موضوع: أإم مؤمنين خديجة بنت خويلد 3/1/2014, 1:01 pm
أم المؤمنين خديجة بنت خويلد هي شخصية حبيبة إلى نفوسنا، طالما آزرت النبي "ص" وأعانت على تثبيت ونشر الدعوة الإسلامية، وهي الزوجة الأولى للنبي "ص" وأم أولاده: القاسم، عبد الله، زينب، رقية، أم كلثوم وفاطمة،وإنها أول مسلمة آمنت به "ص" وصدقته وحملت لقب "أم المؤمنين". تلك الشخصية العظيمة هي أمنا خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأرضاها، كُنيت في الجاهلية بأم هند كما لقبت بالطاهرة وسيدة قريش. نشأت رضي الله عنها في بيت من البيوت الشريفة فتربت على الأخلاق الحميدة واتصفت بالعقل والحزم وحرصها الشديد على الخلق الكريم والأدب العظيم،تزوجت بأبي هالة بن زرارة فأنجبت منه هالة وهند لكنها فارقته بسبب موته، ثم تزوجت بعتيق بن عائذ الذي فارقته هو الآخر. امتازت أمنا خديجة بحدة الذكاء، العفة، الطهر، السماحة والسخاء، لقبها "ص" بنساء أهل زمانها وقال فيها:?إن الله يبشرك ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولانصب?. وقد كانت شريفة، عاقلة، مصونة، تقية السريرة، صفية الروح، ذات حسن وجمال، تتمتع بسمو الأخلاق وشرف الحسب وعلو النسب وهذا ما أهلها لأعظم منزلة ألا وهي الزواج بالحبيب الأمين المصطفى "ص". إن أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها كانت سيدة بحق ومثالا للزوجة الصالحة المحبة لزوجها المؤازرة له في السراء والضراء فحين نزول الوحي عليه "ص" في غار حراء قدم إليها يرجف قائلا "زملوني زملوني، دثروني دثروني" وقال لها ?يا خديجة لقد خشيت على نفسي? فقالت له في ثقة: (والله ما يخزيك الله أبدا أبشِر واثبت فإنك تصل الرحم، وتحمل الكل، وتَقري الضيف، وتكسب المعدوم، وتصدُق الحديث، وتعين على نوائب الحق، إنني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة) فطمأنت بكلماتها العذبة فؤاد النبي "ص" وأعادت له سكينته فكانت أول مسلمة آمنت وصدقت بالله ورسوله. ولعظم منزلتها أقرأها الله تعالى السلام على لسان جبريل عليه السلام إذ قال "ص" لها: ?يا خديجة إن جبريل يُقرأ عليك السلام من الله رب العالمين?، فقالت: (الله السلام ومنه السلام وإليه يعود السلام وعلى جبريل السلام). وحتى بعد وفاتها بقيت ذكرى السيدة خديجة في قلب محمد "ص" فكان يذكرها فيقول: ?والله ما أبدلني الله خيرا منها، آمنت بي حين كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس ورزقني الله منها الولد دون غيرها من النساء?وهذا كان كثيرا ما يثير غيرة عائشة رضي الله عنها.وكان إذا ذبح شاة قال: ?أطعموا صديقات خديجة?. وعندما سألته السيدة خولة بنت حكيم: ( كأنك يا رسول الله تجد لفراق خديجة بنت خويلد وحشة؟ ) أجابها: ? أجل والله كانت ربة البيت وأم العيال?. ولشدة وفائه لها كان "ص" يصل صديقاتها ويحسن إليهن ويُسر عند لقائهن لأنهن من ريح الطاهرة الشريفة. وحتى الغرب شهدوا فيها حيث قال درمنجم: (فقد محمد بوفاة خديجة تلك التي كانت أول من علم أمره فصدقته، تلك التي لم تكف عن إلقاء السكينة في قلبه والتي ظلت ما عاشت تشمله بحب الزوجات وحنان الأمهات). إنها شخصية عظيمة بحق إذ وقفت إلى جانب المصطفى "ص" في البيت وفي غار حراء تواسيه في ساعات العسرة، تخفف عنه آلام المعاناة وتمنحه مشاعر الحب والوفاء، توفيت رضي الله عنها قبل الهجرة بثلاث سنين وعمرها يناهز الخامسة والستين وقد سمي ذلك العام بعام الحزن، لترحل بعدما تركت سيرة عطرة وحياة حافلة لا ينسيها مرور الأيام والشهور والأعوام فرضي الله عنها وأرضاها.