لا إله إلا الله محمد رسول الله
* * * * * * * * * * * * * *
لا إله إلا
اله محمد رسول الله
إعداد: معهد الإمام البخاري للشريعة الإسلامية
لا إله إلا الله
(لا إله إلا الله ) مفتاح الجنة ، ولكنما من مفتاح إلا وله أسنان ، فإن جئتبمفتاح له أسنان فتح لك ، وإلا لميفتح لك.
وأسنان هذا المفتاح هي شروط (لاإله إلا الله) الآتية1 :
1 - العلم بمعناها :
وهو نفي المعبود بحق عن غير الله ،وإثباته لله وحده .
قال الله تعالى (فَاعْلَمْأَنّهُ لاَ إِلََهَ إِلا اللّهُ 2)أي لا معبود في السموات والأرض بحقإلا الله .
وقال صلى الله عليه وسلم : (من مات وهو يعلم أنه لا إلهإلا الله دخل الجنة) رواه مسلم
2 - اليقين المنافي للشك :
وذلك أن يكون القلبمستيقناً بها بلا شك .
قال تعالى : (إِنّمَاالْمُؤْمِنُونَ الّذِينَ آمَنُواْبِاللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمّ لَمْيَرْتَابُواْ)3
وقال صلى الله عليه وسلم (أشهد أن لا إله إلا الله ، وأني رسولالله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك ،فيحجب عن الجنة) رواه مسلم
3 - القبول لما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه:
قال تعالى حكاية عن المشركين : (إِنّهُمْ كَانُوَاْ إِذَاقِيلَ لَهُمْ لاَ إِلََهَ إِلاّاللّهُ يَسْتَكْبِرُونَ *وَيَقُولُونَ أَإِنّا لَتَارِكُوَآلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مّجْنُونٍ)4. أي يستكبرون أن يقولوهاكما يقولها المؤمنون5 .
وقال صلى الله عليه وسلم : (أمرت أن أقاتل الناس حتىيقولوا لا إله إلا الله ، فمن قال لاإله إلا الله فقد عصم مني ماله ونفسهإلا بحق الإسلام وحسابه على الله عزوجل ) متفق عليه
4 - الانقياد والاستسلام لما دلت عليه:
قال الله تعالىوَأَنِيبُوَاْإِلَىَ رَبّكُمْ وَأَسْلِمُواْ لَهُ)6
5 - الصدق المنافي للكذب :
وهو أنيقولها صدقاً من قلبه .
قال الله تعالى : ( آلم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمناوهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين منقبلهم ، فليعلمن الله الذين صدقوا ،وليعلمن الكاذبين)7
وقال صلى الله عليه وسلم : ( ما من أحد يشهد أن لا إلهإلا الله ، وأن محمداً عبده ورسولهصدقاً من قلبه إلا حرمه الله علىالنار) متفق عليه
6 - الإخلاص :
وهو تصفية العمل بصالح النية عن جميعشوائب الشرك . قال الله تعالى : ( وما أمروا إلا ليعبدواالله مخلصين له الدين) 8
وقال صلى الله عليه وسلم أسعدالناس بشفاعتي من قال لا إله إلا اللهخالصاً من قلبه،أو نفسه) رواهالبخاري
وقال صلى الله عليه وسلم : (إن الله حرم على النار منقال : لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجهالله عز وجل )رواه مسلم
7 - المحبة لهذه الكلمة الطيبة :
ولمااقتضت ودلت عليه ، ولأهلها العاملينبها الملتزمين بشروطها ، وبغض ماناقض ذلك .
قال الله تعالى : (وَمِنَالنّاسِ مَن يَتّخِذُ مِن دُونِاللّهِ أَندَاداً يُحِبّونَهُمْكَحُبّ اللّهِ وَالّذِينَ آمَنُواْأَشَدّ حُبّاً للّهِ) 9
وقال صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه وجد حلاوةالإيمان : أن يكون الله ورسوله أحبإليه من ما سواهما ، وأن يحب المرء لايحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود فيالكفر بعد إذ أنقذه الله منه ، كمايكره أن يقذف في النار ) متفق عليه
8 - أن يكفر بالطواغيت:
وهي المعبوداتمن دون الله ، ويؤمن بالله رباًومعبوداً بحق
قال الله تعالى : (لاَإِكْرَاهَ فِي الدّينِ قَد تّبَيّنَالرّشْدُ مِنَ الْغَيّ فَمَنْيَكْفُرْ بِالطّاغُوتِ وَيْؤْمِنبِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَبِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَانفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌعَلِيمٌ)10
قال صلى الله عليه وسلم ومن قال لا إله إلا الله ، وكفر بمايعبد من دون الله حرم ماله ودمه) رواهمسلم
وقد جمع الشاعر هذه الشروط في الأبيات التالية:
وبشروط سبعة قد قيدت وفي نصوص الوحي حقاً وردت
فإنه لم ينتفع قائلها بالنطق حتى يستكملها
العلم واليقين والقبول والانقياد فادري ما أقول
والصدق والإخلاص و المحبة وفقك الله لما أحبه
محمد رسول الله
الإيمان بأنه مرسل من عند الله ،فنصدقه فيما أخبر ، ونطيعه فيما أمر ،ونترك ما نهى عنه وزجر ، ونعبد اللهبما شرع . وأنه خاتم النبيين وأنرسالته عامة لجميع الثقلين.
إن تعظيم أمر النبي صلى الله عليهوسلم ونهيه ولزوم شرعه هو العبيرالصادق عن المعنى الحقيقي لهذهالشهادة .
وهذا إنما امتثال لأمر الحق تباركوتعالى الذي أرسله للناس كافة بشيراًونذيراً وداعياً إلى الله بإذنهوسراجاً منيرا .
واجبنا نحو نبي الله صلى الله عليهوسلم :
1 - تصديقه صلى الله عليه وسلم :
قال الله تعالى : (وَمَايَنطِقُ عَنِ الْهَوَىَ) 11
2 - اتباعه صلى الله عليه وسلم :
قال الله تعالى : (قُلْإِن كُنتُمْ تُحِبّونَ اللّهَفَاتّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُوَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ) 12 ،
وقال الله تعالى : ( لّقَدْكَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّهِأُسْوَةٌ حَسَنَةٌ )13 ، وقالتعالى (قُلْ يَأَيّهَاالنّاسُ إِنّي رَسُولُ اللّهِإِلَيْكُمْ جَمِيعاً الّذِي لَهُمُلْكُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ لآإِلََهَ إِلاّ هُوَ يُحْيِيوَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِوَرَسُولِهِ النّبِيّ الاُمّيّالّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِوَكَلِمَاتِهِ وَاتّبِعُوهُلَعَلّكُمْ تَهْتَدُونَ )14
3 - فرض محبته صلى الله عليه وسلم :
قال الله تعالى : (قُلْإِن كَانَ آبَاؤُكُمْوَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْوَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْوَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَاوَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَاوَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَآ أَحَبّإِلَيْكُمْ مّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِوَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِفَتَرَبّصُواْ حَتّىَ يَأْتِيَاللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَيَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ )15
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبإليه من والده وولده والناس أجمعين )16.
4 - عبادة الله بما شرع صلى الله عليه وسلم :
قال الله تعالى : (وَمَايَنطِقُ عَنِ الْهَوَىَ )17 ، وقالصلى الله عليه وسلم : (منعمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)18 وقالتعالى (مّنْ يُطِعِالرّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ )19
5 - البعد عن إيذائه صلى الله عليه وسلم :
قال الله تعالى: (وَمِنْهُمُالّذِينَ يُؤْذُونَ النّبِيّوَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْأُذُنُ خَيْرٍ لّكُمْ يُؤْمِنُبِاللّهِ وَيُؤْمِنُلِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌلّلّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْوَالّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَاللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )20.
والأذى المقصود هو ما تشمله هذهالكلمة من معنى سواء وجه الأذى لشخصهالكريم ، أو ما جاء به من رب العالمين، أو لسنته ، أو لأهل بيته أو لزوجاتهأمهات المؤمنين أو لصحابته الأخيار .
6 - الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم :
قال الله تعالى : (إِنّاللّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلّونَعَلَى النّبِيّ يَأَيّهَا الّذِينَآمَنُواْ صَلّواْ عَلَيْهِوَسَلّمُواْ تَسْلِيماً )21 ،وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه:أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليهوسلم قَالَ: «مَنْ صَلّىعَلَيّ وَاحِدَةً, صَلّى اللهعَلَيْهِ عَشْراً»22.
صفة الصلاة على النبي صلى الله عليهوسلم :
لحديث كعب بن عجرة (قولوا اللّهمّ صل على محمدٍ وعلى آل محمدٍ كما صليتَ على إِبراهيمَوعلى آلِ إبراهيمَ إنكَ حَميدٌ مَجيد,اللّهمّ بارك على محمدٍ وعلى آلِمحمدٍ كما باركتَ على إِبراهيم وعلىآلِ إبراهيمَ إِنّكَ حَميدٌ مَجيد)23.
1 نقلاً عنكتاب مجموعة رسائل التوجيهاتالإسلامية للشيخ محمد بن جميل زينوا [250 - 252]
2 محمد : 19
3 لم يرتابوا : أي لم يشكوا . الحجرات :15.
4 الصافات : 35-36
5 ذكره ابن كثير
6 الزمر : 54 ، أي ارجعوا إلى ربكمواستسلموا له [ ذكره ابن كثير ]
7 العنكبوت : 1 - 3
8 البينة : 5
9 البقرة : 165
10 البقرة : 256
11 النجم : 3
12 آل عمران : 31
13 الأحزاب : 21
14 الأعراف : 158
15 التوبة : 24
16 صحيح البخاري
17 النجم : 3
18 صحيح مسلم
19 النساء : 80
20 التوبة : 61
21 الأحزاب : 56
22 صحيح مسلم
23 صحيح البخاري