمل في جد وقد بدا بحالة سيئة .. التفت كافور إلى أتباعه وقال: " لقد قعدت بهذا همته فكان ما ترون ... وطارت بي همتي فصرت كما ترون ... ولو جمعتني وإياه همة واحدة ... لجمعنا مصير واحد "
إن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كان يوصي دائماً الصحابة ومن خلالهم كافة المسلمين بالطموح لمعالي الأمور؛ معالي الأخلاق ومعالي العبادات وكذلك معالي الأعمال و البذل والإنجاز، فقد قال صلى الله عليه وسلم : عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ’’إن في الجنة مئة درجه أعدها الله للمجاهدين في سبيله كل درجتين ما بينهما كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنّة وأعلى الجنّة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنّة’’ حديث صحيح
وهنا أقوال السلف تدور حول الهِمّة والطموح ..
- روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: ( لا تصغرنَّ همتكم؛ فإني لم أرَ أقعد عن المكرمات من صغر الهمم ) " -وقال مالك: ( عليك بمعالي الأمور وكرائمها، واتقِ رذائلها وما سفَّ منها؛ فإنَّ الله تعالى يحبُّ معالي الأمور، ويكره سفسافها ) " -وعن دكين الراجز قال: ( أتيت عمر بن عبد العزيز بعد ما استُخلف أستنجز منه وعدًا كان وعدنيه، وهو والي المدينة، فقال لي: يا دكين، إن لي نفسًا توَّاقة ،لم تزل تتوق إلى الإمارة، فلمَّا نلتها تاقت إلى الخلافة، فلما نلتها تاقت إلى الجنّة ) " -وقال ابن الجوزي: ( من علامة كمال العقل علوُّ الهمة، والراضي بالدون دني ) " -وقال ابن القيم: (فمن علت همته، وخشعت نفسه، اتصف بكلِّ خُلُق جميل. ومن دنت همته، وطغت نفسه، اتصف بكلِّ خُلُق رذيل) " -وقال أيضًا: ( العلم والعمل توأمان أمهما عُلو الهمَّة )
✿ نيتك الصالحة ✿ هي التي تقوي فيك الهمة والعزيمة، وبالتالي تسعى جاهدًا لتحقيق ما
لنشاهد هذا الفيديو معاً .. ونعمل معاً .. ولا نرضى بالعجز والكسل مدته: 1.21
ولعلي أضيف قصة جميلة حول طموح حصان كان سبباً في إنقاذه من الدفن حياً ؛ ذكرها الأخ الفاضل عبد الخالق نتيج :
والقصة تبدأ بسقوط حصان في بئر بأحد القرى الصغيرة فبدأ يفكر صاحبه في كيفية إخراج حصانه من البئر ,
ولما تعذر عليه إخراجه وكذلك لأن البئر ليس به ماء، بدأ يفكر بأن حصانه قد كبر وأصابه العجز
وقرر بمعية مساعدة أهل القرية أن يرحموا الحصان ويخلصوه من عذابه وكذلك أن يردموا البئر لئلا يسقط به أحد غيره،
بدأ أهل القرية برمي التراب و كل ما يأتي أمامهم في البئر ،
لكن طموح الحصان كان أكبر من ان يسمح بدفنه حيا فبدأ يحرك ظهره ليسقط التراب والأحجار على الأرض،
ثم يستعملها ليصعد مرة تلو الأخرى حتى استطاع أن يخرج نفسه بنفسه من البئر.
لولا الله ثم طموح الحصان للنجاة لاستسلم لقدره ومات في البئر، ولم يسمع بقصته أحد.
قد تقول إحداكن أريد أن أكون من أصحاب الهمم العالية ولا أحب العجز والكسل ولكن أعاني من مرض ضعف الهمّة.. فماذا أفعل؟
هل تريدين العلاج يا رفيقة الخير ؟!!
استعيني بالله أولاً ثم الزمي أهل الهمم , صاحبيهم , كوني بقربهم
"سئل الجبل مما عُلوك فقال: من دُنو الوادي"، إن كل إنسان قادر على أن يكون له أثر في حياة الناس لو امتلك شعلة الطموح
لتدفعه لمزيد من البذل و الجهد.
"
همَّــــــــة المؤمـــن أبلغ من عملـــــــه
قال صلى الله عليه وسلم:" من همَّ بحسنة، فلم يعملها، كتبها الله عنده حسنة كاملة " رواه البخاري
وقال صلى الله عليه وسلم: " من سأل الله الشهادة بصدقٍ، بلَّغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه " رواه مسلم وغيره
وقال صلى الله عليه وسلم فيمن تجهز للجهاد، ثم أدركه الموت: " قد أوقع الله أجره على قدر نيته " رواه الإمام أحمد وغيره
وقال صلى الله عليه وسلم : " ما من امرئٍ تكون له صلاة بليل، فغلبه عليها نوم ، إلا كُتب له أجر صلاته،وكان نومه صدقةً عليه "
رواه النسائي وأبو داود
وقد يتفوق المؤمن بهمته العالية كما بيَّن ذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في قوله:
" سبق درهم مائة ألف "، قالوا: يا رسول الله ، كيف يسبق درهم مائة ألف ؟! ،
قال:" رجل كان له درهمان ، فأخذ أحدهما ، فتصدق به ، وآخر له مال كثير ،
فأخذ من عَرْضها مائة ألف "رواه أحمد وغيره
ومن أبرز صفات صاحب الهمة أنه ذو طموح ، والطموح كنز لا يفنى ولا يبلى ، ولا يسعى للنجاح من لا يملك طموحًا القليل من الناس حباهم الله بهمم عالية لإنتاج الطموح في دواخلهم، منهم من يظنّ أنه وصل إلى حدّ طموحاته، ومنهم من لم يصل الصفر بعد، ومنهم من يؤزّه مهماز النجاح ومنهم من ينتظر. والطموح عادة ما يكون حسب المطموح فيه، وقال صلى الله عليه وسلم: ( لو كانَ الإيمانُ منوطًا بالثُّريَّا لتناولَهُ رجالٌ من فارسَ) حديث صحيح
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: ( قالَ ناسٌ من أصحابِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يا رسولَ اللَّهِ مَن هؤلاءِ الَّذينَ ذَكرَ اللَّهُ إن تولَّينا استُبدِلوا بنا ثمَّ لا يَكونوا أمثالنا قالَ وَكانَ سلمانُ بجنبِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ قالَ فضربَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فخِذَ سلمانَ وقالَ هذا وأصحابُهُ والَّذي نفسي بيدِهِ لو كانَ الإيمانُ منوطًا بالثُّريَّا لتناولَهُ رجالٌ من فارسَ ) صحيح الترمذي
فالمطر لا يهطل على سقف واحد فكوني كالمطرة تهطلي بطموحك وهمتك بكل مكان والنجاح والراحة لا ينامان معاً.
وقفة ...
سأل الشاب أحد الفلاسفة قائلاً :
- يا شيخنا، كيف يمكنني أن أغيّر العالم، أو أجعله أفضل مما هو عليه الآن.؟ قال له: - العالم أجمع يا بني. - نعم .. يا شيخنا .. كل العالم. - سرح شيخنا بنظره قليلاً ثم قال: - عندما كُنت شاباً، في مثل سنّك تقريباً، قرّرت أن أغيّر العالم، ولكن وجدتُ من الصعوبة بمكان أن أغيّره، تنازلت قليلاً، فقلت سأحاول أن أغيّر دولتي، مرّت بي السنوات، وازددتُ حكمة ووجدتُ أنه من المستحيل أن أفعل هذا الأمر، اتخذت قراراً حاسماً سأغيّر مديني التي أعيش فيها لتسير نحو الأفضل، ولكن بالنسبة لشيخ كبير مثلي كان الأمر تقريباً مستحيلا، وهداني تفكير نحو تغيير عائلتي، فإنها أسهل من تغيير العالم، وأقل جهداً من تغيير دولتي، وليست متعبة كتغيير المدينة، ولكن هل تصدّق يا بني حتى عائلتي لم أستطع تغييرها نحو الأفضل، وكما ترى أنا شيخ كبير، وأكبر جهد من الممكن أن أقوم به هو الكلام،وليس سواه، وأدركت أن الشيء الوحيد السهل المتوفرّ لدي الآن أن أبدأ بتغيير نفسي، وأنا الآن ساعٍ بكل جهدي في الشأن، لأنني توصّلتُ إلى أنني عندما أغيّر نفسي إلى الأفضل، من الممكن أن ينتقل هذا التأثير نحو عائلتي فيتغيّرون، وإذا اجتهدت العائلة الكريمة، من المحتمل أن تنقل هذا التأثير إلى كل المدينة، فيتغّير أهلها، وإذا الله قال كُن ستنقل المدينة تأثيرها إلى كل مُدن البلاد، وبعدها يا بُني إذا شاء الله بعد عمرٍ طويل، سيكون الطريق ممهّداً لكي تغّير بلادنا كل العالم، خلاصة القول يا بُني:
- إذا أردّت أن تُغيّر العالم، فـ أبدأ بتغيير نفسك.!
وهذا مستنبطا من قول الله تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ ) سورة الرعد آية 11
مفتاح الفشل هو محاولة إرضاء الجميع.
وأنتِ يا عالية الهمّة ما طموحاتك ؟ هل أنجزتي ما طمحتي إليه أو بعضاً منها ؟
سأبدأ بنفســـي : أكبر طموحاتي أن أصل إلى أعالي الجِنان وأسأل الله أن يُبلغني إياها
ومن الطموحات التي أريد أن أحققها , فلدي الكثير من الطموح ومازلت أسير في تحقيقها سأذكر بعضاً منها أهمها حفظ كتاب الله وتعلم التجويد والتفسير وأسأل الله أن يحققها لي وأن يرزقنا الخلاص في كل قول وعمل ويجنبنا النفاق والسمعة والرياء آمين
وأطمح كذلك بأن أكون قمة في الخُلُق فالرسول عليه الصلاة والسلام كان خُلُقه القرآن وأجاهد نفسي على ذلك ...
في انتظار قصة طموحاتكم ولو بعضاً منها فلا غنى عنكم وسيكون ذلك تشجيع لنا ولغيركم ولشحذ الهمم ورفع المعنويات وقد قال رسولنا الحبيب عليه الصلاة والسلام: ( واللَّهُ في عونِ العبدِ ما كانَ العبدُ في عونِ أخيهِ ) حديث صحيح وقال أحد السلف رحمه المولى: رُبّ عمل صغير تُعظمه النّية