الفصل الثالث ::
أطلّت الشّمس على الكون و داعبت خصلاتها الذهبية أجفان العصافير ،، فنهضت من أوكارها و افترشت ورق الشجر موائدً لها لتحلّق بعدها في السماء
و بدأ يوم جديد حاملا في جعبته مفاجأة سارّة ستذهل عقل الأميرة النائمة على سريرها الأبيض الفوضوي ،، الذي تبعثرت وسائده السّوداء على الأرضية.
حرك أحدهم مقبض الباب بهدوء كآنت كآري التي دخلت لتجد المكآن فوضوي و الطريقة المضحكة التي كآنت نآئمة فيها روزآ ،، ضحكت كآري فعفوية و هي
تلتقط الوسائد الملقآة على الأرضض ثم جثت على ركبتيها لتبدآ بهز روزا بهدوء : روزآ ,, روزآ هيآ اسستيقظي ،، فتحت روزآ عينيها بهدوء و لكنها فور مآ
أغلقتها لدخول أششعة الششمس عنوة في عينيها فأخذت كآري الغطآء عنها بقوة لتستسلم روزآ و تقوم عن سريرها قآئلة لكآري بصوت يدل على التعب : هل توقف
المطر ؟ ،، ردت عليها كآري و هي ترتب السرير : نعم لقد توقف ،، أرآدت روزآ أن تخرج لولا استوقآف كآري بكلامها قآئلة : لن تذهبي إلا أي مكآن اليوم ،، التفتت
روزآ لها و هي ترفع أحد حاجبيها بإسستغرآب لتقول : لما ؟ ،، أجابتها كآري : ستذهبين اليوم برفقة السيد جيمي للمدرسة ،، عآودت كآري لترتيب غرفة روزآ و قبل
ذلك نظرت للروزآ لتجد أن ملامح وجهها مآ زآلت مسستغربة فقآلت : أنه حآرسسك ،، اختفت ملامح الإستغرآب لتظهر ملامح السخرية و هي تقول : أنا قلت لكم أني
لا أريد الذهاب للمدرسة و لا أريد حآرسآ و لن يجبرني أحد على الذهاب المهم الآن أنا سأخرج ،، صرخت كآري قآئلة : روزآ إنتظرررري .. ،، لم تستطع كآري إكمآل كلامها
لأن روزآ خرجت و أغلقت البآب بعنف خلفها ،، التفتت روزآ خلفها لتجد ذلك الشخص المدعو بجيمي تخطت روزآ جيمي بينمآ قآل هو : اليوم عليك الذهاب للمدرسة ،،
قآلت له روزآ بسسرعة : أنا لا أريد ،، قآل جيمي و هو يبتسم : يبدو أن كآري لم تخبرك أو ربمآ هنآك شخص خرج بسرعة و لم يسسمع ،، استغربت روزآ من
كلامه و لاحظ جيمي ذلك و قآل : سمعت أنك تريدين أن تصبحي كآتبة يومآ مآ ،، روزآ : ومآ شآنك ؟ ،، استدآر جيمي و مشى و هو يقول : لا ششيء فقط لأني
أفكر في الذهآب إلى قرية فورسين يقولون أن هنآك مدآرس لتعلم كيفية كتآبة الروآيآت و لكن لا بأس ،، اتسعت عينآ روزآ و قآلت و هي تركض إتجآهه : انتظر
خرجت كآري من غرفة روزآ و التفتت في كل الإتجآهآت لترى روزآ و ابتسمت عندما راتها برفقة جيمي يقصدها الممر الرئيسي المؤدي إلا الخآرج ،، أكملت
كآري مسيرتها لبآقي الغرف للتنظيف و لكنها فوجئت بمرور المآركيز روبرت بجوآرها فأنحنت قآئلة : المآركيز روبرت ،، ابتسمت روبرت إبتسآمة مصتنعة
و هو يركض و كآنه يلاحق أحدآ فقآلت كآري : سيدي إنتظر ،، وقف روبرت و زفر ثم التفت لكآري قآئلا : مآذآ ؟ ،، كآري : آسفة على إزعآجك و لكن هل
من أخبآرك عن الكونت الأول صآحبة الجلالة قلقة جدآ عليه ،، وقف روبرت لمهلة و هو ينظر لكآري و كآنه يتذكر ششيئآ .
جآك : لقد تآكدنآ أن الكونت الأول مآيك ليس مخطوفآ ،، ضحكت روبرت و قآل بسسخرية : هذآ مسستحيل هل نسيت رسآئل التهديد يا جآك مآ هذآ
التوقع الذي طرآ لك أيها النقيت أنه حقآ .. ،، قآطعه جآك قآئلة : لن أنكر أنهم حآولوآ خطفه و لكنه هرب و كآن يهرب لمسآفآت طويلة و للأسف وقعت
قدميه على سوريسرآ و هذه الأرآضي هي ملك لإسبآنيآ أي لأعدآئنا للأسسف الشديد لقد امسسكوآ به ووضعوه في السجن هذه مششكلة كبيرة و هنآك
إحتمآل كبير أن يتم قتله و ليس بوسسعنآ فعل ششيء لأنه سيكون تمرد على حقوقهم يا سيدي .
لوحت كآري بيدها فتحركت رموش روبرت و قآل و هي يتآبع طريقه : لا مآ من أخبآر أبدآ ،، قآلت كآري : إنه يتصرف بغرآبة .
بآريس الساعة 10:00 صبآحآ
كآنت كآثرين تحدق بهيلين النآئمة التي لم تستيقظ أبدآ وقفت كآثرين و كآنت نظرآت الحزن وأضضحة على وجهها الشآحب حيث أنها قآلت : لماذآ
تركتك يا هيلين و أنتي في هذه الحآل ؟ لا أعلم حقآ مآ كنت أفكر فيه حينها لمآ أترك أعز صديقآتي تعآني كل هذآ الحزن و البؤس بمفردها يآليتك
يا هيلين تعرفين مآ حصصل معي و لكنه لن يكون عذرآ فبعد كل مآ حصصل معك فمن المسستحيل أن يكون هذآ عذرآ يوقل ،، كآنت هيلين تتظآهر
أنها مآ زآلت نآئمة في الحقيقة أنها كآنت تسمع كل مآ قآلته كأثرين ،، كآثرين : أحيآنآ أتمنى لو أمكنني الرجوع للورآء إلى اليوم الذي تزوجت فيه
يآليتني حينها دعوتك و لم أتردد كم كنت حمقآء فعلا ,, لقد سيطر الحب على الصدآقة و عشت ببرآءة بدونك يا صديقتي العزيزة .
طرق أحدهم البآب فدخل بعد أن أؤذن له بالدخول فكآن النقيب جآك ،، مسحت كآثرين دموعها و قآلت : النقيب جآك ؟ مآ الذي أتى بك إلى هنآ
كآن جآك يلتقط أنفآسه و قآل : ليس لدي وقت لأششرح لك شيئآ يا سيدتي أين هو المآركيز روبرت ،، تسآءلت كآثرين قآئلة : ألم يكن معك ؟ ،،
أجابها جآك : نعم لقد كآن معي و لكنه قآل أنه سيآتي إلى هنآ ،، كآثرين : لا لم يآتي يآ ترى أين هو ؟ ..
قرية فورسيت في تمآم السآعة 11:00
خرج جيمي و روزآ من المدرسة الذي تكلم عنها جيمي فقآل جيمي : مآ رآيك ؟ ،، أجآبت روزآ : لا بآس فيها ،، جيمي : لم يعجبك ؟ ،،
روزآ : ليس كثيرآ إنها مدرسة عآدية جدآ و إنهم للصغآر المبتدئين في الكتآبة ؟ ،، استغرب جيمي من جوآبها و قآل : و أنتي لست مبتدئة ؟ ،،
روزآ : بالتآكيد لا أنا لسست بمبتدئة لنذهب هيآ لقد أضعت وقتي ،، جيمي : أنا أيضآ كنت أريد ان أصبح كآتبآ ،، روزآ بسخرية : و مآذآ
حدث ؟ لقد عميت و لم تستطع هآ هآ مؤثر لنذهب هيآ ،، كآنت روزآ لتذهب قبل تسمعه يقول : في الحقيقة كنت محآربآ في جيش وآلدك
وقفت روزآ و التفتت له بسسرعة و اقتربت منه قآئلة : وآلدي ؟ ،، جلس جيمي في صخرة تحت شجرة الكستنآء و جلست روزآ بقربه و
قآل : كنت أحلم أن أصبح كآتبآ منذ كنت صغيرآ و إلا الآن و لكن أمي مرضت و حينها لم يكن لدي أي عمل للأسف الشديد تركت
الكتآبة و بحثت عن عمل فعرفت و عن طريق الصدفة أنهم يبحثون عن محآرب فذهبت إليهم ،، قآلت روزآ : و أنت أعمى ؟ ،، أكمل
جيمي متجآهلا السؤال : ووفقوا علي لأنهم لم يجدوآ أحدآ حينها بعد مرور الزمن أصبحت شخصآ يثق فيه الملك و كنت المقرب له
رغم صغر سني و للأسف في الحرب التي حددت مصير فرنسآ مآت وآلدك و الإسبآن رموآ قنآبل على العديد من الأنآس و كلهم فآرقوآ
الحيآة أحمد الله أني لم أكن كمآ حدث لهم و لكني فقدت بصري و أصبحت أعرج أيضآ و فقدت الأمل لأن أكون كآتبآ و هآ أنا الآن أعود
لذلك القصر الذي دمرني و لكني لست من النوع الذي ينتقم لأني فعلا أحببت وآلدك و هو بمثآبة أخي الذي لم تنجبه أمي ،، تأثرت روزآ
بمآ قآله و هبطت دمعة من الجهة اليسرى من عينيها فمسحتها بسرعة ووقفت و هي قآلت و هي تنظر للسماء و قد بدت على
ملامحها نظرآت الحزن العميق : الناس قنآع مصطنع اللون كذوب .. فخلف وداعته يختبئ الحقد المشؤوم ،، التفت جيمي لها بنظرة
تعجبية تعبر عن غرآبة كلمآتها الأخيرة على مسآمعه و قآل : قد يحمل كلامك شيئا من الصحة و لكن ليس كل البشر كمآ تعتقدين
فكمآ أن هنآك شر فهنآك خير أيضا ،، نظرت له بملامح سآخرة لتجيب : سيتبخر الحلم الصادق ليحل محله كآبوس ،، أما الخير فلقد
أصبحت مجرد كلمة تُقرأ في القاموس ،، شعر جيمي أن الموضوع أزعجها فغير الموضضوع قآئلا بروح مرحة : لم تكذبي عندما قلتي
أنكي لسستي مبتدئة و لكن من دربك و ععلمك كل هذآ ،، روزآ : إنه .. ،، و لكن فور ما تبدلت ملامحها للغضب قآئلة : و مآ
شآنك لنذهب هيآ ..
نهآية الفصل ::
عذرآ لقصره و عذرآ لأنه خآليآ من الأحدآث
أعدكن لاحقآ بفصل طويل مليئ بالأحدآث