قِـيثَـآرَهـ كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 2544 تقييمــيً % : : 53011 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 121 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 30/05/2012
| موضوع: الغيبة والظلم 5/11/2013, 3:33 pm | |
| يوم من الأيام ، والذي لن يبرح مخيلتي ما حييت
،، وبعد صلاة المغرب مباشرة ، وقفت أمام باب إحدى الصيدليات أنتظر قدوم الصيدلي ،
وأثناء ذلك إذ بسيارة تقف بجوار سيارتي ، يقودها شاب عشريني ، وبجانبه إمرأة ،
رأيتها ترتدي نظارة وبدت تجاعيد جفونها
و دمعةٌ يتيمة تعلقت على هدبها
وصل الصيدلي ، وعندما هم في فتح الواجهات الثلاث للصيدلية ، وإذ بالشاب يطلق بوق سيارته ، قاصدا بها الصيدلي الذي لم يلقي له بالا ، واستمر في فتح الابواب ،
أعاد الشاب ما فعله في المرة الأولى ، إلتفت الصيدلي و ملامح وجهه يعتريها الغضب ،
وهو يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله , وكأنه سمعني حين قلتها بصمت ..!
فُتح الباب الرئيسي ، وعند دخولنا ، أعاد الشاب فعلته ولكن لا حياة لمن تنادي !
وبينما الصيدلي يأخذ مكانه ،
قلت له : يا أخي الناس ذولا فيهم كسل غريب ، (البقالات) ومشيناها ، لكن صيدلية ؟!
قال : أنا عارف ، لا ومعاه حرمه ، خلاص أنزل وخذ حاقتك وتوكل ، إيه الكسل دا ! قلت : كلها دقيقة ينزل وما هي بضارته ، قلة حيا صراحة !
قال : خليك منه ، أنت عاوز أيه قلت : عطني كذا و كذا
أخذت الأدوية ، إتجهت لسيارتي ، وعند خروجي ، ألقيت نظرة على الشاب وتفاجأت ، بأنه غير موجود ، وباب السائق مفتوح و نظرات المرأة تتجه لمكان الشاب ، ومن حركة رأسها ويديها أيقنت بأنها تتحدث مع أحد ما ، أثناء ذلك فُتح الباب الذي خلف السائق ، ولكني لا أرى أحد ، ركبت سيارتي ، وأنا في قمة الحيرة والإستغراب ، ولا زلت أنظر و أترقب ،
ترددت كثيرا بين أن أذهب لأرى ما يحدث وبين أن أبقى !! فتحت المرأة بابها
- المشهد الآن بطيء جدا - ،، لأن بطلته (أطال الله عمرها) هي تلك المرأة المسنة ، التي أثقلت كاهلها تصاريف السنين ، من نزولها وحتى وصولها للجهة الأخرى ، ما يعادل المسافة التي قطعتها أنا من باب الصيدلية إلى سيارتي عشر مرات ،
وبينما هي في طريقها إلى الشاب ، سمعت هذه المحادثة
قالت : يا وليدي عوّد ، لا إله الا الله ، كان خليتني أنزل
قال : يا يمه عودّي أنتي الله يخليتس لي ، خلاص عودّي ،
قالت : لا حول ولا قوة إلا بالله , يا ولدي لا تنزله لا تنزله وأنا أمك ! - هنا سمعت صرخة قوية من الشاب - قال : خلاص هذا أنا نزلته عودّي يا يمه ! قالت : وكيف بتَرْكبه ؟!!
كل ما يخطر على بال ، من هموم الدنيا ، وقع على رأسي ، أثناء هذه المحادثة ،
:: أما تفاصيل ما حدث فهو أنّ
الشاب "مُقْعَد" ، نزل من سيارته سقوطاً على الأرض ، وأخذ يزحف حتى وصل للباب الآخر ، فتح الباب ، ثم سحب كرسيه المتحرك ، حتى أوقعه على جسده ، (وهذا سبب صرخته القوية تلك)
نزلت مسرعاً إلى الشاب ،
قلت : السلام عليكم قال : وعليكم السلام قلت : خلاص الله يحفظك ، أبرجع الكرسي ، وبرجعك للسيارة ، وعلمني وش تبي من الصيدلية
قال : لا يا خوي شكرا ، الله يسهل عليك
الأم : يا ولدي خلاص عذبت عمرك ، وأنا بروح أجيب الأبر ترى الحاجة لي وأنا أمك ,
قلت : يا خالة أنا بجيب اللي تبون ، يارجال والله ما تروح ، أذكر الله وخلني أرجعك يا خوك
الأم : خلاص يا ولدي عوّد مكانك أو جعت قلبي عليك وأنا أمك ..
أعدت الكرسي إلى مكانه ، وحملت الرجل أيضا إلى مكانه ،
قلت : وش تبون من الصيدلية
قال : أُبر سكر و مسحات طبيّة لأمي ،
قلت : أبشر وجعلها ما تشوف شر
عدت للصيدلية ، وضميري يردد في ذروة تأنيبه لي "سامحك الله لما تجاهلتني"
، ودموعي تراود عيني عن نفسها ، وإذ بالصيدلي ، واضعاً كفيه على وجهه ،
ظننتها حركة طبيعية ، وعندما رفعهما ، وإذ به في حالة ذهول ، وهو يقول (سامحني يارب)
كان متابعا لما حدث ، الذي صار بيني وبينهم عند السيارة -
قلت أنا : و سامحني يارب
أخذت الأبر ، والمسحات الطبية ، وأعطيتها الشاب
وقلت : أقسم بالله ما آخذ ريال واحد ، ليست من باب الصدقة ولا العطف ، ولكن عل الله يكفر بها ظلما أوقعته عليك قبل قليل حين تكلمت وظننت فيك السوء
وأسأل الله أن يشفيك ، وأن يشفي والدتك ، وأن يحفظكما لبعض ،
يا ترى كم من الظلم نوقعه على الآخرين بدون وجه حق ، لماذا لا نلتمس الأعذار قبل أن تتطفل رعونة الأحكام على الآنام ، وقبل أن تتسابق الكلمات إلى حلوقنا من غير رادع وكانها معصومة عن النقص و الإجحاف ،
قد نتساهل في مثل هذه الأمور , أو نمر بها مرور الكرام ، ولكن عندما نتوقف مع أنفسنا قليلا ، حتماً سنوقن بأنها ليست ذنوباً نستصغرها في ظل الغفلة التي نعيشها ،
فـ/الذنوب صغائر و كبائر ، ولكن الغيبة والظلم صغيرهما كبير ، وكبيرهما كبير ..
| |
|