الزكاة أمُّ الإنسانية وروحها العملي وسر نجاح الإسلام ببناءٍ شامخٍ مجيد .هي التي تجعل من الإنسان أخ الإنسان وبها تتم الألفة والمحبة والمودة بين الغني والفقير، وتزول الطبقات العدوانية من نفوسهم وتصطبغ بصبغة العرفان بالجميل والحب والتقدير للغني الباذل الذي يؤثر أخاه الفقير بمالهِ عن نفسه؛ كما تنمو بنفسه علاقة حِبِّيَة إنسانية نحو الفقير، إذ منحه جزءاً عزيزاً من نفسه ''أي المال'' الغالي عليها، قدَّمه حبِّياً لمساعدة أخيه المحتاج .كانت نفسه متعلِّقة بمالهِ فقدَّمه عن رضى وطيبة نفس للفقير وانتقل التعلُّق بالمال للتعلُّق بوشائج المودة بأخيه الفقير وغدا ونفسه مترعة بالعطف والحب له تماماً كما يتعلَّق الآباء بأبنائهم المرضى الذين يكلِّفونهم إنفاق الغالي لشفائهم.هنالك يزول التمايز الطبقي والبغض والكراهية بين الأغنياء والفقراء ويحلُّ محلها العطف والتقدير والمودة.
وفي الزكاة ثقة برضاء الله فتتجه النفوس إلى الله تعالى وتُقبل عليه وتطهر من الصفات المنحرفة عن الإنسانية، كما تتشرَّب الكمالات من حضرة مبدع الكمال فتتشح بوشاحات الصفات الكاملة.
بالزكاة يتحقَّق عملياً قانون الكفالة الاجتماعية والتوازن الطبقي والنهوض بالمجتمع ككل، ويترفَّع أفراده عن مستوى الوحشية والصراع الطبقي إلى مستوى الإنسانية والقناعة والتحابب والتآنس،
أوَ ليس الذي خلقْ ..أعلم بمن خلقْ، أوَ ليس الذي صنعْ ..أعلم بمن صنعْ وبما يكفل للخلْق سعادتهم طيلة الحياة وبعد الحياة؛ بالآخرة حيث الإكرام بالجنَّات ثواب ما ضحَّى المرء وما قدَّم من الصالحات من الأعمال والتي بها صلاح البشرية والنفوس الإنسانية والتي على رأسها إنفاق المال الغالي والعزيز على النفس بوجهه السامي النبيل.
إذن فالزكاة هي الوسيلة التي خطَّها لنا تعالى وجعل منها فرضاً لازماً لتحقيق المودة والإنسانية للبشر كافةً لا فرق بالعطاء بين أبيض وأسود ومسلم وغير مسلم فهم جميعاً نسيج الحضرة الإلهية وعباده، وكلهم إخوة، أبناء آدم عليه الصلاة والسلام.
هذا وإن تطبيق هذه الفريضة الطوعية على غير وجهها الصحيح أفقدها عظيم مزاياها حتى غدت وكأنها ما كانت، لا سيَّما في أزمان المتناقضات بالدسوس التي خلقتها الصراعات، حيث تقاذفت الأهواء وتعارضت الآراء وغدا إعجاب كل ذي رأيٍ برأيه رغم ما يُشاهد من غنى مفرط مع فقرٍ مدقع، بَطَرٍ مفجع مع حرمانٍ مبكي .غنى كما يُقال :فوق الريحِ وشبع مريحْ ..يزامِلُه شقاءٌ وضجر، تبرُّمٌ وملل، يكاد يقتل الغني، إذ رغم أن كلَّ رفاهيةٍ وبذخ موجود بوجود الوافر من المال إلاَّ أن السعادة مفقودة من سمائه والضنك يلازمه ولا يفارقه ينتهي بسأم عجيب وملل غريب.
أما الفقراء فهم في فقر وأي فقر؛ تحسبهم أحياءً وهم من الطفرِ والمسغبة غير أحياء، فكأنهم أموات يمشون على الأرض كالأشباح.
كم من الأمم في العالم الثالث يغزوهم الجوع الفظيع القاتل وأطفالهم الجياع يبكون على لقمة العيش فلا يجدون، يأتيهمُ الموتُ من كل مكانٍ وما هم بأحياءٍ ولا أموات، بل أشباهَ أشقياءٍ حلَّ بدارهم الفناء.
وآخرون :مستلزمات الحياة الجديدة من الحضارة الراقية العتيدة قتلَتْهم بلا رصاص وذبحتهم بلا خناجر يطلبون العمل الشريف فلا يجدون، حتى وإن وجدوا ظُلموا ومُنحوا أجراً لا يسدُّ رمقهم، بل يكاد يزهق نفوسهم فيجعلهم ناقمين على أسيادهم، وقد حُرموا من العطف والإلفة، فشُحنتْ نفوسُهم نقمةً وشظفاً، إذ أضحوا عبيداً ولا عبيد، حيث لم يجدوا عملاً فيه كفافهم، بما يحفظ عليهم كرامتهم وليُكملوا مسيرة حياتهم.
إذن أَمَا آن الأوان لنطبِّق الدواء العجيب بتوزيع الزكاة بوجهها السامي الرشيد التي بها الحلُّ والشفاءُ من كل داءٍ اجتماعيٍّ هدَّام :إذ بها عيشُ العوالمِ يهنأُ وبدونها صرْحُ السلام يُهدَّم .
إذن بتطبيق فرض الزكاة بوجهه الصحيح، أي :بالتوزيع الموضَّح في صحائف هذا الكتاب تدخل السعادة من باب سور الأغنياء فتسعدهم وتخرج التعاسة والشقاء من قلوب المحتاجين والفقراء، عندها يحلُّ الإلف والتآلف بحياةٍ إنسانيةٍ سامية، مع العطف والتآخي والمساواة بدلَ التنافر والتعجرف والضجر.
والآن ما هو هذا السبيل !.وكيف يتمُّ هذا التصريف للزكاة الحكيم ...مع حضارة القرن الحادي والعشرين !.بل أين نسبة الزكاة المستنبطة من كتاب الله الكريم؟.أسئلة تتطلَّب حلولاً كريمةً منقذةً رحيمةً لبني الإنسان نجدها عند علاَّمتنا مرشدِ مسيرتنا، الكاشفِ لما أُغلقْ ..والخاتمِ لما سبقْ ..نستضيء بها من شموس معارفه الكبرى بهذا الكتاب والتي أشرقت فمحت عنَّا جهالات الدسوس وأزالت الشكوك والشبه ببيان منقطع النظير هو علم اليقين، لأنه لا سند له إلاَّ المنطق الحق من كلام ربِّ العالمين بكتاب الله الحق المبين، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله رب العالمين..
آيات الرقى الشرعية
قم توضأ واجلس في مكان طاهر ليس فيه تصاوير ولا تماثيل واقرأ بتدبر: أعود بالله السميع من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
(قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرءانا عجبا (1)يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا (2)وإنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا (3)وإنه كان يقول سفيهنا على الله شططا (4)) (سورة الجن) .بسم الله الرحمن الرحيم
(قل هو الله أحد (1)الله الصمد (2)لم يلد ولم يولد (3)ولم يكن له كفوا أحد (4)) (سورة الاخلاص) .بسم الله الرحمن الرحيم
(قل أعوذ برب الفلق (1)من شر ما خلق (2)ومن شر غاسق إذا وقب (3)ومن شر النفاثات في العقد (4)ومن شر حاسد إذا حسد (5)) (سورة الفلق) .بسم الله الرحمن الرحيم
(قل أعوذ برب الناس (1)ملك الناس (2)إله الناس (3)من شر الوسواس الخناس (4)الذي يوسوس في صدور الناس (5)من الجنة والناس (6)) (سورة الناس) .صدق الله العظيم الستار .وبلغ الرسالة نبيه الكريم المختار .صلى الله عليه وعلى آله المصطفيين الأخيار.
لمن كان له قلب
نــداء لابـــن آدم
يا ابن آدم :تذكر أنه ما مضى فات، وما ذهب مات فلا تفكر فيما مضى فقد ذهب وانقضى، اترك المستقبل حتى يأتي ولا تهتم بالغد لأنك إذا أصلحت يومك صلح غدك كرر (لا حول ولا قوة إلا بالله)و فإنها تشرح البال وتصلح الحال وتحمل بها الأثقال وترضي ذا الجلال أكثر من الاستغفار، فمعه الرزق والذرية والعلم النافع والتيسير وحط الخطايا، البلاء يقرب بينك وبين الله ويعلمك الدعاء ويذهب عنك الكبر والعجب والفخر، لا تجالس البغضاء والحساد فإنهم حمى الروح وهم حملة الأحزان، إياك والذنوب فإنها مصدر الهموم والأحزان وهي سبب النكبات وباب المصائب والأزمات لا تتأثر من القول القبيح والكلام السيئ الذي يقال فيك فإنه يؤذي قائله ولا يؤذيك، اعلم أن من اغتابك فقد أهدى لك حسناته وحط من سيئاتك وجعلك مشهورا، وهذه نعمة، ابسط وجهك للناس تكسب ودهم، وألن لهم الكلام يحبوك، وتواضع لهم يجلوك، كن واسع الأفق والتمس الأعذار لمن أساء إليك لتعش في سكينة وهدوء، وإياك ومحاولة الانتقام إذا وقعت في أزمة فتذكر كم أزمة مرت بك ونجاك الله منها، حينها تعلم أن من عافاك في الأولى سيعافيك في الأخرى، حافظ على تكبيرة الإحرام جماعة وأكثر المكث في المسجد وعود نفسك المبادرة للصلاة لتجد السرور، لا تعش في المثاليات بل عش واقعك فأنت تريد من الناس ما لا تستطيعه فكن عادلا، عش حياة البساطة وإياك والرفاهية والإسراف والبذخ فكلما ترفه الجسم تعقدت الروح، انظر إلى من هو دونك في الجسم والصورة والمال والوظيفة والذرية لتعلم أنك فوق ألوف الناس زر المستشفى لتعرف نعمة العافية والسجن، لتعرف نعمة الحرية والمجانين، لتعرف نعمة العقل لأنك في نعم لا تدري بها، اهجر العشق والحرام والحب المحرم فإنه عذاب للروح ومرض للقلب، وأفزع إلى الله وذكره وطاعته، لا تظن أن الحياة كملت لأحد من عنده بيت ليس عنده سيارة، ومن عنده زوجة ليس عنده وظيفة ومن عنده شهية قد لا يجد الطعام، ومن عنده المأكولات منع من الأكل.