أصبحت الجلسة أكثر راحة حيث تعطي خالد أكبر قدر من الحرية في الجلوس و خاصة بعد تلك الوجبة الدسمة...
جلس خالد و دارت فناجين القهوة و الشاي على الحضور...
سعادة خالد لا توصف و هو يرى نفسه في هذا العالم المختلف...
و الأجمل أنه بين مخلوقات يجمعهم دين واحد...
أصبح خالد أكثر راحة و أكثر حرية...
تلفت حوله فلم يجد زيزفونة...
سأل خالد ملك الجن: أين زيزفونة؟!!
أجابه الملك: ستأتي حالاً...
ما هي إلا دقائق حتى دخلت "زيزفونة" و قد بدلت ملابسها و تبدلت تسريحة شعرها...
هذه المرة كانت ترتدي لباساً أزرق اللون و بأكمام طويلة...
أما شعرها فقد قُسِم إلى جديلتين رآهما خالد أكثر طولاً و لمعاناً...
بدت أكثر طفولة... بل .. أكثر سحراً...
حين اقتربت "زيزفونة" أحتضنها خالد بقوة...
كان سعيداً بحضورها ثم قبلها و أجلسها جواره...
أمسك بكفها و هي بدورها ضمت أصابعه بيدها الصغيرة...
تكلم "هيدبا" موجهاً كلامه إلى خالد: لماذا تُقَبِل زيزفونة؟!!
أجاب خالد مستغرباً و بسرعة: إنها أجمل و أروع طفلة رأيتها في حياتي...
التقط ملك الجن طرف الحديث و باغت خالد بسؤال: هل تتزوجها؟!!
خالد متعجباً: أتزوج من؟
ملك الجن: هل تتزوج من ابنتي"زيزفونة"؟!!
صمت خالد و في وجهه ابتسامة ممزوجة بحذر...
فهو يخشى أن يتعرض لمشكلة ما إن هو رفض...
لكن كيف يتزوج بطفلة؟!!
قال "طارخ" و هو يبتسم في وجه خالد بصوتٍ أكثر وداً: لا تقلق يا خالد, أجب شيخ القبيلة...
تكلم"هيدبا" والد طارخ قائلاً: تكلم يا خالد, فوالله لو طلبت منا كنوز المشرق و المغرب لأحضرنا لك ما تسعنا القدرة عليه...
قال ملك القبيلة:يا خالد, إن لك علينا دين كبير و فضل بعد الله, فلو وقعت "زيزفونة" بين أيديهم لصرنا في همٍ و ابتلاء عظيم بين طاعة الله أو قبول حكمهم فينا بخدمة السحرة لأذية عباد الله المسلمين...
أجاب خالد قائلاً: كيف أتزوج من طفلة؟!ّ!
رد عليه ملك الجن قائلاً: يا خالد.. زيزفونة ليست طفلة!!!
إنها في الــ
0 من عمرها بحساب أعمار البشر,لكنه شكل ارتضته لتجعلك تشعر بقدرٍ أكبر من الاطمئنان...
أجاب خالد ببرود و في وجهه نظرة حمقاااااااء لأنه لم يفهم الكلام جيداً, أجاب قائلاً: لا تعني مساعدتي لها أنني ملكتها إنما فعلت ذلك لوجه الكريم و أشكرها على ما فعَلَته فقد شعرت في وجهها بالأمان...
أحس خالد "بزيزفونة" و هي تسحب كفها من بين أصابعه بهدوء...
نظر إليها ليجد وجهها و قد اكتسى بحمرة خجل آسرة...
رأى في عينيها نظرة ساحرة لم يفهمها و لم يرى مثلها قط...
ابتعدت "زيزفونة" قليلاً عن خالد...
لم يعي خالد ما يحدث لكنه و رغم ذلك قربها منه و أمسك بكفها من جديد فإن كان سيبحث عن الأمان فهذا هو وقته خصوصاً بعد رفضه الزواج منها...
نظرت "زيزفونة" إلى خالد بنظرة شبه مكسورة إلا أنها لم تسحب يدها هذه المرة فهي تشعر أن الخوف بدأ يسري في قلب خالد...
هم خالد بتقبيلها لكنها أشاحت بوجهها بعيداً عنه بدلال و عزةِ نفس لا تصدر عن طفلة...
ابتسم طارخ و قال بصوت هامس استطاع خالد سماعه: البشر!!! دائماً على عجل...
سمعت زيزفونة كلمات طارخ فاطرقت برأسها إلى الأرض و تنهدت بابتسامة مكسورة دون أن تُعلِق...
نظر شيخ القبيلة إلى "زيزفونة" و هو يقول: نعم أنتِ أجمل طفلة...
لحظات من الصمت مرت قطعها صوت أحدهم و هو يدخل المجلس صائحاً: القوة لله.. القوة لله.. القوة لله ثم لقبيلتنا
اقترب الشخص من الملك و قال: أيها الملك"خوصان", لقد استسلموا و وافقوا على شروطنا...
هب ملك القبيلة واقفاً و هو يردد الله أكبر.. الله أكبر...
ضج المجلس بالتكبير و التهليل فرحاً بهذا الخبر...
لم يفهم خالد جيداً لكن عرف أن "خوصان" هو أسم ملك القبيلة و والد "زيزفونة"...
احتضن ملك الجن شقيقه"هيدبا" و تعانق أفراد القبيلة...
اقترب "طارخ" من خالد و طبع قبلة على رأسه و هو يقول: يسلم رأسك يا خالد...
سأل خالد فرحاً : ماذا فعلت لأستحق هذا الشرف...
قال الشيخ و هو يحتضن خالد: هذه أخرى من مآثرك يا خالد...
لقد استسلمت قبيلة الجن الكافرة و استجابت لشرطنا بالرجوع عن أذية الأنس و مداواة من كانوا سبباً في شقاءه ولم يكن ليتسنى ذلك لولا الله ثم وجودك...
قال "طارخ" سعيداً: و هي جولة من البطولة و النصر تكتب لقبيلتنا
تكلم"هيدبا" و هو يرفع بصره إلى السماء: اسأل الله لك أجر كل من شفي يا خالد...
الكل احتضن خالد و قبله إلا زيزفونة فقد قبَّلت يده مما جعله يشعر بسعادة و فخر أكبر...
تغيرت حركة الجن في المجلس بشكل غريب...
فكَّت "زيزفونة" من جدائلها و نثرت شعرها على كتفيها ثم تقدمت إلى منتصف المجلس...
تُرى ماذا حدث و لماذا تتصرف زيزفونة بهذه الطريقة...
سنعرف ذلك في الجزء القادم
...................
مع خااالص شكـــر وتحياتي :