أريدُ صمتاً وغُرفة فارغه مليئه بالظلام لا نوافذ وإزعاج من الجيران ولا حتى هواء عليل يتسللُ من تحت الباب ،، أريدها فقط أنا وهي أتركونا لوحدنا وارحلو عنا .. نتقاتل - نتشاجر - نبكي - نتألم - نرقصُ على جِراحنا نُغني للظلام المُهم ان لا شأن لكم بنا نحن الإثنتان ، تقدمت خطوة للأمام لكي أسمع ماذا تقول فَ صوتها منخفضٌ جداً
لا أحد يسمعهُ سِواي ثم بدأت أنا بالكلام .. لا أريد ان انبش على جسدك النحيل فقد اتسبب بِموتكِ وهذا ما لا أريده ان يحصل ، حسناً لنبدأ بحديثنا بِصدق لماذا تبكين دائماً !؟ أجيبيني ! لفتت نظري لوحة مُعلقة بِجانب فتحة المدخنه تبدو غير واضحة لي فأقتربت منها فإذا هي فتاةُ صغيرة تُمسك بيد والدِها ! واللوحة من ينظر إليها متأملاً سيلاحظ أنها غير مُكتمله المعالم ! أصابتني حالة جنونيه في هذه اللحظة لأني أتحدثُ مع ذاتي ونفسي وفجأة يظهر الماضي فيكون الموقفُ لحظتها فوضى يَصعب ترتيبُها فَ ذاتُك تحتاج إلى معاملة خاصة وإلا اذنبت بحقها ! وأما نفسُك إما ان تواجهها بالحقيقة أو تقتُلها ! وبينك وبين الماضي معركة طويلة لن تنتهي إلا عندما تنتهي نفسُك عن التفكير بِه أو حتى تموتُ الذاكرة ! أشياءُ كثيرة تصرخُ بِداخلي ولا يوجدُ ثقب تخرجُ منه لكي يسمعها العالم ! أنا وحدي من تُحاول تهدأتها والتخفيفِ عنها بالنوم واغلبُ الأحيان بِ لا شيء جربتُ الهروب من الماضي فَ اصتدم بي المُستقبل شعرتُ بالضياع كيفَ سيكونٌ مُستقبلي ؟ هل سأنجحُ في أمرً ما يخصُ حياتي النفسيه - العاطفية - الجسدية - الاجتماعيه - سرحتُ بِخيالي كثيراً يبدو أنني أستنفذتُ طاقتي كُلها ولم انتبه بأن قلبي كان في غفوة هل يُعقل كنتُ أفكر بعقلي طول الوقت ! فأنا فتاة قلبي دليلي حمقاء بعضَ الشيء من ناحية الحُب لدي قناعة تامة ان الحب أساسُ الحياة ولا حياة من دونِه ،، الحب ليسَ بمعناه الذي تعرفتُ عليه لأولِ مرة بل هو اسمى وارقى بكثير مما قد يظنهُ البشر العاديون فهو بِمثابة الأم لأبنها الرضيع إن تركتهُ في هذا السن فلن يكون إبنها كما لو أنها لم تتركه ، أستيقظتٌ من الوهم فَ وجدتُ المكانَ مليئاً بالضوء ! فقد كنتُ مُغمضةَ العينين وتهتُ فجأةً في داخلي حقاً هُناكَ عالمُ آخر في داخل كُلِ إنسان جزء مُظلم وجزءً مُضيئ ! إن أردت إطفاء المضيئ أغمض عينيك عن الإيجابيات في حياتك وإن أردت إشعال المُظلم فَ عليك الإحساس بالآخرين بمن هم دونك عندها ستشعرُ بِقيمة حياتك- صحتك - عقلك - قدرتك على الإحساس نفسه فهو نعمه بحدِ ذاتها بإختصار ( كُن انت كما ترى نفسك فليسَ هُناك أحد يستطيعُ منعك من ذالِك )