نسمـــات ونبضـــات ...
إن الحمدلله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ،و نعوذ با لله من شرور أنفسنا
ومن سيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له ...ومن يضلل فلا هادي له ,
وأشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمد حبيب الله ونبيه ورسوله.
قال تعالى :
(يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا وأنتم مسلمون).
أما بعد..
أقدمها لكن .. ومضات تنير الطريق ..وتحضر الدروب .. وتؤنس القلوب ..
أقدمها إلى من سكنت إلى ربها وطاعته وأمره وذكره
إلى من أطمأنت إلى محبته و عبودته أطمأنت إلى التصديق بحقائق أسمائه وصفاته ..
اطمأنت إلى قضائه وقدره إلى كفايته وضمانه
فأيقنت بأنه وحده ربها .. وأن مرجعها إليه وأنها لا غنى لها عنه طرفة عين..
إنها كلمات ..
ونسمات..ونبضات حياة ..لم يكن فيها إلا الاختيار ..وتنسيق ..
والإعداد بنفس مؤمنه صادقة تستعد دوماً للقاء الله تعالى أكثر مما تستعد لغيره ..
1ـ تحرص أن تكون في كل لحظة على خير الأحوال وأفضلها
لأنها في كل تتوقع لقاء الله سبحانه الذي مابعد رجوع استعداد يتوقف عليها
مستقبلها الحقيقي الأبدي الذي فيه داراستقرارها راجية داعية أن تكون خير
أيامها يوم لقائه ..وخير أعمالها خواتمها ..
2ـ لإيمانها بالملائكة أثر عظيم في حياتها ..شعرت أن معها ملكين موكلين بها ..
ملك عن يمينها يكتب الحسنات ..وملك عن شمالها يكتب السيئات
يلازمانها في إقامتها و ترحالها وفي قيامها وجلوسها وفي صلاتها وعبادتها كلها ..
يلازمانها لا يتخليان عنها إلا في أحوال خاصة ..
فأبت أن يكتب عليها شيئاً لا يليق بها كمؤمنة صادقة ..
حصنت نفسها من الأقوال السيئة التي ستحاسب على كل كبيرة وصغيرة
منها يوم القيامة يوم يقوم الناس لرب العالمين اب العالمين ، قال الله تعالى :
( إذ يتلقى الملتقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد * مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد).
3ـ من سماتها التأمل .. والنظر في مخلوقات الله تعالى.. من أرض وسماء ..
وقمر ونجوم .. وشمس و كواكب ..وبحار وأنهار رياح وسحاب ..
جبال ووديان ..نبات وأزهار ..
فتقف أمام عظمة الله تعالى وقدرته خاشعة خاضعة ..فتزداد إيماناً إيماناً وطاعة .
.حباً وتعظيماً قال تعالى :
:( إن في خلق السموات و الأرض واختلاف اليل والنهار للأيات لأولى الألباب *الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار. )
4ـ تستشعر بقلبها صفات الله سبحانه..فتسعى بها بقدر حظها وقسمها من معرفتها ..
وقيامها بعبوديتها فإن شهدت مشهد علو الله تعالى على خلقة ، واستوائه على عرشه..
تعبدت ربها سبحانه بمقتضى هذه الصفه فيصير لقلبها صمد يعرج إليه مناجياً له مطرقاً
واقفة بين يديه وفوق العبد الذليل .. فتستحي أن يصعد إليه من كلامها وعملها صاعدٌ إليه معروض عليه ما يخزيها ويفضحها هناك .
5ـ تستحضر منه تعالى عليها أن وفقها لطاعته وعبادته ..تحذر من أن يتسرب شيء من الشعور بمنة العبد على الله تعالى .
تعلم أن ذلك محبط للعمل ..مذهب للإيمان ..وأن أخضر ما كان بالقلب لصعوبة الإحساس به ودقته وخفائه فتجاهد وتدافعه عن قلبها فهو أخطر من الرياء.
6ـ علمها بتفرد الرب سبحانه وتعالى بالضر والنفع .. والعطاء و المنع ..
والخلق والرزق .. جعل قلبها معلقاً بالله سبحانه ..ليس بالأشياء والأشخاص ..
عبادتها خالصة الله تعالى .
7ـ إن أحبت .. أحبت في الله تعالى .. إن أبغضت .. أبغضت في الله تعالى ..
إن أعطت .. أعطت لله تعالى و أن منعت.. منعت لله تعالى ..
قلبها منعقد على الاقتداء برسول صلى الله عليه وسلم دون أحد في أوقوالها وسائر أعمالها .
8ـ تعمل جاهدة.. ناصرة.. راضية النفس .. متألقة المشاعر ..حفية بدينها .. وفيه لربها .. تسعد بالبذل في سبيل الله تعالى ..
مستشرفة جزاءها الأوفى عند مولاها .. فتزداد هدى ورشاداً .. جداً وإخلاصاً حتى ترى ثمار دعوتها تتقدم .. في طريق النشر والخير ..
وإرجاع الخلق للحق قال تعالى ( حتى لا يكون فتنة ويكون الدين لله ).
9ـ أبية عنيدة .. لا تخضع قوة الأرض لأنها تتلقى أوامرها من الله تعالى .. مسلمة لا تنجر وراء حثالة ولا تنسحب خلف تقاليد ..
ولا تثق في مناهج بشر .. إنها آمنت بالله تعالى حكماً ..
ولم تبتغ غير منهاجه نظاماً..
قال تعالى :
( أفحُكم الجاهليةِ يبغُون ومن أحسنُ من اللهِ حُكماً لِقومٍ يوقنون ).
10ـ تفيء دوماً إلى ظلال القرآن الوارفة.. تستروح فيها نسمات الندى المعطرة ..
تستشرق آفاق الخير تفتحها لها آيات الذكر الحكيم قال تعالى :
(ألابذكر الله تطمئِنّ القُلوُبُ).
تصوم وتصلي فرضها تنظر إلى السماء بقلب متلهف ..
ولسان ضارع و قلبٍ خاشع وكفين مبسوطين
تنتظر عطاءات إلاهها ورضوانه عليها فطوبا لها ..