ذَكَاءُ قَاضي
كان إياس قاضياً ذكياً ، حل كثيراً من القضايا بذكائه وسعة حيلته ،
واشتهر بذلك .
ذات يوم حضر إليه رجل يشكو صاحباً له قائــلاً : يا سـيدي
القاضي ... لقد استودعت هذا الرجل مالاً كثيراً ، وخرجت في رحلة لي ، فلما
عدت أنكلا أنه اخذ المال ، فانظر ماذا ترى ؟
القاضي إياس موجهاً كلامه للشاكي : هل رآك أحد آنت تعطيه المال ؟
الشاكي : لا
القاضي أياس : وأين كنتما عندما آعطيته المال ؟
الشاكي : كنا عند شجرة في ألصحراء .
القاضي أياس موجها كلامه للرجل : هل أعطاك المال ؟
الرجل : لا ، يا سدي القاضي ...ما آخذت منه مالاً ، ولا رأيت هذه الشجرة في حياتي .
القاضي إياس للشاكي : اذهب إلى المكان و انظر إلى الشجرة ، فلعل
الله يظهر لك حقك ، ولعلك دفنت مالك عند الشجرة ، ونسيت ،
فإذا رأيت الشجرة تذكرت .
الشاكي : حاضر . ( أطاع أمر القاضي وخرج متوجهاً إلى الشجرة )
القاضي أياس للرجل : اجلس هنا بجواري حتى يرجع صاحبك ،
فلعله يجد ماله ، فأحكم لك بالبراءة .
جلس الرجل واخذ أياس ينظر في قضايا الناس ، وكأنه نسي القضية
كلها ..حتى إذا مرت فترة من الوقت ، التفت إياس إلى الرجل
فجأة، وقال له : هل تظن أن صاحبك قد بلغ موضع الشجرة الآن ؟
الرجل : لا....إنها بعيدة .
القاضي إياس : ياخائن الأمانة ! ، الرجل استودعك المال عند الشجرة
وأنت تنكر حقه ! .
اضظرب الرجل ، وقال : نعم إنني مذنب ، وأرجو ان تعفو عني يا
سيدي القاضي.
القاضي إياس : وأين مال صاحبك ؟
الرجل : إنه عندي .
القاضي إياس : اذهب الآن ، واحضره ,
( ذهب الرجل ، واحضر المال ، وانتظر إلى أن جاء صاحبه )
الشاكي : ياسيدي القاضي ، لقد ذهبت إلى مكان الشجرة ، فتذكرت انني اعطيت هذا الرجل مالي ، ولا أشك في ذلك
القاضي إياس : صدقت ، وقد اعترف صاحبك بذنبه ، فخذ مالك منه .
الشاكي : أطال الله عمرك يا سيدي ، بحلمك وعدلك أعذت الحق لأهله .
القاضي إياس للشرطة : خذوا هذا الرجل إلى السجن ، فقد حقت عليه العقوبة .