هذه بعض الأبيات من قصيد كعب ابن زهير في مدح خير البرية نستذكرها رداً علي بعض المغفلين الجهلة الفاسقين المارقين الذين يحاولون - عبثا - النيل من القمر في عليائه والشمس في سمائها والبحر في هديره والريح في عصفها والغيث في هطله ، فأني لهم ذالك خابوا وخسرو وتبت أيديهم وأرجلهم وبارت عقولهم وقلوبهم وخاست ركابهم وأقدامهم وتف ثم تفو عليهم ...............
قال كعب رضي الله عنه :
بانَت سُعادُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ * مُتَيَّمٌ إِثرَها لَم يُفدَ مَكبول
ُ
وَما سُعادُ غَداةَ البَينِ إِذ رَحَلوا * إِلّا أَغَنُّ غَضيضُ الطَرفِ مَكحول
ُ
هَيفاءُ مُقبِلَةً عَجزاءُ مُدبِرَةً * لا يُشتَكى قِصَرٌ مِنها وَلا طول
ُ
تَجلو عَوارِضَ ذي ظَلمٍ إِذا اِبتَسَمَت * كَأَنَّهُ مُنهَلٌ بِالراحِ مَعلول
ُ
يا وَيحَها خُلَّةً لَو أَنَّها صَدَقَت ما وَعَدَت أَو لَو أَنَّ النُصحَ مَقبول
ُ
لَكِنَّها خُلَّةٌ قَد سيطَ مِن دَمِها * فَجعٌ وَوَلعٌ وَإِخلافٌ وَتَبديل
ُ
فَما تَدومُ عَلى حالٍ تَكونُ بِها * كَما تَلَوَّنُ في أَثوابِها الغول
ُ
وَما تَمَسَّكُ بِالوَصلِ الَّذي زَعَمَت * إِلّا كَما تُمسِكُ الماءَ الغَرابيل
ُ
كَانَت مَواعيدُ عُرقوبٍ لَها مَثَلاً * وَما مَواعيدُها إِلّا الأَباطيل
ُ
فَلا يَغُرَّنَكَ ما مَنَّت وَما وَعَدَت * إِنَّ الأَمانِيَ وَالأَحلامَ تَضليل
ُ
أَمسَت سُعادُ بِأَرضٍ لا يُبَلِّغُها * إِلّا العِتاقُ النَجيباتُ المَراسيل
ُ
يَسعى الوُشاةُ بِجَنبَيها وَقَولُهُم * إِنَّكَ يَا بنَ أَبي سُلمى لَمَقتول
ُ
وَقالَ كُلُّ خَليلٍ كُنتُ آمُلُهُ * لا أُلفِيَنَّكَ إِنّي عَنكَ مَشغول
ُ
فَقُلتُ خَلّوا سبيلي لا أَبا لَكُمُ * فَكُلُّ ما قَدَّرَ الرَحمَنُ مَفعول
ُ
كُلُ اِبنِ أُنثى وَإِن طالَت سَلامَتُهُ * يَوماً عَلى آلَةٍ حدباءَ مَحمول
ُ
أُنبِئتُ أَنَّ رَسولَ اللَهِ أَوعَدَني * وَالعَفُوُ عِندَ رَسولِ اللَهِ مَأمول
ُ
مَهلاً هَداكَ الَّذي أَعطاكَ نافِلَةَ ال - قُرآنِ فيها مَواعيظٌ وَتَفصيل
ُ
لا تَأَخُذَنّي بِأَقوالِ الوُشاةِ وَلَم أُذِنب * وَلَو كَثُرَت عَنّي الأَقاويل
ُ
لَقَد أَقومُ مَقاماً لَو يَقومُ بِهِ * أَرى وَأَسمَعُ ما لَو يَسمَعُ الفيل
ُ
لَظَلَّ يُرعَدُ إِلّا أَن يَكونَ لَهُ * مِنَ الرَسولِ بِإِذنِ اللَهِ تَنويل
ُ
مازِلتُ أَقتَطِعُ البَيداءَ مُدَّرِعاً * جُنحَ الظَلامِ وَثَوبُ اللَيلِ مَسبول
ُ
حَتّى وَضَعتُ يَميني لا أُنازِعُهُ * في كَفِّ ذي نَقِماتٍ قيلُهُ القيل
ُ
إِنَّ الرَسولَ لَنورٌ يُستَضاءُ بِهِ * مُهَنَّدٌ مِن سُيوفِ اللَهِ مَسلول
ُ
في عُصبَةٍ مِن قُرَيشٍ قالَ قائِلُهُم * بِبَطنِ مَكَّةَ لَمّا أَسَلَموا زولوا
تذكير ببعض الحق في يوم مولد الداعي إلي الحق عليه الصلاة والسلام